Masked love

شخص آخر

أمير (بهمس): إذن، هل تقولون أن أخي الآن يتعرف على زوجته التي تزوجها منذ خمس سنوات؟؟؟ 

لبنى (بهمس): أغلق فمك يا أمير.. الوضع موّتر بما فيه الكفاية أصلا.. 

أرخى أمير جسده على الكرسي في المطبخ وقال بلامبالاة: "ولماذا تتوترون أنتم؟ هو من قام بهذه المصيبة.. هو من عليه أن يتوتر.." 

سندس (من جانب باب المطبخ): هلّا تصمت يا أمير؟ 

أمير (بانزعاج): كأنكم ستسمعون شيئا من هنا يعني.. 

............. 

من قرب باب المطبخ، كانت سندس ولبنى والحاجة آمنة يراقبون آدم وزينب الجالسين في غرفة الجلوس، قلوبهن على كفوفهن، تنتظرن كيف سيمر هذا اللقاء العجيب.. 

كان آدم يمسك بيده صورة زفافهما، يبتسم فيها الاثنان بسعادة واضحة، نظر لبعض الوقت ثم سأل دون أن ينظر إلى زينب: "متى تزوجنا بالضبط؟" 

ابتلعت زينب ريقها تحاول حبس دمعتها، وقالت بصوت متحشرج: "منذ خمس سنوات.. الثاني من سبتمبر عام 2018.." 

آدم: هل كان زواجنا تقليديا؟ هل أمي هي من عثرت عليك؟ 

نظرت له زينب بصدمة، ومجددا، شعرت بالألم ينخر قلبها بسبب نظراته الباردة وكأنه لم يعرفها يوما، أو بالأحرى وكأنه لا يريدها في حياته.. قالت تحاول تجاهل مشاعرها: "كلا، لقد تعرفنا في مطعم دلال وريان.." 

آدم: امم.. سمعت أنهما افتتحا مطعما.. 

 خرجت ضحكة ساخرة من فاه زينب، هزت رأسها وهي تقول بصوت منخفض: "امم.. افتتحا مطعما.." 

أدارت وجهها للجهة الأخرى، كي لا يرى عيونها المغرورقة بالدموع.. لكنه لم يكن مهتما بذلك أصلا، بل سألها: "إذن، أنت تقولين أننا تزوجنا عن حب، وعشنا معا لسنتين قبل أن أذهب في سفرية العمل التي أصبت فيها، هكذا؟" 

أومأت زينب موافقة.. 

آدم: وكنا سعيدين معا؟ كما نبدو في هذه الصورة؟؟ 

زينب: لم نكن سعيدين يوم زفافنا، خاصة أنت.. كنت غاضبا للغاة بسبب كل المشاكل التي حدثت يومها.. لقد أجبرتك على الابتسام.. 

ابتسم آدم بسخرية، ثم وضع الصورة جانبا وقال: "مشاكل منذ يوم الزفاف وابتسامة بالإجبار إذن، هاه؟ كان يجب أن تعرفي حينها أن هناك خطأ في هذه العلاقة.." 

زينب: ما الذي تعنيه بهذا؟ 

آدم: دعيني أكون صريحا معك.. أنت لا تبدين أبدا كشخص قد أعجب به، ناهيك عن الزواج.. وعقل الإنسان يميل لتحريف الحقائق وتزييفها كي لا يتأذى صاحبه.. ويميل لتذكر الأمور الجيدة فقط بشأن الشخص الذي يشتاق إليه.. بعبارة بسيطة، لا أعلم كيف تزوجنا حقا بالضبط، لكن بما أني نسيتك فهذا يعني أنك لم تكوني شخصا مهما بالنسبة لي كما تعتقدين..