_2_الغيبة وحكمها وعقابها

99 10 1
                                    

الغيبة⛔.

الغِيبة هي أن تذكر أخاك بما يكره، وهي من الرذائل الأخلاقية، التي مثَّل لها في القرآن بكونها أكل لحم الإنسان الميت، وقد نهى عنها الإسلام، وجاءت الروايات تبين قبحها ومساوئها، ونتائجها السلبية على المستويين الفردي والاجتماعي، وأجمع الفقهاء على حرمتها وحرمة الاستماع لها، وكذلك بيّن علماء الأخلاق وجوهها ومصاديقها.

معنى الغيبة⛔.

1⃣المعنى اللغوي
الغِيبة وجذرها اللّغوي غَيَبَ الغين والياء والباء أصل صحيح، يدل على تستر الشيء عن العيون، ومنه اُشتُقت الغيبة، التي هي اسم مصدر على وزن فِعْلَة، وهي الوقيعة في النَّاس، لأنّها لا تُقَال إلاّ في غَيْبَة.

2⃣المعنى الاصطلاحي
قال الجُرجاني في تعريفاته:

الغِيبَة: بكسر الغين أن تذكر أخاك بما يكره، فإن كان فيه فَقَد اغتَبْته، وإن لم يكن فيه فقد بَهَتّ، أي قلت عليه ما لم يفعله،
والغَيَبة: [بفتح الغين] ذكر مساوئ الإنسان في غيبته وهي فيه، وإن لم تكن فيه فهي بُهتان، وإن واجهه بها فهو شَتم.
وقد عرّفها صاحب السعادات: بأنها ذكر الغير بما يكرهه لو بلغه، سواء كان ذلك بنقص في بدنه أو في أخلاقه أو في أقواله، أو في أفعاله المتعلقة بدينه أو دنياه، بل وإن كان بنقص في ثوبه أو داره أو دابته.

الغيبة في القرآن📚⛔.

جاء النهي عن الغِيبة في القرآن الكريم بشكل صريح، بل شبه المولى تعالى الغِيبة بأقبح ما يَنْفُر منه الطبع البشري، فقال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾

الغيبة في الروايات📃⛔.

تعتبر الغيبة من أكثر الآفات الأخلاقية التي وردت الأحاديث الشريفة في ذمها وتبيان عظم قبحها، وتوضيح الأمور التي تعتبر من مصاديق الغيبة، فقد جاء عن أمير المؤمنين (ع): «من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه».

ومما ورد في الأحاديث المروية عن النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم في تبيان عظم رذيلة الغيبة أنّه قال: «الغيبة أشدُّ من الزنا، قيل: وكيف؟ قال: الرجل يزني ثمَّ يتوب فيتوب الله عليه، وإنّ صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه».[٧]

وجاء عنه صلی الله عليه وآله وسلم أيضاً: «من اغتاب مسلماً أو مسلمةً لم يقبل الله صلاته ولا صيامه أربعين يوماً وليلةً إلّا أن يغفر له صاحبه».

ومما ورد أيضاً عن الإمام علي(ع): في الغيبة: «الغيبة قوت كلاب النار» وقوله: «أبغض الخلائق إلى الله المغتاب»

موَاضيع مختلفة دِينيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن