الفصل التاسع

1.2K 63 16
                                    

استثناها الله من بين خلقه..
فأوجد لي بين أنفاسها دفءٌ لم أجده في شيء سواها!..

**

صوت طقطقة عقارب الساعة، رياح قوية ومعزوفة لحنتها قطرات المطر المرتطمة بالنافذة وبعض الأشياء الموجودة خارجا في الفناء..
شعرت بنسمات رياح باردة تتخلل جسدي، سحبت الغطاء قليلا ولففته حولي كحركة لا إرادية وأنا ما بين الوعي واللاوعي..
مزال جزءا مني نائما والآخر مدركا لبعض الأشياء التي تحدث حوله..
لكن لم تطل حالة الشبه يقظة هاته حتى أصبحت في كامل إدراكي..
تبا لقد كان كل ذلك حلما!..
يا ليتني لم أستيقظ.. لقد كانت قبلة جميلة..

إدراك متأخر آخر بأنني نائمة في منزلها حقا!!..
تبا!.. كيف نمت ومتى، ثم.. من قام بوضع هذا الغطاء علي!..

قفزت بهلع من السرير ورميت الغطاء لأبدأ بتحسس المكان الذي بجانبي بيدي، لكنني لم أجد أحدا..
أيعقل أن تكون قد نامت مع عائلتها!..
- ياسمين!.. ناديتها بصوت هادئ لكنها لم تجب..

- أين هاتفي تبا!..
بدأت أبحث عنه بجانبي على السرير بعدما تذكرت بأن آخر مرة رأيته كان في يدي لكنني لم أجده فقررت أن أنهض وأشعل ضوء الغرفة لأرى ما إذ كانت هنا..

بدأت أسير وسط ذلك الظلام الحالك بحذر حتى لا أصطدم بشيء أو أقع..
لكنها لم تكن سوى بضع خطوات حتى شعرت بشيء ما يسحب قدمي لأجد نفسي واقعة فوقها!!..
تأوهت بصوت خافت بعدما ارتطمت رؤوسنا ببعضها البعض..

- ااه.. شو هاد!.. صرخت متألمة لأرفع رأسي ممسكة إياه ولم أطل حتى رأيت ضوءا ساطعا مسلطا على وجهي مباشرة..
كان ضوء أباجورة قامت بإشعالها فور ذلك الحادث..

- شو بتعملي انتي!!!.. صرخت بدهشة وهي تدفعني بقوة..

- هدي ولك.. كأنك نسيتي أنو عيلتك هون!.. قلت محاولة تهدئتها وأنا أعدل جلستي..

- ايش كنتي بتحاولي تعملي؟!.. سألتني بغضب لكن بصوت منخفض قليلا عن سابقه بعدما تذكرت وجود عائلتها..

- ولا اشي وحياتك، كان بدي شغل ضو الغرفة ووقعت، في اشي عكل مشيتي، خيط أو مش عارفة شو.. قلت ونظرت نحو المكان الذي وقعت منه لأجد حمالة صدر ملقية على الأرض..

تأملت حمالة الصدر قليلا ثم نظرت إليها بابتسامة جانبية كاتمة ضحكتي وأشرت لها بأصبعي قائلة.. - هاد ستيانك هو الي وقعني يعني؟..

نظرت لي بإحراج ثم لسيمبا النائم في الزاوية وقالت.. - اخخ سيمبا.. ثم نهضت بسرعة وأخذت حمالة الصدر كي تعيدها لمكانها..
ضحكت قليلا ثم اتكأت أنا على الجدار متأملة إياها وهي تركض نحو الخزانة ثم قلت.. - يعني سيمبا بيلعب بستيناتك؟..

تحت ظلال الياسمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن