الفصل الخامس عشر

565 50 23
                                    

أرى بقلبي فيكِ تفاصيلاً لا يراها غيري..

**

سماء صافية كصفاء ذهني في هذه اللحظة..
أسير بهدوء بجانبها، مركزة على جمال ذلك التدرج اللوني بين البرتقالي المحمر والأزرق الداكن في منظر غروب لا مثيل له..
نسيم رياح ربيعية لطيف يلفح وجهي ليسمح لي بإيجاد سلامي الداخلي..
ارتشفت بعض القهوة وأكملت سيري بجانبها بصمت لتقطعه هي قائلة.. - قبل مبارح حكيتيلي أنو بدك نحكي بموضوع بيخص علاقتنا.. فينا نحكي هسا؟..

نظرت إليها بابتسامة ثم أجبت.. - بدو قعدة مريحة..

- ممم.. بنقعد نتعشى مع بعض ونحكي.. قالت وضحكت ثم أردفت.. - الجو حلو..

- فعلا.. بس أنا لازم روح هسا حبيبتي.. توقفت وقلت بابتسامة لتحرك طرف شفتيها جانبا كما تفعل كلما ملت من شيء ما..

- بليز.. ما تزعلي، بس انتي عارفة.. أمي تعبانة شوي كمان..

- امت فينا نلتقي ثاني طيب؟.. سألتني..

- هالأسبوع، بفضى شي مسا وبزورك بالبيت.. أجبتها لتبتسم أخيرا وتجيب.. - ماشي..

أكملت شرب القهوة ثم رميت الكوب في سلة المهملات الموجودة عند المدخل واحتضنتها قائلة.. - يلا لازم روح..

- ماشي حبيبي.. انتبهي ع حالك.. قالت وهي تبادلني الحضن لنودع بعضنا البعض وأغادر..

رحت أسير بالسيارة مشغلة بعض الأغاني أدندن معها إلى أن وصلت عند أحد الطرقات المزدحمة بالسيارات..
نظرت عبر النافذة لطول الزحمة ثم قلت بيني وبين نفسي.. - تبا..

التفتت من جديد نحو النافذة لأنظر إلى ذلك الشارع الموجود عند يميني، تمعنته قليلا لأجد نفسي قد سرحت بين تلك الذكريات من الماضي اللعين..
صوت بكاءها، رائحة الدماء، ثقل ذلك السلاح، حرارة ذلك الثوب، نظارات الحقد، ظلم، كراهية..

قطع شرودي صوت زمور السيارة من خلفي لأنتبه بأنه علي التحرك من مكاني..
وفي لحظة اتخذت قرارا سريعا بأن أنعطف وأدخل الشارع..

- أيتها الغبية ألا تجيدين قيادة سيارة!.. سمعته يقول لأرفع له أصبعي الأوسط وأكمل طريقي داخل الشارع..

ركنت السيارة جانبا عند مدخل العقبة وأكملت طريقي سيرا على الأقدام إلى أن وصلت إلى ذلك المنزل..

وقفت أمامه بتوتر وأنا أفكر ما إذ كان يجدر بي حقا فعل هذا..
لكنني قررت أخيرا.. ضغطت على الجرس لأسمع صوت فتاة تقول.. - جاية..

ثم لحظات لأراها تفتح الباب وتظهر من خلفه..
- أهلين.. صفد هان؟.. سألتها بنبرة يتضح منها التوتر

تحت ظلال الياسمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن