الفصل العاشر

869 63 13
                                    

لم أدرك يومًا سحر العيون..
حتى صفعتني نظراتها..

**

شعلة حمراء طفيفة تحرق طرف تلك السجارة كما تحرق الأفكار خلايا دماغي ثم تنطفئ فجأة لتدع هذه الأخيرة تشعل بعضها البعض فتدمرها وتنهش منها..
لتؤدي بها إلى الهلاك!..

وفي رواية أخرى.. كانت هي تلك الشعلة وكنت أنا هاته السجارة..

أمسكتها بطرفي أصابعي ورحت أتأملها وأنا في حالة شبه غياب عن الوعي..
كنت غارقة فيها كغرقي حاليا في أثار الثمالة!..
وحتى في أثار الثمالة هذه لم أكن أشعر بشيء سواها..
ركزت نظري على تلك السجارة التي كنت أمسكها بين طرفي أصبعي السبابة والإبهام..
رفعتها قليلا..
وبين ذكرياتي، رأيت ذلك الخاتم بين أصابعي بدلا من السجارة..
ورأيت تلك الغرفة بدلا من هذه السيارة..
ثم رنت تلك الجملة التي قالتها في رأسي والتي أنهت كل شيء قبل بدايته أصلا!..

- صعب تكون مثلي بمجتمعنا هاد، لهيك ماعم فكر بالارتباط نهائيا.. فوق هالشي علي مسؤوليات مش حتسمحلي فكر حتى أدخل بعلاقة..

- وشو لو حبيتي؟.. سألتها وأنا أضغط على علبة الخاتم بيدي..

- ما بظن برضو.. الموضوع أصعب مما تتخيلي بيسان..

كانت خطوة صعبة نحو الأمام..
تلتها مباشرة ودون أي فاصل عدة خطوات متسارعة نحو الوراء..
خطوات القتني من حافة الجرأة إلى قعر الندم..
ندم بات يلازمني كأنفاسي!..

خاصة بعد أن رأيتها مع إيف اليوم!..
تذكرت تلك الابتسامة التي كانت ترتسم على وجه هذه الأخيرة وهي تخبرني بأنها نامت في منزلها!..
لأول مرة شعرت بكره وحقد اتجاهها..
لاطالما أحببت تلك الابتسامة..
لكنني كرهتها اليوم ولأول مرة!..

تنهدت في محاولة إزاحة كل ذلك الثقل من صدري..
أخذت هاتفي ثم اتصلت بهبة، فلا حل لي سوى البقاء عندها هذه الليلة..
لم يسبق لي أن شربت إلى هذه الدرجة ولا يمكنني العودة إلى منزل عائلتي في هذه الحالة!..

- أهلا هبة.. قلت محاولة تعديل نبرة صوتي حتى لا أثير قلقها..

- أهلين حبيبي.. اشتقتلك، كيفك؟.. أجابتني بحماس..

- منيحة.. أنا بيافا هسا، فيني اجي نام عندك؟..

صمتت قليلا ثم أجابت.. - اي فيكي، بس شبو صوتك وامت رجعتي وليش ما خبرتيني؟..

- بحكيلك لما أوصل.. أجبتها وأغلقت الخط مباشرة ثم انطلقت أقود السيارة بهدوء، وماهي إلا لحظات حتى وصلت إلى منزلها..

تحت ظلال الياسمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن