الفصل الثاني: ما هو الخيال؟

88 12 6
                                    

ربطت رايليانا بندقيتها المفضّلة بحزام على ظهرها، بعد ما غطّتها بخرقة سكريّة اللون، ثم تأكدت من محتويات حقيبة الخصر خاصّتها… ورقة وقلم، سكين حادّة، كشّاف صغير، ونظارة احتياطية. أغلقت الفتاة حقيبتها ثم شدّتها على خصرها، تأكدت للمرة الأخيرة من شكلها في المرآة ثم انطلقت خارج غرفتها.

كانت وجهتها هي المكتبة، وهناك أبصرت كمية التغييرات الحاصلة بها، يحتل جهتها الشمالية منظار كايوس العملاق بعدما كانت مليئة بالطاولات ومقاعد الجلوس، وفي الجدار المقابل لبوابة المكتبة كانت طاولة كبيرة تشغلها بعض الأوراق والكتب -وكايوس الذي لسببٍ مجهول قرر أن يجلس عليها أيضًا- بينما تغير سقفها المصمت لآخر زجاجي. الشيء الوحيد الباقي على حاله كانت الجهة الجنوبية حيث بقيت أرفف الكتب كما هي بدون أن تُمسّ. 

للحظات، تمنت رايليانا أن تبقى هنا بعدما أحست أن الجو سيكون مليئًا بالمتعة والمرح عكس ما ستحصل عليه هي ورفيقتيها من توتر وقلق كونهم من سيذهبون لإنقاذ الباقين… الباقين الذين سيستمتعون هنا بينما هنَّ الثلاث ستعانين هناك من أجلهم، لكنها عدالة سيريوس!

بدأت رايليانا تبحث عن صديقتيها بعينيها علّها تجدهما أو أحداهما على الأقل، فوجدت ميدوسا التي ارتدت عباءتها، بينما تركت القلنسوة تتدلى على ظهرها وثعبانها الصغير إيوث يلف نفسه حول عنقها كسلسال مختبئ بين بقية الاكسسوارات، وبشكل غريب كانت أفاعي رأسها تمدد نفسها بكل هدوء على ظهرها كخصلات شعر طبيعية. 

على مسافة ليست ببعيدة كان يقف سيريوس وڤولانس، حيث مدّت له الأخيرة مجموعة من الأوراق وهي تتحدث بجدية عكس عادتها، بينما كان سيريوس يكتفي بهز رأسه… لوهلة فكرّت رايلينا أنه ربما لو فكّ هذه العقدة بين حاجبيه؛ لكانت حياته أسهل ومنظره ألطف… ربما يجب أن تقترح عليه هذا في أحد الأيام. رمت الفكرة جانبًا من رأسها عندما شعرت أنه يخترقها بنظراته الرمادية؛ بادلته النظرات لبضع ثوانٍ ثم توجهت لميدوسا بعد ما تلقت إشارته بذلك… وفعل هو المثل ثم قال: «هذه بعض الأوراق والأبحاث والخرائط ستفيدكم خلال مهمتكم، جمعها باقي الشباب من أجلكم... حاولوا عدم إتلافها لأن جزء كبير منها أقدم منكما مجتمعتين.» رُبما لم تشعر رايليانا بالإهانة من كلامه بسبب صغر سنّها النسبي، لكن ميدوسا التي تجاوز عمرها الثلاثة قرون؟ قد يكون هذا كالطعنة لها.

انضمت ڤايبر للفريق أخيرًا، ومن شكلها يبدو أنها أخذت الأمر لمستوى آخر، قامت بتغيير ملابسها بالكامل وشدّت شعرها الأبيض الذي لطالما اعتادت أن تسدله على ظهرها ليكون الآن على شكل ظفيرة، وحملت على ظهرها حقيبة سوداء من حجمها يمكننا أن نستنتج أنها شحنت نصف القصر داخلها، وعلى خصرها من الخلف كان سيفها داخل غمده، بينما على الجانب الأيمن شدّت حقيبة أخرى صغيرة برز منها رأس ثيو الأبيض. 

نوازل الخيالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن