الفصل الخامس: كيف ترسم بطل قصّتك؟

46 7 1
                                    

البوابات البُعدية هي بوابات تكوّنت مع نشأة الأبعاد الأولى كشيءٍ طبيعي يربط كل بعد بباقي الأبعاد الأخرى، قد تتمثّل هذه البوابات في بحيرة ماء، أو كهف أعلى قمّة جبل، لكن هُناك نوعٌ آخر من البوابات... نوع مستحدث بواسطة السحر، المختلف في هذا النوع هو أن مُنشئها هو الذي يمكنه تحديد شكلها ومكانها، وفي بعض الأحيان ربطها بأشياء أخرى.

النوع المستحدث من البوابات كان هو النوع الذي استخدمه الحارس لنقل الفتيات بين الأبعاد، ثم ربط بوابة كل بعد باستقرار البعد نفسه، فإذا عاد البعد لاستقرارهِ الطبيعي؛ إذن ستُفتح بوابة مؤقتة عن طريق أداةِ الخلل التي شوّهته سابقًا... تمامًا كما حدث للفتيات مع الكتاب الذي تحول لبوابةٍ لاحقًا.


«الانتقالُ بين الأبعاد أسوأ من ركوب الأفعوانيةِ!» أعربت ميدوسا بإعياء، كانت تتكئ بجسدها على شجرة، بينما أحنت جزأها العلوي للأمام قليلًا في محاولة لتخفيف الدوار، ومع أن الانتقال لم يكن بنفس قوة الانتقال الأول، إلا أنه تمكن منها بطريقة ما.

فكّرت ڤايبر أنه ربما كانت ميدوسا تعاني من دوار الانتقال بين الأبعاد، مع أنها لم تكن تعرف لو أمكن وجود نوع كهذا من الدوار أصلًا، لكن بالنظر لميدوسا الآن؟ يبدو أنه موجود حقًا.

وعلى عكس فتاة الأفاعي تمامًا، كانتا ڤايبر ورايليانا بكامل وعيهما وقدرتهما؛ وكأن الثلاثة لم يخرجن من نفس البوابة.

بينما كانت ميدوسا تحاول استرجاع طاقتها؛ بدأت ثعابينها حركتها المعتادة في استكشاف المكان، لكن هذه المرة ولأنها لم تكن تغطي رأسها بقلنسوتها فقد أخذت الثعابين كامل حريتها في التنقل والحركة، حتى ترابطت وتعقدت ببعضها البعض، مما اضطرها لتغطية غبائهم بالقلنسوة مجددًا.

كان المكان الذي نُقِلت له الفتيات هذه المرة تلال خضراء تشقها الوديان ومجاري المياه، كان المكان مفتوح الفضاء حيث يمكن ملاحظة الجبال البعيدة نسبيًا بوضوح تخترق السماء الصافية.

«لن أقود كل المهمات، جدنَ من يقود هذه المهمة فأنا أستقيل.» قالت ڤايبر وهي تلقي البوصلة ناحية ميدوسا التي بالكاد تمكنت من التقاطها، وجّهت الأخيرة نظرها ناحية رايليانا فتصنعت هذه أنها منهمكة في تأمل شيء على الأرض... وهكذا وجدت ميدوسا نفسها وسط قيادة المهمة الثانية.

جلست ميدوسا على الأرض، ثم فتحت البوصلة والخرائط أمامها تحاول تحديد مكانهن، وبعد بعض التأمل والتفكير استطاعت أن تخمن موقعهن على الخريطة، ومنه استطاعت رؤية مدينة صغيرة لا تبعد عنهن كثيرًا، ويصدف أنَّ عقرب البوصلة الأسود يشير لنفس جهة المدينة.

«هل تسمعان هذا؟ يوجد خطبٌ ما!» تساءلت رايليانا فأصاخت كل من ڤايبر وميدوسا السمع حتى استطاعتا تمييز أصواتٍ بعيدة أشبه بالنداء.

نوازل الخيالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن