الفصل السادس: كيف ترسم بطل قصّتك؟²

29 4 2
                                    

يتكون المعبد من بعد كامل مستقل يرتبط هو الآخر بأبعاد الخيال ويعمل على استقرارها. لم يكن مخولًا للجميع زيارته والوصول إليه، لا يمكن إلا لأشخاص محددين ولأسباب محددة وعبر بوابات محددة. وعلى الرغم من ذلك فلم يكن للمعبد شكل ثابت، وليس كاسمه، فالمعبد لم يكن معبد بالمعنى الحرفي، لكن لأن الأعمدة الرخامية الضخمة كانت الشيء المشترك في كل الأشكال التي تشكلها هذا المعبد؛ فقد كان طابعه العام أشبه بالمعابد الإغريقية، ومن هنا اتخذ اسمه.

•••

تكتفت ڤايبر وهي تتأمل شخصًا آخر عادَ لطبيعتهِ الجبانة كما كان قبل أن يبدأ بتحدي كل ما أمامه بلا مببر: «يمكننا تسمية هذا تقدم إضافي!»

أومأت لها ميدوسا قائلة: «أجل وعظيم، لا أطيق هؤلاء المتحورين!»

ضحكت رايليانا ساخرة وقالت: «هل لأنك توقفتِ عن التطور مؤخرًا؟»

«هذه المغامرة وحدها ستزيد من تطورنا، معلوماتنا، أفكارنا وتجاربنا، ستصبح أمثلتنا أكثر لأننا سنضرب بأحد هذه الأحداث كمثلٍ في وقتٍ ما، أنا أتطور ولو أن تطوري بطيء مؤخرًا لأني ألف في دوائر لكنه معقول، لا أحبذ أن أدخل إلى غرفتي ليومين ثم أخرج منها متطورةً إلى ثعبانٍ كامل!»

ضحكت ڤايبر وأضافت تخاطب رايليانا: «مع كل حبها لثيو هي لم تتطور وتتخلص من فزعها التلقائي منه حين يمر بجوارها حتى الآن، لا يمكنها فعل هذا في أقل من عشر سنين».

اعترضت ميدوسا بانفعال: «من قال هذا؟ أنا أفزع من ثيو! لا تضحكيني.»

تساءلت رايليانا بجدية: «ما هي حدود التطور المعقول إذًا، فهمنا أن ذلكَ الجبان لا يمكن أن يواجه كائنات الظلام في اليوم التالي من حصوله على قدرته وهزيمتهم ولكن بشكلٍ عام؟»

«الأمر لا يحدد بالأيام، بل بالجهود والقابلية والمعقول، لن يصبح المحارب قويًا فقط من تطوير أفكار وأساليب القتال في رأسهِ، التدريب وتطبيق الأفكار لهُ دورٌ أكبر وفعل ذلك بالحلبة كتجرع خلطة لاكتشاف ما إن كانت سمًا أو دواءً» قالت ميدوسا.

أردفت ڤايبر وهي تعدل حقيبتها على كتفها: «لنذهب ونكمل عملنا، هناكَ المزيد فلا بوابة هنا.»

تحركت الفتيات تحت أنوار أعمدة الإنارة يتبعن حدسهن حتى واجهن فتىً يملكُ قوة شديدة تمكنه من تدمير ما يضربه، كان يدمر كل شيءٍ من باب اللعب واختبار نفسهِ، وفوضى تنتشر خلفه.

جذبت الفوضى الناتجة ثعابين ميدوسا، فأخرج بعضهم رأسه  يختلس النظر من تحت القلنسوة بفضول. تنهدت وأعادتهم قائلة: «رؤية هؤلاء ترهق القلب والعقل والثعابين.»

ردت فايبر: «هذا من تأثيرات الخلل لنحل الأمر سريعًا.»

أطلقت رايليانا طلقةً في الهواء من بندقيتها تجذب انتباه الفتى، ثم انطلقت كل من ميدوسا وڤايبر يصلحن وضعه، خمدت قدراته وغدت قليلةً تكاد تكون طبيعية، ولإخراجها كان عليه بذلُ جهدٍ كافٍ يجعله يثمّن الأشياء من حوله ولا يدمرها.

نوازل الخيالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن