بُنيت عوالم الخيال أول مرة من عقول الكُتّاب، يومًا بيوم وفكرة بفكرة أنشأ الكتّاب هذه العوالم بدون علمهم بوجودها، لكن مع كل إضافة جديدة أو فكرة مبتكرة كانت هذه العوالم تكبر وتتوسّع، وبالمثل مع أي خطأ أو عمل غير منطقي يقوم به أحد هؤلاء الكتّاب؛ كان جزء من هذه العوالم يتضرر.
ولأن أعضاء أكاديمية الإبداع هم المعنيون بالتواصل مع هذه الأفكار وترتيبها؛ رُبط بعدهم فرولينج بكامل الفئات، وأصبح الخلل الذي يمسّ أي فئة يؤذي فرولِينج بطريقة ما.
يختلف الخلل من مكان لآخر حسب نوع الخلل نفسه ومكان حدوثه، قد يتجسد على شكل شرير مختل أو قلادة مسحورة أو حتى قصاصة ورق صغيرة، لكن من المؤكد أنه وبرغم كل هذه الاختلافات فإن نتائج الخلل واحدة، الدمار.
لم يكن المكان الذي وصلت له الفتيات مشابهًا لقلب عاصمة المدينة التي كنّ يسرن في طرقاتها فور وصولهنّ، بل لم يكدْ يبدو أن المكانين ينتميان لنفس العالم حتى، كانت هذه الأرض أشبه بخرابة أكثر من كونها آثار مدينة قديمة، أنقاض وأنقاض ولا أثر لأي مخلوق حي.
كان الصمت يسيطر على الفتيات الثلاث مع صدمة ونوع من الخوف من المجهول الذي تسبب بهذا.
«أعتقد... هل من الضروري أن أوضح ما ببالي أم أنه واضح؟»
همهمت ڤايبر موافقة، فمن الواضح أن هذه البقعة هي وجهتهن.
«الخلل هنا.» صدح صوت رايليانا مؤكدة ما فكرت به رفيقتيها.
«إذن لنعثر عليه!» قالت ڤايبر تحثهما على التحرك، لكن تساؤل رايليانا أوقفها «كيف سنعرفه؟»
«لا بدّ من وجود إشارة ما ستدلّنا.» أجابتها ڤايبر.
تحسست ڤايبر مقبض سيفها، بينما أشهرت رايليانا بندقيتها أمامها، ثم توزعت الفتيات في المنطقة يبحثن فيها عن أي شيء غريب قد يبدو كخطأ وسط هذا الدمار.
سيطر الصمت الثقيل على أجواء البحث هذه، لا يقطعه إلا قرقعة الحطام أسفل أقدام الفتيات، بقيت كلُ واحدة منهم غارقة في أفكارها ومخاوفها بعد ما استوعبن كبر حجم المهمة التي كُن فيها وجديّتها.
«أهكذا تفعل الأخطاء بالعوالم والأبعاد؟» تساءلت ڤايبر بينها وبين نفسها، ربما عاش الكثيرون هُنا، لكن مالذي حدث لهم؟ هل رحلوا بإرادتهم أم تم إجبارهم على الرحيل؟ هل أخذهم الخلل إلى مكان آخر أم أنهم تمكنوا من الهرب والنجاة؟ فكّرت الفتاة أنه أيّا كان ما تسبب بهذا الدمار فهو لم يكن لطيفًا أبدًا.
«أتظنّان أن الخلل نقل سكان المنطقة إلى بُعدٍ آخر؟» سألت ميدوسا، لتجيبها ڤايبر: «ربما، كل شيء ممكن.»
مر الوقت بطيئًا والفتيات يبحثن عمّا يقودهن للخلل أو سبب هذا الدمار على الأقل، ثم وبلا أي مقدمات انطلق صوت زر حماية بندقية رايليانا بينما وجهتها نحو الصخور!
أنت تقرأ
نوازل الخيال
Fantasyدليلك نحو عالم الخيال، حيث تسبح الحوريّات، وتتراقص الجنيّات، وتتقاتل الوحوش. هُنا، سنريك خطوة بخطوة ما هي الأخطاء التي وقع بها كُتّاب الخيال، والتي أدت إلى تدمير عوالم، وهددت أُخرى. نوازل الخيال، الكتاب الأول ضمن سلسلة كيف نكتب في فئة| فئة الخيال.