الفصل الثالث: كيف تخلق فكرة؟¹

63 10 5
                                    

عوالم الخيال هي أبعاد متصلة ببعضها البعض، قد يتكون البعد الواحد من مدينة صغيرة أو عدد من الممالك الضخمة... كل عالم يختلف عن الآخر بطريقة ما، بعضها كان أشبه بكوكب الأرض وبعضها الآخر كان وكأنه مدينة خرجت من أحلام أحدهم. 

وفي إحدى تلك الأبعاد غير المعروفة فتحت بوابة بعدية حجرية بزغت من العدم؛ لتقذف ثلاثة أجساد بشرية -أو شبه بشرية- خارجها، ميدوسا، ڤايبر، ورايليانا. 

ارتطمت كل من ميدوسا ورايليانا بالأرض واقعتين، بينما بالكاد تمكنت ڤايبر من البقاء واقفة على قدميها يتشبث بها قطها الأبيض ثيو بقوة كي لا يقع. 
الانتقال عبر البوابة البعدية كان سريعًا و ذو تأثير قوي على البشر العاديين، ونتيجة لهذا فقد كان أثره على الواقعتين أرضًا أقوى من أثره على ڤايبر، تلك التي اعتادت أصلا التنقل السريع بالإضافة لبنيتها الجسدية المختلفة عن رفيقتيها. 

كانت رايليانا قد بدأت بعد بعض الوقت تستعيد قواها، لذا فقد قامت واقفة بجانب ڤايبر تتأمل الأرض التي رُمين فيها، وخلال هذا بدأت ثعابين ميدوسا تثير حركة غير مستقرة أسفل قلنسوتها محاولة استكشاف المكان، لتلاحظ الفتاة بدورها كم أنه كان كبير مما جعلها تشعر بالدوار والتعب أكثر من قبل، وعليه فقد ألقت بجسدها ممددة «لا أظنني بخير، لنعد إلى القصر وأنا مستعدة لتنظيفه من القبو حتى العليّة بدلًا من كل هذا.» وبعيدًا عن أن رفيقتيها تعلمان أنها تكذب، لكنهن لم يكنّ يملكن مواساة مناسبة يقولانها، لذا اكتفين بالصمت يطالعنها علّها تستجمع شتات نفسها سريعًا. 

ولما أطالت ميدوسا في استجماع نفسها، بدأت رايليانا تستحثها على النهوض: «انهضي يا فتاة ولننهي هذا سريعًا» ثم شدّتها من أطرافها علّها تستجيب وتتحرك، لكن ميدوسا لم تتحرك قيد أنملة، ثم وبصوتِ مثير للشفقة ردت قائلة: «ليس وكأنه سينتهي عندما نتم المهمة هنا، لا زال أمامنا الكثير وهذه البداية فحسب.» 
شعرت فايبر بالعجز من وضع رفيقتها، وفكرّت لو أن ثيو يتحول الآن ويحملها من أفاعي رأسها لتتحرك رغمًا عنها، لكن قاطع تداخل أفكار ثيو مع أفكارها فكرتها هذه، ومن الواضح أن ثيو استحسن الفكرة؛ لكّنها صرفتها سريعًا من رأسها حتى لا يأخذها الوحش الصغير على محمل الجد ويبدأ بتنفيذها. 

عادت ڤايبر بوعيها للواقع موجهة نظرها ناحية رفيقتيها لتجد رايليانا قد عادت تستلقي بجانب ميدوسا، ويبدو أن هناك حوارًا دار بينهما فاتها، لكن من واقع الأمر؟ من الواضح أن ميدوسا نقلت أفكارها المحبطة لرايليانا التي تأثرت بها. 

أخذت ڤايبر نفسًا عميقًا ثم قالت موجهة كلامها لرفيقتيها: «تنويان التحرك أم أنكما ستنتظران النيزك حتى يقضي على فرولِينج وكامل الأكاديمية بمن فيها؟» 

لم تحتّج لإضافة أي شيء آخر، فقد استقامتا سريعًا، ورغم ذلك أخذتا تحدقان ببلاهة إلى المكان الذي كنّ فيه، تذكرت ميدوسا أمر البوصلة لذا أخرجتها من حقيبتها وأعطتها لفايبر بما أنها كانت الوحيدة بينهن بكامل قواها. 

نوازل الخيالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن