الفصل الثامن: جانب الشر في العمل.²

18 5 1
                                    

«يبدو أن ڤايبر الغاضبة قد رحلت، هل يمكننا البقاء هنا قليلًا بما أنها تبتسم هكذا؟» سألت رايليانا وهي تلف يدها حول عنق ڤايبر مما زاد من ابتسامة الأخيرة اتساعًا رغمًا عنها.

كانت طبيعة المكان وجوّها يؤثران على مزاج الفتيات بقوة، حيث كانت الفتيات يسرن في خطٍ ترابي تتراما على جهتيه الأراضي الزراعية المليئة بالقمح الأصفر، وبين الحين والآخر تهب نسمات الهواء المنعشة لتعبث مع النباتات التي تستجيب للهواء بالانحناء والتموج فتبدو وكأنها أمواجُ بحرٍ ذهبية.

ضربت ميدوسا كفّيها ببعضهما وفركتهما متسائِلة: «حسنًا، ماذا لدينا هنا لنعمل عليه؟» نظرت الفتيات لبعضهن عدة ثوان، ثم استأنفن السير، فكل شيء يبدو طبيعي ولا دليل لوجود وحش أو ثغرة من أي نوع هنا، بل على العكس تمامًا فقد كان المكان هادئًا ومسالمًا لأبعد حد.

«بما أننا لا زلنا في البُعد نفسه لكن في مملكة أخرى، ونظرًا لأن المهمات السابقة كانت تتعلّق بعنصر الشخصيات، هل يُعقل أن مهمة هذه المملكة لها علاقة أيضًا بالشخصيات؟» تساءلت ميدوسا لتجيبها رايليانا فورًا: «لا أستبعد هذا؛ فالعمل على عنصر الشخصيات يحتاج وقتًا طويلًا، لذا وجود العديد من الثغرات به أمر منطقيّ.» وافقت ڤايبر رايليانا الرأي وأومأت دون تعليق.

بالنسبة لڤايبر فعنصر الشخصيات أهم عنصر، وقد كانت صديقاتها يعلمن ذلك فعلًا: «ميدوسا ما رأيك أن تخرجي البوصلة وترين في أي اتجاهٍ تشير؟» طلبت ڤايبر فأومأت ميدوسا وأخرجت البوصلة مستجيبة.

استمرت الفتيات بالسير تتبعن عقرب البوصلة حتى وصلن لبقعة أرض معزولة خالية من أي زرع، وفي المنتصف كانت هناك حفرة على الأرض، اقتربت الفتيات من تلك الحفرة فبدأ عقرب البوصلة يدور بجنون فتبادلت الفتيات النظرات بصمت.

«حسنٌ حسنٌ... أتيتُ هنا لحل الثغرات والعودة للقصر، لا لأحظى بمغامرة رايليانا في بلاد العجائب الخاصّة بي.» قالت وحرّكت بندقيتها بانزعاج.

«لا تقلقي، لا أحد سوف يدخل الحفرة.» قالت ميدوسا تهدئ صديقتها، بينما بقيت ڤايبر صامتة تحيك فكرتها قبل أن تقترحها على رفيقتيها: «ما رأيكما لو دخل ثيو وإيوث؟ حينها يستطيعون إخبارنا عمّا هناك.» اقترحت ڤايبر بعد بضع دقائق فكرتها التي تتضمن استخدام التواصل العقليّ ما بينها وثيو، وميدوسا وإيوث؛ فكلٌ منهما تستطيع سماع أفكار الآخر بطريقة ما.

تحمّس ثيو لمغامرة أخرى فقد بدأ يشعر بالملل بما أن كل ما يفعله مؤخرًا هو الجلوس على كتف صاحبته ومشاركتها بعض التعليقات الغبية حول كل ما يرونه فتضحك مع نفسها كالمجانين، لذا فقد بدأ القط الصغير يفكر بعمل مقلب على الفتيات هو الآخر بطريقة أو بأخرى.

لكن من جهة أخرى أبدى إيوث العاقل تردده بالذهاب كتردد ميدوسا بإرساله والسبب الرئيسي قطٌ أبيض لطيف، فدخلا محادثة صامتةً بينهما، إلا أنّهما بالنهاية وافقا بنزول إيوث للأرض، ثم دخلَ الحفرة خلفَ ثيو بعدَ ترقبٍ وتأكدٍ من أنَّ المسافة بينهما آمنةً كفاية له ولمن تشاركه الشعور.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 17 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نوازل الخيالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن