الحلقة الأولى "الأمان" 🦋

82 16 3
                                    

رواية ¦¦ هذا المَصير "في حبّك أدمنت"
بقلم ¦¦ مريم السيِّد. ♡
الحلقة¦¦ الأولى.

جيت قَعَدتْ جمبها ونمت على فخذها زي عادتي، بصيت ليها وقلت:
-لولاكي يست الكل كان زماني ضعيفة أوي!!
فضلت تلعب في شعري وقالت:
-هييجي اليوم إللي مش هبقى فيه معاكي بس وقتها هيبقى طيفي مش مفارقك وهبقى معاكي في كل مكان وفي كل حتة.
قمت من على رجلها وقلت بضيق:
-ماما ياريت بلاش تقولي الكلام البايخ ده أنا بجد بتضايق من الكلام ده.... وبعدين إنتِ عاوزاني أخلي بالي من يوسف وجنى إللي مش بينزلولي من زور... لا لا يستي مش كد.
حضنتها وقُلت:
-ماما بجد أنا بحبك ومن غيرك ولا حاجة خالص.

علاقتي بأمي زي البنت وصحبتها، دايمًا أسمع عن الأمهات القاسية مع ولادها، ولا عقابها إزاي مع ولادها، أما عن أمي فهي أفضل وأعظم أم في حياتي كلها، أم قادرة تكون كل حاجة في أي وقت، قادرة تكون سند وأب وأم وأخت وصديقة ومدرسة ودكتورة وقت تعبك، وبطلة حياتك، قادرة تكون كل حاجة لإنها بطلة، ومكانتها عظيمة عند ربنا.

رنيت على منّه علشان ننزل نجيب النتيجة بتاعة تالتة ثانوي، ردت عليا وقالت:
-مريم...
لقيت نبرة صوتها غريبة مش عارفة أحددها بالظبط، سكت بعدها قالت:
-بصي يا مريم إنتِ عملتي إللي عليكي وتعبتي جامد وكان أملك في ربنا كبير أوي.
قلبي بدأ الخوف يتملكة، قلت بتهتهة:
-ما تنجزي يا منّه قولي رعبتيني يا ستي؟!!
سِكتت وبعدها قالت:
-مجموعك مش نفس المجموع إللي كنتِ بتحلمي بيه بس... بس جبتي مجموع كلية فنون جميلة!!
بلعت ريقي بخوف ونفس الوقت كنت مِطمّنه:
-كام؟!
-88%
كنت معليَّا الاسبيكر ولقيت ماما داخلة تزغرط وتقول:
-يخلااصي يناس نجحتي!!
بصيتلها وعيطت بعد ما قفلت من منّه، قعدت جمبي وفضلت تمشّي على شعري:
-في إيه يا حبيبتي ما أنتِ أهو نجحتي يعمري!!
مسحت دموعي وقُلت:
-بس أنا مجبتش مجموع الطب إللي نفسك فيه؟!
إبتسمت ليا وقالت:
-وإنتِ نفسك في فنون جميلة خلاص إللي يريحك إنتِ يعمري، وبعدين أنا إللي هشتغل وهدرس ولا أنتِ؟ أكيد أنتِ، أهم حاجة راحتك، دايمًا تعملي إللي نفسك فيه وإللي يريحك بس بشرط ترضي ربنا في كل خطوة بتعمليها؟!
حضنتها جامد وقُلت:
-ربنا يخليكي ليا يا ماما ويديمك في حياتي العُمر كله.
وأكيد إقتحموا الأوضة يوسف وجنى وهما ماسكين الفون وبيقولوا لماما:
-ماما ماما عمتي على التليفون بتقول عاوزاكي؟!
ماما أخدت الفون وطلعت تتكلم مع عمتي بعد ما قالتلها على نجاحي وباركت ليا، طلعت البلكونة وقعدت أفكر هعمل إيه في حياتي الجاية، يترى هقدر أنجح وأنا مش ضامنة إني هتقبل في كلية الفنون، طيب مجبتش مجموع ليه وأنا كان عندي أمل كبير أوي فيك يا رب، المطر فضل ينزل على قطرات وبعدها بدأ يزيد ومع كل قطرة ماء كانت بُتزيح الهم والخوف إللي جوايا، حسيتها إشارة وأنا حاسة بإني بــ مَشيئة ربنا هوصل وهقدر أدخل الكلية، حطيت إيدي على قلبي وقلت:
-يرب خايفة اليوم إللي بيتنا يتقفل والنور الأساسي ينطفي، إنتَ عالم الغيب وعالم قد إيه إننا محتاجين الأساس ده، عالم قد إيه إننا ضعاف، عالم على قد ما أبويا راجل بس محتاج والدتي وعلى ما قد يوسف وجنى أطفال  هيحتاجوا حنانها، وعالم إني كبرت بس لسه طفلة بحن لحضنها.
من آخر مره جبت التحاليل من عند الدكتورة والدكتورة قالت لبابا إنه عندها ورم في المخ بس نسبته صغيره يعني نادرًا ممكن يأثر عليها، بس أعراضه لو زادت والعلاج مهتمناش بيه هتبقى على عداد الأموات، من وقتها وأنا قلبي بيقبض لما تقول مصدعه ولا لما تحس بهبوط، العلاج بقيت زي الروبورت بَسَمّع مواعيده، إنه الخوف يتملكني على شخص قريب مني ويعتبر الدار أمان بيبقى بشع أوي.

في حبّك أدمنت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن