الحلقة الثامنة "كإنّه كان اليوم وهو منذُ أيام."

23 4 0
                                    

رواية ¦¦ هذا المَصير.
بقلم ¦¦ مريم السيِّد. ♡
الحلقة¦¦ الثامنة.

عنوان الحلقة <كإنّه كان اليوم وهو منذُ أيام.>
**********************
لا أنا كما أنا ولا أنتَ كما أنت.
غيّرتنا الأيام جعلتك إنسانٌ قاسي ومنسى لكل لحظة قضيناها والليالي التي سهرناها معًا.

جعلتَ منّى فتاةٌ قاسية كرهت الأيام والليالي، كلّما تذكرت عيناكَ كلما زادَ صراخها وشهقات بُكائها، أمّا عن خدشات قلبُها فباركَ الله لكَ في جعلُها تتمادى في الخدشات.

لما القربَ وأنتَ تعلمُ بأنّ النهاية لا تناسبني، لما القرب وأنتَ عالمُ بأنّ اليوم التالي من فراقنا ستحصل على ضحيّةٌ أخرى، لما جعلتني في القصّة الضحيّة، لما جلعتني البائسة التي كتبت في هذة القصّة.
******
بينما كنّا نسير ونتناقش عن أمر الزينة، قطع حديثنا عندما وجدناها تقف أمامنا بكل بجاحتها تقترب منّا، نظرَ لها "محمد" بغضب ثم إقتربَ منها ماسكًا معصم يديها قائلاً:
-المرادي بجد يا ريم مش هرحمك!!
تألمت "ريم" ثمّ اردفت وهي تتوجع:
-إبعد كده عنّي أنتَ إتجننت!
زفرَ "محمد" بضيق قائلاً:
-ده أنا أبقى مجنون لو سيبتك تروّحي سليمة بيتك!!
أبعدتّه عنها ثمّ أردفتْ قائلة:
-محمد كده مينفعش النّاس بتبص علينا، ممكن نقعد في مكان نتكلم ونعرف في إيه وعاوزة إيه بالظبط تاني.
تفوّهتُّ بآخر جملتين وأنا أنظر لها بضيق من اعلى إلى أسفل، توجّهنا إلى أقرب أحدَ الكافيهات، جلسَ "محمد" وهو يردفْ بغضب قائلٍ:
-إحكي ومش عاوز مبررات ولا عك في الحوار!
صمتت ولم تتحدث، فزعت من مكانها عندما ضرب "محمد" بيديه على الطاولة قائلاً:
-ما تخلصي تحكي ولا أنتِ بتشوفيلك كلام بايخ زيّك يتقال!
نظرتُ إليها وجدتّ عيناها تدمع قائلة:
-قبل ما تحكم عليّا تحكم على نفسك، عاوزني إزّاي أبقى عادية وأنا شايفاك 24ساعه معاها في كل مكان وفي كل ساعة، فينك يا محمد؟ كنت بوصّل مريم لحد المدرج، محمد هننزل النهاردة؟ معلش أصل مريم هتشتري شويّة حاجات ليها ومش هينفع أسيبها لوحدها، فينك يا محمد؟ مش باين يا محمد لي كل ده يا محمد؟ إجاباتك كلّها مريم مريم مريم، عاوزني إزّاي أبقى عادي معاك وأنا شايفاك بتتغير كل يوم عن إلّي قبلها، مبقتش معايا خالص، عاوزني ليه أفضل متعلّقة بيك وأنتَ معلّق مع واحدة تان....
قاطعتُ حديثها بــ ضيق قائلة:
-إيه حيلك حيلك، معلّقة إيه وواخدة منّك مين؟!، أولاً ده أخويا يعني طبيعي هيبقى قدامي 24ساعه، ثانيًّا ده طبيعي الأخ ينزل مع أخته لما تنزل تشتري حاجة، دماغك دي خلّيها سالكة!!
عقّبت على حديثي بغضب:
-هو لا أخوكي ولا من بطن واحده، محمد يبقى ابن مرات ابوكي يعني محرّم عليكي يا حلوة!!
أغضبني حديثها فــ أضفتُ قائلة:
-بقى ريم إيجيبت تتكلم عن مُحرّم أو مش مُحرّم، تؤتؤ ميصحش أوي بصراحة!، طيب أقولك التقيلة وعلشان ترتاحي؟... محمد جالي مخصوص علشان يعرف إزاي ينهي علاقة مش راضية ربنا، يعني يرضيكي أسيبكم كده وأنتوا في طريق الضلال؟!
دلفت نظرها إلى "محمد" قائلة:
-الكلام ده صح يا محمد؟!
لم يجب على حديثها، فكررت حديثها حتى قاطع حديثها قائلاً بـــ غضب:
-أه يا ريم أنا إلّي أخترت الطريق ده وأنا إلّي لازم أنهيه، وقبل كلام مريم إنتِ من الأول مكنتيش شبهي، تفكيرك غير تفكيري، حياتك غير حياتي، إستايل لبسك غير بيئتي، حاولت ألفت نظرك إنك لازم تتغيري لإنك غلط بس أنتِ راكبة عقلك، دايمًا شايفة كل حاجة شمال، تقدري تقولي ليّا من يوم ما عرفنا بعض كام مشكلة تحصّلي بسببك بسبب إنّه شاب شافك وضحك ويا عالم كان كلامك صح ولا أنتِ عاوزة جو الأكشن!!
إقتربت منهُ وهي تتظاهر بالبُكاء قائلة:
-محمد حبيبي صدقني أنا مقدرش أعيش من غيرك، أنا لما لقيتك 24ساعه معاها حبّيت أغيظك وأعرّفك إني أعرف أعيش من غيرك، بس أنا بجد مقدرش على بعدك، أنا الإسبوع ده عدّى عليّا زي الموت، أرجوك أرجوك يا محمد متسبنيش!
أبعد "محمد" يداها عنهُ بعدما قامت بالإقتراب وممسكة بـــ يديه، دلفَ نظرهُ إليّ بالرحيل، وقبل رحيله أردفَ قائلاً:
-أنا إتقفلت منّك أوي يا ريم مبقتش طايقك ولا طايق قربك منّي، وأنا كمحمد قررت أشوف نفسي وأشوف مستقبلي إلّي جاي، وأنتِ يا بنت الناس غيّري من نفسك وشوفي حياتك الجاية!
لم ينتبه لها ولكلامها ورحلنا نحو السيّارة.

في حبّك أدمنت &quot;يتم التعديل&quot;. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن