الحلقة الرابعة "النجدة"

21 13 6
                                    

رواية ¦¦ هذا المَصير.
بقلم ¦¦ مريم السيِّد||دوكْشا. ♡
الحلقة¦¦ الرابعة.

****★****★****★****

لِما هذا الحظّ يا الله أيعقل أن يكون هذا حظّي، رضيتُ بحكمتك ورضيتُ بقضائك، إتجهتُ نحو غرفتي وقبل الدخول كنتُ "على الأرض ملقية كالروح التي ذاهبة لخالقها.
صرخت بقوة قائلة:
-مريم!!
إستيقظتُ بعد عدة ساعات وجدتُّ" رشا" بجانبي وهي تفرك في شعري وهذة من أكثر العادات التي أميلُ لها وأحبّها، إعتدلتُ في جلستي عندما طُرقَ الباب، هتفت "رشا" له بالدخول، دخل إلينا وفي يده كيس كبير وضعهُ أمامي قائلاً:
-القعدة إللي أنتِ فيها دي بسببي أنا، وحقك عليا بجد، كان سوء تفاهم غباء منّي إنّي مقولتش الإسم الثلاثي.
نظرتُ له بعدم فهم، فأضافت "رشا" إلى حديثه:
-يعني يا فنانة أنتِ إتقبلتي.
لم أشعر بحالي من شدة الفرحة فأحضتنتها بمرح وأنا أصرخ من الفرحة، قالت "رشا"  بــ مرح قائلة:
-مبروك يا عُمري جهزي نفسك بس إننا هننزل نشتري شوية هدوم لــ لزوم الكُليّة.
هزيتُ رأسي بنفي قائلة:
-ملوش لزوم يا ماما أنا معايا لبس كتير.
هزت رأسها بنفي قائلة:
-أسكتي أنتِ ملكيش دعوة.
قاطع الحديثُ الذي بيننا "محمد"  قائلاً:
-معلش إني قطعت الحُب ده... رشا أنا نازل بالعربية.
نظرت له مستفسرة فهتفَ وهو يفرك في شعره:
-أصل... أصل هنزل أجيب شوية حاجات ليا وكد.
إبتسمت بخبث عليه فــ أنا  أعلمُ أين ذاهب هذا، قبل أن يخرج أردفتُ قائلة:
-شُكرًا على الحاجات الحلوة دي.
أردف ببرود قائل:
-مش حبًّا فيكي والله بس ده علشان الغلط كان غلطي مش أكتر.

نظرتُ له بضيق وتجاهلته، خرج هو من الغرفة وسارت خلفه "رشا"  ، قبل أن يخرج "محمد"  من باب المنزل قالت:
-أنتَ مالك يا محمد مره تبقى كويس معاها ومره تبقى معاها زي ناقر ونقير.
زفر بضيق قائلاً:
-ماما أنا بجد مش طايقها، وافقت إني أنزل أشتري حاجات ليها ده بس لإني كُنت غلطان، وبعدين عدّي جمايلي إنّي ظهرت قدام عيال عمّها إنّه علاقتنا كويسة، يعني المفروض تحمدوا ربنا إنّي وافقت أمثّل دور الأخوّة دي.
أردفت "رشا" قائلة بيأسٍ منهُ:
-أمشي أمشي يا محمد، كبرت وأتغيرت.
هزّ رأسه بإيجاب ورحل، أما عن "رشا" ظلّت تفكّر عن فكرة لحلّ هذه العلاقة المعقدة كــ عقدة القِش في إناءٌ من عجين الخبز.

كنتُ أجلس بمفردي أتصفّحُ على الهاتف، حتّى وجدتُّ "سيف" يجلس بجانبي وينظر إلى الهاتف، نظرتُ له بإستفسار قائلة:
-خير يا شلبي عاوز إيه؟
قال بلهجة طفولية وكأنّهُ يشعرُ بالملل:
-مفيش كنت قاعد لوحدي بذاكر وزهقت قُلت آجي أقعد معاكي شوية.
ضحكتُ على طريقة حديثُه، فأضفتُ قائلة:
-ماشي يا شلبي أقعد وأنتَ تنوّر يعمري، قولي بقى بتحب الشوكولاتة ولا المصاصا؟
ظلّ يفكر وهو يضع إصبعهُ على طرف فمّه على هيئة التفكير، فــ أردفَ قائلاً:
-بحب الشوكولاتة أكتر.
نهضتُّ من مكاني وقُلت:
-يلا بينا.
أرتديتُ إسدالاً، وأشرتُ "رشا" نزلنا أنا "وسيف" وإتجهنا نحو السوبر ماركت وأشتريت بعض الشوكولاتة، كِدْنا أن نصعد للأعلى إلا أن وجدنا "محمد"  يهتف إلينا توقفنا عن سيرنا ونظرنا إليه، نظرَ إلى "سيف"  الذي يأكل الشوكولاتة قائلاً:
-أنتَ بتعمل إيه يا سيف؟!
أردفتُ قائلة:
-بيأكل فحم... هيكون بيأكل إيه؟!
نظر لي ببرود قائلاً:
-كلامي مش معاكي، أنا بتكلم مع أخويا.
أمسكَ "سيف" وصعدَ بهِ إلى الأعلى، سيرتُ خلفهم وعندما دخلنا زفرتُ بضيق قائله:
-في إيه يا محمد وفيها إيه لما يأكل شوكولاتة؟
نظر لي ببرود ثم أردف قائلاً:
-والله أنا حُر و ده أخويا يعني ميخصكيش يا ستي.
إرتفع صوتي قليلاً حتّىٰ خرجت "رشا"  على صوتنا قائلة:
-في إيه يا أولاد بتتخانقوا ليه.
نظرتُ إليه ببرود قائلة:
-أولا يا محمد أنا شاورت ماما إني هاخد سيف أشتريله شوكولاته يعني عارفة كل حاجة فــ أنتَ عاوز بقى خناق قول.
ضحك بخبث ثم أردفَ قائلاً:
-ماما!! شكلك أخدتي على الكلمة دي أوي!!... لا فوقي لنفسك يا حبيبتي وأعرفي مين دي إللي قدامك، أمي ممعهاش غير ولدين بس إللي هو أنا وسيف، غير كد مفيش فــ أنتِ بقى مجرد بنت جوزها لا روحتي ولا جيتي، ولو بتعاملك بــ حُب ولُطف فدة شفقة بقى منها، حقّها بصراحة واحدة زيك تبقى موهومة بإنّه أمها لسه عايشة و...
لم يكمل كلامة حتى نزل على وجهه صفعة من يد "رشا"  عليه، نظر لها بصدمة قائلا:
-أنتِ بتضربيني علشانها؟!
-وتتضرب بالجز***مة كمان.
نظرتُ لهم بأعيُن دامعة ودخلتُ غرفتي، أعلمُ بأن المعاملة شفقة ولكن ما بيدي أصبحتُ يتيمة الأم، هذا ليسَ بــ يدي، كنتُ أبكي وأبكي حتى غفلتُ في النوم، وفي الجانب الآخر يطرق أحدهم الباب يودُّ مسامحة والدتهُ عنهُ:
-ماما ممكن تُردّي عليّا.
قالت وهي في الداخل بصوتٍ حزين:
-دي مش أخلاق محمد ابني، لما تتعدل وتحترم نفسك وتراعي شعور غيرك يبقى أسامحك يا محمد.
قال بيأسٍ:
-يا أمّي أنا من وقت ما لقيتها دخلت حياتنا وهي بقيت في حياتك غير مريم، مريم أكلت مريم شربت، مريم هترجع أمتى، مريم اتأخرت ليه، بقيت مش متقبل وجودها، أخدت كل حاجة منّي في ثانية واحدة،  حتّى سيف إللي كان ميعرفش ينام غير وهو نايم جمبي بقي لازم يبقى مع مريم.
خرجت "رشا" من الغُرفة بضيق:
-وأنا قولتلك لما محمد ابني الكبير العاقل يرجع ويبطّل  تفكير الأطفال ده هسامحك.
نظر لها بحزن ثم تركها وإتجه نحو غُرفته وقبل أن يدخل غرفتهُ وجد سيف يردف قائلاً لي:
-مريم إحكيلي حدوتة قبل ما أنام.
أردفتُ قائلة:
-حاضر...
كان يا مكان في قديم الزمان وليس بزمنٍ كبير، كان في بنت جميلة في عين أمها، كانت دايمًا قويّة بوجودها، كانت بتخاف لــ في يوم والدتها تسيبها، وفي يوم سمعت إنه والدتها عندها مرض خطير، فضلت البنت تبكي وتعيط خوفًا بإنه والدتها تمشي وتسيبها في الدنيا الوحشة دي، في يوم قامت أم البنت تسعل وتعبت، وفجأة وقعت على الأرض جريوا كلهم على المُستشفى وقالوا إنها في حالة خطر، البنت فضلت تعيط وتقول "يا رب أنا ضعيفة أوي ومش هقدر أعيش من غيرها يا رب أنا بقوى بقُربها" وبعد ساعات قليلة الدكتور خرج وقالهم إنها بخير والمرض مشي منها، البنت فرحت...

في حبّك أدمنت "يتم التعديل". حيث تعيش القصص. اكتشف الآن