الحلقة الثالثة "صدمات اليوم"

14 13 1
                                    

رواية ¦¦ هذا المَصير.
بقلم ¦¦ مريم السيِّد||دوكْشا. ♡
الحلقة¦¦ الثالثة.

★***★***★***★
قبل أن أرحل من أمامه وجدتّهُ يقول:
-مريم أنا بجد هتجوز.
جسدي بأكمله لا يستطيع السير، وقفتُ مكاني لا أعلم ما الذي يقوله:
-نعم؟!... بتقول إيه يا بابا مين ده إللي هيتجوز وليه؟!
صمتَ عدة دقائق ثم قال:
-هتجوز رشا بنت عمي وأنتِ بتحبيها يا مريم.
إقتربت منه وأنا أُدمّع:
-بحبها كــ قريبتنا مش مرات بابا، أنتَ مستوعب إللي بتقوله يا بابا، عارف يعني إيه تتجوز على ماما.
-أمك ماتت يا مريم هتفضلي لحد إمتى توهمي نفسك بإنها لسه عايشة، لحد إمتى تقومي تعملي ليها الشاي، هتفضلي لحد إمتى تجيبي ليها الحاجات إللي بتحبها، أمك ماتت إستوعبي ده يا بنتي أنا مبقتش قادر على فراقها ولا قادر على تعبك أنتِ.
لا أعلم ما الذي يقوله، لكنّي لا أصدق ما يقوله، إنها تأتي لي كل يوم وتجلس بجانبي وتيقظني كل ليلة أُؤَدي صلاتي، كيف له أن يتفوّه بذلك، كيف أتت له الجرأة بأن يقول هذا، فؤادي لا يموت بل هي معي.
جلستُ على الأريكة وأنا أضعُ يداي على وجهي وأبكي بحرقة،أقتربَ منّي وهو يقول بيأسٍ:
-مريم مامتك وأخواتك أثّروا في حياتنا جامد، البيت مبقاش ليه حس ولا قيمة، وأنتِ بقيتي بتوصلي للحالة الأسوأ، وأنا والله عملت كل ده علشانك، إشتريت شقة علشان متبقاش رشا فيها ودي من ريحة أمك، وبعدين مش عاوز الوحدة تسيطر عليكي، بصي لنفسك في المراية كبرتي فوق سنك عشرة.

هديتُ قليلاً ثمّ قلت:
-حقّك تتجوز وتعيش حياتك بس أنا.... بس أنا مش هقدر أتقبلها في حياتك يا بابا أنتَ متخيل واحدة تانية تبقى مكان ماما.
قال بِلُطف:
-أنا عاوز أطمن عليكي والإنسانه الوحيدة إللي هتطمن عليكي معاها هي رشا، أكتر إنسانة بتعزك وبتحبك.
هزيتُ رأسي بإيجاب ودخلتُ غرفتي لأوضّب أغراضي كما أخبرني، أيعقل يا فؤادي أن ترحلين هكذا وتملك امرأة أخرى منصبك، كيف لها أن تكون مكانك في حياة والدي، سيأتي اليوم الذي سيحبها وسينسى حبكم، لكنّى ورب الجلالة لا أنسى اليوم الذي كنتِ لي سندٌ لي.
نظرتُ إلى الشقة وعن جمال طرازها، لم يكمل دقيقة حتى طلت علينا هي وأولادها، وهنا أصبحت الصدمة صدمتين أيعقل أن يكون هذا معي في شقة واحدة، كيفَ هذا، إقتربت منّى وضمتني إليها وقالت وهي تهمس:
-أتمنّى متاخديش موقف منّى يا مريم.
إبتمستُ بيأسٍ:
-دي سنّة الحياة يا طنط، متقلقيش مفيش حاجة.
إقترب منّي وهو يزفر بضيق:
-بقى آخر الزمن ده يبقى مصيرنا مع البنت دي.
قالت "رشا"  بضيق:
-محمد!! عيب كد وبعدين دي هتبقى أختك.
قبل أن يتكلم، كان هناكَ صوت مرح وعفوي يجري نحوي ويقول بلهجة طفولية:
-صح يا ماما دي أختي؟
إبتسمتْ له وقالت:
-لو مش معترض عادي.
قفز إليّ فحملتهُ وقُلت:
-بقى أنتَ يا صغنن هتبقى أخويا.
ضحك وقال:
-علشان أنا حلو بقيتي أختي مش كده.
هناك من قاطع الحديث بلهجة سخرية قائلٍ:
-المأذون ده جايي أمتى علشان نخلص.

في حبّك أدمنت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن