احسست اني أُسحَبُ الى ارض الواقع حين شعرت بيدٍ تهز كتفي بلطف، اخذت اتذمر بكلماتٍ غير مفهومة لشدة نعاسي.
وما ان رفعت مقلتاي، حتى رأيته يحدق لي بعينيه النَيّرتينِ...داركن !
اخذت بضع لحظات لأستوعب ان ما اراه ليس بحلم ، رفيق الظلام
انه... هنا"داركن....
قلتها ودموع الشوق هربت من عيني بدون ارادةٍ مني، قمت محتضناً اياه واخذت اعاتبه ." لِمَ فعلت هذا بي يا داركن ؟!!
الست صديقك ؟
لِمَ هجرتني لهذا الوقت الطويل؟؟، أفعلت شيئاً اغضبك او ازعجك ؟كنت اترقب جواباً منه , إلا انه كان صامتاً فقط.
لربما متردداً في اخباري عن اسبابه وظروفه.فصل عناقنا وجلس على السرير بجانبي.
وتنهد قبل ان يقرر اخيراً اخباري بالذي جرى معه طول فترة غيابه عني.
"ليو...
نبس بأسمي واشاح ببصره ناحية النافذة.
"الليلة شبه مقمرة، ومع ذلك قَدِمتُ اليك،
رفيقي، حدثت اشياء عِدة جعلتني اغيب عنك...رغم ان النعاس كان يغشاني، الا اني أبيت الا ان اصغي لكلمات فتى الدُجى.
" في هذه الليالي ، خصوصاً الدلماء منها يا ليو، هنالك اولاد، حياتهم او ظروفهم مشابها لحياتك كثيراً.
تكاد الوحدة تقتلهم ، يكادون يغرقون في الظلام.
يذكرونني بك يا رفيقي، وانا... ما كنت لأسمح لذلك بالحصول، ما كنت لأترك اي احدٍ يغرق في الظلام.كما حصل معي.
"...تغرق في الظلام ؟
هز رأسه يإيجاب ، واكمل حديثه
" كان هناك فتىً بمثل عمرك يا ليو، إلا ان ظروفه كانت اسوء منك بكثير !
لم يكن بوسعي تركه ولو ليلةٍ واحدة، خفت عليه ان يؤذي نفسه، او يؤذيه احدٌ ما.اريد ان انتشله بالكامل من كآبته، وكَرَبهِ.
" هذا ما حصل إذاً،
يا لها من دنيا عجيبة يا رفيقي _ حدقت له _ كيف انك يا داركن، اصلك من الظلام، ورغم ذلك، انتشلتني الى النور...كما انا محظوظ لوجودك بجانبي يا رفيقي.
تبسم داركن بودٍ على هذا الاطراء، واخذ يعتذر لي
" اسف لأنني تركتك لذلك الوقت الطويل، كنت بحاجةٍ لأساعد ذلك الولد ولا اتركه وحده ابداً، اضافةً انك يا ليو...
قد بِتَ فتىً قوياً، مستغنياً عني. وهذا ما اردته منذ البداية.كلماته الاخيرة جعلت شيئاً من الحزن يتسرب الى فؤادي
اخشى ان يغيب رفيقي عني ، ولا احد في الدنيا يشبهه او يحل محله. لا احد" اتنوي الرحيل يا رفيقي ؟ اهذا هو الفِراق بيني وبينك ؟
سكت داركن هنيهاتٍ ، من ثم قالها اخيراً
" لن اتركك.
انتَ رفيقي يا ليو، لكن حتى رفقاء الروح، قد تبعدهم الدنيا عن بعضهم البعض.
أنت تقرأ
مِن أعماقِ الدُجىٰ | From the depths of darkness
Tajemnica / Thrillerما عادت الليالي الدلماء موحشةً وانتَ معي... ما عادت الوحدة تنهشني وأنت موجود. كل ذلك الكَمَد ينقشع حين تتجلى امامي، مِن أعماقِ الدُجىٰ! . . .