٠١ - إلتِقاء

509 18 12
                                    

سَاو بَاولو ، البرَازيل

الرَّابعة و ثَمانٍ و خَمسِين دَقيقَة فَجرًا

تُحدِّقُ بِـ سَطحِ الغُرفة ، كَيف مَا تَزالُ ثَابِتة ؟
فَبداخِلها حَماسٌ مُفرطْ تَودُّ الرَّقص ، الصُراخ ، القَفز و المَزِيد مِن الأفعَال الجُنونيَّة بالنِّسبة لِفتَاة بالوَاحِد و العِشرين .
كَيف لَا تٰفعلُ و هِي أمضَت حَوالِ الخَمس سَنواتٍ تَنتظِر هَذه اللَّحظة
لَحظةَ إلتِقائهَا بِصدِيق طُفولَتها
فِينِيسيُوس جُونيُور
دَقِيقة مَضتْ و هَا هُو ذَا صوتُ المُنبَّه يَرنُّ مُعلِنا دَقَّ السَّاعة الخَامِسة
دُون تَفكِير حَملت هَاتِفها تَرنُّ عَلى رَفيقة عُمرِها نَايلَا
" بِربِّك مَارِيَانا إنَّها الخَامِسةُ فَجرًا ‟
أجَابهَا صَوتٌ أنثَويٌ نَاعِس و خَامِل بنَفس الوَقت ، و مَا كَان مِنها إلا إصدَارُ قَهقهةٍ خَفيفة
" تَعلمِين أنّي أنتَظرُ هَذا اليَوم علَى أحرَّ من الجَمر نَاي ، ثُم أمَا تزَالِين نَائمة الطَائرة ستُقلع السَّاعة الثَامِنة ‟
تَسائلت تَكشِر مَلامِحها بإستِياء مِن صَديقتِها
" إنَّها ثَلاثُ ساعَاتٍ مَاري ، ثَلاثٌ كَامِلة ‟
" سَتمُر كَالجَحيم ، أتُوق للقَاء فِيني ‟
قَالت بنَبرة حَزِينة وَاضِحة و هَا هِي إبنَةُ عمِّها توَاسِيها
" مرّ يَا رُوحي و لَم يظلَّ الكَثير سَاعات مَعدُودة و سَتلتَقين بِه ، سَاعةٌ و أكُون عِندكِ‟
فَور تَذكُر الصُغرى لِما قَالته الكُبرى إبتَهجت مِن جَديد
" لَا تَتأخرِي أكثَر ‟
قَفلت الخَط بَعدما إستَقامت تتَوجه لأخذِ حمَّامٍ صَباحِي و تَسرِيح شَعرها
وَجبَ أن تَبدُو بأبهَى طلَّة فَهي مُؤثِرةٌ على مَنصَة الإنستِغرام و كَذلك منصَاتٍ أخرىٰ
مَا إن إنتَهت حَتى تَغلل مَسمعُها صَوت طَرق بَاب غُرفتها يَليه دُخول نَايلَا
" لَم أتأخر صَحيح ؟‟
" قَطعًا لَا ‟
قَالت بِبسمة تَعلو مُحياهَا بَعد إحتضَان صَديقتها لَها
" لنَفطر مَع وَالِديك مَاري أنا جَائعة بِسببك ‟
أردَفت نَايلا مُمازِحةً إياهَا

" صَباحُ الخَير أبِي ، صَباحُ الخَير أمِي ‟
قبَّلت وَجنتَاهما و تَقدمت تَأخذُ مَقعدًا لَها علَى طَاوِلة الإفطَار
"صَباح النُّور صَغيرتِي ‟
نَطقا بآنٍ وَاحِدة بَينما قدَمت لَها وَالِدها و لِنايلا كُوبَين مِن الحَليب بالشُوكولا مَع طَبقٍ مِن الكُوكيز فَهي تَعلم مَدى حُب هَاتين المُشاغبَتين لوَجبة الإفطَار هَاته
" حَجزتُ لَكما مَقعدين أمَام بَعضهما وَ ستُقلع طَائرتكما السَاعة الثَامنة ، لَم تَنسيا صَحيح؟‟
كَان هَذا وَالِدها فَهو يَعلم كَم أنَّ إبنتَه خَرقاء
لَكنه يُحبها بالرُّغم مِن ذَلك فهُو وَالِدها
و أيضًا نَايلا إبنة أخِيه يَعتبرها إبنته الثَانية التِي لَم يُنجبها
" أيُعقل أن أنسَى أبِي أنَا سأقَابل زَوجي بَعد سَاعات ، أيُّ زَوجة تَنسى زَوجها ‟
لَطالما كَانت صَريحة مَع وَالدها و تَقول كلّ مَا يخطُر بِبالها
" لَو لَم أعرف فِيني لَما سمَحت لكِ بالذَهاب‟
حَسنًا ! لَطالما حَرصا وَالِداها علَى تَلبية كُل رَغباتِها مُنذ طُفولتها و بالطَبع أسعَدهم قَرار سَفرها لِعند صَديقها فَهذا سيُعطيها فُرصة للتَعرف على أنَاسٍ جُدد
كَما أنهُما يَثقان بفِيني
" أعلَم أمي قُلت لِي هَذا تِسعٌ و تِسعين مرّة و هَذه المِئة ‟
قَالت تَنتحِب لتَصدر ضَحكة خَفيفة مِن فَاه وَالِدتها
إستَقامت تُحضِر حَقيبتها مِن غُرفتها بَعدما أنهَت فَطورها
تَلاه إستِقامة وَالِديها لتَوديع إبنتِها و إبنتِهما الأخرَى كَما يَعتبرَانها
" إحرِصي علَى الإتصَال بِنا فَور وُصولك حَسنًا ؟‟
" سَأفعل ‟
قَامت بإحتِضانهما فستَقضي مُدة لَا بأس بِها في إسبَانيا ، و هَا هِي حَسنائُنا تَضع حِزام الأمَان بالمَقعد الذِّي بِجانب السَائق فرُغم انهَا تُجيد السِياقة مَا تزَال لَا تَمتلك رُخصة
نِصف سَاعة كَانت المُدَة اللَزما لتَصلا البَرازيليتين للمَطار أنهَيتا إجرَاءات السَفر و هَا هُنَّ بالطَائرة فَقد تَبقت رُبع سَاعة للإقلَاع.

desafío - تَحدِّيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن