٠٢ - مُبَاراة

395 16 16
                                    

تَسللت أشِعةُ الشَمس مِن بَين السَّتائِر
لتَستَقر علَى وَجه ذَاك الأسمَرانِي النَّائم
مرَّت دَقائق قَبل أن تَحدُث الفَاجعة و يُبلل وَجهه الوَسِيم ذَا التَقاسيم البرَازيليَة مَاءٌ مُثلَّج
مَا هَذا الصَباح يَا رُودريغو ، مُؤكدٌ أنَّه الآن يُخطط لكَيفيه إخفَاء جُثة ذَاك الفِيني دُون أن يُلاحظ أحَد ، بَينما الآخر يُحاول كَتم ضَحكته
” صَباح الخَير رُودرِي ‟
كَان المُتحدث هُو فِيني قَبل أن يُصبح جُثة
صَباحُ الخَير ضَحِيتِي‟
ردَّ رُودريغو بإبتِسامة جَانِبية مَاكِرة قَبل أن يَنهض و يُباشر الرَّكض خَلف صَديقه ، لَقد قَلب البَيت رأسًا عَلى عَقب فَلا يُسمع إلا صُراخه بَين قَهقهات أختِه و وَالِدته اللتَان إعتَادتا علَى الإستِيقاظ بِهذا الشَكل
” تَودُ ضَربي فَقط لأنِّي أيقَظتُك قَبل أن تَتأخر يَا نَاكِر الجَميل ‟
قَال فِيني بَين لَهاثِه إثر رَكضه لِما يُقارب العَشر دقَائق
” مَن قَال أنِّي أنوِي ضَربك ، أنا أنوِي قَتلك يَا هَذا ‟
تَعثر فِيني بِلعبة كَانت علَى الأرضِ ليَسقُط مُتألِما بَينما يَمسح مَكان الألم
و حِينما لَاحظه رُودريغو بَاشر الضَحك
” لتَحمُد الله كَونك سَقطت و إلا لكُنت الآن أدفُن جُثتك بالرَدهة الخَلفية للمَنزل‟
قَهقه الرَفيقان و قَد مدَّ رُودريغو يَده يُساعد فِيني علَى النُهوض بَينما الآخير أتَت بِباله رَفيقته التِي أتَت مِن البرَازيل
” مَا رأيُك بِمارِي ؟ ‟
” مَا بَالُها ‟
أجَاب دَليلًا علَى عَدم فَهمه
” كَيف وَجدتها ؟‟
” لأكُون صَريحا هِي جَميلة ‟
” قَد دَعوتُها لمُباراة اليَوم ، و سَآخُذها لتَشتري قُمصان النَّادي مَا رأيُك بمُرافقتِنا
و بَعدها سَنذهب للتَدريب مَعا ‟
تَحمس فِيني بَعد الفِكرة التِي خَطرت بِباله فجأة فرَاح يُلح لصَديقه ليَذهب مَعهم
و قَد أدرى إلحَاحه و إصراره لجَعل رُودرِي يُوافق

عِند الفَتاتين

إستَيقظت مَارِيانَا كَعادتِها و سُرعان مَا أخَذت حمَّامًا و سَرحت شَعرها
نَزلت للطَابق السُفلي فَهي الآن تُقيم بِنايَةٍ عَالية تُطل عَلى شَوارع مَدريد الجَميلة و تَتكون شِقتها مِن طَابقين
وَجدت صَديقتها نَايلا دَخلت للتُو
يَبدُو أنهَا مُتحمسة فَقد إشترت بَعضا مِن البِسكويت و مُستَلزمات المَنزل
” إستَيقظتي أخِيرًا، صَباح الخـير‟
” صَباح النُور ، أرى أنَّك نَشطة اليَوم نَاي ‟
قَالت تَتفقد الأكيَاس التِي وَضعتها نَايلا علَى الطَاولة و قَد كَانت كَثيرة
” تَعالي لنَفطر مَعًا ‟
” أعتَذر حَبيبتي لكِني سأفطِر بالخَارج ، سأذهَب مَع فيني لِشراء قُمصان رِيال مَدريد
مَا رأيُك بالذَهاب مَعنا ؟‟
هِي سَعيدة اليَوم ، سَعيدة جِدا فَهذا أول يَوم لَها بمَدريد و سَيكُون رُفقة صَديقها المُفضل
” إعذِريني مَاري لَكنني مُتعبة ، لَقد كُنت للتَو بالخَارج كَما تَرين ‟
إعتَذرت مِنها و همَّت لإعدَاد الفَطور لنَفسها
” لَا بأس سنَخرج أنا و أنتِ بوَقت لَاحق ‟
قَالت هَذا بَينما قَبلت خدّ نَايلا ، رنَّ هَاتفها وَقد كَان فِيني و طَلب مِنها أن تَنزِل
حمِلت حَقيبتها و خَرجت و سُرعان مَا وَجدت سَيارة سَوداء فَخمة لَم تَستطع تَمييز مَن دَاخلها لَكن كَان مُتأكدة مِن أنه فِيني كَونه توَقف عِند بَاب البِناية مُباشرة
تَقدمت لِلسيارة و طَرقت نَافذة المَقعد الذِي بِجانب مَقعد السَائق
و هَاي هِي إبتِسامتها تَتلاشى عِندما فُتحت النَافذة وَ وَجدت رُودرِيغو وَحده بالدَاخل
ظنت أن فِيني سَيأخُذها كَونه مَن إتصل بِها
” ألَم يأتِي فِيني ؟‟
قَالت بإستِياء
” أتَاه إتصَالٌ عَاجل و طَلب مِني تَوصيلك ‟
أجَاب هُو بإختِصار و نَبرة جيَّاشة
فلَم يُرد الشَرح أكثَر و إنطَلق نَحو أحَد مَحلات بَيع المَلابس الرِياضية ، لَقد كَان مَحلًا فَخما
و هَاهُم أبطَالنا يَتجولُون بِداخل المَحل
بَينما مَاري قَد أعجَبها كَم هَائل مِن القُمصان
لكِن مِن المُؤسف أنَها لنَوادي أخرَى
و هِي أقسَم أنَها لَن تُشجع نَادٍ غَير النَادي الذِي يَلعب بِه فِيني
أيُّ صَداقةٍ هَذه ؟..
أمسَك رُودرِيغو يَدها يتجِه بِها نَحو رُكنٍ يَبيع
قُمصان الرِيال و قَد أصبَحت هِي كَحبة طَماطم لِخجلها
” هَا نَحنُ ذَا إختَاري مَا تَشائين ‟
و بالفِعل أخَذت قَميصان يَحملان رَقم فِيني و إسمَه لَها و لِنايلا و بَينما تَتفحص بَاقي القُمصان شدَّ نَظرها قَميصٌ آخر مَكتُوب علَى ظَهر RODRYGO
هِي لَا تَدري لِما لَكنها تَفحصت رُودرِيغو الوَاقف بَعيدًا قَليلا عَنها ، مُتكِئ علَى الحَائط بَينما يتفَحصُ هَاتفه
لَقد بَدا جذَّابا بالنِسبة لَها فحَملت القَميص و أخَذته ثمَ عَادت لرُودرِيغو
” إنتَهيت ، لنَدفع هَذا و نَذهب ‟
بالفِعل ذَهبو ليَدفعوا و حِين بَدأ العَامل يتَفحص القُمصان و يَضعها بأكياس
لَاحظ رُودرِي قَميصًا بإسمه
إبتَسم لوَهلة و سُرعانما تَلاشت الإبتِسامة
حِينما وَعى علَى نَفسه
كَانت مَارِيانَا سَتدفع لَولا أنَ رُودرِيغو قدَّم بِطاقته المَصرفية للبَائع أولًا
نَظرت لُه و قَد قدَّمت لُه بـسمة سَاحرة
” شُكرا جَزيلًا لَك ‟
” الأمرُ لا يَستدعي الشُكر ‟
قَال بَينما يَحملُ الأكيَاس و يمشِي و مَارِيانَا أمَامه يتَوجهان للسَيارة
” تَذهبين مَعي لمَقر التَدريبات ؟‟
” أيُمكِنني ؟‟
” إن كُنتِ تُريدين فيُمكنك ‟
صفَقت هِي بِسعادة عَارمة
فِيني سَيكُون هُناك كَذلك‟
هَمهمت بِسعادة ليَركبا السيَارة و يتَوجها نَحو مَقر تَدريبات النَادي

desafío - تَحدِّيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن