PART1

32 2 0
                                    

لا  يزال "احمد" يذكر تلك اللحظة جيداً،لكنه لا يذكر ملامحها جيداً
وتلك المحفظة التي سقطت منهاوكان فيها مبلغ مالي كبير لا زال يذكرها.
ويذكر تلك اللحظة التيي وضع فيها المحفظة عند الشرطة ولا يعلم الى الآن اذا ما استلمها أصحابها أم لا !
و بعد أيامٍ معدودة من وضعه المحفظة عند الشرطة، كلّمهُ عمهُ الذي في "المدينة المجاورة" وأخبره أن يسافر اليه ليسكن عنده ، وليعمل في المقهى الذي افتتحه حديثاً.
وأخبره أنّه سوف يرسل إليه المال وتكاليف السّفر التي يحتاجها.
لم يرض"أحمد" أن يجعل عمه يصرف عليه نقوداً البتّة ولذلك أخبره أنه سيعمل لدى مغسل للسيارات ليجمع المبلغ الذي يحتاجه لسفره.
استغرق جمع المبلغ معه ما يقارب الخمسة أشهر، وبعد أن أنهى جمع المبلغ اللازم سافر إلى المدينة المجاورة  فوراً.
ومن المؤكّد أن عمه رحّب به ترحيباً حارّاً، وأسكنه في منزله الآخر.
كان عم "أحمد" يحبه كثيراً لأنه إبن أخيه الوحيد الذي توفي،  ولأنه أيضاً لم يرزقه الله الولد ، كان يحبه كولده، حتى أنه كتب المنزل الذي يسكن فيه والمقهى الذي افتتحه باسم "أحمد" لأنه طبعاً وريثه الوحيد.
وبالإضافة الى أنّ اسم المقهى من إختيار "أحمد".
كان" أحمد" يعمل بشكل كبير في المطعم، كان ماهراً في الطبخ لأنّه كان يعيش وحيداً ولذلك هو يعرف الطبخ بشكل ممتاز.
صار الناس في جميع أنحاء البلاد وصاروا يأتون اليه لتذوق المشروبات التي فيه وكانوا يعجبون بها بشكل كبير.
فرح "أحمد" لذلك كثيراً... لم تمض ثلاثة أشهر على فرحته الى أن فوجئ بوفاة عمه بسكتة قلبية.
حزن "أحمد" عليه كثيراً لكن لا اعتراض على حكم الله.
أصبحت ملكية المقهى لأحمد لأنه وريث عمه الوحيد،  أصبح أحمد يعمل فيه أكثر من ذي قبل حتى ذاع سيطه، وأحضر أناساً لديهم الخبرة في بعض أصناف المأكولات والمشروبات وطبعاً قام بكل هذا بعد أن كبرت ثروته.

                    ❣ ❣ ❣ ❣ ❣

أطيـــــــافٌ ســـــــوداءٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن