PART2

15 2 0
                                    

بعد أربع سنوات من سفره إلى المدينة المجاورة...

كان" أحمد" يتأمل الناس في المقهى وهو يفكر... لم يخرجه من شروده سوى ذلك الصوت اللانثوي الرقيق:
- استاذ! ... استاذ!.
لم يجد "أحمد"  صاحبة الصوت أمامه، أرخى نظره قليلاً فرآها،  كانت تنظر اليه نظرات غريبة وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها،  ربما لم يرها لقصر قامتها أو لطول قامته، ابتسم "أحمد" بارتباك وقال لها:
- أهلا ، اعذريني،  ما هو طلبك؟
صمتت للحظة قبل ان تقول:
-أريد كوب ليموناضة وفطيرة جبنة كم يصير الحساب؟
فأخبرها "أحمد" بالمبلغ المطلوب،  وبينما هي كانت تخرج المبلغ من حقيبتها كان "أحمد"  يتأملها جيداً وهو يقول في نفسه:
«أحس أنني قد رأيتها في مكانٍ لكنني لا أدري أين ربما في مكان آخر غير "بغداد"... مستحيل!!..هل هذه نفسها تلك؟؟...  أجل هي نفسها... لكن... ماذا تفعل هنافي" بغداد"؟»
قال "أحمد" مستغرباً وهو يوجه كلامه للفتاة:
- أنتي؟.. ماذا تفعلين في "هذه المدينة "؟!
قالت بعدم استيعاب:
-من انت؟ هل أنا أعرفك؟
قال" احمد":
-ألا تذكرينني؟
قالت وهي تتلاعب بخصلات شعرها:
- أبداً، هذه أول مرة أراك بها ربما كنت تقصد فتاتاً غيري وليس أنا!
قال: -حسناً مثلما تريدين.
صمت للحظة ثم قال:
- ما اسمك؟
قالت بعد ان ناولته النقود:
-"روح" وانت؟
قال وهو يعد النقود:
- اسمك جميل!  انا "احمد" تشرفت بك!.
قالت "روح" له:
-من فضلك أريد طلبي!
قال:
-حسناً!
بعدها ذهبت "روح" لتجلس على احد الطاولات بينما "أحمد" شاردٌ يقول في نفسه:
«ما بك يا"أحمد"؟... ما بك؟ مالذي يحصل لك؟... هل انت تتخيل أم ماذا؟؟... هذه ماذا احضرها الى هنا وماذا تفعل في "بغداد"؟... متأكدٌ بأنني أتوهم!... أجل أنا أتوهم!... شيءٌ غريب... يا الهي!... أريد ان اكلمها ولكن كيف؟... فكرة!!...»
كان النادل ذاهباً ليوصل الى"روح"ما طلبته.. استوقفه" أحمد"قائلاً:
- توقف يا "نادر" أنا أوصله لها!
نظر "نادر" اليه باستغراب وقال:
-ما بك؟.. ليس في العادة يا أستاذ!
قال "أحمد":
-قلت لك أنا أوصله لها ناولني ايّاه هيّا
قال"نادر":
- حسناً كما تريد... تفضل!.
واعطاه ايّاه وهو لا يزال مستغرباً فهذه هي المرّة الأولى التي يطلب بها"أحمد"  ايصال طلب بنفسه الى أحد ما!..

                   ❣ ❣ ❣ ❣ ❣ ❣

أطيـــــــافٌ ســـــــوداءٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن