البارت الأول

1.8K 50 2
                                    


-
أطرّقت برأسِها ودنت إبرتها من يدهـا بينما الهُـواء المُـترقرِق يُداعِـب خُـصلات شـعرِها ، تدرِز الثوب بحَـذر شديد وتركـيز مُـتكـامِل ، عـبّست بمَلامحـها من سلّب تركـيزها صُوت طـرقـات الباب المُـتردِدة على مَسامِـعها ، وقـفت تـارِكـة الإبرة مغروسـة على النسيج ، همَست بين نفسها وهي مُتوجِـهة بإتجَاه الباب بعبُوس تـام : يـا شين زيـارات اواخِـر الليّل والله لأغرز الإبرة بهالزائِـر !
مَدت ذِراعـها على مِقبض الباب وسُـرعان مـا صدحَ صدى صُـوت غُـصن في الأرجَـاء ، توسعّـت أعيُنها بـ ذهُول وسُـرعان ما جُـمِدت غسَق في مكـانِها جـمُود الصـنم في هـيّكله ، ولوهـلة حَست بإن لسانها إلتوى عليها ، صارت عاجِـزة عن النطَق تمـاماً ، تقـدمَت غُـصن فـ خفقت القُلوب ووجَـفت الصـدور ، وخـفُتتت الأصُـوات وأمتدت الأعـنـاق ، أبعّـدت غُـصن عن حُـضن غسَق وتوجهّـت أنظَـارها بـ أنظَـار غسَق المُمتلئة بالدهـشة والسـرور المُـتلالِئ والدمـع المُـترقرِق ،
عضّـت غسَق طرف شفايفها وهي تحـاوِل تتمـاسك بـ أدمُعها المُـترقرِقـة ، هـتفت بعدم تصّـديق : غُـ .. غُـصن ؟!
ضِـحكت غُـصن بخِـفة وهتفت : عـيُوني !
مَررت غسَق أنظَـارها بـ غُـصن وهتفت بـ ذهُـول تـام : مُـتغيرة ، الجـمَال الفاتن زَيّن وجـهِك يـاغُصن!
إبتسمَت بخـِفة وهتفت وهي تطرِق بـ رأسِها بهدوء : طبيعي بتغـير ، انـا غِبت عـنكم سنتين مو يومين ولا اسـبُوع ! بس شرايك بـ درعمات ومُـضايقات زوّار اواخِـر الليّل .. ،
ضِـحكت غُـصن بخِـفة ورصّـت على اسنانها وكملت : أو بـ مُـفاجئات اواخِـر الليّل !
إبتسمَـت غسَق بخِـفة وأردفت : ما بتعـتبِرها مُـضايقة دآمك ضيّفة الليّـلة !
هتفت غُـصن والإبتسامَـة تتوسـد ثغـرها : وين امي وابوي ؟ وراهـم ماجُـو يستقبِلوني ، معـقولة ما سمعوا اصواتنا وما حسوا بوجُـودي !
مَدت غسَق ذِراعها وهي تسحَب غُـصن بقـوة وسُـرعان ما إضطربت غُـصن وتزعزع ثباتها ، تـأوهَّــت بـ ألم وسحَـبت ذِراعها من كفوف غسَق المُـتمِسـكة بذراعِـها ونطقت بـ ألم : عورتيني! ، هـذي مُـعـاملتك مع الزوّار ؟!
رفـعت غسَق سبابتها وثبتته على ثغـرِها بمـعنى تلزّم الصـمت وهـمَست بهدوء : امي وابوي نايمين لاتزعجـيهُم بـ صُـوتك ، أعذرينيّ والحـقيّني للغُـرفة ،
حكَّت غُـصن جبينها بخِـفة وهزت رأسـها بالإيجَـاب ،
إلتفتت وسحَـبت الشنـطة الخـاصة فيها من مُقابل عتبّة الباب وألتحَـقت لـ غُرفة غسَـق مُباشرةً ، دخـلت لـ غُـرفة غسَق وسُـرعان ما وقعت أعيُنها على المانيكـان المـتوسِـد في زاويـة الغُـرفة و النسـائِج والخـيُوط ، وآلـة الخـيّـاطة ، إنحنت غسَـق تسحـب النسـيج إلي تركَّـت الإبرة مَغـروسة فيه ، نزعَـت الإبرة من النـسيج وإنحَـنت تغرِسـه بداخِـل الخـيّط ، فتحَـت غسَق الدُرج الخـاص بالنسـائج المُـختلفة الوانها وأشكـالها وضَّـمت النسـيج المتوُاجِـد بين كفوفها بين النسائِـج المركـونة في الدرج ، إلتفتت للخلف من هتفت غُـصن بـ دهـشّة وتسـاوؤل : معـقُولة غسَق أقدّمَت بخـطُواتها وحققت مُبتغاها ؟ مـعقُولة غسَق صارت مُـصمِمة أزيـاء !
توسعَت محـاجِـر غسَق بـ ذهُـول وأردفت : معـقُولة للحِـين تذكرين حُـلم الطفُـولة ؟! ،
غُـصن : مو منجـدِك ، شلون تبينيّ أنـسى أيـامنا وذكـرياتنا ؟
إبتسمَـت غسَق بخِـفة وإنحَـنت تجـلِس بهـدوء : اجـلسي وارتـاحي وبحـكيك عن كل التغيُرات إلي حَـصلت بـ هالسنتين ،
هزت غُـصن رأسها بالإيجَـاب وركَّـنت شنطتها خلف الباب وإنحَـنت تجـلِس مُـقابل غسَـق : اسـلمي !
غسَق : قبل ما أسرد لكِ اي شيء ، كـيف كانت دِراسـتك بـ فرنسـا ؟
غُـصن : تجـنن بشكِـل مو طبيعي ، احلا سـنتين مَّـروا بحـياتي صدق !
إبتسمَـت غسَق ونزلت أنظَـارها للأسـفل محـاولةً لإخـفاء الدمَع المُـترقرق في محـاجِرها وهمَست بهدوء : الحَـمدلله يـارب ..
غُـصن بـ لهفَة : مـا علمتيني من مِتى بدأتي بـ مَجال التصـميّم !
أخـذت غسَـق نفَّـس عـميق وأردفت : تعـرفين انـا اهُـوى وأطمَح لـ تصميّم الأزيـاء من ونـا صغيرة ، ولكِـن الشيء إلي حَدني وشدّني لـه أكـثر وأكـثر هُـو .. أخُـوكِ ،
عـقدّت غُـصن حـاجبينها بـ تعجُـب وأردفـت : وش مسوي ؟
غسَق بنبّرة سـاخِـرة : فوق ما إنـه مُقاطِعنا مُستخسِـر الريـال علينا ، الأكـيد إن زوجـته مُـعبيّة رأسـه لأنها بنت نـاس مُيسرة أمـورهم ، وعادني أندفعَـت للتصـميّم والحـياكَـة عشان لقـمة العـيش ..
غُـصن بـ صّـرامة وحِـدة : يبيعـنا وينسـى واجِـبه على والدينه والعـيش والمِـلح إلي بيننا عشانها ؟ والله لو فيه ذرّة رجُـولة كـان عارضّـها بالرأي وأخـتار اهـله على هالعـالة إلي اُبتلينا فيها ، لكن هـيّن والله لو ما ماخليتهُـم يتضـرعُون لنا ما اكـون غُـصن ، وأدعـمِك على شغـلتكِ هاذي لأنـي بخـلي إسمك يملئ الصحـائِف والجـرائِد والعـالم بكُـبره مو بس اهـل الديـره! والله لأجـيبه هو وزوجـته بخـشم الريـالّ !
غسَق بـ تعجُـب تــام : ليه وش بتسـوين ؟
أخـذت غُـصن نفـس عـميّق ومَدت كفوفها تتمَـسك وتشُّــد بكـفوف غـسَق : من وحِـنا صـغار ما نخـفيّ على بعـض شيء ، والأكـيد مابنخلي ظروف الأزمَان يغـير فينا هالطبَع ، لذلٰك بصـارحكِ بـ شيء بس مـا تنفعـليّن وتهـاوشيّن ؟ أبيكِ تسـمعيّن لي بـ كامِل حُـواسِـك نفس زمَـان ، بدون أيً إنفعـالآت ولا أيً إعتراضّـات ؟! ..
هـزت غـسَق رأسـها بـ تردُد وإرتيّاب : و .. وشـو ؟!
سِـكتت غُــصن لـ ثـوّاني بسيـطة وأردّفت بـ حيّرة وخُـوف : اكـيد تذكِرين أيـامَنا وأحـلامَنا البسيطة ، اكـيد تذكـريّن حُـلمي مِـثل مـا انـا أتذكـر حُـلمِك ، وشغـفِك ، ولهفتِك ، وإندفاعِـك حُـول تصـميّم الأزيـاء ،
غسَق : اكـيد أذكُـر إنـك كُنتي تبين تصيّرين عـارِضـة أزيـاء ولكِـن المُوضوع مُـستحيل ، ماهُـب هيِّن وسهـل مِـثل سهُـولة تصميّم الأزيـاء ،
قـاطع غسَق صُـوت غُـصن من أردفت : ومين قـالِك إنه صعـب ؟إنتي حـققتيّ مُـبتغاكِ ، ومحَد منعِـك ، وش بيمـنعنيّ أحـقِق مُـبتغايّ انـا ؟
غسَق : دينك ، وأهـلِك ، وأخُـوكِ ، كُل شيء ضـدِك يـا غُصن ، بس يلا الحـمدلله على الأقـل خرجتي عن طُّور منظُور أخوكِ وعارضتيّه بالرأي وقِـدرتي تبتعثِين وتتخـرجين بـ شهَادة ، فـ يعني الأكـيد فُرصك لـ العـمَل بتكون بالهبَّل
غُـصن : وش بيكون ردّة فعـلِك لو عـلمتِك إني تخـليّت عن كُل شيء ذكـرتيّه وأقدّمَت على حُـلمي ؟
غسَق بـ عدم تصـديق : مـا ببديّ أي ردة فعِـل لأنها مُـستحيلة ..
إبتسمَـت غُـصن بخِـفة وإلتفتت تسحـب جُـوالها بهدوء ، وجهَّـت جُـوالها بـ إتجـاه وجـه غسَق بحـيث تشُـوف المتواجِـد بـ جـوال غُصن عن كـثب ،
حَـملقت غسَق بـ ذهُول وأردفت بـ نبّرة راجِـفة : مُـستحيل ، مُـستحيل ، مُـستحيل تسويّنها !
سحَبت غُـصن جـوالها بعـد مـا تركَّت غسَق تِـلمح أختها غُـصن دون عبّاة ولا غطَاة وحِـجاب يستُـر شعرها ، واقـفة بـ رِداءهـا وزينتِها امـام المـلأ ، تستعـرِض وتتمـايّل بـ زيّ فـاتِن مُـقابِل مِـئات النساء والرجـال ،
غُـصن : صدقتينيّ الحـين ؟
إلتعَـجت غسَق وأردّفت : شـلون هـانت عليكِ تطلعين بهالمنظَر ونتي مُـستغفِـلتنا ؟ مـا فكرتيّ بـ أبوكِ الهزيلّ ؟ مـافكرتيّ بـ امك إلي وقفت معاكِ رغُـم رفضّ أخُوكِ لجل تسـافريّن وترجـعين بـ شهَادة تسُـرنـا وترفـع روؤسـنا ؟ تهقيّن لو دروا وش مُمكِـن بيصـير لهُـم ؟ إلي بالديـرة لو وصِـلهُم طرفة عِـلم وش بيصير ؟ والله يـاغُصن لتصيّرين حـديث المُـجتمع! بيشُـوفونِك رخـيّصة وبيقطُون على الشيّاب المـساكين كـلام يسُم البدن ، رجـيّتك ياغُصن لاتذبحـينهُم وهم بـ اوآخِـر العُـمر !
غُـصن : أفـهميّني يـا غسَق ، هالمجَـال حُـلمي ووِقـاريّ ونـا أقدّمَت فيه ومـالي رجعَة مِـنه مهمًا قلتي وفعلتي ، لاتخـلينيّ أندم على إني عـلمتِك مـابي منكِ غير إنك تمشِّين معاي بالخُـطة !
غسَق بـ ذهُـول : يـاقوة قلبِّك ياغُصن ! شلون تبيني أدعـمِك على شيء مُمكِـن يذبّح أهلي ؟!
تمسكَّت غُـصن بـ كفُوف غسَق وأردّفت : لـو وقفتيّ معـاي والله مابيذبحهُـم ولا بيوصلهُـم طرفة عِـلم ، أفهمي مني مبدأ الموضوع وصدقيّني بتغيرين رأيـك وتـاقفيّن مـعاي ، بس عطيّني فُـرصة !
وجـمَت غسَق وجُـوم الحَـزين المُـكتئِب ، وإكتفت بـ النظَر بـ غُـصن بـ حيّرة وإرتيّاب ..
تنهَـدت غُـصن وأردّفت : لاتوقـفين بـ طريقيّ يـا غسَق ، انـا كان بـإمكـاني إني أخفيّ عليكِ المُـوضوع وأستغفِـلك لكن روحيّ بروحِـك من وحِـنا اطفال ، وكل شيء يصير أعلمكِ عليه وتأيديّني وتشـاركينيّ فيه ، لاتترُكـين الأزمَان تغيّركِ علي! فكـريّ بالمُـوضوع بـ سيّاسـة ، إنتي مُـصمِـمة ونـا عارِضـة أزيـاء والله لانجيب مبالِـغ بالهبَّل وبيمديـنا ننقُـل من هالديّـرة وهالشُـقة المُتشقِقة جِـدرانها آثر تواجُدها طيّلة هالزمَـن ، وخـصوصًا إن عندي شهَادات من فرنسا وصـارو الشركـات يعرفوني، وكِـثرت واسطَاتي ، فكـريّ تكفين ولاتعـقديّن الأمُـور وهي بسيطة
غسَق : بس انـا ما كِنت اشاركِك وأعزِز لكِ على إلي مُمكِن يسيئ سُـمعتِك ويضُـر ابوي وامي ، إنتي مُوضُوعِـك أكبر ممًا تصُّــورت ، وإحـتمَال تتسببيّن بـ فضيّحـة ! ماتعرفين تفكـير وحـكاويّ أهـل الديرة ؟!
غُـصن بـ سُـخرية : لا حُـبي من ونتي صغـيرة ونتي تأيديّني على إلي مُـمكِن يدفعني بـ ستين داهـيّة ، نسيتي يوم كنتي تعززيّن لي علشان نسـرُق شوكلاتـات من العـم قـاسِم ؟! ترا حتى على أيـامها لو أنقفطنا كـان ماسلّمنا من حـكاويّ أهل الديرة ولا من تهزيئ الوالد والوالدة ، والحـين زِدنـا اللِڤـلّ شوي بس !
شتت غسَق أنظَـارها وهي تحـاوِل تخـفيّ ضحـكتها من طارت بـ ذاكِرتها لأيـامهُم مع البقالّ قـاسِـم وأردفت : طيب وش نـاوّية عليه ؟ شـلون واثـقة لـ ذي الدرجَـة إنك مابتضُرين امي وابوي ولا بيعرفون الناس عن موضُـوعِك ؟
غُصن : قـبل مـا أعلمكِ، افهـم من سؤالِـك إنك رضيّتي بالمُـوضوع وبتنفذيّن معـاي كل شيء ؟.. وافقي تكـفين عشان نحـسِّن وضّـعنا ولـو شُوي وأوعـدِك إن لا أبوي ولا أمي بيتضرروّن ، كل شيء بيتِـم بـ سريّة تـامَة!
وجـمَت غسَق لـ ثواني وأردّفت : أختصـريّلي موضُـوعِك 
إبتسمَـت غُـصن إبتسامَـة إنتصّـار وإعتدلت في جـلوسها وأردّفت : انـا مُـقدِمـة على اكـثر من شرِكـة من أسبُوعين وببدء اداوِم بالشرِكـة إلي بيستقبِّلوني فيها ، والأكـيد إني بطلع من هالديـرة بعبايتي ونِقابي عشان أبعِّـد الشكُـوك، واول مـا أركب السـيارة بفتِّـش وأخُـذ راحَـتي ، وبـ كذا أضمَـن لكِ على إن موضُـوعنا محد بيدري عـنه واساسًـا الشركـات بتكون برا الديـرة يعني إستحَـالة بيدرون إني بنيّة هُـزيّع آل غيّد !
غسَق : ونـا وش موقعِـي بالإعـراب دامِـك بتتوظفيّن بـ شركـة ازيـاء ؟ لايكون تبيني أطلع وأستعرِض مِـثلك ؟
ضِـحكت غُـصن بـ سُـخرية وأردّفت : إنتي بتكُونين المُـصممة إلي بتكـسِر الدُنيـا كلها ، الأكـيد إنك بتتسـائلين شلون بتكـسرين الدُنيـا وإنتي بـ قلب هالديـرة ومافيه أحَـد يدري عنك ،
قـاطعتها غسَق من أردّفت : زين إنـك جَـالسة ترُدين على تساوؤلاتي إلي مابعد طرحتها لكِ ، لأني للحـين تحَت تأثـير الصّـدمة ولا لي خـلق اسـألِك .. ،
غُـصن بسُـخرية : مـاعليك تنامِـين وتصحـين وتتخـطّين
ضِـحكت غسَـق بسُـخرية وأردّفت : اهـييّن اللآمُـبالاة إلي فيكِ!
وقـفت غُـصن متوجِـهة لـ دورة المـياه : انخـمِدي الحين ، وبكـرا لاهديتيّ بطرح لكِ المُـوضوع زين
تمـددّت غسَـق على فِـراشها وأردفت ببرود : يصـير خير ..
-
« صـباح يوم جَــديد ، الريــاض »
تمَـدد شُـعاع على الكـنبّة واللآبتوب يتوسـد حُـضنه ، يقلِّـب بـ أشكـال المُـجسـمَات المُـرسلة لـه من إحدى فنانيّن النحَـت ، رفـع أنظَـاره للأعـلى من سِـمع أصوات خفق نعـالّ تتقـدم نحُوه ، إبتسـم بخِـفة من لمَـح أبُوه وترك اللآبتوب  متوجِـه بإتجـاهه : يـاهلا بالقائد ،
إبتسـم شِـهاب بخـفة وأردف : ياهلابك يـا شُـعاع ، وش جـدولك لليُوم؟
إلتفت شُـعاع تِجـاه اللابتوب الخاص فيه وأردف : ابد كنت جـالِس امـتِع انظَـاري بـ شوفة فـن النحـاتيّن ، وبعد سـاعة بمُّـر المـعرض ،
شِـهاب بـ إبتسامَة عريضّة : تسمـح لي أعـطِلك اليوم ؟
ضحِـك شُــعاع بسُـخرية وأردف : تبيني اداوِم عنك صح ؟
هـز شِهاب رأسـه بالإيجَـاب والإبتسامَـة تتوسد ثغـره ،
شُـعاع بسُـخرية : افـا يا شِـهاب وين صّـرامة العـمل إلي أعتدنـا عليها ؟ ولا مـليّت !
تنحـنح شُـعاع من لاحـظ إرتفاع حاجِـب أبوه المُـصاحِـبة للصمت وأردف : أقـصد يا القائِـد !
ضحِـك شِـهاب بخـفة وخـبّط كِـتف شُـعاع بخِـفة وأردف : تِمون يالشُـعاع ؟
إبتسـم شُـعاع بسُـخرية ورفـع أكـتافه وهو يهِـز رأسـه بالنفيّ ،
شِـهاب : انـا ومـبدأ التراجُـع والمـلل مانجـتمِع بقامـوس واحِـد ياشُـعاع ، ولا نسـيت ؟
دخـلّ شُـعاع كفوفـه بجـيُوبه وأردف بـ تساوؤل : اجَـل شفـيك تبيني اداوِم عـنك اليوم ؟ ماهيب من عـوايدك !
شِـهاب : الأقـمِشة إلي وصيّت امك عليهم وصـِلت للمـستودع ، بروح أشـيِّك عليهُـم وإحـتمَال اتأخـر هِـناك
حـكّ شُـعاع شـعره ونزلّ رأسـه وأنظَـاره للأسـفل من دخـلت هـمَس بـ عباتِها : صـباح الخـير !
رفـع شِـهاب أنظَـاره تِجـاه بنته وأردف : يـاهلا بـ رهيّفة القلب ، يـا هلا !
إبتسـمَت هـمَس إبتسـامة وسيّعة وتقـدمَت تحـتضِن ابوها بـ كُل رِقـة وحُـب ،
أبعـدّت هـمَس عن حُـضن ابوها من لآحـظت إبتعـاد شُـعاع عن أنظـارها ، تقـدمَت خطُوتين مُتتـاليّة وأردفت : وين ساريّ من دوني ياشُـعاع !
إلتفت شُـعاع لأبـوه ونـاظر فيه بـ نظّرة الحائِـر المُتردِد : تصرّف مع رهـيّفة القلب يـالقائِـد ..
عـقّد شِـهاب حـاجبينه بـ إستغراب وأردف : وش وراكـم ؟!
شُـعاع : إنت خـابِر يالقائد إن فيه تواريخ مُـعيّنة من الشهر ننزُل فيه انـا وهـمَس للمَـعرض ، عاد شيِّـك على تـاريخ اليُوم ومـا يحتاج اكـمِل الباقي  ..
ميّلت هـمَس شفايفها بهـدوء وأردفت : ما بنروح للمَـعرض سـوا ؟
وجَـم شُـعاع بدون إبداء أي ردّة فعِـل ،
قـاطعهُـم شِـهاب بعـد ما إتضّـح له الموضوع : انـا أبيه يداوِم عني اليُوم يـا بنتي ، عشان كذا بيضـطر إنـه يلغيّ طلعته معك للمـعرض وأعتذِر بالنـيّابة عنه لأن انـا هو المُتسبِب في إلغاء الحـضُور للمَـعرض ولكِـن تبشرين بالسعَّد والله لايجـيكِ العُـوض !
هـزت هـمَس رأسـها بالإيجَـاب وأردّفت : دآم إن سبب كـنسلة الطـلعة للمعرض ، عـمَل ، فـ ابد مابُه مُـشكلة ، نعـوِضها بعدين
إبتسـم شُـعاع بعد ما هبّطت عليه نوع من السكـيّنة والراحَـة وأردف : والله إني أحبّك يـا ام القلب المُـرهف !
إبتسمَـت هـمَس بخـفة وأردفت : أعـشقك ياشُـعاع قلبّي ،
شِـهاب : مابتروحـين للجـامعة ؟
هـزت هـمَس رأسها بالإيجَـاب وأردفت : اي الآن بغدّي لـه ،
شُـعاع : اوصـِلك على طريقيّ ؟
هـزت هـمَس رأسها بالنفـيّ وتقدمَت تحـتضِن شُـعاع : ارتـاح يـاشُعاع قلبّي ، السواق ينتظرنيّ برا
هـز شُـعاع رأسـه بالإيجـاب وتراجـعَت هـمَس للخـلف لجل تقبِّل جـبيّن ابوها وتودِعـه ،
إبتسـم شِـهاب بخـفة وهو يحِـس بـ مُلامـسة ثغر هـمَس على جـبيّنه وأردف : وادعتك الله وسـلمتك لـه يـا رهـيّفة قلبّي ، أنتبهـي على نفسِـك ،
هـزت هـمَس رأسها بالإيجـاب وهي تهـمِس بـ " آمين " وأطرّقت بخـطواتها متوجِـهة للخـارِج ،
نزلّ شِـهاب نظَره على السـاعة المتواجِـدة في يده وأردف : يلا يـا شُـعاع أسـرٍ لـ الشركـة طقت الساعه إثنعـش !
هـز شُـعاع رأسـه بالإيجَـاب وأردف : ابشـر يالقائِـد ، توصيّ بـ شيء بعد ؟
شِـهاب : اليوم ابيك تركِـز زين وتفتِـح عيُونك على الأوراق والموظـفيّن الجُـدد ، فيه مُـقدميّن وافقـنا على تقديمهُـم للوظـيّفة فـ إنت بتكُون الشخـص إلي بيجري لهم المُـقابلة الشخـصيّة ،
شُـعاع بـ إستغراب : غـريبّة ليه تبون مـوظفيّن اكـثر ؟ مو المفروض تكتفون بـ إلي عندكم ؟
شِـهاب : مُـكتفيّن من نـاحيّة المُـصمميّن والمـصورِين بس نـاقِـصنا عـارِضـات علشان المـبيّعات تكـثر ، وعاد اول مـا طلبنا عـارِضات جـتنا تقديمات بالهـبَّل ،
ضحِـك شُـعاع بسُـخرية وأردف : اوف بتكـسِر القاعدة وتخرج عن المألوف يالقائِد ، اجَـل عارِضـات ؟ وبالريـاض بعد ! والله وتطـورنـا يالوالـد !
ضحِـك شِـهاب بخـفة وأردف : إذا تبي تنجـح بـ شُـغلك لازم تفكِـر بـ ذكـاء وتخـرُج عن المألوف ، لأن الأشياء المُـتكرِرة ما تجـذِب وتلفِت الأنـظَار
شُـعاع : طيب وش شروط القـبول ؟
شِـهاب : زين سـألتني وذكـرتني أعـطيك شروط القبول ، عندك ثلاث شروط وإلي هـو ، طول العارِضـة لازم يكـون مية وسبعين ، والوزِن مايزيد عن إثنين وخـمسين غـرام ، واخِـر شـرط إنها تكـون مُـتناسِقة ولآفِـتة للأنظَـار
شُـعاع بسُـخرية : يساتر هاذي مواصـفات وشروط العـروسة ماهيب مواصـفات عـارِضة ازيـاء !
ضحِـك شِـهاب بسُـخرية وأردف : يلا عـاد لو أعـجبتك وحدة مـنهم أطلبلي يدها خـلني أعـرِس واتوّنس عاد!
ضحِـك شُـعاع بـ صـدمة وأردف : طِلعت خفيّف دم يالقائِـد !
تنحـنح شِـهاب ونطق بـ جِـديّة : يلا عاد إنت بعد ، إذلف لـ دوامك !
شُـعاع بسُـخرية : انـا المُـدير يالقائـد ولا نـاسيّ ؟
شِـهاب بحِـدة : بتذلِـف للدوام ولا كيف ؟
هـز شُـعاع رأسـه بالإيجـاب وتقـدم متوجِـه للخـارِج : افـا عليك ، اكيد بذلـِف
إلتفت شُـعاع وهـمَس بسُـخرية : إنتبه بس تعـرِس على بارِقـة يالقائِد لاتهِّـد عليك فرنسا بكُـبرها ،
-
خرجـت غُـصن بـ رِفقة غسَق بهـدوء وتوقفت خلف بـاب الصـالة
دخـلت غسَق ولآحظت أصناف الأكـل المتوسِـد على السُفرة ، لمحت إطعـام امها لأبوها بكفوفها الراجِـفة ، أردفت والإبتسـامة تمـلئ ثغرها : صـباح الخـير والمسَـرات
سحَـبت عُـرف كفها بعد مـا تركَّـت هُـزيّع يلتهِـم اللقمة إلي تقدمت فيه بالقُرب من ثغـرِه ، وأردفت : اهلين ، اجلسيّ وافطري مـع ابوكِ
غسَـق : افـا مابتعزميّن غُـصن معنا ؟
فـزت عُـرف وتنهـدت تنهيّدة طـويلة : يالله غُـصن ! أشتقت لها حـيّل ، امانة خـاطريّ مرة اكـلِمها ، قلبّي نـاغِزني عليها تهقيّن إنها بخـير الحين ؟
مد هُـزيّع كـفه لـ سـاق عُـرف المُتمدِدة على الأرض وأردف بـ قِـلة حيل : ليتنا مـا تركـناها تسـافِـر دآم إن أخبّارها بتنقطِـع عنا بهالشكِـل ياعُـرف ،
إبتسمَـت غُـصن إبتسـامة عريّضة يُصـاحِبه دمُـوع الإشـتيّاق ، مـآلت بـ رأسها بهـدوء ولوّحـت بيدها وأردفت : غُـصن بخـير يـا أميمتيّ !
توسعَّـت محـاجـر عُـرف بـ ذهُـول وإنلجَـم هُـزيّع من الصُوت إلي تردّدت على مَسـامِـعه ،
هروّلـت غُـضن بإتجَـاه امها وابوها وإنحَـنت تحـاوِط امها وابوها بحـذر  ،
إبتسمَت غسَق بخـفة من المـشهد الشاعريّ إلي شهـِدت عليه ، بدأت الدمُـوع تنهـمِر على وجـنتيّ عُـرف أثـر المشـاعِر المُتخـالِطة إلي كـسى روحـها : غُـ .. غُـصن يـا امي ؟
إبتسمَـت غُــصن وهي تمسـح دمُـوع امها بهدوء : عيُوني وقلبي وروحِي إنتي يـا امي ، لبيـه ياعيُون غُـصن وسبب إزدهَـار أغصّـانها الذبلآنـة لبيــه يـابعد كُل الديَـار !
دفنت عُـرف وجـهها في عُـنق غُـصن بهدوء وشدّت على تمسُكها بـ أكـتاف غُــصن : أمنتِـك بالله مـاعاد تغيّبين عن نواظِـرنا وترجـعين للغُـربّة !
هـزت غُـصن رأسها بالإيجَـاب وأردّفت : والله مـابيصير إلا إلي بخـاطركِ ، ابشـري بـ إلي يرضيكِ
إبتسمَـت عُـرف بخِـفة وأبتعـدّت عن حُـضن غُـضن تارِكـة لها مجَـال وفُـرصة في الترحـيب والتهليلّ بـ أبوها .. ،
وقـفت غُـصن تسحَـب عبايتها بعـد مـا رحـبّت بالجـميع وتبادلوا الأخـبار والتباشـيّر : يلا يـا امي أشوفِـك على خير
إلتعَجت عُـرف وأردّفت : مُـتأكِدة يـابنتي إن الوظيّفة إلي قبلوكِ فيها زينة ، والراتب زين ، يسُوى على إنـك تمسكِين درب مُـدته نُـص سـاعة ؟!
هـزت غُـصن رأسها بالإيجَـاب وأردّفت : للأن ماتفاهمَنا على موضوع الراتِب ولكن انـا واثقة بـ إن الراتب بيكُون عـالي لأن الشرِكـة مَعـروفة ولها فـروع خارج أراضيّنا ،
وعاد شهَادات أوروبـا تخـليكِ تجيبين الشرِكـات من أقـصاهُم!
هـزت عُـرف رأسها بالإيجَـاب وأردّفت : وادعـتِك الله ،
إلتحَـقت غسَـق بـ غُـصن وضِـحكت بسُـخرية من لآحـظت غُـصن تلبس نِقابها : يـاعييّني على فـن الإغُواء!
عبّست غُـصن مـلامِحها وأردّفت بعدم إرتيّاح : يمه احِـس بـ كتمة !
تجَـاهلت غسَق كلام غُـصن وأردّفت : يلا عـاد لا أوصيكِ انتبهي على نفسك
-
« شـرِكـة 𝐹𝒶𝓈𝒽𝒾𝑜𝓃 لـ تصـميّم الأزياء »
إنحَـنى شُـعاع يجـلِس على الكُـرسي المُـتحـرِك ، مُقابِل الطاولـة المـليئة بالأوراق المُـتشكِل عليها تصـاميّم مُـختلِفة للأزياء والمـلفات المـرصُوصة والخاصة بـ معلومات الموظفيّن، إنحَـنى يسحَـب الملف الخـاص بـ معلومات العارِضات ، سحب الورقـة وبدء يمرِر أنظاره على الأسمَـاء ، زفـر بـ ورطَـة ورفـع جُـواله يدُق على أبوه ، أردّف بعد ما وصِـلته الإستجَـابة مِـنه : الله يصـلحك يالقائِد ، حـاطنيّ بمكـانك ونـا مالي عِـلم بـ نِظامكـم بالشرِكة !
شِـهاب بـ إستغراب : علامك إنت ، ترا كُـله قـبول على تقـديم مالـك داعي تكبر المواضيّع بهالشكِـل !
شُـعاع : ابوي إنت فيك شيء ؟ تبيني أقـبل ميتين عـارضّة بدُفـعة وحدة ؟
هـز شِهاب رأسـه بالنفيّ مِرارًا وتِكرارًا وأردّف : لاتجـلِطني  ياشُـعاع ! ، يـاويلك إن قـبلتهُم كلهم ، الفِئة الوحـيدة إلي بتقبلهُـم إلي جَـاين بشهَادات من فرنسـا والأهَـم طبعًا تطابُق الشروط فيهُـم والباقين إحتيّاط ،
رفـع شُـعاع نظَره بإتجَاه الباب من سِـمع صُوت طرقـات الباب ، ميّلت غُـصن رأسها بهـدوء وأردّفت : عادي ادخُـل ؟
سكَّــن شُـعاع لـ ثواني وأردّف : مين حـضّرتك ؟
إبتسمَـت غُـصن بهدوء وأردّفت : انـا العارِضـة غُـصن بنت هُزيّع ،
مَرر شُـعاع نظره على لِسـتة الأسـامي بشكِل سريع وهـز رأسه بالإيجَاب من لمَح إسمها في اللِـستة وهـز رأسه بالإيجَاب : جَـتني وحدة بشوف وضعها واكلمك زين ؟
شِهاب : انتبه هاه ، ما خـليتك تداوِم عني إلا لأني واثِق بك لاتجـلطني رجيّتك
أخطت غُـصن خطُواتِها ووقـفت مُـقابِل الطاولـة الخـاصة بـ شُـعاع ، حُول شُـعاع أنظَاره للكُـرسي المُقابِل لـه وسُـرعان ما فِهـمت مَقصده من تحُويّل أنظَاره للكُـرسي ، إنحَنت غُـصن للجـلوس وأردّفت : أتوقـع لك عِـلم بـ إني من عارِضات برا البِلاد ، فرنسـا تحديدًا ؟!
شُـعاع بسُـخريّة : الأهَـم عندنـا الشروط المَـطلوبة لـ قبُول العارِضـة ، ماهيب شهادة الدول ، ولكِـن بِما إنـك جَـاية من البلدة إلي فيها فرعـنا الثاني وافـقنا على تقـديمك لنا ،
إبتسمَـت غُـصن بخـِفة وأردّفت بسُـخرية : أظُن إن كل الشروط إلي تبحـثون عنها موجـودة فيني !
سحَب شُـعاع القـلم وأردّف : اعـطيّني مكـان سكـنِك ،
إرتخت ملامح غُـصن بـ توتر وأردّفت بـ نُكرّان : حي الياسـمين ،
شُـعاع : ذكـرينيّ ، كـم طُولِك ؟
وقـفت غُـصن وتراجـعَت للخـلف وأردفت : لذي الدرجَـة مو واضِـح إن طولي مـية وإثنين وسـبعيّن ؟
ضحِـك شُـعاع بـ تعـجُب وأردّف : اركِـدي بس وتعـالي وقـعيّ عالعـقد !
توسعَـت محـاجِر غُـصن بـ ذهُـول وهروّلـت بإتجَـاه الورقـة المُـمتدة في وسـط الطـاولة ، إنحَـنت تسحب القـلم وتطبع توقـيعهَا في أسـفلِ الورقـة ،
سحَـب شُـعاع الورقـة بعد مـا تأكـد من توقـيعها : من بكـرا يبدأ دوامِـك ، ولابُد من الإلتزام بالحـضُور والإنضبّاط وحِـفظ الأمَـانة وكُل شيء يخُـص التصامـيّم
قـاطعته غُـصن من أردّفت : شلون يعني حـفظ الأمَـانة ؟
شُـعاع : يعني إذا كـان فيه أي تصـاميِم جديدة مابعد عرضُوها بالسوق ممـنوع تصـورينه وتنشُـرينه ، أو تصـوريّن نفسِـك ونتي لابسته كـ عارِضة، بحُـجَة تورينه معـارِفك وخـوياتك ، مـالك أحـقيّة في تصـوير نفسِـك بـ الأزيـاء إلي مـا أنعرضّت في السـوق غـير المصـورين إلي بشرِكـة فاشِن لـ تصميم الأزيـاء .. عُـلِم ؟!
عقدّت غُـصن حاجبينها وأردّفت : ومِـتى يمديني أتصـور فيهُـم ؟
شُـعاع : إن إنعرضّـت بالأسُواق والمجَـلات
هـزت غُـصن رأسها بالإيجَـاب من فِهمت جَـميع الشروط والإلتزامَات المـطلوبة ،
شُـعاع : أي سـؤال ثاني ؟
هـزت غُـصن رأسها بالنفيّ ورفـعت خُصلات شعرها الأمَاميّة ، ووقـفت متوجِـهة للخـارِج : يعـطيك العـافية
سكَّــرت غُـصن الباب خـلفها وسُـرعان ما ضحِـك شُـعاع على نفسه وهو يردِف : والله إني هـيبّة ونـا أعدِد لها الشروط بكل جديّة ،
بدأت غُـصن تمرِر أنظَارها حُـول اللوحَـات المُـعلّقة والمَـاينكات المركُونة ، والإنجَـازات المُـتتاليّة لـ شركـة 𝐹𝒶𝓈𝒽𝒾𝑜𝓃 لـ تصـميّم الأزياء ، نزلت نظَرها لـ اسفل اللوحَـة وسُـرعان ما توسعَت محـاجِرها بـ صدمة من لمحَـت إسـم الفرع الثاني لـ الشرِكـة ومسـوؤلته ، رفعت غُـصن نظَرها من أردّفت إحدى المُـصمِمـات : اهلاً ، أعذرينيّ اول مرة اشوفك بس حابة أعرِف مين تكـونين ؟
إبستمَت غُـصن بخـفوت وأردّفت : توظفت كـ  عارِضـة أزيـاء ،
إبتسمَـت المُـصمِمة ملاك بـ ذهُـول وأردّفت : والله إني اهنيّهُم على إخـتيارهُم لكِ كـ اول عارِضة يوظفِونها بشركـتنا لأن حلاكِ جـذبنيّ من سابِع دور ومـا أستبعِد إنك تكونيّن سبب في زيادة المبيّعات والزبائِن في شركـتنا !
إبتسمت غُـصن إبتسـامَة عريضّة وأردفت : حـبيبتي إنتي !
مَدت المُـصممة مَلاك كـفها للمُـصافحَة وأردّفت : معكِ مُـصممة الأزيـاء مَلاك ،
صّـافحـتها غُـصن وأردفت وهي تمـيّل رأسها بهدوء : غُـصن
سحَبت المُـصممة مَلاك كفها بهدوء وأردفت : يـا حـلوك يـاغِصن ، توصـيّن بـ شيء قبل لا أغديّ ؟
هزت غُـصن رأسها بالإيجَاب وأردّفت : وين مقـر الفرع الثاني لـ هالشرِكـة ومين هي المسوؤلـة عن الفرع الثاني ؟
المُـصممة مَلاك : الفرع الثاني في بـاريس تحديدًا ، والمـسوؤلـة عنه هي زوجَـة مُديـر هالشرِكـة وإلي هي بـارِقـة بنت براء
سكـنت غُـصن من تردّد على أذانِها الإسـم ودبّ في قـلبِها البغـضّ لـ الشرِكـة والناس وهالمُـصادفة الغريبّة ، هـزت غُـصن رأسها بالإيجَاب وتقدمت في خطُواتها مُـتجـاهِلة لـ المُـصمِمة مَلاك ، حكَّت طرف حاجبها وهي تتسائـل بين نفسها بـ ذهُول : معـقولة بارِقـة إلي كانت تفشلنيّ عند الأجَانب و تتحـداني اكون مودِل وأنقـبِل بـ أي شركة معروفة جـابها ربي لي ووظفنيّ بـ فرع من فروع شركاتها ؟
ضِـحكت بسُـخرية وهمست بين نفسها : الظاهِـر هالشرِكـة بتكون ثغرة لـ إنهَاء الست بارِقـة وتقويضّ إنجَازاتها ،
أخطَت غُـصن بخطُواتها متوجِـهة للخـارج وشعرها يتأرجـح و إبتسامَـة خبيثة تتوسـد ثغرِهـا ،
-
« في المَـسـاء ، الديـــرة »
توجهَت أنظَار غسَق بـ دخُـول غُـصن المُفاجِئ ، إنحَنت غُـصن تسحَـب اللآبتوب الخـاص فيها بشكل عاجِـل ، إلتعجَـت غسَق من دخُـول غُـصن المُصاحِـب لـ الصمت والعجَـلة ،
كـانت غُـصن تمرِر أنظَارها بين المواقِـع والصُـور بـ تركـيز تـام ، إبتسمَـت غُـصن بعد دقائِق ، بعد أن أدركَـت وتوصّـلت لـ كُل الأسـئِلة إلي راودّت ذِهنها قبل سـاعات بسيطة ، طرّقت أصـابِعها بـ دُفـعة وحـدة وبـراحـة تـامَـة وتمـددّت بهدوء ،
غسَـق بـ إستغراب : شـبلاكِ ! لايكـون ما قبلوكِ ؟
أخـذت نفس بـ إستجـمَام وإنتصـار مُقدم وأردّفت : لا بالعَـكس قِبلوني وزاد إقـدامي وإندفـاعي حُول هالشرِكـة اكثر واكـثر !
عـقدت غسَق حـاجِبها وأردّفت بـ نبرة مليئة بالشـك : مافيه شيء يزيد الإندفاعـيّة عبث ، وش وراكِ أعترفي!
ضِحـكت غُـصن بـ سُـخرية وأردّفت : لاترهقيّن نفسِك بالتفكـير الحين ، بتعـرفين المُوضوع بعدين ، الحـين أبي اشوف شطارتكِ ، وسُـرعة الإنجَـاز ، لأن لو تلمَست بكِ هالأثنين بنوصـل للي نبيه يـا غسَق !
غسَق : قصدِك للي تبينه إنتي ،  لأن غسَق مُضطرة تجـاوِب عليكِ بـ سمعًا وطـاعة لـ كِل شيء تقولينه ، ولا هـي من الأسَاس مالها عِـلم عن إلي براسِـك ..
غُـصن : مَردك تعـرفين وتفهمين كِل شيء ،خُذيها وعـد مني !
هزت غسَق رأسها بالإيجَاب وأردفت : الحـين وش المَطلوب مني بهالشـرِكـة ؟!
إعـتدّلت غُـصن في الجـلوس وأردّفت : بجـيكِ يوميًا وأعطيكِ تصـاميم وبنرفـعه لـ الموقع إلي بنشِئه انـا ، ولكِـن مين هي إلي صمَمت القِطعة ؟ وش إسم المُـصممة ؟ مَسكنها ، نِظام عـملها ، كل هاذي الأسئِلة بيكون ماله جـواب ابدًا .. قـاطعتها غسَق من أردّفت : دقيقة ، دقيقة ! شلون تبيني اصمِـم ازيـاء بدون ذِكـر إسمي او أي شيء يخُـصنيّ ، على كِذا ما بيجيني ولا زبون!
غُـصن : لا بيجـونِك العرب كلهن دآم إن غُـصن بتساندكِ !
تنهدّت غسَق بـ إستسلام ، على الرغُـم من عدم فِهمها لـ ناويـا غُـصن ، إلا إنها إلتمَست نوع من الراحَـة بـ كلام غُـصن ووكلّت آمـرها للـه ثُمً غُــصن : طيب يـاغُـصن اخـاف إن فِعلاً يصير عندي زبايـن كثير ، ونـا ماعندي القُـدرة في تجـديد الأقـمِشة بشكل دوريّ !
دقت غُـصن صـدرها وأردّفت : ابد أزهـليّها  ، بيجـيكِ مندوب بشكِـل يومي على اوآخِـر الليّل ويصير تطلعين لـه وتستـلمين الأقـمِشة وتكـملين شُـغلِك بدون ماتشيلين هَـم!
إبتسمَـت غسَق بخِـفة وأردّفت : الله يجـعل كل أمـر وكل خطُوة تتخـذيّنها خيرة ، والله يبعدكِ عن كِل شـر
إبتسمَت غُـصن وهي تردِد " آمين " وتمسكَّـت بـ كف غسَق بـ شِدة وأردّفت : والله لـو وثقتيّ فيني وما خليتي الوساوِس تضيّق خـاطركِ ، كل شيء بينحَـل ويتدبر بالطريقة إلي نهواها وزووّد !
-
خـرج شُـعاع من الشرِكـة بعد ما تأكـد من خروج كل الموظفيّن ، سحَـب مِقبّض السيارة الخـاصة فيه ، وإنحَـنى يركـب في مقعَد السائِق ، نزلّ شُـعاع نظَـره لـ جيّبه من ترددّت على مـسـامِعه صُوت رنين جـواله ، سحَـب جواله و رد على المُـتصِل مُباشرةً : الـو ؟! ،
هَـيِّم : ارحب تراحـيِب المَطر ياشوشِع !
عـقد شُـعاع حُـواجِـبه بـ تعجُـب وأردّف : رجـيّتك يـا هَيّم لاتقول إن شوشِـع لقبي الجَديد !
ضحِـك هَـيّم بخِـفة وأردّف : اي بالله ،
مسـح شُـعاع وجـهه وهـو يهِـز رأسـه بالنفيّ ويردِد كلمة " لا " ~ مِرارًا وتِكرارًا ،
ضحِـك هَـيّم وأردّف : شبلاك يـا شوشِـع !
شُـعاع : من يوم ما عِـرفتك ونت مـاغير تعطِب إسمي وتزعزع هـيبتيّ !
هَـيّم : طلاق إني اشوف شوشِـع اطلق من شُـعاع !
فعـلّ شُـعاع السبيكـر وثبّت جـوالـه مُقابِله ، وبدء يقـود سيارتـه متوجِـه لـ الڤيلا إلي يسكُـن فيها، بعد يـوم طويل وشـاق : طيب يـا هَيّم ، طيب
هَـيِّم : ذلحين إنت وينك فيه ؟!
شُـعاع : ليه تسأل ؟ أشتقت لي ؟ ولا لقـافة بس
ضحِـك هَـيّم بسُـخرية وأردّف : يـاشيّنك يـا شويلع!
ضـرب شُـعاع رأسـه بـ قهر وأردّف : مرة شويِع ومرة شويـلع ! تالله بتذبحَـني إنت بـ هالألقاب
هَـيّم : تعقب! غـيرك يتمنى اصـنع له لقب!
شُـعاع بسُـخرية : إن كانت ذي هي الألقاب فـ الله يحـرمنا مِنها
ضحِـك هَـيّم وأردّف : قـلعو بليسك يـاشويلع ، تبيني اجـيك ؟
شُـعاع : لا ، لا رجـيّتك ، أكـفِني شرك
عقد هَـيّم حـاجبيّنه وأردف : شقصدك؟
شُـعاع : تبيني اسمعَـك تناديني بـ شويلع وشوشِـع لـ ساعتين ؟ يرجَـال خـاف ربك
هَـيّم : لا عاد قُل إنـك ماتبيني ، قُـل ؟!
شُـعاع : تدوِر الزلـة عشان تزعل صح ؟ لاتدوِر الزلـة على شويـلع ونت خـابِر إنه كـفو !
ضحِـك هَـيّم بشكِـل هستيري وأردّف : شُـف حتى إنت تـأثرت ولقبّت نفسك بـ شويلع !!
حـك شُعاع شعـره بـ إستغراب وأردّف : ترا جَـالس اسُوق عشان كِذا غِلطت !!
ضحِـك هَـيّم وأردف بسُـخريّة : اي واضِـح إنـك تسوق !
قـفل شُـعاع الخَـط بعد أن وصـلّ لـ هَيّم كلامـه : يرجَـال دزها وفُـكني شرّك
-
« بعـد شـــهـــر ،، الديــرة »
إنقضى الشهَــر الأول من تعــييِّن غُــصن كـ عارِضـة ازيـاء ، كـسِـبت محَــبة وثِقــة المسـوؤل عن الشرِكـة شِـهاب بن شـافِـع والمُـصممين في شـرِكـة فاشِـن لـ تصـميم الأزيــاء ، قـدمت الـكُّــم الهـائِـل من اللُـطف والحُـب لـ كـسب قـلوبِهُم ، وزادّت محَـبتهُم لها من بدأت مَبيعات الشرِكـة في إزديـاد بسـبب عرضِـها للأزيـاء بشكِـل آخـــاذ وجَــذاب ، رفعت غسَق نظرها بـ إستغراب من إمَـتد لها كف غُــصن المُـمتلئ بالمال : فـلوس وشـو ذا ؟!
إبتسمَـت غُــصن وأردّفت : راتِب اول شهَـر لـ عــارِضة الأزيـاء غُـصن بنت هُزيّع !!
غسَق : بشريّ امـك وابوكِ فيه بعدها تعاليلي
هـزت غُـصن رأسها بالنفي وأردّفت : لا عـاد مُستحيل اوريهُـم المَبلغ كـله ! بيدخُـل بقلبهم الشـك بِما إنـه اول شهَـر لي بالدوام
غسَق : تبيني ازبِنه لكِ ؟!
هـزت غُـصن رأسها بالإيجَـاب ،
إبتسمَت غسَق وأردّفت بسُـخرية : انتبهي بعـدين بزرِفـك !
ضحِـكت غُـصن بخِـفة وأردّفت : يـاشيخة فـد ا ا كِ !!
إبتسمَـت غسَق وهي تسحَـب نِصـف المبلغ من غُـصن لـ إزاحَـة اي شكُوك ممكـن يدخُـل ويقع بـ قلب والدينهُـم ، إنحَـنت غُـصن تجـلِس على الأرض وأردّفت : المندوب جـاكِ وسـلمكِ الأقـمِشة ؟!
هـزت غسَق رأسها بالإيجَاب وأردفت : مـليت من هالوضـع يـاغُـصن ، مـتى بشتغِـل وأتحَـرك ، مـتى بيصير عندي طلبات وزبـاين !!
غُـصن : خـلاص ! الحـين بتبدء تحـرُكاتِك ، كِنت ابي يمُـر شهَر عشان اكـسب الثِقة والمحَـبة وطبعًا بالأسـلوب المعسُـول قِدرت اجـذِب مسوؤل الشرِكـة بكُبره !!
غسَق : يـاروحِي إنتي والله ماهـيب جَديدة عليكِ ، فـنانة بالإغُـواء من يومك ، أغويتيّ اهـلِك بكل سهُـولة والحـين بتغُويّن إلي بالشرِكـة ،
ضحِـكت غُـصن بـ ذهُـول وأردفت : ونتي بتمسكـينها علي يعني ؟
غسَق : صـح مدري وش نـاوية عليه بالضبط ، لكن الله يسـتر لاتورطـينا بس !
غُـصن : افـا عليكِ مـو انـا إلي يتورط ويورِط ، تحـرُكـاتي كلها بـ سـياسة !
-
مَـرر شُـعاع الإزمـيِل على الخشَب ، بين هـدوء اللـيل ودُجَـاه ، بـ وسط إنَـارات الشمُـوع والموسـيقى والألحَـان الهادِئـة ، هـفّ الخشَب المُتنثِـر وكـأنهُ يهـفُ وردة رقـيّقة يخـشَى ذبولِها ، رِقـة كـفيّه في التمرير تتطـغى على حِـدة الإزمـيِل في النحَـت ، دخـلت هـمَس بهدوء على الرغُـم من عدم إستجَابة شُـعاع لها عند طرقِها للباب ، تقدمَـت بهـدوء وأردّفت بـ ذهُـول من ميلآن رأس شُـعاع وتركـيزه المُريب اثناء النحَـت : الشيء إلي مالقيت لـه إجَابة هـو سِـر حُـبك لـ مُـمارسة النحَـت ، بالليِل تحديدًا على الرغُـم من إن إسمك مُـعاكِـس لـ الليِـل والظُـلمة !!
توقـف شُـعاع عن تمرير الأزمـيِل على الخـشَب فور تردُد صوت هـمَس بـ مسامِـعه ، رفـع نظَره لها وأردّف : مُمكِـن لأن ماوِدي أزيـد لهِيب سِــراج النهَـار بشُـعاعي واكـون الشُـعاع الفريد بـ الليل لأن مـافيه أشِـعة تضُوي غسَق الدُجـى غيري؟!
توسعَـت محـاجِـر هـمَس بـ ذهُـول وتوسدت الإبتسامَـة على ثغرِها وأردّفت : اول مرة تعـطيني إجَـابة مُقنِعـة !!
إبتسَـم شُـعاع وقـطع صُوت المـوسيقى وأردّف : زين إن رِقـة صُوتك وهـمَسك طلّ علينا لأني بخـلي هَمسك يـا اوخيتي الحَـان الليّلة !
زادت توسُـع إبتسامَـة هـمَس من الحـنيّة واللُـطف المُـنبلِجة من ثغِـر شُـعاع وأردفت : اهـوى عذوبّة منطُوووقك يـا شُـعاع لأن هالعذوبّة تخـليني مـا احِـس بالوِحـدة !
شُـعاع : لاتنسين إن هالحـنيِة والحُـب مُتبادل ، للحـين ماتخطيت تنازُلِك عن زيـارة المَعرض لأن ابوي خلاني اداوِم عنه رغُـم إنك تنتظرين زيـارتنا للمَـعرض كل شهَـر !
إنحَـنت هـمَس تجـلِس مُقابِل اللوحَـة الغير مُـكتملة إلي تركـته بالقُـرب من ادوات شُـعاع ومُجـسمَاته المنحُـوتة ، سحَـبت الألوان والفُـرش وأردّفت : حـتى ولو إني اهُـوى هالشيء ، مـالي حَق أسيِّـر كلامي على كلام ابوي !
عـقد شُـعاع حواجِـبه وأردف : يعني مـا كنتي راضيّة ، وتنازلتي عن زيارة المَـعرض بس علشان ابوي ؟!!
هـزت هـمَس رأسها بالإيجَـاب ،
ترك شُـعاع الإزمـيل من يده وأردف بـ قهَـر : مو مـعقول يـاهمَس يعني افـهم من كلامك إنك شـايلة بخـاطرك علي !!
ضِـحكت هـمَس بـ ذهُـول من ردّة فعِـل شُـعاع وأردّفت : حـتى إسمي صـار ينقال من دون إضّـافات وحُب !! أركِـد يـا شُـعاع امزح معك ، 
شُـعاع : تصـرفينيّ بعد ؟!
غطسَّـت هـمَس الفُـرشة على الألوان وبدأت بتمـريِره على اللوحَـة وأردّفت : لا صِـدق تنازلت بـ رِضى تـام من دون حَـزة خـاطر ، لأني من الأسَـاس بـ ذاك اليُوم كنت مُخـطِطة اطلع مع صديقتي سِـوار فـ وِقـع إعتذارك عن زيـارة المَعرض على حـظي ،
مسَـح شُـعاع وجـهه ونطق : اشـوا ،
إبتسمَت هـمَس وميلت رأسها وأردفت : بس تـرا زُرت المَـعرض مـع سِـوار ..
شُـعاع بـ ذهُـول : يـاووّك ، بدوني ؟!
ضِحـكت هـمَس وهي تهِـز رأسها بالإيجَـاب وأردفت : يوم واحِـد من الشهَـر يكون خـاليّ من الزوار تهِـق إني أفوِتـه يعني ؟!
شُـعاع : طيب شيّكتي وش إلي بقى وأنبّاع ؟!
هـمَس : غـريبة الموظف المسوؤل عن اللِوح والمُجـسمَات مايعلمك وش بقى ووش انبّاع ؟! دآمـك راعي المَـعرض!
هـز شُـعاع رأسـه بالإيجَـاب وأردف : إلا يعـلمني بس بشُوف إنتي لآحظتي غـياب شيء منهُـم ولالا !
إرتخَـت ملامِـح هـمَس وأردّفت بـ كدر : لاحَـظت غـياب اللوحَـة الضخـمَة إلي اطرافها مُثبِت عليه طين ناحِـت عليه وانـا راسـمة ومُلوِنـة اللوحَـة ، وعلى الرغُـم من إننا عـرضّناها بـ سِـعر مُبالغ فيه بس لجل ما تنبّاع بسرعـة ، قـالولي إنها انبّاعت خِـلال اسبوع !!
شُـعاع : طيب وشـوله الحُـزن ونتي بنفسك طلبتيني أعرِضـه للمَـعرض ؟ وفوقها خـابرة إنها بيوم من الأيـام بتغِيب للأبـد !
تنهـدت هـمَس وأردفت : كـانت مُعـطيِة منظَـر للمَـعرض يسِـر روحي ، ويوم طلبتك تعرِضها للمَـعرض ماتوقـعت إنها بتنبّاع بهالسُـرعة !!
شُـعاع : ننحَـت ونرسُـم نفسه ونعرِضـه بالمَـعرض بس بنخـليه غير قابِل للبـيع ، شـرايك ؟!
هَزت هـمَس رأسها بالنفي وتركَّـت الفُـرش المُـمتلئة بالألوان على الطاولة المتوسِـدة بالقُرب مِنها وأردّفت بـ لوعـة القهَـر والأسـى : بس مابتكـون بنفس مشَـاعر ذيك اللوحَـة !!
توسعَت محـاجر شُـعاع بـ ذهُـول وأردف : اذكُري ربِك يـاهمَس واقـطعي الشيطان ، اركـدي الله يصلحـكِ واللهٍ لو دريت ما كنت وافقت على البيّعة لأن مـايتِم أي بيّعـة إلا بـ إذني ولو دريت كـان حَنطتها بالمَـعرض عشانك !
وقـفت هـمَس وهمَست وهي متوجِـهة للـخارِج : تصـبح على خـير ،
تركهَا شُـعاع تمُـر من دون توجـيه أي سؤال ، تمَـدد على الأريكـة وهـمَس بين نفسه بسُـخرية : رهيّفة قـلب و عيُوطـة ، وزعـولة ، يـالله عُونـك

يـا كِثر الشُوق والحُـب ..
لاتنسون النجـمـــ🌟ـــة ، وإبداء رأيكــم بالكـــــومـــنــ💌ــت

أدرِزُ السَّدى بالتعـقيِف قِـتامًا فـ يضُوي بشُـعاعِه ويمحُو عُتمتيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن