البارت السادس

623 27 5
                                    

-
رفعت سهى جـوالها من وصـلها إتصـال من شـهاب : إيه يـا عمي؟
شـهاب : كلمت رفـيقي إلي شغّال في الجوازات وجـاب لي رقـم أخـو غـصن .. سـائد على ما أظن ؟
سهى : إيه ، إيـه ، عطني الرقـم ياعمي وعاد انـا بتوّلى الأمور الباقية
شـهاب : وش بتسوين؟
سـهى : برسـله الفيدوهات واكتب له مو هذي اختك ؟ وطبعًا ما يبيلها سرد تفاصيّل لأنـه بيجي من مقّره وهو طـاير
شـهاب : بتراسلينه من رقمك الأساسي ؟
سهى : لالا ، مانيب بهالغباء ، طلعت شريحـة من دون إسـم بحيث ما يوصل للشخـص ابدًا
شـهاب : إيـه زين ما سويتي ، كفو عليك يا بنت اخوي!
إبتسمت سهى بخـفة ونطقت : افا عليك ياعـمي، تعشّم بي وابشر بإلي يـرضيك بس
شـهاب : الله يبقيك يابنتي .. شوفي وش يصـير معك واعطيني خـبر
نزلت سهى جـوالها من اذانها وإنحـنت تسحـب إحدى الأدرَاج وتسحب جوالها الثاني ، إبتسمت بخـفوت من وصلها إشعَار من عمها شهاب ،محتواه رقم الضّابط سـائد أخو غـصن ، حولت الرقم على جوالها الثاني وسُرعان ما طرّحت الفيدوهات لـ سائـد مع رسـالة نصيّة " مو كأنها ذي اختك غصن؟"
قفـلت سهى الجوال وتمـددّت على سـريرها وهي تزفر بخُبث وراحـة : وخلها تبرُق وترعـد
-
« الواحـدة ليلًا ، الشــرقية »
هرولـت نـاهد بإتجاه الباب من دخـل سـائد ببدلتّه العـسكريّة ، ضمّـته لحـضنها بكل حُـب ونطقت : أشتقت لك وراك طوّلت اليوم!
مسّـح سـائد على شعـر زوجته بهدوء ونطـق : أبـد تحقيقات اليوم كثيرة
ميّلت نـاهد شفايفها بهدوء ونطـقت : زيـن تعال تعشى جهزت لك العشاء
نزّل سـائد البوت من اقدامه وتقدم للداخـل ونطـق : ماودي اتعشى اليوم
عقدّت ناهد حاجبينها بإستغراب ونطقت : وراه؟
سـائد : قدني تعـشيت وخلصت، وشهيتي مكبوتّة مالي خلق
إبتسمت نـاهد ونطقت : زين حُـضني يروقك ؟
ضحِـك سـائد بسُـخرية وإنحـنى يجـلس على الكنبة : تفهمين
إبتسمت نـاهد بخـفة وإنحنت تجلس بالقرب منه وتتكئ بحُضنه ، وبدأت تسرد لـ سـائد بعض الحكاوي بينما هي مُتكئة ومُستندة بحُـضنه : دقـيقة، وشفيك كـاتم نفسك بالبدلّـة ؟ قوم غير ملابسك وتعال
نزل سـائد نظرّه لـ جوالـه من وصلته إشعَار ، فتّح الأشـعار بإستغراب من الرقـم المجـهول إلي مُتضح إنـه أرسل له فيدوهات ، سكّـن وهو ينتظر الفيدوهات تكتمل تحميلها، فـز بصـدمة ودفـع ناهد دفعة شديدة أدَى لـ سقوطها على الأرض بعـيدًا عن حُضنه ، صرخّت وتـأوهَت بألـم بينما هـو إختبّل واصابهُ الجـنون فـور استراقه بالنظر لـ تمايُـل أخـته بين الرجـال،
رفـعت نـاهد نواظـرها لـه ونطقت بذهـول : عـلامك إنت!!
سحـب سـائد مفاتيح سـيارته وتوجه للخـارج بخـطوات سـريعة، وقـفت نـاهد بصعـوبة وهرّعت خلف سـائد وهي تتسـائل عن سـبب إضطرابّه المـفاجئ : سـائد شفيك ، رد علي!
إنحـنى سـائد يـلبس البوت الخـاص فيه ونطـق : أنبثري هـنا لاتلحـقيني وتهبلين فيني، انـا ماشي للـرياض
إضطربت نـاهد من تبدُل حـال سـائد وإنقلاب اسـلوبه خلال ثـواني بسـيطة ، نطـقت بذهـول : وش عندك بالريـاض ؟!
وقـف سـائد وهو ينفُـض كفوفه بعد ما لبِس بوتّه : بروح لأهـلي وما يخـصك الباقي ،
إرتخَت ملامح نـاهد من ذكر زوجـها سيرّة أهـله وسُرعان ما إنتشرّت حـرارة البغض في بدنها، خـرج سـائد من بيته وهو تـارك ناهد مُبتغـضة ، إلتفتت للخـلف وهي متوجـهة للصـالة بغـيض وحِـقد، إنحـنت تسحـب جوالها وبدأت تنبش بين الأرقـام، رفعت الجوال لإذنها وهي مُتمسكة برأسـها بقـهر وإحـتدّام ، دآست الأرض بغضب وهتفّت : رد يا غبي ، رد !
فـزت من وصـلها صوت أخـوها الثقيل أثـر النوم : هاه ياحُرمّة ،
نـاهد : مُرني الحين، الحين يـا سهم وإلا قسمًا بالله نحّرتك إنت وهالسـائد!
زفـر سـهم بمـلل ونطـق : حرام عليك ياحُرمّة كنت جالس أتحـلم إني جالس اناشـد حبيبتي بقـصايدي وأشعَاري!
نـاهد بحِـدة : انـا بلعن احـلامك وبحـرق قـصايدك وأشعَارك اخـر شيء ، قـوم يـا سهم أبي الحـق على البلوّة إلي صابتني بتالي الليل
تـأفـف سـهم بقـهر ونطـق : اركـدي ياحُرمّة لاتلعنيني ولا تحرقيني، جـايك يالمصـروعة
قـفلت نـاهد الخـط وتوجـهت تسحب عـبايتها وهي تهمس بين نفسها : يـارب سـائد ما ترجـع علاقته بـ اهله ، يـارب احفظه من اهـله وأبعده من هالوجـيه يـاااارب أستر ، يارب
-
ركّن شُـعاع بالقـرب من بيت غـسق ورفـع جـواله يتصـل على الشخص المُستهدّف والإبتسـامة الساخرة تتوسد ثغرّه،
رفـعت غـصن جوالها وأستجّابت للمـتصل المجـهول بإستغراب : الـو ؟!
إبـتسم شُـعاع بسُـخرية ونطـق : اهـلًا بـ العارضة غـصن بنت هُزيّع وش الأخـبار بعد ما أحرّقتي بيت شـهاب ؟
عـقدّت غـصن حـواجبها ونطـقت : عـفوًا مين مـعاي؟
شُـعاع : ماجـيت اعـلمك وأعرفك على نفسي، دامك ماعرفتيني خـلك جـاهلة المعرفة، لكـني جـيت أوصـلك بعض العـلوم يالعـارضة القادحَة!
إبتسمت غـصن بسُخـرية من بدء لها الصـوت مألـوف : اوكـييه، هلابك يـا بِكـر شـهاب، هـلابك يـا شُـعا ا ا عـي!
زفـر شُـعاع بقـرف ونطـق : زيـن عرفتيني، لكن اتمـنى ماتحـطين يـاء التمـلك وتعـطبين إسمي لأن صـوتك بلحَـاله يلوع الكـبد!
ضحـكت غـصن بسُخـرية ونطـقت : إلا غـريبة صـوتك مُستصـح؟ شلون ما أنحرّقت وتحـولت لـ رمـاد مـثل الحديقة الخلفية؟
ضحِـك شُـعاع ونطـق بنبرّة سـاخرة : ونتي وراك تتسـائلين بصحـتي؟ ليه مـا تتسـائـلين بصحـة أختك غسَق ؟
سكـنّت غـصن بإستغراب ونطـقت : ووش دخـل اوخـيتي بالموضوع؟
شُـعاع : توقـعتك ذكـية بس طـلعتي حشرّة غـبية وينضحـك عليها بسـهولة، اخـتك كانت عـندي بالڤيلا باللحـظة إلي أحرّقتي فيها البيت!
ضحكت غـصن ونطـقت : لاتحـاول تراوغني بالحـكي، وش يودي غـسق بـ مسكن ودآر شـهاب وهي من الأسـاس من الديـرة؟
شُـعاع : انـا كنت اجيها كـ مندوب توصيل بينما إنتي كنتي ساعيّة ورا خراب شركـة القـائد، وعاد بيننا معرفة ، وتعرفين مين إلي خلاني اكشِـف بـلاويك؟ .. أختك، بطيبّها الزايـد ساعدتني أكـشفك وأكـشف قـناعك !
غـصن : كذاب ومُحـتال ، مُـستحيل أصـدقك !
شُـعاع : عـالعموم إلي حـابّ أوصـله لك إن اخـتك ما عاد لها وجـود ، إنتي أحـرّقتي اخـتك وهدفِـك في أحراقه نجَى وجالس يسولف معك حاليًا .. شفتي شـلون الحـيّاة غدارَة؟!
غـصن : وش يأكِـد لي كـلامك؟
شُـعاع : مو لازم أثبت لك كلامي، اكتشفي الموضوع بنفسك .. عادني بعد شـوي برسـلك فيديـو وحاولي تميزيِن وتعـرفين راعيّة الصـوت، هل هي أخـتك أو أنثى غريبّة ..
تسارعت نبضّات غـصن ودبّ في قلبها الشّـك والحيرّة من ثـقة نبرّته وطريقته في محـاورته معها ،
ضحِـك شُـعاع من تلمّس الهـدوء والسكـون في غـصن ونطـق : لاتنسين تتوجهين الآن لـ ديـرتك وتدخلين ببيتك وتشوفين اذا بتلقين اختك أو لا ..
-
رفعت غسق نظرها على الساعة ووقـفت تتلفت حـولها وهي تبحَث عن وِشـاحها القرمزيّ إلي أعـتّادت عليه ، مسكـت رأسـها من عجزت عن الحصول على وِشـاحها وشتّت أنظـارها للمدَى البعيد وهي تحـاول تستذكـر مـتى أخـر مرة كان الوِشـاح مُنسدل على أكـتافها وسُرعـان ما إستذكـرت لحـظة زيـارتها لـ ڤيلا شُـعاع ، شِـهقت وغطت فمها بكفوفها وهمست بين نفسها : لا يـارب ، لا يـارب ! لايكون أحترّق مع الحـريق!!
إنحـنت تجـلس وهي تحـس بالوجـد ، ظنًا بإن وِشـاحها إحترّق وتلاشى في الحـريق والنيرّان المُتأجـجَة : يـاربي ذحين وش اقـول لأميمتي لو سألتني عنه؟ كـيف اقنعها إنه أحترّق وتلاشى؟! كيف أقنعها إن ذكرَى السـنين تلاشى بيوم وليلة!
رفـعت غـسَق رأسها من صدّح صـوت رنين الهاتف، هروّلت بإتجـاه التلفون الأرضي قبل لا ينزعجون والدينها من صوت رنين الهَاتف، رفعت التلفون لأذنها ونطـقت بصوت هامس : الو؟
شُـعاع : اي ياغسَق ، انا راكـن سيارتي ورا المزرعة إلي بديرتكم ، تعـاليلي هناك
هزت غـسَق رأسها بالإيجَاب ونطـقت : زين
شُـعاع : يلا وبالله عليك أسرعي ولو ما عندك مـانع تهرولين هرولي
ضحِـكت غـسق بصـدمة ونطـقت : والله دام فيها هروّلـة مابي اجـيك
ضحِـك شُـعاع بسُخريّة ونطـق : امزح مـعك ، خذي راحتك ونا بحـتريك
قـفلت غسَق الخط وتوجـهت لـ علاقّة الملابـس وسحبت عبايتها ونقـابها ووقـفت تسحب مقبّض الباب بهـدوء وحِـرص تـام،
-
نـزل شُـعاع الجوال من إذنـه ورفـع رأسـه بإتجـاه المرآيـة المتوسـدة في الوسـط، بللّ شـفايفه وخلخل أصـابعه بشعرّه يعـدِل شـعره وإعـتدّل في جلوسه وميّل رأسـه يحاول يلمّح طـيف الغسَق في الظـلام القاتـم، زفّـر بتوتـر من مّرت دقـائق معدودة ولا بُه طيفٍ ولا حِـس لـ غسَق، فـز من إشتعّلت إنارة السيارة وإلـتفت للخـلف وهو يلمّح دخـول غسق للسـيارة، إبتسـم إبتسم وهو يتأمل دخـولها ويسمع حفيف ثوبها رغـم إن العباية تغطيها ،
إنحـنت غسق تجـلس بالسيارة وتقـفل الباب وراها : سـلام عليكم
شُـعاع : عليكم السلام
تلفتتّ غـسق حولها بهـدوء ونطـقت : إيـه، عـلمني وش علاقتك بـ غُصن
نزل شُعاع رأسـه وهو يفـتّح تسجـيل الصوت، ونطـق : وش تتوقـعين؟
غـسق : أدري إن بينكـم معرفة تـرا ، لكن وش تقصـد بفعـايلها؟!
قـفل شُـعاع مُسجل الصوت ودخـل على الواتس اب وهو يرفِـق لـ غُصن الصوتيّة الخـاصة بـ غسق،
ميّلت غـسق رأسـها ونطـقت : الو؟ تسمـعني ولا الشبكة معدومة حتى بالواقـع؟
قـفل شُعاع جـواله وضحِـك بخـفة ونطـق : لا لا ماعليك
غـسق : جاوبني على سـؤالي وش تقصد بفعـايل غُـصن؟!
زفـر شُـعاع تزفـيرّة طـويلة ونطـق : الظـاهر إن الآن مو بـس بعترف لك بموضـوع أختك، إلا بكُب لك العفش كله!
عـقدّت غـسق حـاجبينّها بإسـتغراب ونطقت : وش عندك؟ لايكـون فيه اكـاذيب غير إسـمك !
شُـعاع : دقـيقة بس ماودك نمُـر بـياع الشاهي؟!
هزت غـسَق رأسـها بالنفي ونطـقت : لا ماودّي ، ودّي بأحـاديثك وحـكاويك، خـلٍ الشاهي على جنب الحـين مانيب مُتلهفّة له!
عضّ شُـعاع طرف شفايفه بـ ذهول ونطـق : زين دامك تبينها من الأخـير ؟ انـا مانيب مـندوب توصـيل!
-
زاد سـائـد من سُـرعته في القـيادة وهو يحـس بشرَارة النيران وهي تفور من داخـله، كـان يسوق ويقـطع الإشارات بشكل مُتتـالي ولا هـامتّه السواهِـر والسرعـة الجنونيّة إلي يقـود فيها لأنـه واثـق بواسـطاته والأكـيد مُحـال ضـابط وسـيارة مرورية تقـود بهالسـرعة الهـائلة من دون جدوَى ، ضرّب الدركـسون بقـوة ونطـق : والله لأهـينها وأهـين من ربّاها واطلع السربتّة والطـيش من عيونها،
خـرجت نـاهد وهي تركـض لـ سيارة أخـوها، ركـبت في الشّـاص الخـاص بأخوها ومدّت له جـوالها وهي فاتحة على تطبيق التتبُع ونطقـت : ادعـس والحـقه وإلا خليتك تلحق من بالقبور
عـقّد سـهم حواجـبه ونطق : إلا وشبلاك إنتي من اليوم ونتي تهددين بي وتتوعـدين بي؟ وش مُـهبب فيه زوجك ؟
نـاهد : رايح لأهـله ، ولااا بعد ما اكـتفى بإنه يروح لهم وبس! إلا طلع لهم وهو يقلي ما يخـصني بموضوع روحـتّه لأهـله!
صّـد سـهم يستغـفر ونطـق : الحـين مقومتني من نومي عشان هالسخـافة؟
نـاهد : ألحـقه بس ، هذاني مُـشغلة لك التتبُع
سـهم : لايكون حاطة بجـواله مُتتبع بعد!
تأففت نـاهد ونطقت : وش اسـوي يعني! لازم أتطمن واعرف كل تحرُكـاته واصلًا زين إني حاطة مُتتبع بجواله لأني مو حافظة دار اهـله
سـهم : زين اقطعي حسك وخليني أسوق براحـتي من دون حلطمة وقرف والله يدبـر الصالح ونخـوك
-
خلّت غصن مع نفسها وهدأت عنها ضـوضاء الحـيّاة وضجيجها وتـمكنّت من إنها تمد نظرها لـ اعماق سـريرها في هجَـعة الليل وظلام غُرفتها، كانت تستعد للـنوم لكنها لمّحت بين هـواجيسها طيوف غـسَق في حزنها وإكـتئابها وبؤسـها وشـقائُها، ومنظر أعيُنها المملوئة بالحُـزن والدمـوع وقـلبها إلي كان مُتقدم لها بالحُب واللُـطف ، تنهدّت وهي تحـس بحـنين الغريب لـ دآره، تذكـرت ايامها الماضـيّة مع أخـتها وسعـادتهم في الماضي رغم عيشتهُم البسيطـة، إستذكرت وسرُحت بـ عِـتاب غـسَق ودموعـها ورجـاءها، أنهّالت غـصن بالبكاء حسرةً وشـفقة بـل وجـدًا عليها وهي تتسـائل وواقـعة في حيرّة من حكي شُـعاع : طيب لو شُـعاع كان صـادق بكلامـه وغـسق إحترّقت وتلآشت صدق ؟ وش بسـوي يالله! كـيف بسـامح نفسي على كل إلي قدّمته لها من الآلم وخيبّات!
تنهدّت غـصن وسحبت اللحـاف من عليها ووقـفت وهي تسحـب مفاتيح سـيارتها ومتوجـهة للخـارج، هي أستقرّت نفسيًا وماديًـا ولا عـادت ساكنة ببيت سـهى عقب الحـريق، مالها أدنَى عـلم عن فعايل سـهى لكنها أخـتارت إنها تسكـن في شقـة بعـيدة عن سهى ومعـارفها لأجـل راحـتها وراحـة غيرها، سحـبت عبايتها وتركـت طرحتها على أكـتافها وسحبت مقبض الباب وتوجـهت بإتجـاه سيارتها : قلبي مو مُـتطمن للموضوع لازم اروح اتأكـد بنفسي
-
غـسق : شـلون يعني؟
زفـر شُـعاع بهدوء وضغط زر إقفال الأبواب الخـلفية خشيةً من هروب غسق من تعرف بالحـقيقة : انـا إبن لـ راعي شركـات تصاميم الأزيـاء إلي لها فرعـين ، فرع في الريـاض والفرع الثاني امي تُديرّه في فـرنسا ، ونـا مانيب مـندوب توصـيل انـا نحّـات وعـندي مـعرض لإبراز فـنوني ومـجسماتي فيها ، يعني من الأخـير ؟ الأرزاق تهِل علي من كل الإتجاهات ولاني بحـاجة فِلس أو ريـال واحد مـثل ما إنتي كنتي متوقـعة !
ضحـكت غسق بعـدم تصـديق : تمزح صح؟
شُـعاع : ما استغرّبتي من الڤـيلا إلي انـا ساكن بها ؟ هذي بلحالها تأكِـد لك كلامي
غـسق بطيب نيّة : إلا أستغرّبت لكنك قلتلي إن ابوك عـنده خـير فـ توقعته لـه وما أبديت للموضـوع أدنَى إهـتمام خصُوصًا عقب حالة الإغـماء والفوضى إلي صارت! بس شُـعاع إنت صادق ولا تراوغني؟
ظّل شُـعاع ملتزم بالصمت لـ ثواني ونطق : راوغـتِك وأنتهيت من مراوغتي لك، اليوم جـيت أكشف لك مراوغـاتي كلها لأني توصـلت لكل الأسئلة إلي براسي!
غسق بعجـب : راوغتني وأنتهيت ؟ وش قـصدك!
شُـعاع بنبرّة باردة ؛ إيـه، راوغـتك وسحـبت من خلالـك علوم أخـتك غـصن، تشكلت على هـيئة مـندوب علشان اوصـل لـ مُرادي واعـرف من كـان السـبب الرئيسي في إنحـدار أسـهم الشركـة،وعـرفت الموضوع مـنك إنتي يا اخـتها واقـرب نـاسها
توسعَـت محـاجر غـسق بذهـول ونطقت : دقـيقة شـعرفك بالإنحدارات إلي اخـتي غصن سببّتها بالشركة إلي كانت فيها !
إلتفت شُـعاع للخـلف ونطق وهو مُثبت نواظره بنواظرها : ادري بك وادري بـ هوشتك مع أخـتك وطردك لها ، لاتخـافين مانيب جـاسوس إنتي بنفسك عـلمتيني عنها ونـا دريت بكل شيء حتى ولو كلامك كـان ناقص ومليان بالتشفيرات ، لأني دقـيت بابكـم ونـا أسعَى لأخـذ حق القائـد منها، لكن مين طلع لي؟ طلعت لي إنسانة أرهَف من النرجـس ، انـا نوّيت الإنتقـام منك إنتي بعد يا غسق لأنك كنتي شريكـة في اللعـبة لكني اول ما اكتشفت إنك مخـدوعة بأخـتك واول ما دريتي بهالموضوع سحبتي يديينك من هالشراكـة دريت إن معدّنك نظـيف ، وبكـل مرة أنقهِـر فيه على غـصن أنوّي اطلع حُرتي بك وأنتقم فيك من حقدي بـ أخـتك !!
أرتعَدت غسق وامتقع لونها ونطقت بصوت ضعيف وخافت : يـ .. يعني كانت نيّتك تجـاهي شينّة؟
شُـعاع : إنتقـامي بك كان بيكون أسهَل ، لأنـك كنتي تجـيني بالليل ، كـان يمديني أسحـبك من دآرك وأخـطفك واصير أبتّز غصن بك ، كـان يمديني أجيب لك شـاي وأخـدرك فيه ،كـان يمديني أسرقك ، كان يمديني اسوي بك اشـياء واجـد لكني إنسـان ومُـستحيل اضُـر وحدة مالها دخـل بالموضوع ،
إشتد خفوق قلبها وإضطرابها وظلّت تـدور بعينها وهي حائـرة ومُـلتاعة ، تلآشت حـاسة الأمـان من نطـق بأخـر كلماته ، تحـوّل شُـعاع بنظرها بمصـدر ضـرر لها ، وإحـتمال يضُـرها ويفقِـدها الوعي ويختطفها مـثل ما نطقت لسانه، مـدّت كـفها وهي تسحـب قبضّـة الباب وسُـرعان مـا أبعدت كفوفها عن مقبّض الباب ونطقت برجـاء  : تكـفى ، أفتح لي الباب ، وخـلني أرجَـع لـ بيتي .. أعتبرني أخـتك وخال الله فيني ولاتضُـرني رجـيتّك!
توسعَـت محـاجر شُـعاع بذهـول تلمّس خوف غـسق منه وسُـرعان ما نطـق : ما قلتلك هالحـكي علشان تخـافين! وخـالقي مابضُـرك بس إنتي أسـمعيني للأخـير واوعـدك إني بخـليك تمشين لأني مابعد أنهيت كلامي!
-
مدّت كفها تسترق النظر على الإشعَـار إلي وصلها، فتحّـت الڤويـس وسُرعـان ما ضغطت على الفرامـل بذهـول، نبرّة مـألوفـة تمامًا ، بلّ إنها تعـرف صاحـبة هالنبرّة أشّد المـعرفة، بدأت تقـود سـيارتها من إنطقّت البواري خلفها،
شدّت على الدركـسون من غلبّتها رجـفة كفوفها ورجـلينها ونطقت بين نفسها : أهدي ياغـصن مـستحيل ، مسـتحيل يطـلع كلامه صح ، مـستحيل ، لأنـك نوّيتي تحـرقين آل شـافع مانويّتي تحرقين وتنهين إلي من دّم وريـدك !
مسحـت جبهتها بطبطبّة خفيفة وكف راجـف وكملت السـير في دربّها بأقـدام راجـفة ، 
-
غـسق : كـفيت ووفيت ، ماعُدت أبي أسـمع ابي البيت ضّااااق خلقي!
شُـعاع : وتالله مانيب مسـوي لك شيء ، أركدي بس وأسمعيني !
هـزت غـسق رأسـها بالنفي مرارًا وتكـرارًا وهي تحـاول تفتح الباب ، مُمكن هالإصرار صدّر لأن تلآشى الأمان ونُزع من صدرها ولا عادت تشـوف شُـعاع شخـص مـمكن يُستأمّن وينوثق فيه ؟ مُمـكن هو نزّع هالأمـان مـن طريقته بـالسّرد ؟ مُمـكن ما كان هالأمـان بيتلاشى إن وجّـه لها الحـكي بشكل يُلعج الأفئدة! مُمكن .. ومُـمكن والكـثير من التسـاوؤلات .. مّـدت غـسق كفها علامة على الرجاء والتضرُع لجل يسمح لها بالخروج لكنه تمسك بكفها بشكل لا إرادي وأبعّد كفه من كفها وهو يغـمض عيونه ويهـز رأسه بالإيجـاب بهدوء ويضُـم أصابعه كلها بمعنى" أنتظري "
أخـذت غـسق نفـس من رجّعها شُـعاع على وعييّها بمجرد مُلامسته لـ كفها ، شابكت اناملها ببعض ونطـقت بتردد : وش عندك
شُـعاع : انـا الآن شّـاك .. إلا مُتأكـد بعد إنـك حطيتي ببالك إني شخـص أناني ومُـجرم وكل شيء شين حطيتيه ببالك تجاهي!
غـسق : ماني مُصدقة كل ما استأمّنت وأرتحت لـ شخص طلع عكـس المتوقع، صرت اشوف اختي تهـون قدام نيّتك! ..
ضحِـك شُـعاع بسُـخرية ونطـق : انا هذا إلي جيت أوصـله لك، على الأقـل الغـريب رحـمِك ، امـا القريب مانوّى لك إلا المذّلة والشـر! علشان وشـو؟ لأنـك نقّدتي على فـعايلها وقـاطعتي وِصـالها !
سكـتت غـسق بإستغراب وقطع هالصّـمت إمتدّاد كف شُـعاع للخـلف وبيدّه جـواله : انا مـارح انطـق لك بحـرف ثاني ، بخـليك تكتفيّن بإنـك تشوفين هالفـيديو بعـيونك .. تشوفين وتتأكـدين إن إلي أحرّق الڤيلا بـ الليّلة إلي جـيتينا فيها هي غـصن !
عـقدّت غـسق حـاجبينها بذهـول وأطرّقت بـ رأسـها وهي تسترق النظَـر لـ تسجـيلات الكـاميرا إلي غـصن ما لاحـظتهُم لأنهم بين الأشجـار والزريعَات، لمّـحت تردُد شخـص مُغطى وجـهه كُليًا ولا يظـهر منها شيء إلا عـيونها، قرّبـت غـسق الشاشـة على هـيئة غـصن لأجـل تتأكـد من هالشخـص إذا كانت غـصن فعليًا ، أو كانت مراوغّـة ومكييدّة جديدة ،
أبعد شُـعاع الجـوال عن غـسق بهـدوء وهو يقلِب بين الفيديوهـات ونطـق : مـا ظنّتي بتعرفينها وتصدقيني وهي بهالشكـل .. شِـهقت غـسق من طـارّت بذاكـرتها للخـلف ، في اللحـظة إلي شهِدت نواظرها على لقـاء وقُـرب شُـعاع من غـصن إلي أدَى لـ ذعرّها وإخـتبائها من الكـل ، اللـقاء إلي تلآشى تمامًا عن ذاكـرتها بسـبب حـالة الإغـماء ، والأحدَاث المُتتاليّة إلي أعجّزتها وأنتشّلتها من التفكـير بهالمواضـيع والرجـوع للمـاضي ولأحدَاث الماضي ، فـزت وهي تكـرر : إلا ذي غـصن ، غـصن  !
توسعَت محـاجر شُـعاع بذهـول من سرعة هالتعرُف على الرغـم من أن كانت غـصن تكتسي السوّاد ، كـانت ودّها تبوح لـه وتسـأله وش عـلاقته بـغـصن غير الإنتقام، هل كان فيه حُـب يجـمعهُم قبل ؟ أو إنـه راوّغها بالحُـب لأجـل ينتقم منها ولكـنه قاطعها قبل لا تنطـق : ما كـان عندي عـلم بإن غـصن دخـلت ببيتنا ، لكـن القـدر اراد إني ألتقيّ بها ، ووين ألتقيت بها ؟ بغـرفتي إلي أبرِز فيها فنوني ، بالغـرفة إلي مـستحيل أرضى بدخـول الخـادمة فيها ! الغـرفة إلي مو مسموح لدخـولها إلا انـا وشخـص واحـد فقط !! ، واجّـهتها وكمّشتها وهي مـاسكة أعـز المجـسمات على قـلبي ، المجـسم إلي صنّعته بكل وِد وحُـب ، اول مجـسم ممكن أصنّعه بحـياتي، كنت مُلخدّه كـ ذكرى علشان كل ما طفى شغفي بمجـالي ، استرق النظـر بأول إنجَازاتي لجل أندفع وأرجع اسعى ورا هالمجـال .. لكنها كـسرّته ، هذي ما كـسرّت منحوتّة وبس ؟ هذي كـسرت قـلبي مـعه ، طفّت شُـعلة الأمـل ، كـسرت اول فنوني إلي امي شـافته واول مرة أشوفها تثنيّ عـلي وعلى فّني ، هالمنحوتّـة إستثنائية ياغـسق ..
تنهّـد شُـعاع بحُـزن وكـمل بـ إفك : للأسـف هي دخـلت بهذيك الليّلة لأجـل تنتقم مني ومنك ، نوّت المضرّة لي ولـك ، هي كان عـندها عِـلم بأنك موجـودة ، ومـا شدّها للڤيلا بـ ذيك الليلة إلا تواجُـدك ! هي دخـلت وكسرّت أعـز مجسماتي وهي من كانت سـبب الحـريق !! هي نوّت تحـرقني وتحـرققك معاي ! هي بنفسها أعترفّت وكانت تضحـك وتقول إلحـق عليك وعلى الغسق قبل لا يحترق المكان، ما كانت بتنبِهني وتقلي هالحـكي لكني يوم كمّشتها وحشرتها، باحّت لي بالموضوع ، و ليه سوّت كل ذا ؟ لأنـك عّليتي صوتك عـليها ، وعارضتيها بالـرأي ، ونفّضتي يدينك من قذارتها .. عرفتي الحـين ليه قلتلك إن انـا ونـا غـريب عنك تراجـعت مُباشرةً من فكرة الإنتقـام بك ، تراجعت بمجـرد ما إني تلّمست الرهافة والطيب، أمـا أقرب نـاسك ؟ ما نوّت لك إلا الضـرر ، نوّت إنها تذبحـك يـا غسق! ولولا لُطف ربي ولولا إني سحـبتك معاي بمـكان قريب من الباب كان محد درى بك، كانت نوّايـا أخـتك نجـحت ! بس الحمدلله انـا حاليًا مُـرتاح وجدًا لأن بيصير الي خاطري بـه .
كـانت الدموع مُزدحمة بعيون غـسق وهي مُنصتّة لـ كل أحرف شُـعاع، شـهقت من سكـت شُـعاع وأخذت دموعها تتبـادر إلى السقوط وسُـرعان ما إلتفت شُـعاع بذهـول ،
رفـعت غـسق رأسـها والدمـع يتبّادر من محـاجرها ، نطقت بصوت مبحـوح : إفتح لي الباب
سكـن شُـعاع وهو يتـأمل محـاجرها، ناظر بها لـ ثواني لكن بهالثواني البسيطة لمّح النواظـر المسودّة والرمـش المُبللّ أثـر الدموع : أعـذريني يوم إني اقـابل طـعونك بإرتيّاح ..
صّـد وهو يهمس بين نفسه يكمل : ميّر كيف لا والجـرح مـملوحٍ والجـرح مـليّح!
كـررت لـه غـسق طلبها للخـروج والعودة وهـز رأسـه بالإيجـاب وتركـها تسري بدربها ، زفـر تزفـيرّة طويـلة رجّـع نفسه للخلف على المقعدة من تجّانست مع الظلام وتلاشى وجودها : عليك الله وش عـذر هالعيون السود لا جيتي تهلين دمعِـك ،
سرّح لـ ثواني وإعتدّل في جـلوسه وهو يشغل موترّه ، ضحِـك بخـفة ونطـق : أنشهَد إنها غـزالتن ذايرّة!
-
فـزّت عُـرف من نومـها وهي تحـس بـالضيق، جـلست وهي تتلفّت حـولها بهدوء ، لمّـحت زوجـها الغارق في نومـه، وثبتّت كفها على الأرض وبدأت تحاول ترفـع نفسها، وقـفت وتوجـهت بإتجـاه المطبخ بخـطوات ثقـيلة، رفـعت أنظَارها للسـاعة المتوسـدة بـ أعلى الجـدار ولمّحـت توجُـه عـقارب السـاعة للثالثة ليلًا ، زفـرّت بقـلق و إنحـنت تسحـب زجاج المويـا، سحـبت كـأس من زجـاج وملئته بالماء، روّت ظـمأها بالمـاء الفاتـر وتركـت زجـاج المـاء على الطـاولة، صّـدت بإتجاه المـغاسل وشمّرت اكـمام جلابيتها وهي تحـوقل، لعل وعـسى هالضيق المُفاجئ يتلآشى من تمـرر المـاء على يدينها ووجـهها ، أو بالأحرَى من تتوضئ وتتجِـه لـ مُناجَاة ربها في ثُلث الليل، بللّت سـائر وجـهها وقـفلت صنبور المـاء وإلتفتت تتوجـه بإتجـاه الغرفة، إنحـنت بصعـوبة وهي تسحب شرشـف صلاتها، ووجهّت سجـادتها بإتجاه القِـبلة وكبرّت توتِـر ..
-
وقـفت غـصن سيارتها بمكـان قريب من دآرها ووقـفت تغطي وجـهها للحـيطّة ، خرجت وأمّنت السيارة خلفها وهروّلت بإتجـاه دآرها، كـانت البوابّة مردودّة لكنها ومن شدة توترهـا مـا إستوقفها الموضوع ولا تسـائلت فيه ، قفلت الباب وراها وركـضّت للداخـل ونزعّت الطرحة من على وجـهها وبدأت تتلفّت حـوالينها رغـم إن الظلام كـان يعم الأرجـاء ، دلالةً على نـوم اهـل البيت ، عدى إضاءة صفراء خافتة جدًا في زاويـة الحوش ، توجـهت لـ غرفة غـسق وتنهدّت براحـة من لمّحت إضطجاع شخـص مُتغطي كُليًا على فِـراش غـسق ، تقدمّت بهـدوء ومدّت كفها بهـدوء وبدأت تهِـزها بهدوء وتهـمس بـ : غـسق ؟
بدأت تردِد إسـم غـسق بهـدوء ومدّت كـفها ترفـع اللِحـاف عن هالبُنيّة الجـسدية ، وسُرعان ما توسعَت محـاجرها بالذهـول من لمّحـت وِسـادة تحت اللِحـاف ، سحـبت اللِحـاف بأكـمله وأبعدتّه عن الفِـراش والوسـادة وبدأت تتلفّت حـولها وهي باحـثة عن غـسق ، مسـكت رأسـها وهي تحـس بالدوّار وبدأت تهتُف وهي تتلفّت: لا يـاغـسق لا.. لاتقولين إنـك رحتي وخـليتيني تـايهة بـ سِكـة الأوهَام!
طاحت أنظارها على قطعة قـماش لا زآل قـيد الحـيّاكة ، قربّته منها وهي تضُـمه لـ صدرها ، ولعل أن مشـاعر الندّم والوجـد غلبها وأجهّشت بالبكاء، غـطت قطعة القـماش بـ ضمّ فخوذها لـ صدرها ونـزلت رأسها تسندّه على طرف فخـذها والدمع يجـري بـ وجنتيها ، لأول مرة من مُدة طـويلة تنهَار ويتزعزع كل قوآها وشموخـها ، الندم على فـكرة الإنتقـام من آل شـايع أمـر مُـستحيل ، ندمها بدّر بسـبب عدم تأكُدها وتحرييّها بشكل أدّق من تواجـد أخـتها في لحـظة إحـراقها لـ مقّر شـهاب ،
-
سارّ سـائد بدروب الديـرة بعـد غـياب سـنين طـويلة ، كان رافض تمامًـا على إنـه يتلفت حـوله ويسترق النظر للتغـيُرات إلي وقعت طول فترّة غـيابه عن ديـاره، أقبّل على ديرتـه وهو نـاوي الشـر .. والأكـيد ؟ مُحـالا هالليلة تعدي على خـير دآم غـصن ركبت برآسـه ، لـفّ بكل قـوآه ووقـف سـيارته مُـقابل البيت الشعـبي إلي نُشئ فيه وخُلق فيه ، سحـب مقبّض الباب ونـزل رغـم إن الأتربّة تناثرت في الجـو وتدرّج المكـان للضبابيّة أثـر وقـوفه بهالسـرعة ، وقـف مُقابل الباب وضـرّب طـرف الباب برجـله وسُـرعان ما زادت هشّاشة الباب وتشرّعت لـه ، فرّد أكـتافه ودخـل وهو تـارك الباب مـفتوح وبدء يتقـدم ويخطي خـطواته ، فزّت غـصن ورفعت رأسـها بإستغراب من سـمعت صـوت ضربّة على الباب ، وقـفت بعد ثـواني بتردُد وخـوف وبدأت تخطي خـطواتها لـ خارج الغرفة الخاصّة بغـسَق بهـدوء ، تمشي على أطراف انـاملها وتتلفّت حوالينها ، وقـفت بالسيب مُـقابل الباب المؤدي للحـوش .. بيسـارها غـرفة والدينها وبيمـينها المطبخ ، فـزت من تشرّع الباب المُـقابل لها بشكل مُباغّت وسُـرعان ما إعتلّ صـوت شـهقة ألـم في الأرجـاء .. حـاصّرها سـائد فور دخـوله ولقاءه فيها مُقابله، مُـقابل الباب بالضّـبط .. ألجمّها وحاصّـرها على الجـدار بجـسده الضخـم وحـاصّر عُنقها بكـفه الضخّـم ، حاوط عُنقها بكـفه ، أو بالأحرَى " خّـنقها " وميّل رأسـه وهو يضحـك بسُخرية من نظـرات غـصن المتوسعَـة والمتعجـبّة من دخـوله المُفاجئ ، بدأت غـصن تحـاول تقـاومّه وتبعدّه عـنها وهي تتأوّه بصـعوبة من شـدة محاوطة كفّه حوالين عُـقنها ،
كانت عُـرف مُضطجعة في سجادتها ورفـعت عُـرف نظّرها بإسـتغراب من الأصوات الغـريبة إلي بدأت تترددّ على مسـامعها ، وقـفت بصعـوبة بعـدم إرتيّاح وخـوف وميّلت رأسـها من عـند سـتائر الغـرفة وسُـرعان ما شِـهقت من المنظـر إلي شهِدت عليها نواظرها ، لمّـحت بِكـرها وأصـغر بناتها بعـد مُدة طـويلة ، لكن المـنظر كان مهـوول وأليم عـلى قلبها قـبل نواظرها وهي تعـهَد على إختنّاق إبنتها، صرّخـت بكل قـوآها وسُـرعان ما إلتفت سـائد لـ جهة الصـوت ، فـ دفـعّته غـصن دفعة شديدة من خـفّت شِدة محـاوطته لـ عُنقها بسبب إلتفاته المُصاحب لـ الإستغراب من الصرخة المُباغتة ،سـقط على الأرض من الدفـعة المُباغتة بعـيدًا عن عـنها وضرّب طرف رأسـه بالباب، فـ صرخ صرخـة عظـيمة من سـقوطه على الأرض فـ رفع نظراته الحـادة بإتجـاه غُـصن وهي تشـاهق وتستعـيد انفاسـها إلي أنقطعت منها لـ ثواني بسـيطة ولو دامـت هالثواني كان تلآشت عن الوجـود فعليًا .. إخـتبّل سـائد ولوهـلة حـس إنه مُـصاب بالجـنون، وقـف والشرار يتناثر من نظرّاته وسُـرعان مـا تقـدمت عُـرف تسحـب بنتها خـلفها ، نطـقت بحـِدة : أبعـد عن بنتي !!
صّـد سـائد وهو يضحك بسُـخرية : ما ببتعـد عنها لأني جـاي أخـلص عليها الليّلة !
بـلعت ريـقها بصـعوبّة بينمـا كانت غـصن خلفها متمسكة بطرف شرشف صلاة امها وهي عاجـزة عن الإستيعَاب تمامًا : تخـلص عليها ؟ ليه وش مـسوية بنتي لجل يخـلي غريب الدآر وقـاطع الأوصّـال والعّـاق بوالدينه يقـطع مسافـة بعد هالسـنييييين لجل يخـلص على بنتي؟!
سـائد : بنتك بتجـيب لك إنتي والشايب العّـار ، خـلك تحت سـقف بيتكم غافلتن كل شيء !
رفـعّت عُـرف سـبابتها بتهـديد : إصحّـك يالغـريب ، هالشـايب فـداكم بعـيونه، إصحّـك تناده بالشايب حـشِم تضحـيته ورعايته بك !!
سـائد : إنتي عندك عـلم إن بنتك تتفّـصخ وتترقص للرجاجيل ؟!
-
سـهم : وصـلنا وصلنا يـا حُـرمة خلاص !
بـدأت عجلات السيارة تنرّج من الصخـور والطريق الغير متساوي في الديـرة ، وبدأت الإضاءات تتخـافت وتتلآشى بشكل تدريجي لـ كون أن بيت فـيه إضاءة تُضيئ عـتمتة المكان وبيت خـالي من الإضـاءات حيثُ لا سـطوع ولا ضـيّاء يُنير الدرب : وين جـبتينا إنتي!
نـاهد : المُـتتبع حاط لي إنـه واقف على اليمين ،
أسرّع سـهم في القـيادة ورفـع سـهم الفلّشـر لأجـل إضاءات السـيارة تضويّ عليه الدرب المُـعتّم ، وسُـرعان مـا فز وضـغط على الفرامـل بشكـل مُريب ،
كـانت غـسق تركـض وتهـرول وهي تشـاهق وتبكي، تركـض وبكل قـوآها وكأنها تهـرب من واقـعها ، لكـن كل الطُرق مؤديـة لـ دآرها ومـسكنها ، مـافيه مجـال للهروب من واقعها
شِـهقت بخـوف سـمعت صـوت وقـوف سـيارة بخـلفها ، إلتفتت للخـلف ومسـكت عـيونها بـ ألم من سـطوع إضّـاءة السـيارة وصـعوبة النظـر بشكل واضـح بسبب دمـوعها ،
شهقت نـاهد بخـوف من طـارّت بجسدها للأمام : يـا معتووه!
زفـر سـهم براحـة من تدّارك الموقـف قبل لا يصطدم بـ غسَق وهي تهروّل بالعـتمة : اخـوو العـيال ، جـنيّة ذي ولا بني أدمية؟
نـزل سـهم الشـباك وهـو يطرّح أنظـاره عليها : أنتبهي يـا مّرة!
صّـدت عـنه غـسق وهي تخطي أخـر خطوة لـ وصولها للبيت، عـقدّت نـاهد حـاجبينها من لمّحت وقـوف غـسَق بنفس الموقـع إلي سـائد فيه ، شـهقت بـ رعب ونطـقت : هذي مو كنها رايحة لـ نفس الشـقة إلي سـائد بها ؟ لايكـوون جاي بهالمكان لجل يخـونني مـع ذي !!
ضحـك سـهم بسُـخرية ونطـق : مُـمكن .. ليه لا ؟
إضطربت وسحبت نـاهد قبضّـة الباب وهي تحـس بحرارة البّغض : حسبي الله عليك وعليه والله يـاخذكم كلكم كانـه صدق جاي يخـونني!
طارت أنظار سـهم بـ ذهول : الله يحرق عدوك لاتدعين علي، هذاني وصـلتك رغم إنك صحيتيني من عز نومي! ادعي على زوجك شدخلني انـا !
وقـفت غـسَق مُقابل الباب ودفعّته بهـدوء لكـنها ذُهلت من أكتشفت إن الباب مُتهالك بشكل ملحوظ ،
إلتحـقّت نـاهد بـ الغسَق وسحـبتها من عبايتها ونطـقت : هييه إنتي ، وش عـلاقتك بالسـائد ؟!
شِـهقت غـسق بخـوف من شدّة نـاهد لها ، وسُـرعان مـا إلتفتت لها بذهـول : مـ.. مين ؟
نـاهد : مـسوية غبيّة إنتي ونقـابك المُلطخ بالمُـخاط مدري السعابيّل ؟ تلحـسين نقـابك انتي ؟! ..
طارّت أعـين غـسَق بذهـول من اسلوبها الدنيئ ومررت كفها على نقابها من الخـارج إلي كان فيه أثـار الدّمـع : معليش بس وش قـصتك إنتي ؟ ومـين إنتي من الأسَـاس!
نـاهد : مـا يخـصك مين انـا .. وش علاقـتك بـ سـائد !
أُلجمّت غـسق بـ ذهول من طاريّ سـائد ، أستوعبّت الإسـم بهاللحـظة ونطـقت بحُـزن : مـا اعرفه ..
نـاهد : وشـلون ماتعرفيّنه ونتي جـاية بنفس دربّه؟ وبعـديـ .. شهقت غـسَق بصـدمة من لمّحـت سـيارة تخـص الدوريّات ، وسُـرعان ما أخطت بخـطواتها للداخـل ،صرّخـت نـاهد من تركتها غسق : يـا بنت اكـلمك انـا !!
دخـلت غـسَق وهي تتلفّت يمنى ويسرى ولا لاحـظت أي تغـيُرات ، لكـن هـالّت لها تخـيُلات الشقاء المُـلتحقة بها بكل مكان ،
-
لّـف شُـعاع بسـيارته مـتوجه للطـريق العـام لكـنه ذُهـل من لمّـح الدرب المؤدي للدرب العام من جهة المزرعة محاوطها السلاسل من كل إتجاهات دروب المـزرعة عدا درب الدخول ، تـأفف بقـهر من أضـطر إنـه يدِيويّر بشكل إلزاميّ : مـدري صاحـب المزرعـة خايف على مزرّعـته وهي مافيها إلا مانبتٍ من شـوك! جعلني أغزك فيهن طيب!
خـرج شُـعاع من المزرعـة ومّـر من إتجـاه بيت الغـسق ، وسُـرعان مـا توسدت فيه علامات الصـدمة من لمّـح سـيارة الدوريـة مركـونة على اليسار وشّـاص بالمنتصّـف ، خـفف من سرعـته ولّـف بإتجـاه بيتها، وقـف سـيارته بجـنب سيارة سـهم ونزّل الشـباك وطّق البوري بخفيف ونطق : سلام عليكم يبو الشباب
ميّل سـهم رأسـه بتعجُـب ونطق : يا هـلا عليكم السلام إرحب!
شُـعاع ؛ إلا بسألك يخـوي كان مـا بُه تدخـل .. وش صـاير بهالدآر ؟ وراها السيارات مُـتجمعة مقابل هالدآر؟
سـهم : الله وكـيلك يـا رجل .. انـا وخيتي قومتني من عز نومي لجل الآحق زوجها حركات الحريم تعرفهن زوجي يخوني وزوجي ناوي يطلقني وزوجي وزوجي ، وعادّه نزل هنيّ وأخـتي طارت معه تبي تشوف وش وضـعّه ووش جابـه هنا
عـقّد شُـعاع حـاجبينّه بإسـتغراب ونطـق : زوجـها شغال بالقِـطاع الحـكومي ولا وشو؟
سـهم : إييـه ، ضـابطٍ معروف بالشرقيّة
شُـعاع : اجـل وش علاقـته بـ دآر غيّد ؟
عـقد سـهم حـاجبينّه بـذهول ونطق : دقـيقة إنت وش دراك بـ لقبّه؟
شُـعاع بـ إستغرَاب : لقبّه ؟!
سـهم : إيـه ذا لقـب الضّـابط سـائد !
طـار شُـعاع بعـيونه ونطـق : تعلم بإسمه الكامل؟
سـهم : إيـه يرجـال رحيمي ذا ، إسـمه سـائد بن هُزيّع آل غيّد ..
فـز شُـعاع بـ ذهـول وهـمّس بين نفـسه : ابلش طلع أخووو الذايرّة!
فـز سـهم وشُـعاع من سـمع صـوت صرخـة عـاليّة من الداخـل ،
-
إلتفتت عُـرف بإتجـاه غـصن بهـدوء وبوجـهها الآف الأسـئلة .. كـانت توجـه لـ بنتها غـصن سـؤالها عن صحـة كلام سـائد عن طريق مـلامحها ، لكـن غـصن كـانت صـامتة تمامًا ، رفـعت عُـرف رأسـها بهدوء ونطـقت : يخـصى عليك .. جـاي تتهـم أخـتك بشيءٍ هي ما سوّتـه ؟
ضحِـك سـائد بسُـخرية ورفـع جـواله لها ونطـق : هـالفيديو بعد تكذبينّه وتقولين ماهيب بنتك؟!
طـارت نواظـر غـصن بذهـول من لمّـحت نفسها في اللآونـج وهي تحـاكي العيال ، وتتمـايل في الوسـط ،
إضـطربّت عُـرف من شـدة سـوء المـنظر على نواظرها وقـلبها ، إلتفـتت لها وملامحـها مُرتخيّة مملوئـة بالحُـزن والخُـذلآن ..
سـائد : شـفتي إنـكم ما تعـرفون تربون ؟ شـفتي بـأي داهيّة وصـلتي بناتك ؟
بلعـت عُـرف غـصتها ونطـقت بنبرّة هـادئة وحزينة : حـتى ولـو كانت اخـطأت وفعلت بشيءٍ ما يرضيني ولا يرضي الله ورسـوله .. إنت ليه جـاي عقب هالسنين ؟ توّ يشتعـل بك الإحـساس؟ توّك تحـس بوخّـز الغـيرة على محـارمك؟ توّك تتذكـر إن عندك خـوات لازم تحـرص عليهن؟ مو إنت بنفسك أخـترت بنت الناس عـلينا ؟
سـائد : الموضوع فيها سُـمعة .. ونـا لي إسـمي وسُـمعتي ، وش بيقولون الناس لو دروا إنها أخت الضّـابط سـائد ؟ واللهٍ مو مورطني غير الإسـم ، وش تبين يقولون الناس عني ؟ تبيني اسمع اخت الضّابط سـائد من بنات الليل ؟!
تنهدّت عُـرف بضُـعف ونطـقت : سلّكت هالمسافة لأجل إسمك وسُـمعتك وتركت الدين والشرع ؟!
سـائد : لا وللهٍ الحمد ، تبينها من الناحيّة الدينية أجيك من الناحيّة الدينيّة ، دينيًا وشرعًا ماتجـوز فعايل بنتك ، وحلال علي أذبحها على سوّاتها !!
عُـرف : حرّم الله القـتل ، وحـرّم الله مُقاطعة الأرحام ، وحـرّم الله إنـك تهتف بـ أُف بوجه أمـك .. ونت حاليًا جالس تهدد! وش شـعورك ونت مُرتكب كل هالأثّـام ؟!
سـائد : مـا يهمني الحـين إلا هالغـصن اقسم بالله لأربيها ،
صرّخـت غـصن من مّـد سـائد كـفه لأجل يسحـبها من خـلف امـها ، وطارّت نواظره من تقدمت غـصن بخطوات سريعة وهي تحاوط عُـنقه بكفها ، شـهقت عُـرف ونطـقت : لا ياغصن لا ! ابعدي يا غـصن
حركة غـصن أدى لـ دخول سـائد بحالة ضحـك هستيرية : تقلديني ؟ ودك تخـنقيني وتذبحيني ؟ إنتي ؟ لاتنسين يـا غـصن انا مانيب سـهل وبحركـة وحدة بطرّحك ، لاتنسيني ضّـابط مايهزني شيء!
غرّزت غـصن أظـافرها بعُـنقه ونطـقت : إذا إنت مـا يهزك شيء ، وإذا إنت ضّـابط فـ انـا غـصن ، لاتهـق إن تهديداتك ذي بتهـزني ، مانيب غـسق لجل تروعني وتسكتني لأني اقسم بالله أقدر إني أسلب منك مكانتك إلي قاعد تتباهَى فيها وإسـمك بثواني!
توسعَت نظرات سـائد بسُـخرية ونطـق : يـمه منك يـا غـصن!
عُـرف : دخـيلك يـا غصن أتركـيه ، أتركـيه ، لاتورطين نفسك!
غـصن : هقيت إنك يوم حـاوطت رقبتي بكفوفك وعجزي في الإفلآت ضُعف مني ؟ لا والله إنت من جُبنّك جيتني غدرة ،
ركـضّت غـسق وسحـبت الباب وفجاءة ؟ حـسّت إن هبَّت عليها ريـاح عاصفية دوّت بها جوانب الأفُق حست إنها ضُربت بهالعاصفة الرعديّة من المنظر إلي أسترقت النظر إليه، حسّت إن الرعـدة تُسير وتضرب جميع اعضائها ، حسّت إن أشتّد ظُلمة الليَل وإمـتلئ قلبها بالصدمَات والفواجع والأحزان الكافيّة، حسّـت إنها الضربّة القاضيّة وبأي لحـظة مُمكن يضُـخ فيها فؤادها مُمـكن ينفجـر وتنصّاب بجـلطة قلبيّة ، دخـلت نـاهد ودفعّت غـسق بهدوء وسُـرعان مـا
صرّخـت نـاهد بـ أعلى ما عندها من مـنظر زوجـها وهو متحـاوط ومثبت على الجدار وينزف من غّرز غـصن اظافرها بعُـقنه ،
رفـع سـائد انظاره على زوجـته ونطق بـ ذهول : نـاهد !!
ركـضّـت نـاهد تسحـب غـصن : أبعـدي عن زووجي يـا مجـرمة!
لوّى سـائد ذراع غـصن قبل لا تسحـبها نـاهد منه ، وتمسّـك بكفوفها بكل قوآه ،
قرّبت نـاهد تطلع منديـل من شنطتها وتمسح فيه الدماء إلي بعُـنق سـائد ، إبتسـم سـائد بخـفة ونطق : مو لازم يـا ناهد ما حسيت فيها اصلًا !
هفّت نـاهد على عُنقه وبدت تمسح عُـقنه بهـدوء وتطبطب فيه : مـا يخـصك إنت!
ضحِـك سـائد بخـفوت وميّل رأسـه يقبِل خـد نـاهد لأجل يثير غضّـب اهـله ،
ضحـكت غـصن بسُـخرية ونطـقت : ياليل الثلاثينيين خلصونا من الرومنسيّة ذي يالشيّاب !
تراجعّت نـاهد للخـلف وهي تناظر بغُـصن من رأسها لـ سـاسها ونطـقت : مين حضرّتك؟
غـصن بسُـخرية : نسينا مـا كلينا يـا زوجـة اخوي ؟ اوه اقصد زوجة الضّابط سـائد ؟
توسعَت محاجر نـاهد بذهـول ونطـقت : دقيقة ! إنتي غـصن ؟
رفست غـصن فخوذ سـائد بكعبّها ونفضّت غـصن يدها منه ، تـأوّه سـائد من قوة ضربة كعبّها ونطـقت غصن : أنصحـك تراجِـع مهاراتك يـا الضّـابط !
مررت نـاهد أنظارها على جـسم غـصن وهي تحـس بالغيرّة من ليّاقتها : اقـول بس أبعدي!
..
لاتنســون النجــمــ🌟ــة وإبداء رأيــكــ💌ــم بالكومنت

أدرِزُ السَّدى بالتعـقيِف قِـتامًا فـ يضُوي بشُـعاعِه ويمحُو عُتمتيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن