البارت الثالث

566 24 0
                                    

-

تأفّـف مـهاب ونطق : كنت أظن إنها بنت رجـال وأصـلّ لكن خـابت هقوايّ يالأدهَـم! لقيتها تتردّد على رجـال غريبٍ عنها بتالي الليّل، تعرف شمعنى هالكلام!
فـز أدهـم بـ عجَـب ونطق : تعقب! ما أهقها من بنت هُزيّع
مهـاب : والله وبالله وتـالله يالأدهَم ، إن سمعيّ شهِدت على أصوات ضحـكاتها ومُهامساتها مع هالغريب، وأنظَاري شهدت على إلتماس كفّها بـ كف هالغـريب!
أدهَـم : أستحلفك بالله، إنت صـادق ؟
مـهاب : يـا أدهم انـا مُستحـيل أخرِف وانشر الشايعات على إلي المفروض تكون زوجتي المُـستقبليّة!
عـقّد أدهَـم حـاجبيّنه بـ ذهول ونطق : زوجـتك المُستقبليّة؟
هـز مهاب رأسـه بالإيجَـاب بـ حسرّة وغبنّة،
إعـتدلّ أدهـم في الجـلوس ونطق : وشلون حددت وتأكدت إنها زوجـتك المُستقبليّة وكل اهـالي الديرة ناوييّن عليها ؟
مـهاب : لأنها مُـستحيل توافـق على غـيري!
ضحِـك أدهـم بسُـخرية ونطق : شـدراك ؟
ثبّت مـهاب أنظَاره بأنظـار أدهـم ونطق : لأنها يوم كـانت تزورنـا سمـعتها تعترف لأخـواتي بحُـبها لي، لكني أستغبيّت ..
أدهـم : ونت مـاصدقت خبر؟ شكلك ماتعرف النسوان يحبون اللعِـب والمزوح!
هـز مـهاب رأسـه بالنفي : لا للأسـف، بـ كل مرة أفـتح لها الباب المـح البسمَة على عـيونها، وأخـر مرة جـتنا خواتي رحـبوا بها بـ لقب " يـاهلا بـ زوجَـة أخوي " وسـمعتها تقول لايسمعكم يابنات ، وش يدُل هالكـلام؟ يدُل على حـياءها ويلي يمزح ما يستحي يـا الأدهَم!
أدهـم : ونت يـالخـسيس ماصدقت خـبر ولا حشمتّها وصرت تتقـزر وتتنصت للنسـوان؟ وين الرجـولة بهالفِـعلة!
-
إنحَـنت غـسَق ترفـع الأزرار من الكـيس الصغـير ، ثبتّت الأزرار على عُـنق الثياب وبدأت تدنوّا الإبـرة بحـِرص ودِقـة ، سحـبت الخـيط للأعـلى بعد ما إنتهت من درز الزِر على الثياب وقـطعته، إبتسمـت بـ ذهول من إنتهَت من حـيّاكة الثوب المنسوج من تحـت أنـاملها لجل سالب الفؤاد
" مـهاب " : والثيّاب إكـتمل ، بقى بس أنثر عـليه أجود انواع العـطور علشان يمـيز ريحَتي ويدري إنها مني!
إبتسمت وهي تسحـب العـطر الخـاص فيها، الرائِحـة اللآمـثيل لها من بين بنات الديـرة، الرائحـة الإستثنائيّة والمـعروفة صاحـبته وصاحـبة رائِحـته " غـسَق " ~
رتبّت وغلفت الثياب في أثمّن انـواع التغـاليف ، تركـت الثياب بتغليفه على سـريرها بالقرب منها خوفًـا من فُـقدانِها لـه ولهفةً عـلى إهدائهـا لـ سالب فؤادِها، إحـتضنّت الثياب المُـغلف وغطّت بالنوم بعـد إبتسامات وتخـيُلات وهـواجـيس تخـفِق نبضّات الفؤاد بسرعـة شديدة،
-
مـهاب : والله إني ما كنت اطيلّ النظر فيها يا أدهَـم ! انـا حشمتّها وحـشمّت كونها ماتحِـل لي، لكن يعـلم الله إني ما كنت اسمع حكـاويهم إلا لأن غرفتي مصـفوقة بالصالة وبديهي بسمَـع لهم حتى ولو قـفلت الستاير ! هويتّها لكني أستغبيت من دريت بـ إستهوائها لي ، وبديت أجـمع مهرها علشان أخـطبها ويوم إكـتمل المهـر أكتشفت إنها رخـيصة، هذا ونا كنت أهِـق إنها مُـحترمة أثـاريها سربـوتة جني شلّها وشـلّ أمـثالها،
أدهـم : وذلحـين إنت تدري إن الحكي إلي وصلتّه لي فـيها نحّـر ؟!
هـز مـهاب رأسـه بالإيجـاب ونطـق : مـابي أصـير نذِل وابـو وجـهين مِثلها، مـابي أكـسِر قلب امها وابـوها بـ حقيقة خيّانتها لأهلها والتردُد للأجانب عنها في أواخِـر الليل، والله لايموتون حـسرّة على ماخـلفوا يكفي الصعايب والصدمَات إلي تلقوها من عـيالهم ، ونـا مابيشفي غـليلي نحـرّها لأنها رح تموت بدون ما تنلسِـع وتذوق أردى المشاعر، أبيها تتعـذب يالأدهَم أبي أتلـذذ بشوفـة نفسيتها تتدمـر!
أدهـم : وش نـاوي عـليه يـا مهاب ؟
ضحِـك مـهاب بخـفة ونطق : هـي تموت فيني يـا أدهَم ، حـكيّها وعـيونها تنطُـق، لذلٰك بحـرق قـلبها بـ إني اتزوج غـيرها وبهـدِدها بالفضيحـة إلي مُمكن تخـلي كل اهالي الديـرة تنفّر منها، حـتى اهلها ! ، وكـذا اكـون حرقت قلبّها مثل ما أحـرقتني وصدمتني فيها،
ضحِـك أدهـم بـ ذهول ونطق : مـين يصدق إن كل هالخُـبث بـ مهاب !
إبتسم مـهاب إبتسامَـة خبيثّة ونطق : الإنتقـام عُـمره ما كان خُـبث! وصح صابني الوجـد لكـن والله لا أربيّها من جـديد بـ ردّ الحـريق لـ براكين!
أدهَـم : ومـين نـاوي تتزوجـها يـا مهاب ؟
إبتسم مـهاب بخـفة ونطق : بطلب القـرب منك يـا أدهَم!
عـقّد أدهـم حـاجبيّنه ونطـق : وش قـصدك؟
مـهاب : بخـطب أخـتك زهـراء على سـنة الله ورسـوله !
فـز أدهـم من مكـانه ونطق : وهـذِه السـاعة المُـباركة ، وأشهَد إن ما بُـه رجـالٍ ممكن ياخـذها ويصونها نفسك، غير إنـك رفيقٍ لي ونـا أدرى بك وبرجـولتك فـ والله إنـك تبشر بـ أوخيتي بكل رحـابّة صـدر !
إبتسـم مـهاب ونطـق : مـا أخترت أقرب منك من بين الكـل إلا لأني عارف إن مُـستحيل تطلع الرذيـلة من أوخـيتك دآم وراها رجـال، امـا بنات هُزيّع ما وراهم رجـالٍ يصونهم وينتبه على أفـعالهم فـ بتوقع أي شيء منهم
أدهـم : والله إنـك صدمتني بهالطلب ولكـن والله إنك تبشر ، متى تبي نحـدد الشوفـة وكتب الكتاب ؟
مـهاب : بكـرا ، العـصر
أدهـم : حـياك الله ياحـبيبي !
« مـسَاء يـوم جــديد »
فـزّت غـسَق من نومـها بعـد ما حـست إنها طوّلت بالنومـة، رفـعت رأسـها للأعـلى تناظـِر بالسـاعة المُـثبتة في أعـلى جدار غُـرفتها، إضطربـت وتأففّـت من لمحَـت عقارب الساعة متوقفة عند تمـام الساعة الثامـنة، رفـعت حيّلها وتوجـهت تـأخـذ دش عـميق، لوهـلة حـسَت إنها تـأخـرت عن يـوم زفـافِها من الساكـن بخـيالها، زفـرّت من أعـماقها، تزفـيرّة مـليئة باللهفّـة والربكـة والخـوف، خـرجت بعـد مُـدة وغطت جـسدها بـ فـستان أخـاذ ، فسـتان عـاريّ الأكـمَام ومُـمتلئ بالورود ، وقـفت مُـقابل التسريحَـة الخـاصة فيها وسحـبت الميكب الخـاص في غُـصن، بدأت تحـملِق في الأشكـال والبراندات الغريبّة والجـديدة عـليها، زفـرت بـ مـلل وسحَـبت البلشـر والمسكـرا وبدأت تُزيـن وجنتيّها وأهـداب عـيّناها فـيه، إبتسمَـت بخـفة من بدء لها بإخـتلاف بسـيط في ملامِحـها، بروز شـديد في أهـداب عـيّناها، لمعَـت شفتيّها بـ مُلمـع الشفاه الأحـمر الفاتح وصففّت شـعرها عن المـيّاه عن طريق الإسـتشوار وإلتفتت للخـلف تسحَـب عبايتها والثيَاب المُـغلف، هـالليّلة بالنسـبة لها غـير إعـتياديـة ، ليلة شـاطِحـة ومن المُـحتمل حُـبها الجـيّاش والمجـنون لـ مهَاب يتضـِح وينكـشِف، سحـبت مِـقبض الباب وبدأت تتوجـه للجـِهة المُـقابلة أو بالأحـرَى للشـارع الثاني ، عـقدّت حـاجبينها بـ إستغراب من لاحـظت الإضـاءات واصـوات الموسيقى تعُـم الديـرة، مررت أنظَـارها على الإنـارات المُنسـدِلة بـ كـل بيت وتسـائـلت : اكـيد سبب هالضجَـة عـرس ولكـن غريبة مـالنا عِـلم ، مـين أعرّس ياتُـرى!
طردّت التسـاوؤلات المـراوِدة بـ ذهـنها وتوجـهت بإتجـاه بيت أم مـهاب ، وقـفت مُـقابل الباب وبدأت نبضّـاتها تتسـارع من أكـتشفت إن مقّـر اصـوات المـوسيقى العـالية هـو بيت ام مـهاب ، طرّقـت الباب رغـم إنـه كـان مردود ومـفتوح بشكـل بسـيط، دخـلت من ما تلقّـت أي إستجَـابة بسـبب ضجـيج الأغـاني وزغـاريط الحـريم في الداخـل، أطرّقـت بـ رأسها تحـاول تلمَـح الأشخـاص المتواجـدين بـ داخل البيت المُـكتّظ بالنـاس، تقـدمت للأمـام من لمَحـت نهاد مُـكتفة الأيـدي ومُـعبِسة بمـلامحـها وهـي في أكـمل زينتَها، مـدّت ذراعـها لها وسُـرعان مـا إضطربت نهاد ، فـزت بـ هلّع ونطـقت بـ ربكـة : غـ .. غـسَق ؟
غـسَق : إيـه!
زفـرّت نهاد بـ ضيق ونطـقت : وش جـابك يـا غسَق ؟!
عـقدّت غـسَق حـاجبينها بـ إستغراب ونطـقت : وش إلي وش جَـابك ؟ مـا يكفي إنـكم مـسوين مُـناسبة بدون مـاتعزمـوني ولا تطـرفون لي عِـلم ، هـذي نهاية العِـشرة يـانهاد ؟!
تـأففت نهـاد ونطقت : وليتك ما جـيتي !
غـسَق بـ ذهول : نهاد ؟ وشبلاك ، ويـن الحُـب والتراحـيب إلي عـودتيني عـليه ؟ وش غـيرك عـلي ؟!
نهـاد : انـا أسـفة لأني كنت أرفـع سقف أمـالك بتراحـيبي ، أسـفة من اليوم لين ما تترمم جـروحك،
غـسَق : يـا نهاد مانيب فـاهمة وش تهـبدين ، فهميني وكـلميني بشكل أوضـح!
زفـرّت نهـاد بـ ضيق ونطـقت : مـا كان ودي أصـارحِك بالموضوع لكـن دامك بنفسـك جيتيني وطلبتيني أوضِـح لك فـ ما بـ أرُدك لأني عارفة إن شـعور التساوؤل يذبّـح ، ومـا من شيءٍ يذبح كِـثر جُـرح الحـبيب ..
غـسَق : جُـرح الحبيب وشو الله يصلحـكِ ، انطـقي وخلصيني !
سحـبتّها نهـاد لـ خـارج المجـلس وتوقـفت بعيدًا عن الضجـيج والناس، زفـرّت تزفـيرّة طـويلة ونطقت : غـسَق، ماودي اشـاركك بالخـبر إلي مُمكن يدمـرك، انـا أحـبّك يـا غسَق ومُـحالآ ادمِـرك بنفسي! فـ رجـيتك ترجـعين لـ بيتكـم من دون مـا تسأليني عن شـيء!
ضِحـكت غـسَق بـ عدم تصـديق ونطقت : مـا اصدق تقولين تحـبيني ونتي رافـضة تشاركيني الجـديد ؟!
سكَّـنت غـسق من ترددّ على مسـامعها صـوت مهَـاب وهو ينطـق : ويـن الدِبـل يـا نِهـاد ؟!
إلتفّـتوا غـسَق ونِهـاد وسُـرعان مـا صاب غـسَق الذهـول من لمحـت مـهاب بالبِشـت وبكـامل انـاقته، وقـفت نُهد وهـي تنطـق من عند الباب : أسرع يـا مهاب الخـواتم معاي وزهـراء من زمـان تنتظـِرك ، أبطيت عـليها !
نزلـت نهاد أنظـارها للأسـفل بحُـزن وربكـة وشدّت على كـفوف غـسَق بشكل لا إرادي بينما سكَنت غسَـق على كـلمات نهد سكونً مـاتطرُف فيهِ عـين ولا ينبُض فيه عرق ولا يخفق فـيه قلبً ولايتحـرَك خاطر ، وقـد إستحَـالت حمرة وجهها الى صـفرّة مـثل صـفرّة الموت، صّـابها حُـزن شـديد في أعـماق قـلبه مُـترجـم بالسكـون والثبّات، كانت ثابتة وهي مُـتظاهرة بالقـوة بينمـا نِـهاد لمحَـت السحابة السـوداء من الحُـزن إلي غشّت وجـه غسَـق وظللّته، ومـنظر عـيّناها السجـيتين المنكـسرتين المملوئتين كـآبةً وحُـزنً، دخـل مـهاب بإبتسـامة خبيثة بعـد ما لمـح وجـود الغسَـق مع نهاد، ونطـقت نِـهاد : وأشـهد الآن إن حـضورك موت وغـيّابك موتتّين ، عـرفتي يـاغسَق ليه كنت احـاول إنـك ترجـعين لـ بيتكـم من دون مـا تعـرفين سـبب المناسبة إلي مـسوينها ؟!
غـسَق بنظـرة مـليئة بالخُـذلآن والإنكـسار والحُـزن : ليه يـا نِهاد خـذا غـيري ونتي كنتي تقـولين مُـستحيل ياخـذ غـيرك! ليه كنتي تربُطيني فـيه وتعـلقيني فـيه بـ ربطِـك وتراحـيبك؟ ليه مـا منعتيّه ياخـذ غـيري ونتي تدرين بحُـبي لـه؟ ليه سمحتي له يجـازيني بـ طعنات الغـدر والخـيّانة ونتي أدرى بحُـبي لـه ؟ هـو معذور مايدري بي وبحُـبي لـه لكني أعتبرتك اكثر من أخـت وأفشيت لك سِـري وطرحت لك مشـاعري لعل وعـسى تجـمعينا، انـ .. بلعَـت غـسَق ريقها وهـي تحـاول تبعد الغُـصة إلي جرحَّت حـلقها وكـملت : انـا ما بحـزن وأكـدِر خـاطري على مُـجازاته بـ خـيانته كِـثر مـا إني بحـزن عـلى غـدرتك إنتي يـا نِهاد !
هـزت نِهـاد رأسـها بالنفي مِـرارًا وتِكـرارًا : والله يا غـسَق انـا مالي يـد بالموضوع، لكـن مـهاب اليوم دخـل عـلينا مع امي وبشـرونا بـ عـقد نكـاحَه من الزهـراء بنت الطـيُب، ظنِك سكِـت لـه ؟ لا والله فزيت لـه وواجـهته وكـلمته عـنك لكـنه إنفـعَل علي وقـذفكِ وتكـلم عنك بالشيّنة وهـددني ما اجـيب طـاريكِ ولا بينحّـرني، مـهاب مـا عاد مـهاب الهادئ، مـهاب تغـير وصـار إنفـعالي بشكل مُـفاجئ ووالله إني حَـاولت لكـن مدري وش شـاف فـيكِ من عـيب!
غـمَضت غـسق عـيونها وسُـرعان مـا إنهمَـرت دمـعة الوجـد، تراجعت للخـلف وهي ترتعد وتضطرب،
عبسّت نـهاد ملامحها بـ ضيق ونطقت بهـدوء : وين بتروحـين يـا غـسَق ؟ صدقيني مـالي يـد بالموضـوع!
أسرّعـت غـسَق بخـطواتها وهي تسُـد أذانها عن اصـوات زغـاريط الحـريم في الداخـِل، إنحـنت تجـلس خـلف الخـيّام بعـيدًا عن الضجـيج والناس، نزعّـت ورمت نقابها من بدأت انفـاسها تنقـطع أثـر الركـض وغـليل القـهر والحـسرّة، زفـرّت وشِـهقت بشكـل مُـتتالي وهلّت دموعـها في العـتم، حيثُ لا أنيسُ يسـمع شكـواها ولا رفـيقُ يطبطب ويرمِـم جـرحاها وإنكـسارها في هـالليّلة، نزلـت أنظـارها عـلى الثوب المُـغلف المنسوج من تحـت انـاملها، بخـيبّة وضُـعف، إنتثر وتوسـد الدمـع المُـترقـرق على غِـلاف الثوب، تبللّ الغـلاف وظلت دمـوعها تتأرجـح في الغـلاف، ضمّـت الثوب لـ حُـضنها وإلتصّقت الدمَوع على عباتِها عقب أرجـحتها في الغِـلاف، عجـزت تقِـط الثوب رغُـم إنه كسرها وخـذلها بمُـجازاته لـها، وقـفت وهي تحـاول تكـتم انفاسها وشـهقاتها من سـمعت خفق نعّـال بخـلف الخـيّام، زحفت وهي تمرر كفوفها على التُربّة، تحـاول تلقط وتتمـسك بنقابها، سحـبت نقابها ورفعـته وبدأت تحـاول تبعد أثـار التراب منه من خلال نفضِـه،لبست نقابها من خلّى عن التراب ولو بشكـل بسيط وبدأت تخـطي بخطوات حذِرة بحيث محـد يلمّـح طيفها، خرجـت من عِـزبة ام مـهاب وهي راسخـة ببالها إنـها الليـلة المشـؤومـة، وأخـر الليّالي لـ كل الأشـياء، ليلة النهَـاية لـ لقب " زوجـة أخوي المُـستقبليّة " ~ وليلة النهَـاية للتلمـيحَات والإنتظَـار، ليلة الذهـاب بدون رجـعة، ولا نظرّة وتلويحـة، ليلة وداعـيّة لـ حُـب السنين ومُسلب الفؤاد ..
-
تقدم شُعاع وأسرع بخطواته من مّـر من مُـقابل شِـهاب وهـمس، إلتفت وبطئ في خـطواته من إستوقـفه صوت شِـهاب : الواحـد يسلم لو مّـر من جـماعة!
شُـعاع بجـمود : عـليكم السـلام .
عـقّد شـهاب حواجبه ونطـق : عجـيب !
مـيل شُـعاع شفايفه بعـدم إهـتمام وهو يصِد أنظَاره لأبعـد مدى مُمكن يوصـله بالنظر ، بعـيدًا عن نظرات ابـوه وعيونه يـلي ماودّه يصادفها ابدًا ولا تتقـاطع نظراتهم ببعـض بتاتًـا : تـأمرني بشيء ؟
شـهاب : إيـه، أستحٍ على وجـهك واجـلس !
نزل شُـعاع انظَاره للأرض وإنحنى يجـلس مُقابل ابـوه : إن كنت تبي تفاتحـني بموضوع الشركـة فـ أنـا استأذنك .
شـهاب : إيـه بفاتحـك فيه وطرقًا عنك وعن إلي جـابك، لاتستغرب من اسـلوبي لأني اكتشفت القسوة تليق مع امـثالك!
شُـعاع بإرتخـاء : موضـوع الشركـة سحبت نفسي منه، ومالي أي صِـلة فيه عقب اخـر حديث دار بيننا فـ إن سألتني مابتلقى اي جـواب
زفرت هـمَس بمـلل وقـاطعتهم : موضوع الشركـة أنحـلّت ورجعت الميّاه لـ مجاريها بفضل الله ثمً صاحبتي، وصـار فيه مُراقبة مُـشددة في البيانـات والحمدلله الطلبات صارت نفـس قبل واحـسن، لكن ابـوي يبي يسألك عن شيء ،
شُـعاع : يلا خـير وبركـة ومُـبارك عليكم إسترداد عـملكم.
شـهاب : فُـكني من هالردود الغبية وناظر بي!
رفع شُـعاع انظَـاره بـ انظـار ابـوه ونطق بهـدوء : سـم طـال عُـمرك
شـهاب : مين هو الشخـص إلي لعـب بـ أسهم الشركـة وبياناتها؟
ضحِـك شُـعاع بسُـخرية ونطق : اخـاف اعـلمك وتنجـلط!
شـهاب : انطـق ياشُـعاع وفكني من اللف والدوران!
تربّع شُـعاع على الكنبة ورفع كفوفه ونطـق بإبتسامـة ساخرة : غُـصن بنت هُـزيّع آل غـيد !
توسعَـت محـاجر شـهاب وأُلـجم من هـول الصـدمة، صّـابه الشـك بـ جواب شُـعاع، مُـحالا تكـون غُـصن وهو وثِـق فيها ثقة عـمياء، مُحـالا تغـدر به بهالطريقة : مـستحيل !
شُـعاع : مافيه شيء مستحيل ، المستحيل إنـك تصدق شخص ماتدري عـنه شيء، المستحيل إنـك ماتنبش ورا شخـص كل معـلوماته مُفبركة ومـغشوشة !
مـسك شـهاب رأسـه وهو يحـس بإن الدنيا تفتُل فـيه : كـ .. كيف تقول إن غُـصن هي السبب ؟!
شُـعاع : الكذاب حـبله قـصير وينكـشف بسهولة، منتب مُـصدقني نبِش وراها وبتعرف عن بلاويها .
-
تخـطي بخـطواتٍ تائهة وهـي تتسـائل وين تسري ودروبها جـبال مـلح، وجـسدها هـزيلّ ومُـنهك جـروح، كـيف بتنسـاه وتنسى حُـبه وتكـتم أنيّنها وحُـزنها، تقـدمت وهـي تترنـح بـ تعب، نزلت انظَارها المُـتعبة للمفتاح وأدارته عـلى الباب وصّـر في دورانـه صريرًا خـشًا، دخـلت والدنيا مُـعتمة وضبابيّة حـولها، دخـلت للغـرفة وهي تترنـح وسُـرعان ما فزّت لها غُـصن : وين كنتي ؟ وبعدين وش هالحَـالة إلي وصلتي لها ؟!
رفـعت غـسَق أنظـارها وشهِـدت غُـصن على شِدة إحـمرار محـاجرها، نطـقت بهـدوء : عند ام مـهاب
غُـصن : لاتكـذبين يـا غـسَق ، ويـن كنتي ووش هالحَـالة إلي جـيتينا فيها ؟!
وجمت غـسَق ونزعت عبايتها وهـي تحـس إن الدنيا تفتُل فيها، وقـفت غُـصن مُـقابل غـسَق وشدّت كفوفها بـ أكتاف غـسَق ونطقت : غسَـق أحسن لك تكلمي وين غديتي!
غـسَق بحِـدة : لاتظنين بي شين النوّايـا، تطمني بنت هُزيّع مايطـلع منها الرديئ!
غُـصن : اجـل وش فيك؟
غـسَق : ليه مُـضطرة اعـلمك ونتي مـاتشاركيني ولا جُزئية من أسـرارك؟
عـقدّت غُـصن حـاجبينها بـ ذهـول ونطقت : وش إلـي ماعـلمتك عليه؟!
غـسَق : نظام شغلك الغـريب ؟ رواتبي إلي ما مسيتهم ولا شفتهم! مُـماطلاتك وتصريفاتك على موضوع الشركـة والشغل؟! كل ذا ما علمتيني عليه رغم إن لي كامل الأحقيّة في المعرفة لأني شريكـتك بـ هالمجـال ولكن الأنانيّة ذابحـتك!
إحـتدّم صـدر غُـصن غيضً من كلام غـسَق ونطـقت بحِـدة : انـا خبيت عـليك لأني أدرى بك وبضُـعف شخصيتك،
الزبـاين إلي جبتهم لـكِ كانت عن طريق إخـترّاقي لـ بيانات الشركـة، فبرّكت رابـط الموقع وصـار الموقع إلي يظهرلهم هو موقـعنا وإيمـيلاتنا، وشوفي بسـم الله عليهم الطلبات عييّت توقـف، نيّتي إنتقـام وتطوير عيشتنا وحـياتنا، و رواتبك موجـودة بحـسابي البنكي بس جـالسة أحوشـهُم عشان اخـليكم تنقلون من هالديـرة المخـيسة وافـككم من العـفن يلي عـايشين فيه!
غـسَق بحِـدة وجديّة : ضعـيفة شـخصية ولا انـانيّة وإستغلالية! مظلومة ولا اكون ظـالمة، إنتي ما خفتي ربـك ونتي تحـولين زبايـن ناس ماهُـم لك ولا لك الأحـقية في العبّث وإخـتراق البيانات؟ غُـصن وش إنعـدام الخـوف إلي صابك، وش هالأنـانية وهالإسـتغلال؟ هذي جـزاة من رضى بك ووافـق يوظفك بهالشركـة العـالمية؟ ولا مُـستغلة كّون معك شـهادة من فرنسـا وشايفتن نفسك عليها عند العربَان؟
غُـصن : انـا ماظلمت احـد ، هالحـركة كانت حـركة إنتقاميّة بـ صاحبة الشركـة ، هي ظـلمتني وشمتّت بي وبوريها من يشمّت بها وبخـسارتها، انا خبيت عليك الموضوع علشان لاتجـلسين تطرحين لي مُـحاضرات ونصايح مالها نهاية، غير كذا ادري لو عـلمتك بتسحبين نفسك وتخـربين مُـخططاتي! وإنتي الحـين حديتيني اعـلمك عن الموضوع، وافعالي ما تتسمى انـانية، هالزمن مابُـه احد يفكـر بغيره كُلن منهم يدور عن غاية نفسه ورضى ذاتـه، والطيب إلي ياكـلها ، اسألك بالله وش استفدتي من طيبّتك وإتمـامك لـ كل طلبات غـيرك ؟
مسحَـت غـسَق وجـهها بـ قلة حيل ونطـقت : تصـدقين ؟ اتفق معـك ، طيبتّي الزايـدة هي إلي وصـلتك لـ هالمواصيل ، ودآم حقيقة شُـغلك أنكـشف فـ اعذريني من اليوم ورايـح بسحَب نفسي من مُـرافقتي وشـرّاكتي بـ اشغالك، يـازين مـال الحَـلال ليه تحـديني وتجرفيني للحـرام معاكِ!
إضطربّـت غُـصن ونطـقت بدقن راجـف : والله يـا غـسَق ما تسحبين نفسك وتهدمين كل إلـي بنيّته! بتكـملين مـعاي يا غـسَق ولا والله حرقـتك معاهم! خِـلقة ضغطي مرفوع لأنهم أسـتعادو ووازنـوا أسهُـم الشركـة وشددوا على بياناتها ، وأضـطريت اوقـف في السعي ورا مُـخططاتي علشان لايشكون بي، لكـن مافيه شيء يوقـفني لا إنتي ولا تشـديدهُم، ابي أتلـذذ بـ شوفة حِـرقة قلب بـارقة وهي تشـوف شركـتها تنهـدِم قدام عـينها ولا لها حـول ولا قـوة!
غـسَق : مـعقولة شمّاتتها خلتك تحـقدين عليها هالكِـثر ! غُـصن انـا مانيب مُـصدقة إنك انثى، الأنثى قلبها رهـيف لكن شلون إنتي انثى وتحـملين هالحـقد وهالصّلابـة، لا وبعـد وصلت مواصـيلك تهدديني ونا اختك؟
غُـصن : هي غلطتها إنها شمّتت بي ونـا في عز ضُـعفي وفي أمَّـس حاجتي، لكن الدنيا غـيرت بحـالي وصلبَّت قـلبي، وبهالصـلابّة بدعـسها وأدعس إنجَازاتها يلي شافت نفسها فيها علي واوريـها مين تكون غُـصن!
تمسكـت غـسَق برأسـها وهي تحـس بالدوار وتهز راسها بالنفي مرارًا وتكـرارًا : لا، لا، انـا ما اصدق شـلون تشـاركت معك بهالفـِعلة الرديئة؟ غُـصن أبـعدي عني، الواحـد صار مايستأمن إلي من دمَـه ولحـمه فـ كيف يستأمن الناس ومايتوقع الغدرَات منهم؟
إنحَـنت غـسَق وإنخرطت بالبكـاء ونطقت بصعـوبة : غُـصن ارجـعي لـ ديارك هالديـار ما عادت ديـارك، ولا عـاد ترجعين لنا رجـيّتك ، أتركـي ابوي وامي يعـيشون اخر ايـامهم بسلام ووِقـار ، يكفي يـاغُـصن يكـفي الغـدر والألـم إلي رجـعت بعد ما ذُقـته ، لاتعـصُرين المرارة على جُـرحي وتألمينها،
-
إسـتوقف شُـعاع صـوت مُـناداة هـمَس لـه ،
هـمَس : صرت تطـلع وتغـيب عن البيت ولا عاد زعلّي ورضـا ابوي يهمك؟ وش مُـغيرك يـا شُـعاع؟
شُـعاع بـ إستغراب : ليه إنتي وش مُـزعلك؟
عـبست هـمَس بمـلامحـها ونطقت : مـا يكفي إنـك سحبت علي البارحـة علشان الإتصـال إلي جاك؟
حـك شُـعاع جـبينه بـ ربكّـة ونطق : إيـه والله يـارهيفّة القلب، الإتصـال كان عـاجل ويخـص الشغل فـ عجزت أبقى مـعك أو اجـاوبك على اسئلتك، بتعـذريني على سـوّاتي؟
إبتسمَـت هـمَس بخـفة ونطقت : مُـشكلتي قلبي رهـيف وارضى بسـرعة، اكـيد بعـذرك يـا شُـعاع قلبي!
إبتسـم شُـعاع وحـاوط راسها بذراعـينه : يـا عـيون شُـعاع إنتي يـا اوخيتي!
هـمَس : شرايـك اجـهز الشّـاي ونجـلس سوا نتحـاكى ونتابع موڤي ؟
رفـع شُـعاع يده ونـزل انظاره على السـاعة إلي تحـاوط يده، سكـت بـ تردُد ونطـق : نخـليها لـ بعدين ؟
عـقدّت هـمس حواجبها ونطقت : وراه؟
شُـعاع : والله عـندي شـغل ..
هـمس : شـغل بـ تالي الليل ؟
شُـعاع : إيـه يـا هـمَس، كـان مالك عـلم جالس اسعى لـ مشروعٍ جديد بنفـِذه قريب، وحـولت مواعـيدي كلها بالليل
هـمس بـ ضيق خـاطر : زيـن .. انـا بروح انـام
إبتسم شُـعاع ونطـق : جـعله بالعافية عليك ، اسـتودعتك الله،
-
ضحـكت غُـصن بسُـخرية ونطقت : إيـه جـزآتي انطـرد عقب ما كنت افكـر كيف اغـير حالكم للأفـضل؟! لكـن دامك تبينها كذا فـ والله إنـك تبشرين، بطلع من هالبيت ومـا عاد بتشوفيني طابّـة ديـاركم، والشـيء الوحـيد إلي بيربطـني بك هو شُـغلنا .
غـسَق : مـانيب مُكملة معك بهالمجـال ، لاتتعبيني يـاغُـصن!
إنحنت غُـصن تفتح سحَـاب شنطتها ونطقت : دامك دخـلتي بهالعـالم فـ مالك مفّـر منه لين مـا اوصـل لأهـدافي!
غـسَق بـإشمئزاز وحُـزن : يـا شينك ويـاشين نوّايـاك وأنـانيّتك!
رمـت غُـصن كل ازيـاءها على الشنطة وقـفلت السحّـاب، وسحـبت عبايتها وخرجـت متوجـهة للخـارج، تـاركـةً اهلها من دون أي تـردُد وتـأنيب ضـمير، خـارت قـوة غـسَق وإنهزلت على الأرض، سحـبت الوسـادة ودفنّت وجـهها فيه، صـاحت وناحَـت بـ كل قـواها ولكـن كانت الوسـادة تكتِم صـيّاحها العـالي، جـلست وهـي تشهـق وتزفـر بشكل مُـتتالي وبسـرعة مُـخيفة، رفـعت كفها على صدرها تتحـسس نبضّاتها المُـتسارعة بينما دمـوعها تهـطل وتُبلل وجـنتيّها، رفـعت انظَارها بإتجـاه الباب من بدأت طرقـات تتردد على مسـامعها، كفكفّت دموعها وهـرولت بإتجـاه الباب وهـي مـتوقعة إن غُـصن تراجـعت عن كلامها ورجـعت لـ دارها، لكـنها ذُهـلت من لمحـت عارضة شخـص في الدُجـنة الحـالكة، فـزت بخـوف وتوقـفت بخلف الباب سترًا لـ نفسها ونطـقت : مـ .. مين؟
ضحِـك مـهاب بسُـخرية ونطـق : علامك خفتي يابنت هُزيّع؟
سكـنت غـسَق من تعـرفّت على صـاحب الصـوت ونطقت : مـ .. مـهاب ؟
مـهاب : زيـن عرفتيني، إيـه مـهاب
أُذهلت غـسَق من زيـاره مـهاب لها ونطقت بصوت مـبحوح : أمـر يامـهاب، وش بغيت ؟!
مـهاب : جـيت اعـلمك ليه تزوجـت غيرك!
إرتجـف جـسد غـسق ونطـقت : شقصدك؟
مـهاب : أعـلم بحـبك وجـنونك بي، وكـان المـفروض أخـذك زوجَـة لي على سـنة الله ورسـوله،
أدمعَت غـسَق ونطقت : دامك تدري بي وبحُـبي لك ليه تجَازيني بهالشكـل يـا مـهاب ؟!
مـهاب ؛ لأني ما اتشرّف تكونين زوجَة لي دامك سـلعة رخـيصة تطلعين وتبيعين فيها نفسك للرجـال وتطلين عـليهم بـ توّالي الليول، ما ترفقت إلا بحـال والدينك المساكين، تخـيلي درو إن بنتهم تطـلع للرجـاجيل بين ما هم نـايمين ؟ وش بيصـير فيهم ؟! تخـيلي لو خـذيتك ونا مالي عِـلم بـ قذراتك ولقيتك تطِلين فيها على الرجـاجيل بالليل ؟ الحَمدلله إلي كـشف لي حـقيقتك قبل لا اتهوّر واخذك!
ألجـِمت غـسَق من طـعن مـهاب لـ شرفها ،تمـالكّت نفسها ودمـوعها ونطـقت : شـلون تشككـني بنفسي وتشكـك اهـلي بتربيتهم لي كذا يـا مـهاب ؟
مـهاب : إلي شـهِدت عـيني عليه مـابُه ولا ذرّة شّـك، شفتك بنفسي تتلمسين واحـدٍ غريب عنك وتتضحـكين معاه ، وهذا يدل على رخـصك يـا غسَق!
كانت غـسَق تهـز رأسـها بالنفي مرارًا وتكـرارًا ، مذهـولة من إتهامات حُـب حياتها لها، الإجَـابة مصلوبة قدام نواظرها وحـقيقته القـذِرة واضحـة وصارخـة وبازغـة مثل الشمس، كانت تحـاول تخـتلق الأعـذار وتوهِـم نفسها بالتكـذيب رغم إتهَـاماته، لكـنها عجـزت عن تمـالك نفسها رغـم حُبها له، يومها مـليئ بالإنكـسارات والخُذلان وطاقتها نفذت عن الصبر ، دبّ في قلبها دبيب البغض ونطقت : مو انـا يـاللي تبيع نفسها وشرفـها وتقترف الخـطيئة، انـا صح مـالي سند وعزوّة اعتزي فيها لكن خوفي من ربي فـوق كل شيء يـا مـهاب، حـرام تظـلم وحدة لأن ما وراها رجـالٍ يسندها !
مـهاب بسُـخرية : دايـم الرخـيصات يجـحدون بلاويـهم، مابتوقـع إعترافـك ابدًا ،
غـسَق بـ ذهول : أحـشم حـكيك يـا مـهاب ولا يـغرك حُـبي لك، لأني مُـستعدة اكـرهك بثواني على هالحـكيّ!
مـهاب : إنتي بتكـرهيني، لكنك بتخـسرين سُـمعتك وبخـلي كل اهـالي الديـرة تتكـلم عن رُخـصك ، امـا انا ؟ ما بطلع إلا بـ ربح كُرهك لي لأني مانيب بحَـاجة حُب وحدة مُسترخـصة نفسها ، بتتعـذبين على فُـرقاي وعلى سُـمعتك وإسـمك إلي بيكون بـ كل لسان!
تأرجحـت دمعة رقراقـة على محـاجر غـسَق ونطقت بـ حـسرّة : يـا خـسارة غـرامي فيك دام هذي ظنونك وهقوّاك بي !
حّـس مـهاب بـ إختلاف بحَـة غسق أثـر الغُـصة المتوسدة في  : عـلى العـموم جـيت أنبهِك على افـعالك القـذرة، واتمـنى ماعاد تدلين بيتي لا علشان شوفتي ولا عـلشان لقائـك بخـواتي لأن الرذايـل إلي مثلك حرام يطبون بيتنا ! 
تغـورقت عـيون غـسق بالدمـوع ونطـقت : والله مـا برجَـع اقف على بابـك ولا عـاد بدُلـه لأني ما تعودت اتبّع المقفى رغم طـيبي وحُـسن ظني، رح يـا مهاب عسى بُعدك خـيرّة لي دام هذي ظنونـك وشكـوكك ببنتٍ أشـرف منها مافيه، رح يـا مـهاب ولا عـاد تفكـر إنك بترجع وتسكـن قلبي عقب كل هالحـكي والظنون، صحيح إنـك كنت حـلم لكـن هالحُـلم تلآشى مع احـلام الطـفولة ، بنسـاك وأنسَـى هواك وغرامي فـيك رغم صدق الهوى ، لكن وتالله ما بهـوى شخـصٍ شـك بي بـ مقدار ذرّة! رح الله يستر عـليك وما عليك طيبّة قـلبي بيجـبرني اسـامحك على حـكيك لكن حُـبي وتقديري لك مثل قبل ؟ ماظنتيّ يرجـع يا مـهاب ، رح الله يوفـقك بحـياتك ويسـتر عليك .
قـفلت غـسَق الباب بوجـه مـهاب وإسندّت نفسها عـلى الباب ودمـوعها تسريّ بوجـنتيّها ،
-
بطـئ شُـعاع سّـير من لمـح سرحـان إحـدى كبار السن مُـقابل برادات الشّـاي ، وقـف سيارتـه مُـقابله ونطـق : سـلام عـليكم يـا عم !
رفـع الرجُـل انظَـاره وسُـرعان ما فـز له ونطق : ياهلا عـليكم السلام !
شُـعاع : عطني كوب شاي الله يحـفظك
إبتسَـم الرجُـل وسحـب براد الشّـاي وبدء يسكِبه على الكـوب وينثر رحـيق النعـناع، سحـب شُـعاع كوب الشّـاي ودخـلّ بـ كف الرجُـل بإمتداد وكف مايـل ، مبلغ يتعدى ثمن كوب الشّـاي، نزل الرجل المُـسن انظَاره على المبلغ المُـعطى من قِبل شُـعاع ونطـق بـ ذهول : شكلك غلطان بالمبلغ، حـسابك ثلاث ريـال ياولدي ،
غـمض شُـعاع عيونه وهـز لـه رأسـه بإبتسَـامة خـفيفة : مانيب غـلطان يـا عم، خـلها لك ولـ حوايجـك
تـأفف من حـرك سيارتـه وسرى لـ دربـه من دون مايتركـه ينطق بحـرف،
رفـع شُـعاع صـوت الأغـاني والموسيقى وبـدء يدندِن وهو مُـحرر كفوفه تتأرجـح وتتقلب مع الألحَـان، إبتسـم وهو يرفـع الشّـاي لـ ثغرّه، إبتسـامة وروقـان غـريب هلّت عـليه في مُـنتصف الليل، أرتشَـف من الشّـاي وسُـرعان ما توسعَـت نواظره من الجُـرعة الخـياليّة إلي أرتشـفها، زادت عِـرضة إبتسامـته من لِـذة مـذاق الشّـاي إلي ما فـاز ونـآل بنفس مـذاقه من زمَـن طـويل ..
-
إحـتضّنت وسادتها طلبًا للأمان الي فقدته، ولكن بـدون جدوى,لا زالت ترتعـد خوفًا أثـر تسـارُع نبضاتها ومن افكارها السوداوية، غـمضّت جفونها لعـل وعسى الخوف الي يسكن فؤادها يتلآشى ويتحـول لـ سكيّنة ،ولكن بـدون أي جدوى، الخـوف ظل يتكاثر بداخـل جوفها، فـ ينتشر الضيق الشـديد في فؤادها وانفاسها تتباطئ وكأن الجدران الأربع إلـي تُحـيط بها انغلقت عليها لجل تفتِك بها، تمـددت وهـي تتسـائل كيف تحـرر نفسـها من الهلّع إلي احـاط بها ، غـمضّت عـيونها وهـمست بين نفسها : انـا شسويت بحـياتي يالله علشان أنكـسر من اكثر نـاس استأمنتهُم؟
مّـر على غـياب الغُـصن سـاعات، دقّـت السـاعة الثانية ليلاً ولا زال طيفها غـائب عن مضجـعها ،إناس خـلّدوا للنـوم وإنـاسٌ قـضوا ليلتهم في هـناء ووِقـار ، لكن ليلة الغـسَق كانت بعـيدة تمامًا عن الهـناء، تارةً تتقـلب بين افـكارها، وتـارةً تجـهَش بالبكـاء ، سـاعة كـاملة كابدت فيها من الآم النفس ولواعجها ، أشبه تمامًا بـ مُـكابدة نفّس المحتضر في ساعته الاخيرة
-
وقـف شُـعاع سـيارته وسحـب كـوب الشّـاي مـعاه ، وفجَـاءة بشكل لا إرادي إرتطمَت ذراعـه بطرف بـاب السيارة وسُـرعان ما أنهـال الشّـاي على ثيّابه، شهِق برعـب من حـرارة الشاي وتراجـع للخلف، تـأفف بقـهر ورمـى كوب الشّـاي بـ غضّب من إنتثر الشّـاي على ثيّابه : لأبـو حـظك يـا شُـعاع!
صّـد وهـو يستغـفر من منظَـر ثيابه المُـتسخ أثـر إنهيّال الشاي على ثيابه، وقـف يسحـب الأكـياس إلي أخـذها من عبد الـودود كـالعَادة، اخـطى بخـطواتٍ سريعة مليئة بالإشمئزاز ووقـف يطرق بـاب بيت غـسَق ، زفـر بملل وقهر من مرت دقـائق معـدودة وهـو يطرق الباب ولا وصـلته اي استجـابة، كـرر الطرقات لعل وعـسى يتلقى إستجـابة لكن كان الهـدوء يعـم الأرجـاء، تـأفف بتسـاوؤل وإلتفت ، بدء يمـرر انظاره حـوالين الحي إلى أن لمح شجـيرة كـبيرة تغطي نـصف الشارع، توجـه بإتجَـاه الشُجـيرة وإنحـنى يسند الكـيس على سـاق الشجـيرة، ترك الكيس وتراجـع للخـلف متجـه لـ سيارتـه، إنحـنى يركـب بسـيارته ولّف مفـتاحه يشغل المـوتر لكـنه وقف على اخر لحظـة، قـرر يعـطي الغسَق فرصة وما يسحب عليها، أسـند رأسـه على مرفقه بـ سكـون، هلّت عليه ضيقة من كل الجـهات، واول مـشاعر الضيق بدأت من إنهمَار الشاي على ثيابه، وقـف متوجـه لـ بـاب بيت غـسَق بعـد ما إنقضى ساعات وهـو ينتظر، طرّق الباب في ثُلث الليل قبل شـروق الشـمس بـ ساعات،
-
فـزت غـسَق بـ خـوف من بدأت طرّقات عـالية تتردد على اذانها، أبعدت عنها اللِحـاف وهي مُضطربة ومرتـاعة من الطرّقات العـالية، ووقـفت تسحـب وشـاحها القرمزيّ وهي تدعي ربها إن والديـنها ما يفزوّن ويصحون من اصـوات الطرّق، هرولـت بإتجَـاه الباب بخـوف وتعب، وقـفت مُقابل الباب وسكـنت لـ ثواني تتسـائل بخـوف مين مُمكن يكون الطارق !
نطـقت ونبرّة التعب والذعـر يكتسيها : مـ .. مين ؟
زفـر شُـعاع بـ راحـة ونطق : افـتحي الباب لـ مندوبك إلي خمجـتيّه ساعتين برا !
غـمضت عـيونها بـ عبوس وألـم وسحـبت مقبّض الباب بحُـزن ،
شُـعاع : مابغينا تستجيبين لي يـالغسَق ، عفّنت ونا بـرا رغم إني جيت بتوقـيت مُتأخـر مثل ما طلبتيني!
سكِـتت غـسَق لـ ثواني ونطـقت بنبرة مُتعبة : الـ .. المـعذرة يـا شويلع، غـفيت بالغلط ولعلّها كانت غـفوة عـميقة، غفوة تبعدني عن مرارة الحيَاة وحُلوها
عقد شُـعاع حاجبينه ونطق بـ إستغراب : جـايتني عقب ما هليتي الدمـع يالغسَق؟
سكـنت غـسَق بـ ذهول من كشفها شُـعاع رغـم إنه ما إسترَق النظر لها بتاتًا، وجـمَت وجـوم المتألـم الحزيـن، إكتفت بالوجـوم وهي تتسـائل بين نفسها شـلون درى بها وبحـالها بهالسـرعة،
شُـعاع : عـلامك يالغـسَق ؟
غـسَق بـ هوّان : مافيني شيء بس صابني التعب .
شُـعاع بنغمة تخالطها رعدة الخايف او رقة المحزون : يا جعلها أخـر الأوجَـاع !
غـسَق : تسـلم يا شويلع وياجعلك ماتتجـرع من كأس القذى والمرارَة ،
هـمس شُـعاع بـ " آمين " ونطق : دقيقة أنتظريني شـوي اجـيب لك الأكـياس ،
إلتفت شُـعاع متوجـهً بإتجاه الشجـيرة لكن إستوقفه صوت غسَق من نطقت : لاتروح يـا شويلع، ماعُـدت ابيهم
عـقد شُـعاع حـاجبيّنه ونطـق : شـلون؟
غـسَق بـ غصة : انـا أنهيّت صفقتي مع اوخـيتي ياشويلع، لذلك مـاعُدت بحـاجة الأقـمشة بهالكـمية
شُـعاع بـ ذهول وتساوؤل : وليه أنسحـبتي من هالتجـارة المُربحـة؟!
غـسَق : صـح إني دخـلت عشان اخرج بـ مربح يوكل والديني لقمة العيش، والحَمدلله كسبنا وربحنا إلي يوكـلنا سنين قدام لكن بمُـجرد ما إني إلتمَست الخطيئة والذنب في العمل فـ مُحـالا برضى إني امد يدي على شيءٍ فيه تدمـير وظـلم لـ شركـة كاملة!
شُـعاع بـ دهشَـة : المعذرة على التدخُل وكثرة الأسئلة ولكن افهم من كلامك إن اخـتك كانت داخـلة بشركـة مُعينة عشان تدمـر وتنهـِش الشركة ؟
غـسَق : تقريبًا .
شُـعاع : إذا إنتي انسحَـبتي هي وش وضعها ؟!
غـسَق : بتكـمل بدربها، ونا متأكدة إن إنسحَـابي مابيكون عـائق لإنتقـامها وظُلمها دام معها فـلوسها ومعَارفها، فـ اهق إنها بتوكل مصممة غيري
شُـعاع بـ عجب : تـدرين وش هـو إلي استغرب منه ؟ إن اختك عـارضة ازيـاء وهي بنت ديـرة! ومـعروف تشـدُد اهـالي الديـرة، مُمـكن إذا البنت أقترفـت أي خـطيئة ذبحـوها ،فـ شلون اهـلك سامحـين لها ؟
غـسَق بإستغراب : ونت شـلون دريت إن اختي عارضة ازيـاء ؟
حـك شُـعاع جبينه بـ توتـر ونطق : إنتي عـلمتيني!
غـسَق بإستغراب : غـريبة مـا أذكر إني عـلمتك!
شُـعاع بـ ربكّـة : إلا اكـيد نسيتي ..
غـسَق : عـمومًا ، محـد يدري عن غُـصن ومجـالها غـيري وإن دروا بها ما بتهتم أبـد، ولكـن اكـيد إذا اخـوي درى بها وبحـالها ما استبعد إنه بيجي يدفنها وهي حـية بـ تهمة العار الشرف لكن اوخيتي مُـختلفة مايهِزها الكلام للأسـف
إبتسَـم شُـعاع بخـفة من إتضّـح لـه نصف مُخـططات غُـصن ونقـاط الضعف إلي ينتظِـرها من بدايـة تسـلله بـ درب المناديـب،
زفـرت غـسَق تزفـيرة طويلة ونطـقت : بنهيّ حروفي وكـلماتي هنا وبما إن هالساعة بتكون أخـر اللقـاءات إلي تجـمعني فيك فـ وادعـتك الله
صاب شُـعاع مـشاعر مُـختلطة، مابين الحـيرّة والسعَـادة لـ تلقيِه لـ كل اجـوبته للإنتقـام : الله يعـطيكِ من خيرات الدنيا ونعـيمها دامك أنسحَـبتي من الموضوع بمُـجرد ما إنـك التمستي الذنب في العـمل! وادعـتك الله يـالـغسَق ..
قـفلت غـسَق الباب وعـيونها ذابـلة ومُـحمرة، بينما كان شُـعاع واقـف مُقابل البوابة وهو يتسائل بـ دهشَة :
وش ذي الأنثى الفريدة في طرازها ومُـخلصة في امورها ومستعدة إنها تتخـلى عن اربـاحها بمُجرد ما إنها تتلمس الخطيئة رغُم عيشتها البسيطة!
إلتفت يتوجَـه لـ سيارته من استوعـب سكـونه وسرحَـانه مُقابل بوابـة بيت الغـسَق،
-
« حي الصحـافة ، الريــاض »
رنّت غُـصن الجـرس وسُـرعان ما إنفتح الباب ، إبتسَـمت سهى وسحـبت غُـصن لـ حضنها وهتفّت : ياحي الله زايـرة قلبي !
ابتسمت غُـصن ونطقت : أعـذريني ياسهى لأني جيتك بهالليل، بس ماجـيتك إلا من سـوء الحـال
سـهى : افـا عليكِ يـا غُـصن، والله إنـك أعذب من زارني بهالليلة ،
غـمزت لها سـهى وكـملت : ولاتنسين زيارات الليول طبع العُـشاق!
ضحـكت غُـصن بخـفة وسحـبت شنطتها وإلتحَـقت بـ سهى من نطقت : تعـالي ندخـل ونتحـاكى هناك
تركت غُـصن شنطتها عند عتبّة الباب تاركـة للعاملات يتولون أمـر شناطها، إنحَـنت غُـصن تجـلس على الكنبة
سهى : وش صار يـاعيني؟ نبرتك يوم دقيتي علي كانت مو طبيعية
تأفـفت غُـصن ونطقت : ابـد إحـتّد النقاش بيني وبين اختي غـسَق ولعلي انطردت ..
سهى : دقـيقة شلون أنطردتي ؟ كيف اخـتك تطردك وين امك وين ابوك!
غُـصن : ابـوي وامي نـايمين ونـا وغسَـق دخـلنا في نزاع، والسبب لأني اخفيت عـنها مواضيع الشركـة، بس يعلم الله إني ما اخـفيّته إلا لأني أدرى فيها مستحيل توافـق تشاركني بالموضوع دام فيها إنتقـام لكن شنسوي الحـين حرّقت لها كروتي كلها وهي محـروقة ومنكسرة من سـالفة رفضت تعـلمني عنه وانفجرت علي ..
سهى بـ عبوس : غُـصن عيب والله إلي صـار! بالنهاية إنتم خـوات شلون تفرطون ببعـض كذا
غُـصن : والله مدري شـصار ياسهى لكن دآم غـسَق سحبت نفسها بالموضوع وطلبتني اطلع من الديـرة فـ مُحالا أرجـع !
سهى : ادري يـا غُـصن إن كلامي ما بيهزك ولا بتقتنعين فيه لأن إلي براسك تسـويه ولكـن لاتخـلين هوشـة بينك وبين اخـتك يكـسر امك ويخـليها تفقد زولك!
غُـصن : ببِر ببوالديـيني وازورهم بين فترة وفترة ، لكني مابسمح لأي شخص يـوقفني في السعيّ ورا إنتقامي!
-
رفـعت انظَـارها للسـماء و إستوقـفها منظر البدر المُـشع، إبتسمَـت بخـفوت وحـملقت في البدر المُـكتمل، إنحَـنت تجـلس من أُعجـبت وأُذهـلت من المنظر الشـاعريّ إلي سلب تعبّها في ثـواني،
إنحـنى شُـعاع يركـب بسيارتـه لكن إسـتوقـفه صوت رنين جـواله، رفـع جـواله وتوسـدت ملامح الإسـتغراب من إسـم المُـتصل ، رد بهـدوء وتوتـر ونطق : أمـرني يالقـائد ؟
شِـهاب : وينك يا شُـعاع؟
شُـعاع بـ ربكّـة : ابـد قبل شـوي طلعت علشان اشـيك على المعرض بما إني موقـف طلبات من زمـان بسبب إنشغَالي مع موضوع شركـتكم بس خلاص هذاني راجـع
شِـهاب : زيـن استعجـِل شوي
شُـعاع بـ إستغراب : ليه فيه شيء صـاير ؟!
شِـهاب : فيه إجـتماع بعد نـص سـاعة، الحـقني للشركـة علطول ،
شُـعاع : وش هالإجـتمَاع المُفاجئ!
شِـهاب : ابـد ، الكبار دروا بإنحـدارات الأسـهُم وصار فيه نقاشات ونِزاعـات لأني ما عطيتهم علم من البدايـة، فـ ابيك تخـلص الموضوع مـعاي لأن كان لك يد بالموضوع وخلاص بعدها مـابيكون لك صِـلة بـ شركتي، بترجَـع إنت لـ عملك وحـياتك
هـز شُـعاع راسـه بالإيجَـاب ونطق : امـرك
شِـهاب : لاتسري للبيت، امـسك خـط الشركة علطول ، مافيه وقـت نص سـاعة بس ويبتدي الإجـتماع
قـفل شُـعاع الخـط وضرب جبينه على الدركسون بـ قهر من تذكـر إنهمار الشاي على ثيّابـه وإتساخـه ونطق : لاحول ولا قـوة إلا بالله، ذلحـين شلون بحضر إجـتماعهُم بهالثوب، مافيه وقـت اوديه للمغسلة ولا فيه وقـت اروح فـيه للبيت ، وش الدبـرّة !!
رفـع راسه من الدركـسون بـ قلة حـيل ، وبـدء يمرر انظـاره حـوالينه، يفكر بـ حـل مُمكن ينقذه من ورطته، فـز من تذكـر مِهنة غـسَق وسحـب مقبض الباب وهـرول بأقـصى سرعة بإتجَـاه بوابـة بيت غـسَق،
-
ظلت غـسَق تُصارع فكرها بوسط شُـعاع البدر ،إلى ان زفـرت بـ تعب و أسـندت رأسـها على طرف الكـرسي وغطت نفسها بالوِشـاح القرمزي الخـاص فيها ، بدأت جـفونها تنضّـم وتنطبق بهـدوء، فـزت بـ هلّع من صـوت طرقـات الباب ووقـفت مُباشرةً بإتجـاه الباب، نطـقت بـ فزع : مـيييين!
شُـعاع بـ عجّل : انـا ، انـا يـا غسق!
فتحـت غـسَق الباب ومـيّلت رأسـها بهـدوء، تحـاول تلمح الطارق لأنها عجـِزت تتعرف على الصوت بسبب سرعـة نطقه وعُلو صوتـه ، عقدّت حاجبينها من طاحَـت انظارها على ثيّاب شُـعاع المُتسخـة،
شُـعاع : اعـذريني يـا غسَق على هالدرعمة عقب الوداع لكن تكفين ، داخـل على الله ثمً عـليكِ ، واتمنى صـدق إني القى راحتي وسكـوني عندك!
غـسَق بـ ذهـول : راحـتك وسكـونك؟!
هـز شُـعاع رأسـه بالإيجَـاب ونطق : عقب ما ودعـتك، نوّيت ارجـع البيت لكن جـاني إتصـال من العمل يقولون بُـه إجتماعٍ بعد نص سـاعة، ونـا ثيّابي وصخـان ، انكـب عليه الشّاي ، ولا يمـديني اوديه المغسلة ولا ارجع البيت ابدِل فيه ، لأنه بياخـذ وقـت فـ رجـيتك تدخـلين تنبشين بين تصاميمك وتشوفين كـان عندك اي ثيّاب ممكن ادبـر نفسي فيه؟
سكنت غـسَق و إكتفت بالسكـوت وهي تحـاول تستوعب كلامه من الصُـداع إلي صابها أثـر الفزعَة إلي فزعها،
شُـعاع : عادني ما جـيتك إلا لأني شفتك الضـوء بنهاية النفَق،واتمنى صدق هالضـوء ما ينطفي يـوم تقولين ما عندك ثيابٍ ممكن ادبـر فيه نفسي!
غـسَق بـ هدوء : زيـن يـا شويلع أحـتريني، بدخـل اشييك كان بُـه ثيابٍ ناسجـته او لا ..
وقـف شُـعاع وهو يدعي إنها تلقى لـه ثياب وظنونّـه ماتخيب،
توجـهت غـسَق لـ غرفتها وبدأت تمـرر انظارها حـوالين الغرفة، إنحَـنت تفتح الدولاب وتقلب بين النسـائج والملابس لعـل وعسى تلمّح ثوب ممكـن يساعد ويفك ازمَـة شُـعاع، تأفـفت بحُـزن من ما لمّـحت أي ثـوب رجـالي لـ كُّون اغلب طلباتها ونسائجـها متمحـورة حول فساتين النسـاء، إنحـنت تسحب المخـدة من على الأرض وسُـرعان مـا إنطرحت انظَـارها على غـلاف الثوب المنسوج لأجـل مهاب، إرتعَدت من تذكـرت كلماته وإتهامـاته ومدت كفها تسحـب الثوب المُـغلف بـ حنيّة فؤادها لـ شخصٍ ما حنّ عليها بمـقدار ذرّة،
تنهدت بعـمق و دفنّت حزنها في اعـماق قلبها ، وتوجـهت للخـارج، فـز شُـعاع من سـمع خـفق نعـالّ ومـيل رأسه بهـدوء ، فـز من لمح طرف الوِشـاح القرمـزي إلي يكتسي غسَـق وسُـرعان مـا نزل انظاره وتراجـع للخـلف بهـدوء ،
مـدت لـه غـسَق الثياب من خلف الباب ونطـقت : تفضـل ياشويلع ..
إبتسـم شُـعاع وزفـر براحـة ونطق : كنت مـتأكد إنـك بتكونين الضـوء بنهـاية النفق والحمدلله على الظن إلي مـا ما خاب!
إبتسمَـت غـسَق بهدوء ونطقت : اتمنى إنـك تحـتفِظ بهالثيَاب يـا شويلع، لأني نسجته ونـا ادنـو قلبي بدل الإبـرة! هالثوب عـزيز جدًا عـلي
عـبّس شُـعاع بملامحـه ونطق : والله إني اعـتذر منك يـا غسَق لأني خـليتك تعطيني ثوب شخص عـزيز عـليكِ!
هـزت غـسَق رأسـها بالنفي ونطقت : ماعـطيتك يـاه إلا لأنه مـا عاده شخـص عـزيز عـلي يـا شويلع، لكن لاتهتم بالموضوع ويلا الثوب وجـاك وفكك من ورطتك الحَـق على إجـتماعك قـبل لايفـوتك!
إبتسَـم شُـعاع بخـفة وسحـب منها الثوب ونطق بسُـخرية : يعـطيكِ العافية ويلا روحي نـامي ما برعِبك واطق الباب مرة ثـانية
ضحكت غـسَق بخـفة وقـفلت الباب وركـض بإتجَـاه سـيارتـه مُباشرةً ،
-
« بعـد الإجـتماع ، شركــة فـاشن للأزيـاء »
لحِـق شُـعاع شِـهاب ونطـق : وش بتسـوي على موضوع غُـصن؟
شِـهاب : مـا علينا منها ،
عـقد شُـعاع حـاجبيّنه ونطـق بـ إستغرَاب : مـا علينا منها ؟
هـز شِـهاب رأسـه بالإيجَـاب بينما كـان يقلب بـ اوراق الملفات،
شُـعاع : شـلون مـا علينا منها وهي المُـتسبب الرئيسي في كل هالإنحـدارات ؟
شِـهاب : وإذا كانت المُـتسبب في الإنحدارات، شـعليك منها ؟
شُـعاع بـ صدمة : مابتطـردها !!
شِـهاب : لا خـلها ليه اطردها ؟ يازينها والله مُـستفيدين منها ومن طريقة عرضّها للأزيـاء .
إلتفت شِـهاب متوجـه لـ غرفـته بينما كـان شُـعاع سـاكن بمكـانه تمامًا، مذهـول من ابـوه ومـن بروده رغم معـرفته بـ خبّاثة غُـصن في الشركـة، طلعت غُـصن ولمّـحت سكون شُـعاع، إبتسمت بخـفة ونطقت : ياهلا بالشُـعاع ؟
نزل شُـعاع انظاره بـ غُـصن ونطـق بحـِقد : شتبين؟
رفـعت غُـصن حاجبينها وزمّت شفايفها ونطقت بسُـخرية : علامك مُـشتط ؟!
زفـر شُـعاع بـ قهر وتقـدم يتخـطاها : مـا يخـصك، خـلك بشغلك!
زفـرت بـ قرف وهمَست بين نفسها : ياشينه الثلاثيني طول عمره مُـنفس ، مدري شـلون استغِـله واخذ مصلحتي على هالأخـلاق!
مـشت غُـصن وهي تشتعـل من زود قـهرها على شُـعاع،
هتفّت بـ الـم من إرتطمت بشخـص وسُـرعان ما صاب غـانم الخـوف من إرتطـم بـ غُـصن للمرة الثانية ،
غُـصن بـ غضب : إنت وراك ماغير تصقِع فيني ؟
غـانم : إنتي إلي صقعتي فيني ، البلاء منك إنتي مو مني !
تأففـت غُـصن ونطقت بـ إشمئزاز : هذي المرة الثانية يالمخـيس، ليتني صاقعـة بواحـدٍ يسوى لا ! فوق الهم إلي فيني انصقع بواحـدٍ يسد النفس!
غـانم بحِـدة : إيـه من زود رخـصك تبين تصقعين بواحـد مزيون!
ضحكت غُـصن بـ ذهول ونطقت : إنت قـد هالكـلمة يالمخـتل ؟!
غـانم : ما قلنا إلا الحَـق يالحـولا !
رفعت غُـصن كفها وسحـبته من يـاقته بكل قـوآها ونطقت : انـا اوريـك مين الحولا يابن الكـلب!
فـز غـانم وسحب يدها يحـاول يفك نفسه منها : فكيني شرك يالمـريضة!
سحبت يدها من يـاقته وهـي تناظر فيه بحِـقد وقـهر، بينما كان غـانم يبعد منها بهـدوء : ما اقول غير الله يخـلف على اهـلك !
ركـضّت غُـصن بإتجـاه غـانم وهي تصارخ وسحـبت شعره بـ كل قـوآها ، لكن سُـرعان ما إنفلت كفها من شعره من قُـصر شعره ، نطقت وهي تحس بحـرارة تحرق جـسدها : انا بحـرقك اليوم يالأصـلع واوريك كيف تتعدى وتتكلم علي !
كان غـانم يحـاول يدفعها ويبعد عنها لكنها تمسكت بذراعه بـ كل قوآها و غرزت اظافرها في ذراع غـانم ، هرول شُـعاع وخلفه موظفين الشركة ، سحب غُـصن عن غـانم وهو مذهـول ومفزوع من تشبُت غُـصن بـ غانم : خـلااااص يالمرضـى !!
تراجـعّت غُـصن للخـلف وهي تناظـر بـ غانم بحـقد بينما كـان غانم ينزُف ويتألـم ،
شُـعاع : وش حـركات الوراعين ذي! ووشلون تتعديّن على ذكـر ياغُـصن وين الأنوثـة والحـياء !
غُـصن : إلي يتهمني بـ شرفي ، يتحـمَل مايجيه!
طِـلع شِـهاب من مكـتبّه أثـر الصُـراخ وسـرعان ما طاحت انظاره بالدم المنتثر على الأرض : عـسى ما شر !
تـأفف شُـعاع ونطق وهو متوجـه للأسفل : حِـل مشكلتهم يالقائـد انـا مالي دخل بموظفينك دامهم عـاجبينك، لوهـلة حسيتني بين وراعين إبتدائي!
سحب شُـعاع نفسه من الشركـة ورجـعوا الموظفين لأعـمالهم من مهابتهُم من شِـهاب ،
تقدم شِـهاب ونطق بحِـدة : الحـقوني للـمكتبة !
تقدمت غُـصن ومسحت طرف كُمّها ونطقت : قل يـا .. نزلت غُـصن انظارها بالكرت إلي بصدر غـانم ونطقت بغرور : قـل يا غـانم إنك ميت علي وتبيني ، ويوم لقيتني مو معطيتك وجـه صرت تصقع فيني!
ضحِـك غـانم بسُـخرية ونطق : انـا ؟ أُغـرم بوحدة مسترجـلة؟
زفـرت غُـصن بـ ملل ونطقت : زيـن بشِـر امك يالأصـلع، قلها فيه وحدة بنت صفقتني ولعنّت خـيري ونـا من زود خـكارتي عجزت ادافع عن نفسي!
رفـع غـانم سبابّته ونطق : لاتجيبين امي على لسانك يالرخـيصة!
تركـته غُـصن ومـشت بينما كـان غانـم يفور من الغضّب والقهر،

..
لاتنسـون النجــ🌟ــمة ولاتنسون تبدون رأيكــ💌ـم بالكومنت

أدرِزُ السَّدى بالتعـقيِف قِـتامًا فـ يضُوي بشُـعاعِه ويمحُو عُتمتيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن