-
تركهَا شُـعاع تمُـر من دون توجـيه أي سؤال ، تمَـدد على الأريكـة وهـمَس بين نفسه بسُـخرية : رهيّفة قـلب و عيُوطـة ، وزعـولة ، يـالله عُونـك
« صـبَاح يـوم جَــديد ، فــي شـرِكـة 𝐹𝒶𝓈𝒽𝒾𝑜𝓃 »
دخـلّ شِـهاب لـ المكـتبّة الخَـاصة فيه ، نثر أغـراضّه على الطَـاولة الخـاصة فيه وإنحَـنى يجـلِس في الكُـرسيّ الخَـاص فيه ، وسُـرعان ما طارت عيُـونه للأجـهِزة الحَـاسوبيّة المتوسِـدة مُـقابله ، فـز شِـهاب بـ هـلّع من الإنحـدار الشـديد في أسهُـم الأربـَاح وإنخـفاضّ الطلبات خِـلال سـاعات بسيـطة ، سحَـب إحـدَى الأجـهِزة وكفوفـه ترتعِـش ، بدء في محـاولة السيطرّة على الموقِـع الخـاص بالشرِكـة ولكِـن النتائِـج مؤديّة لإنخـفاضّ شديد في الأربَاح والمـبيّعات ، رفع كفوفه وثبتها على رأسه وهو يهِـز رأسه بالنفي ويتراجَـع للـخـلف ، نـزلّ نظرَه لـ صوت رنين جـواله وسُـرعَان ما سحب جـواله يرُد على المُـتصـِل ،
شُــعاع : يالقائِد ابـ .. قـاطعَه شِـهاب من نـطَق : مُـر الشرِكـة بسُـرعة ياشُـعاع !!
شُـعاع بسُـخريّة : عـلامك أستخـفيت يـالقايد ؟ الغيَابات أصبحت عادة ؟
شِـهاب بـحِـدة : شُـعاع لاتصـرعنيّ فوق إنصرّاعي ماهُـب وقــتك ابدًا ، تـعال للشرِكـة .. ولا تسألني عن السبب ، تعال ونت سـاكِت سـامع!
أردف شُـعاع من إلتمَـس الجـديَة والحِـدة في نبرّة أبـوه : أبشـربي ، دقـايق ونـا عندك!
-
فـزت غسَـق من لاحظَت إشعَـارات ورسـائِل مُـتتاليّة واصـلتها على الأيمـيل ، إنحَـنت تسحـب اللآب وبدأت تحـمـلِق في الرسـائِل بـ إستغرَاب ، أُلجـِمت بـ ذهُـول من استوعـبَت الكُـم الهائِل من الطلبَات من مُـختلف المُدن والإنـاس ، تمسَـكت برأسها بـ صدمة وهتفت بـ : غُـصن ، غُـصن ، الحـقيّ علي !!
هـرولت غُـصن بإتجَاه غـسَق وأردَفت : عـلامك ؟!
غـسَق : الإيمـيل بينفجِـر من كُـثر الطلبَات على الفُـستان إلي عرضته بالموقع قبل يومين !!
إبتسمَـت غُـصن بخِـفة وإنحَـنت تلـقيّ نظرَة على شاشة اللآبتوب وإردفت ؛ تقولين الإيمـيل بينفجِـر على ثلاثين طلب ؟ بس هٰذا ولا شيء ياروحي إنتِ ، بكـرا النهَـار بتلقين الطلبَات صّـاكـة المـئات ، وقـتها وش بتسـوين ؟!.
غسَـق بـ دهـشَة : من ويـن بيجُـون ذول !!
غـمزَت غُـصن وأردَفت بسُـخرية : تعشميّ بي ياغسَق ولاتفكرين وتتسائلين واجد ، كثرة التفكير تهـلِك وتشتِت ،يعني لا تخلين الأفكـار تشتتِك ونتي من اليوم ورايح صاحـبة بزنس ومسوؤليّة ، الحـقيّ وأبديّ بتصـميم طلبَاتهُم لا يطيرون عليكِ!
فـزت غسَق لـ رُكـن الحـيَاكة بدون ماتبديّ الموضوع أهـميّة كـبيرة ، من زوّد الحـماس واللهـفَة على الرزق إلي هـلّ عليها بيوم ولـيلة
-
دخـل شُـعاع للشركـة بعجَـلة ولكن سُرعان ما إستوقفهُ حـارس البوابـة مُطالبًا لـ بطاقته الشخـصيّة ، فـز شُـعاع وأردف : معك شُـعاع بن شِـهاب آل شافع ، ولد المـدير !
حَـارس البوابة : المعذِرة الإثبَات بالقول ماهُب ملزوم عندي كثر الإثبَات بالفعل ، أثبِت لي وطلع لي بطاقتك الشخـصيّة!
مرر شُـعاع كفه على جيوبه باحثًا على المحـفظة الخاصة ببطايقه : يـاليل إنت بعد ، مُـشكلتك ماجيتني إلا بوقت عجَـلتي!
قـدَم لـه شُـعاع بطاقـته الشخـصيّة وإبتسَم حارس البوابـة بخفة وأردف : تفضـل اسـتاذ شُـعاع ، والمعـذِرة منك توّني جديد بهالشركـة علشان كذا ماخبَرت بك !
هـز شُـعاع رأسـه بالإيجاب ودخل بخـطوات سريعة متوجِـه لـ غُـرفة شِـهاب ، دفـع الباب وشهِـدت أنظَـاره على الأوراق والأقـلام المُـنتثرة على اراضي غُـرفة شِـهاب ، رفـع شِـهاب رأسه وسُـرعان ما وقعت أنظَاره بـ شُـعاع ، تقـدم شُـعاع وأردف : عـسى مـا شر ؟
لـفّ شِـهاب اللآبتوب بإتجَـاه شُــعاع وأشّـر لـه : تشـوف إلي انـا اشوفه ولا أنـا أنهبّلت ؟ هٰذي إنحـدارات بالأسـهُم ولا إرتفاعات ؟!
إنحَـنى شُـعاع يسحـب اللآبتوب ويقـلب بالصفحـة بعـدم تصديق : دقـيقة يـا ابوي ، شـلووووّن !
شِـهاب وهـو في أقـصى مراحِـل الغـضّب : بعـد أكثر من عشر سنين شهِـدت الشركة على إنحـدار شديد في أسهُـم الشركـة ومو إنحـدار عادي ! أنحـدَرت الأسهُـم بـ نسبة سبعين بالمـية خلال يـوم واحد يـاشُـعاع تفـهم مـعنى هالكـلام ؟!
أردف شُـعاع بينما أنظَـاره تتـبع المـعلومات الواردة بالصفـحة الخـاصة بالشركـة : مُـستحيل صـدقني فيه أحـد لاعب بالإعـدادات ، ولا شـلون أكـثر من مـليون عـميل يطيـر خلال يوم واحـد !
مسَـح شِـهاب وجـهه بـ توتر وأردَف : جـِبتك هنا لأني متخـوِف من إن الموضوع ينتشر و المـتعاقدين ينهـون العـقِد والتعـامُـل مع الشركـة ، والله مـا أسـتبعد تصـير لو الشركـة أفـلست !
تمـسك شُـعاع بـأكتاف شِـهاب وأردف : أبـوي ! فُـكنا من الهـلوسة الحـين وجـاوبني .. مـين أخـر شخـص صارت أغـلب تعـامُـلاتك مـعاه ؟!
شـتت شِـهاب أنظَـاره لـ ثواني وأردف : مجـيد
شُـعاع بـ جـمود : وغـيره ؟!
شِـهاب : مـابُـه غـيره
شُـعاع بـ شـك : مُـتأكـد ؟!
هـز شِـهاب رأسـه بالإيجَـاب : طـبعًا !
شُـعاع : اعـذرني يـا ابوي عـلى السؤال إلي بوجِـهه لك ولكـن يشهَـد الله بإن لولا الحـيطّة مـا كنت سألتك هـالسؤال ،
سكِـت شُـعاع لـ ثـواني ونـطق : سبق وعـطيت أي أُنـثى الثِـقة في كل الإجراءات إلي تخُـص الشركـة ؟ اتمـنى مـا تنافخ علي وتجـاوبني بـ كل صراحَـة ، علشان مـصلحة الشركـة يـا ابوي!
بـلع شِـهاب ريـقه بـ صعـوبة وهـز رأسـه بالإيجَــاب ،
إبـتسم شُـعاع بخِـفة ونطق : ومـين هي ؟
شِـهاب بـ تردُد : غــ .. غُــصن ، العـارِضـة الجـديدة ، لكـن لايغـرك غُـصن طـيبة يـا شُـعاع ماهـيب سـيئة ، ولا يروح بالك بعـيد إلي بيني وبـينها ثِـقة وتفاهُـم شديد في العـمل بما إن عندها خِـبرّة وجاية من فرنسا ، بينا شُـغل مو اكـثر !
خـبطّ شُــعاع كِـتف شِـهاب وأردف : ولا يهِـمك ، خـلي موضوع الشركـة عـلي وعادني استأذنـك الحين، نـاقصك شيء ؟
شِـهاب بـ إسـتغرَاب : دقـيقة شـلون بتدبِـرها ، وإذا دقـوا عـلي الشُركـاء وش أقـول لهم ؟!
شُـعاع : ابـد سـايرهُـم ، لاتعـلم احـد عن الإنحـدارات
~ فـي مُـنتصف اللـيل ~
هـرولّت غـسَق بإتجَـاه الباب من تردد على مسَـامعها أصـوات طرق الباب ، سحَـبت مـقبض الباب وسُـرعان ما وصِـلها صـوت المنـدوب : هذا بيت مدام قـسَك بنت هُـزيّع ؟!
ضِـحكت غسَـق بخـفة من طريقة نطـق المندوب لـ إسمها وأردف بـ نبرّة خـافتة : أيـه نعـم ، انـا غسَـق بنت هُـزيّع
مـدّ المـندوب أكـياس الأنسِـجة وأردف : كـويس مدام ، هذا حـق إنتً
إبتسمَـت غـسَق بهـدوء ومـدّت كـفها تسحـب الأكـياس من المنـدوب ، قـفلت الباب وإنحَـنت بالأكـياس وبدأت تنـبِش فـيه بوسـط الحـوش ، رفـعت الأقـمِـشة وبدأت تتحـسس ملمسـه بـ كل لهفّة ، فـزت بـ هـلّع من حـست بـ شيء يُـلامس أكـتافها وسُـرعان مـا إلتفتت للخـلف ، إبتسمَـت عُـرف بخـفة من تـغيُر تعـابير غسَـق أثـر الخـوف ، زفـرت غسَق براحـة ونطقت : يويـلي يـا ماما خرعـتيني !
غـطت عُـرف غسَـق بـ وِشـاح قـرمزيّ اللـون ونطقت : بسم الله عـليكِ من الويـلّ يـا أمي !
نزلت غـسَق نظرها للوِشـاح المتوسد على أكـتافها وروّعت كـفوفها لأكـتافها تتلـمَس الوِشـاح بهـدوء : وش هالوِشـاح ؟
إبتسمَـت عُـرف بخـفوت ونطقت : هالوِشـاح اهـداني يـاه أبـوكِ اول مـا خـطبنّي ، اهـداني يـاه بهالوقـت ، حـطه لي عند عـتبّة الباب بحـيث خـواني واهـل الديـرة ما يلمحـونـا سوا .. قاطع حـديثها صوت غسَـق من نطقت : شـلون ؟ مو تقـولين كنتي مخـطوبة ليه خـايفين من خـيلاني واهـالي الديـرة ؟!
شِـهقت عُـرف بخـوف ونطقت : تشـدُد اهـالينا زمان كان اقـسى من تشـدُدهم بـ زمانكم يـا غسَق ! ما عندنا شـوفة شرعـية وممنوع أي شخـص يشوف خـطيبته إلى مـا يتم الزواج ، وإن كـمشوا أي واحد من الرجـال مُـلتقيّ بـ خـطيبته قـبل الزواج تكون بـ نظرهُـم جـريمة ! والطـلاق بيكون إجـباري وإن مـا طلّق يذبحـونه ..
عـقدّت غـسَق حـاجبيّنها بـ ذهُـول ونطـقت : مو طبيعي التصـعيد !
عُـرف : اكـيد عندك عِـلم بـإن جـدك كـان خـياط عـكس أبوكِ ما تمكّـن من هالـمِهنة ولكـِن هالوِشـاح أبوكِ خـطط علشان يـاخُذه أيـا ا ا م واسـابيع ، هالوِشـاح كان بيصـير عليه طـلبات بالهـبلّ لكن أبوكِ تـسللّ لـ غُرفة جـدك وأخـذ الوِشـاح من دون عِـلم جـدك ، خـاطر بنفـسه وبـ مكـسَب أبوه عـلشان يهـديني هالوِشـاح الإستثنائي !
ميلّت غسَـق رأسها والإبتسامَـة تتوسـد ثغرها وأردفت : والله هٰذا هو الحُـب بالمـعنى القـوليّ والفِـعلي !
هـزت عُـرف رأسها بهـدوء وكـملت ومعـالم الإبتسامَـة تتوسد وجـنتيّها : مـا كـان عندي عِـلم بالموضوع إلين مـا سمعت إن عـمتكِ تقول بإن جـدك أنهـبلّ يوم شـاف الوِشـاح المُـطرز بـ أبـلغ الأنسِـجة وأغـلآها مـفقودة ! خـصوصًا إن بـ زماننا صعب إن الواحـد يشـتري أقـمِشة إستثنائـية .. تعَـاطفت مع الموضوع وما أنكِـر إني زعلت من طريقة إهـداء أبوكِ لـي .. بغـيت أرجِـعه له لـكني خُـفت يظـنون بإني سـارقته وأحـتفظته عـندي لأن بعـدها بـ شهـر جدك عـطانا عُـمره ،
غـسَق بـ ذهُـول : لايكـون مـات حـسرَة على الوِشـاح !
ضِحـكت عُـرف بخـفة وأردَفت : لا يـا بنيتي ، اهـل الديرَة عوضـوه وتنـاسى الموضوع ، جـاء يـومه وربي أخـذ أمـانته
هـزت غـسَق رأسـها بالإيجَـاب ونطقت : إيـه وبعـدين شـصار ؟!
عُـرف : كنت كل لـيلة اغـطي نفسي فيه واطلع للـسطح فيه علشان الناس ما يلمحـوني ونا اراقـِب تحـرُكات ابـوكِ ، وأحـتفّظت فيه لـ هالساعـة ..
غـسَق : وش خـلاكِ تعـطيني يـاه بـ هالسَـاعة تحـديدًا ؟!
إبتسمَـت عُـرف وأردفَت : انـا سـمعت صـوت خـطواتك وتسـللّت وراكِ ، ولمحَـت الرجـال إلي كان واقـف ورا الباب .. إلتعَـج فـؤاد غـسَق وقـاطعتها مُـباشرةً بـ خـوف : يـمه دقيقة لايـطير بـالك والله ثم والله إن هالرجـال منـدوب ، غُـصن مـوكـلته لي علشان يجـيبلي الأقـمِـشة ، ومـا أخترنا هـالساعة إلا علشان أهـالي الديـرة مايفهمون غـلط !
رفـعت عُـرف كـفها ترفـع الوِشـاح على رأس غـسَق : تهـقين إني بـ أشُـك بـ تربيتي وتربيّة أبـوكِ ؟! لا يـغرك كونيّ كـبيرة بالسِـن وإن أغـلب وقـتي ينقضي ونـا أهـتم بـ أبوك ، انـا أم يـا غسَـق وإحـسَاس الأُم عُـمره مـا يخـيب ! وهالوِشـاح تعمدت إني أعـطيكِ يـاه بهالسـاعة لأنك ذكـرتيني ببداياتي مع أبـوكِ ، وبحـكُم إنك طـلعتي للـمندوب وأستلمتي منه الأقمشة بدون غـطاء يغـطيكِ بحُـجة إنك بتاقفين بخلف الباب، أهـديتك هالوِشـاح لأني خلاص كبرت بالسِـن و بـ أي لحـظة ربي بياخُـذ أمـانتي .. رفعت غـسَق كفها وشدت على كفوف عُـرف ونطقت وهي تهز رأسها بالنفي : لاتقولين هالكـلام ، عسى عُـمرك مديد يا أمـيمتي وتعـالي نجـلِس بالكـراسي ..
إبتسمَـت عُـرف بخـفة من سحـبتها غسَق معها للكـراسي ، إنحَـنت تجـلس ونطقت : أهديتك الوِشـاح إلي يذكـرني بـ كل حُـلو ومُـر أيامي وحـيّاتي ، الوِشـاح إلي بمُـجرد ما أسترِق النظَر فيه يرجعني مُـراهقة ونـا بهالعُـمر ، هالوِشـاح ما عُـمري فكرت أهـديه أحـد لكن لأن محـبتي لك وثقتي بكِ تفوووّق كل شيء ، انـا مُـتأكدة بإني أهـديته للشخـص إلي بيحـفظ ويصـون غرضي .. قـبل ما تتسائلين ليه مـيزتك إنتي بالذات ولا جبت طاري غُـصن، يشهَـد الله يابنيتي بإن حُـبي لك نفس حُـبي لـ غُـصن لأن بالنهاية هي بعد قـطعة من روحي! ولكِـن إنتي مُـستحيل أنسى وقـفتكِ معـنا انا وابوكِ ، إنتي كنتي الطرف المُـضحيّ لـ كل شيء .. علشان مين ؟ علشاني انـا وابوكِ رغُـم إن ما عاد بيدنا لا حـول ولا قـوة ، رفـضتي تتزوجـين كل شخـص تقدَم لك لأنـهم ماعندهم القُـدرة على إنهم يرعوّنا ، رفـضتي تسـافرين وتكـملين دراستكِ بـرا البلاد علشان تجـلسين معنا، سكِـتت عُـرف وهي تحـاول تتمـاسك بـ بحَـة صوتها ودموعـها ..
توسعَـت إبتسـامة غـسَق وقربت تحـتضِن امها ، مسحَـت على كِـتف عُـرف بهـدوء ونطقت : والله إني ارفُـض كل شيء بـ طيب خـاطر مو عشان شيء ثاني ، شلون تبيني أترك من ضحَـى وسعى علشاننا لجل سعـادتي ؟ ونـا مُتأكدة لو انا ما كنت موجـودة غُـصن كان ضحَـت وتنازلت عن كل شيء لجلكم ،
مسحَـت عُـرف دموعـها ونطقت : الله يـرضى عنكِ ويوفـقكِ يـا بنيتي ويرزُقـك بالزوج الصـالح فالعـاجل الغـير آجـل ،
ضِـحكت غـسَق بخـفة وهي تمـسح على راس امها : آمين يـا أُمـيمتي ، آمـييين !
« في ڤيلا شِـهاب بن شـافِـع »
إنحـنى شُـعاع يجـلس على سريره ورفـع الجـوال لإذنـه ،
فؤاد : هـلا والله ارحـب يـا الشُـعاع وش الإخبار!
شُـعاع : ياهـلا البِقى والله بخـير إنت شـلونك؟
فؤاد : الحـمدلله ، إيـه وش هـالغيبّة ؟!
شُـعاع : مـوجودين الحـمدلله بس زي مـا إنت خـابر اشغال الدنيا لعبت بنا وسحـبتنا عن حـبايبنا ومـعارفنا ،
فؤاد : ياحـبيبي إنت اهـم شيء إنـك بخـير ،
شُـعاع : ايه والله الحـمدلله ، إلا بسـألك يـاولد !
فؤاد : أمِـرني حـبيبي
شُـعاع : إنت للحـين شـغال بالجـوازات ؟!
ضحِـك فؤاد بسُـخريّة ونطق : إيـه والله شـوفني بالدوام ، بس ليه تسأل ؟!
شُـعاع : زيـن ، زيـن ، فيه موضوع أبي اتـأكد منه ،بتسـاعدني فيه؟
فؤاد : افـا عـليك ، وش عندك؟
شُـعاع : أبيك تطـلعلي بيانـات وحـدة ،
عـقّد فؤاد حـاجبينه بـ إستغراب ونطق : وحـدة ؟
شُـعاع : ايـه وحـدة بالدوام بس شـاكّ بـوضعها شوي !
فؤاد : اوه دآم كـِذا خـلاص أبشِـر بي ، عـطني رقـم هويتها وإسمها وأبشر بـ إلي يسُـرَك !
إنحَـنى شُـعاع يسحـب المـلف الشخـصي الخـاص بـ غُـصن ونطق : زيـن إني خذيت مـلفها ونـا طالع من الشركة ، المهم يلا برسِـله لك معـلوماتها كـ رسالة نصيّة علشان لاتخـربط
هـز فؤاد رأسـه بالإيجـاب ومـاهي إلا ثـواني ووصِـلته مـعلومات غُـصن ، طرَح فؤاد الرقـم الخـاص بـ هويـة غُـصن في السِـستم وسُـرعان مـا إتضّـح لـه كل مـعلوماتها الشخـصيّة : شُـعاع مـعاي ؟
هـز شُـعاع رأسه بالإيجَـاب ونطق : ايـه موجود معك بالخـط ، بشِـر ؟
فؤاد : مـثل ما ظـاهر عندي بالسِسـتم إن إسمها غُـصن بنت هُزيّع آل غـيد .. قـاطعه شُـعاع من نطق : إيـه أخـبر بإسمها بس مـقّر سكـنها أو إقـامتها وين ؟!
فؤاد : يولـد بنت الديـرة ذيً !
توسعَـت محـاجر شُـعاع بـ ذهُـول ونطق : منجـدك إنت!
فؤاد : إيـه والله ، مثل مـا واضح لي إنها بنت ديـرة وعـندها أخ وأخت وابوها وأمها كـبار بالسِـن
شُـعاع : تسـلم يـا فؤاد بس طلب اخـير إذا ماعليك أمـر ؟
فؤاد : أمِـر وتدللّ يـا بعد حـيي
شُـعاع : صـورلي معـلوماتها ومـقّر سكنها وأرسِـله لي على الواتـس
فؤاد : بس كِـذا ؟! أبـشر بالسعَـد يالشُـعاع
شُـعاع : حـبيبي والله تسـلم
قـفل شُـعاع الخـط وضحِـك بسُـخريّة ، هـمَس بين نفسه : شـلون بنت ديـرة وعـارِضة أزيـاء ؟! لا وبعـد كـاتبّة بالـملف إنها سـاكنة بـ حـي الياسمين !
تنهَـد شُـعاع وتمـدد على السـرير بهـدوء : طيب وش مـصلحتها بالكِـذب ؟
سحَـب شُـعاع اللِحـاف وغـطى نفسه فيه وهـمَس بين نفسه : والله مـا بترُك مودل الديـرة ذي تمر مرور الكِـرام كان لها يـد بالمـوضوع !
« صـبَاح يـوم جــديد ، فـِ شرِكـة 𝐹𝒶𝓈𝒽𝒾𝑜𝓃»
مـرر شِـهاب أنظَـاره بتفحُـص شـديد في كل الموظفين المتواجـدين في قـلب الشركـة، مُـتأمل عـلى إنـه يلمَـح إبنه شُـعاع ، لوهـلة حَس بإنه تحـول لـ شاب صـغير في السِـن ومُبتدئ في العـمل من هـولّ صـدمة الإنحـدار المُفاجِئ إلي هـلّت على الشركـة، متخـوِف من فكـرة إنه يتصـرف أي تصرُف خـاطئ يحـول الموضوع لإنهَاء عـقود وتداول بين المُـتعاقدين، ماله عِـلم ليه زرع أمـاله كلها بـ إبنه شُـعاع،
إبتسَـم بشكل لحـظيّ من لمـح دخـول إبنه شُـعاع ولكن سُـرعان ما تلآشَـت هالإبتسامة من لمّـح وقـوف شُـعاع مُـقابل غُـصن، حـس بالريبّة وإلتعَـج فؤاده من دون سـبب واضح، بينما السـبب الرئيسي في إجتماع شُـعاع بـ غُـصن هو محـاولة تشـتيّت غُـصن والتلمـيح لها للإنحـدَارات إلي وِقـعت بالشركـة، لكـن تمـلكه الذهـول من الجـمود والثـقة إلي غُـصن كانت تحـاوِره فيه، رفـع شُـعاع أنظَـاره من تردد على مسـامعه صوت السكـرتيرة وهي تقول : اعـذرني على المُـقاطعة يـا اسـتاذ شُـعاع .. الأسـتاذ شِـهاب يبيك
لفّ شُـعاع رأسـه بإتجـاه السكرتيرة وهـز رأسـه بالإيجَاب، سكـن لـ ثواني ونطق : اسـتأذنكِ
هـزت غُـصن رأسها بالإيجـاب ونطقت بإبتسامـة ساخرة : فـ أمـان الله
توجـه شُـعاع للـدور الثاني، في مكـتبة شِـهاب تحـديدًا، دخـل بهدوء وسُـرعان ما فـز شِهاب ونطق : عـلامك إنت ؟! من البارحـة ماخذ الموضوع سبهللّة ونـا هنا بنجـلِط! لا وبعد منت راضي تخـليني انا أتصرَف !
شُـعاع : أركـِد يالقـائد! الموضوع بينحَـل بإذن الله بس عـطيني وقـت أتحـرَى عن من كان السبب!
تأفـف شِـهاب ونطق بـ حِدة : مـدري مين قـلي أدخِـلك بالموضوع ونت مالك دخـل بالشركـة اصلاً
عـقّد شُـعاع حـاجبينه ونطـق : إنـت بس لو ركـدّت وريحَـت بالك بينحـل كل شيء،
شِـهاب : اطلع بالله وفُـكني منك
ضحِـك شُـعاع بسـخرية وتوجـه للخـارج مُباشرةً : الظاهر إن القائد ما عـاد بُـه عـقل!
« مُـنتصَف الليـل ، الديـرة »
وقـف شُـعاع سـيارته ونـزل يمرر أنظَاره على البيوت الشعبيّة إلي حـوله، هـدوء عـميق يعُـم المكـان، كل ستائر الشبابيك مُـرخاة، حـك جـبينه وهـمَس بين نفسه : يـا ليل ! ذلحين انـا وش يدريني أي واحد من هالبيوت بيت السـت غُـصن !
كـان شُـعاع يسري بأراضي الديرة بين حـفيف الأشجَـار، بدون تحـديد إتجَـاه مُـعين، مُـتحـسِف على زيـارته للديرة بـ تاليّ الليل، فـز شُـعاع من بدء يسمـع صوت خـطوات غريبّة وسُـرعان ما إلتفـت للخـلف، لمـح شخـص وحـملّق فيه بشـِدة،رفـع إحـدى المصابيح المتواجدة في جيوبه ووجـهه بـ إتجَـاه الشخـص وسُـرعان ما إلتفت خـلفه بإستغرَاب، تقـدم شُـعاع بإتجـاه هالشخـص فـور توقـفه
وقـف شُـعاع مُـقابل الرجُـل وسُـرعان ما إتضّـحت له ملامح الرجُـل، بينما الرجُـل ساكن في مكـانه وأكـياس سوداء تتمسك بها كفوفه،
شُـعاع : سـلام عليكم أخوي، أعـذرني كان خـرعتك!
عـبد الودود : ئـليكم السلام والرحـمه، مافي موشكـل حبيبي
شُـعاع بـ إستغرَاب ؛ منتب سـعودي ؟!
هـز عـبد الودود رأسـه بالنفي ،
شُـعاع : أجَـل وش جـابك بـ ديرتن مابها أجـانب ؟! لا يكـون مُـضيع بين الديـرة والحـواريّ !
رفـع عبد الودود الأكـياس إلي بين كـفوفه ونطَق : انـا يشتغل مندوب
شُـعاع : مـندوب بتـالي الليل ؟!
هـز عبد الـودود رأسـه بالإيجَـاب : انـا يشتغل في فترة المساء والليل ، صباح انـا سوي خـوووّش، خـووّش
شُـعاع بـ ذهُـول : وش خـووّش خـووّش إنت بعد !
عـبد الـودود : يعـني انا صباح نـوم!
شُـعاع : زين جـاي توصـل الطلب لـ من ؟
عـبد الودود : إنت ليش تسوي قِـرقر كتير ؟! خلاص انـا قولتلك انـا مندوب سكِـر كلام !
سكـن شُـعاع لـ ثواني ودخـل كـفه بـ جيوبه ورفـع اوراق نقـديّة ووجـهها للـمندوب عبد الودود ونطق : شـرايك الحـين ؟
توسعَـت محـاجر عـبد الـودود بـ ذهُـول ونطق : وش يـبغا إنت؟
شُـعاع : جـاوبني بس جـاي توصِـل الطلب لـ مين ؟!
عـبد الـودود : انـا امس واليوم وبكـرا وكل يوم يجي يوصـل كُـماش ، إنت مـعلوم إيـش كُـماش ؟!
هـز شُـعاع رأسـه بالنفي ونطق : وشـهو كُـماش بعد !
مد عـبد الودود كـفه لـ صـدر شُـعاع وكـمّش ثيابه، فـز شُـعاع ونطق : يـولد وش تسوي إنت!
عـبد الودود : هـذا كُـماش
ضحِـك شُـعاع بـ ذهُـول ونطق : تقصـد قُـمـاش !
هـز عبد الودود رأسـه بالإيجَاب مرارًا وتكـرارًا : إيوه ، إيوه إنت نفر مية مية ،
شُـعاع : زيـن ما عَـلمتني شسم راعـي الطلب ؟!
هـمس لـه عـبد الـودود : هذا مـدام إسمـو قـسَك بنت هُـزيّع غـيّد ، أوف يـا هذا المدام صوت روووّعة روعة ! انا لو قتوّة كنت قول كل يوم مـياو ، مـياو عند مدام هذا
جُـمد شُـعاع بـ ذهُـول من الإسـم إلي تردّد على مسـامعه : مُـتأكد من إسـم الأب إنت ؟
رفـع عـبد الودود جـواله على بيانات العـميل ونطق : شـوف إسم مدام كامل موجود هنا
حـملّق شُـعاع في الإسـم بشـدة وهو مذهـول تمامًا من المُـصادفة الغـريبّة، رفـع نظرَه لـ المـندوب ونطق : إنت كل يوم توصـل لها الأقـمِشة ولا وشو ؟!
هـز المـندوب رأسـه بالإيجَـاب ونطق : إيـوه انا يوصـل لـ مدام قـسَك كل يوم ،
مـدّ شُـعاع كـفه يسحَـب الأكـياس من عبد الـودود : دُلـنّي لـ بيتهم بوصـله بدالك!
عـقّد عبد الـودود حـاجبيّنه بـ ذهُول ونطق : إنتً يبغا يسرق شغل مـال انـا !!
وقـف شُـعاع ونطـق : أسـمعني وتعَـاون معـ .. قـاطعه عبد الـودود من رفع سبّابته وهو يهـز رأسه بالنفي : مـافي أسمعني ولاتسوي كيني ميني، والله انـا جيب شرطة ياحرامي!
زفـر شُـعاع بـ قرف ونطق : يـاولد الحـلال مابزرفك لولآ الحـاجة ما كان طبيّت بهالديـرة حتى! اسمـعني ، إنت خـلك على شُـغلك ذا ومن اليوم ورايـح لاتوصـل هالأقـمشة بهالديـرة، انـا بعطيك عـنوان ثاني ووصِـل لي هالأقـمشة كل يوم الساعه عـشر ،
عـبد الـودود : ومـدَام قـسَك ؟!
شُـعاع : انـا ولـد عَـم مـدام غـسَق وهـي تشتري هالأقـمشة بـ توصيّة مني بس الحـين خلاص هي بتسكُـن معاي ماعاد بتسكُـن بهالديـرة، عشان كـذا خلاص وصـل الأقـمشة بالعنوان إلي بكـتُبه لك ولا عـاد تطُب هالديـرة سامع؟
هـز عـبد الـودود رأسـه بالإيجَـاب من تـلقى مـبلغ مُـدبلّ من قِـبل شُـعاع،
شُـعاع : شـوف .. لو دليتّني على البيت وسويت إلي قلتلك عـليه بعـطيك مبالغ اكـبر من كـذا
عـبد الـودود : كيف إنتً مايعـرف البيت وإنت يقـول انـا ولد عـمو لـ مدام قسَك؟
شُـعاع : إيـه بس إني مُـقاطع زيارات الديـره من زمَان انا اسكُـن بـالريـاض مانيب من الديـره علشان كـذا
أشّـر لـه عبد الـودود لـ بوابّة تُـغطي أطرافها الأشجَـار ونطق : هٰذا بيت مـدام قـسَك
هـز شُـعاع رأسـه بالإيجَـاب ونطق : زين ، بيننا تواصـل هاه؟
عـبد الـودود : خلاص انـا سجـلت رقم مال إنتً
فـزت غـسَق من بدأت طرقـات الباب تردد على مسَـامعها، توقفت عن الحـيّاكة وسحـبت الوِشـاح وتوجـهَت مُباشرةً للـخارج، رفـعت الوِشـاح القـرمزيّ على مُـنتصف رأسها وميّلت برأسـها تسحب مـقبّض الباب، تنحَـنح شُـعاع ونطق : غـسَق بنت هُـزيع آل غـيّد ؟!
صّـاب غسَـق الذهُـول من تردد على مسَـامعها طريقة نطقـه لإسمهَـا بشكل سلِـس، هـزت رأسها بالإيجَـاب على الرغُـم من إن يفصـلهُم الباب، لاهـو يشوفها ولا هـي تشوفـه : إيـه نعَـم ..
إبتسَـم شُـعاع بخـفة من تذكـر ثنّاء عبد الـودود لـ صوت غسَـق ونطق : زيـن تفضـلي
إنحَـنت غـسَق تـمُـد كفها من خارج الباب، تاهَـت لـ ثواني وهي تحـاول تلمّـح الكـيس ونطقت : وينه؟
قدم شُعاع الأنسِجـة يـدًا بيد وسُـرعان ما صّابها الدهشَـة من مُـلامسته لـ طرف كفها ، مآلت برأسها وهي تحـاول تلمَـحه، لمحَـت ثيّابه النظيفة والخـالية من أي بُـقعَة، فـ ألقّت عليه عليه نظَرة الحائِر المُتردِد ونطقت : لهجـتك ومنظرك مايهيئ على إنـك مندوب ومُـحتاج! والبارحـة كنت مُـستصعب تنطُـق إسمي والحـين نطـقته بكل سلاسَـة؟!
تنحـنَح شُـعاع ونظرلها بـ نظرة المُـستعطف : المندوب إلي جـاكِ البارحـة هندي لكن حـولوه لـ موقع ثاني وثبتونيّ على هالموقع،أنحـديت على هالشـغلة علشان أمي المسكـينة مابُـه أحد يصـرف عليها، أبوي يبخـل علينا بالريال الواحِـد رغُـم الخـير إلي عنده، ونـا جالس أترزق الله من هالشغـلة ..
إرتخَت ملامح غسَق وإلتعَـج فؤادها من نثرّه لهالقـصة المُـحزنة ،ألـقّت غـسَق عليهِ نظرة عطف ورحمة من دون مايحِـس ولا ينظُرلها : الله يكـتُب أجـرك يـا أخـوي، وحسبي الله عـلى كل ظـالم مُـتفهمة وضـعك جدًا لأن قـصتك مُشابهة لـ قصتي لكن الفرق إننا تلقيّنا الظُـلم من أخـوي، لكـن عندي أخـت درست وتوظفّـت بـ شركـة والحـمدلله بعد شـهر بالضبط الأرزَاق هلّت علينا، وهالأقـمشة إلي أطلُبها يوميًا من كِـثر الطلبات إلي تجـيني بعد ولله الحَـمد ، هٰـذي جـزآة من صـبر وبَّـر بوالدينه ودآمـك صـابر على ظُـلم أبـوك فـ ربي بيجـزاك أضعـاف شـقاك وصـبرك بإذن الله ..
إبتسَـم شُـعاع إبتسَـامة خُـبث وإنتصَـار ، تلقى الإجَـابة لـ كل اسئلته من دون مجـهود : إن شاءالله يـا أختي .. ، في أمـان الله
قـفلت غـسَق الباب وهي تحِـس بالوجـد ، هـمَست بين نفسها : يالله كـون بعـونه، يالله إني أسـتودعتك قلبه وقلب أمـه من الحُـزن والشـقى!
ميّلت غُـصن رأسها من عند الباب ونطقت : عـلامك إنتي للحـين برا ؟ أدخـلي يلا !
تقـدمَت غـسَق وهي حـاملة الأكياس بين كفوفها، إنحَـنت تثبتهُـم على أرضيّة غُـرفتها وإلتفّـتت لـ غُـصن ونطقت : يالله المـندوب مرة زعـلني!
فـزت غُـصن ونطقت : لايكـون تعرَض لك والله لا أدفـِنه بمكـانه يا غـسَق !
هـزت غسَـق رأسها بالنفي ونطقت : عـيب عليكِ المندوب مُـحترم مرة! بس قـالي إنـه قاعد يشتغِـل علشان يصـرف على أمـه لأن أبوه ظالمهُـم وماهُـب حولهم!
تأفـفت غُـصن ونطقت : الله يعـينهم ، الحـين إنتي مالك دخـل بأحزَان الناس فكـري بنفسك وبشُـغلك بـس !
إرتخـت ملامح غـسَق ونطقت : الأنـانيّة ماهيب زيـنة ياغُـصن!
غُـصن : ماهُـب انانيّة ، الحَـق ينقال ياعُـمري ، تخـيلي أكدِر خاطري علشان شخـص عابر!
-
ثبّت شُـعاع أطراف أنامله على خـده بينما هـو يسوق ، أنظَاره تتـبع السيارات والإشارات وذِهـنه شـارد في موضـوع غُـصن وغـسَق ،إبتسـم بسُـخرية وهـمَس بين نفسه : بنت الديـرة طلعت ماهـيب هينّة، أسـتغلت الشركـة خلال شـهر واحد! يرجَـال وش هالسحـليّة إلي طمرت بحـياتنا !
زفـر بهـدوء وهـو يحـاوِل يفكـر وش مُـمكن يتصرف مع غُـصن، وكـيف يـوقف إنحـدارات الأسـهُم قبل لاتفـلِس الشركـة ويلقى أبـوه طريـح فِـراش، يدري بـ أبوه صحَـة شركـته من صحـته ، وإن الشركـة أنهدّت أنهـدّ شِـهاب مـعه!
رفع كفه لـ شعره ومـرر أنـامله على خُـصلات شعـره وهـمَس بين نفسه : يـا حسرتي على هالغـسَق طرحـت لي قـصة حـياتها من أول ثـانيّة واضح إن سـهل الواحـد يستغِـلها ما اقول غير الله يحـفظ رهَافة قلبّها ويذبـح هالغُـصن إلي بتطرحـنا كلنا ببلاويها !
-
« صُـبحيّة يـوم جـديد »
فـز شِـهاب من إتصـالآت بـارقة المُـتتاليّة في أثناء نومـه وسُـرعان ما رفـع جواله يدق عليها،
بـارقـة بحـِدة : وينك فيه من زمـان أدق عليك ولا ترد !
تثّاوب شِـهاب بـ نُعاس ونطق : معليش يـا ام العـيال كنت نـايم ،
بـارقـة : كـيف يهنى لك مضـجع والشركـة مابقى لها إلا تكـة وتنهَار ؟!
إضطرب شِـهاب من ترددّت على مسامـعه كلمات بـارقة : هـ .. قـاطعته بـارقة من كـملت : و لا بعـد .. ما عطيتني خـبر ولا طرفّت لي الموضوع أبـدًا ، مانيب عـارفة ولا فـاهمة خبيت علي الموضوع ونت تهـِق إن مابيوصـلني خـبر ؟! شِـهاب صحـصِح تـرا الشركة لو أنهـدمَت محـد بيطِل فيك ، لاتخـليني اجـلس أعلمك من الصـفر كنك توك داخل بهالمجـال !
فـرك شِـهاب عـيونه بـ قـلق ونطق : اول شيء أستهـديّ بالله يامَّـرة وأحـشمي زوجـك، مو إذا تركـتك تستقـلين برا البلاد يعني سـامح لـك تنافخـين علي وتتعـدين حـدودك ! وبالنـسبة للشركـة إلي مُـمكن بخـسرها ومُـمكن أخسر فيها مقـامي عند الناس .. على الأقـل بكون خـاسر شركـتي ومقامي في العـمل ونـا صايّن نفسي واهـلي وبيتي وذُريتيّ ، و دآم إن الأسـلوب الزين والتفاهُـم بأسـلوب يشـرح الصدر غـزيرّة فيني وطـبع عندي فـ تطمني ، مابخـسر مـقامي عند الخـلآيق .. وبالنسبة لـ سبب إخـفائي للإنحـدَار المُفاجئ إلي صـابّ الشركـة فـ انـا ما خبيته وأخـفيّته عليكِ إلا لأن ماكان لي نيّة أشـغِل بـالك ونتي خـلقة عندك ضجّـة وطلبَات كـثيرة .. ، انـا زوجـك يـالبارقـة المفروض تسمـعين مني وتاقـفين معاي قـبل ما تتقـدمين وتعاتبين بهالإنفعـاليّة!
نـزّل شِـهاب الجـوال من إذنـه وقـفل الخـط مُباشرةً ، مـا وِده يقـروش نفسه أكـثر من عِـتابّات البارقـة ونِقاشاتها في بدايـة يـومه، سكَّـر جـواله بشكل كُـلي ووقـف وتوجـه لـ دورة المـيّاه ..
-
إنحَـنت غُـصن تسحـب طبق الفـول من أمـها ونطقت : هـاتي الخـبز انـا أوكِـله ..
عُـرف : وشـوله الشـقى يـا بنيتي ؟ أترُكـيني أوكِـله وروحـي تجـهَزي للـدوام !
غُـصن بعـبوس : تطـرديني ؟
عُـرف : قولي أسـتغفرالله يـا بنيتي ، شلون أم تطرد بنتها !
نطق هُـزيّع بـ صـعوبة : أتركـيها يـا عُـرف .. أتركـيها
إبتسمَـت غُـصن إبتسامـة عريضّـة وسحَـبت الخـبز من أمها ، طوت طرف الخـبز ولغمّـته في الفول ورفعته بالقُـرب من ثغّـر أبوها، إلتهَم أبوها اللقـمة إلي مدته لها غُـصن و رفـع كـفّه وبدء يمرره وكفوفه ترتجِـف ضُـعفًا ، أطرّقـت غُـصن برأسـها بهـدوء من فهمت سـبب إرتفَـاع كـف هُـزيّع، إبتسـم هُـزيّع بخـفوت من تمكـن من مُـلامسة وتثبيت كـفه على وجـنة غُـصن،
إبتسمَـت غُـصن وإنعطفت بهدوء تُـقبل كـفه المُـتثبت على وجـنتِها،
أخـذ هُـزيّع نفس بصـعوبة ونطق : صـ .. صحـيح ربي سلب مني نعـمة النظَر ، لـ .. لـكني أحـمد الله ليل نهـار إنها عـوضنيّ بـ ثنين من الأعـيُن .. إنتي وأوخـيتك غسَق نظر عـيني ، انـا أشوفـكم الضـوء الوحـيد بوسط الظلام والعـمَى ، إنتم الضـيّاء في أخـر النفـق ،
ترقرّقت أعـيُن غُـصن بـالدموع رغُـم صلابتّها في كل المـواقف، لكـن ضُـعف والدينها نقـطة ضـعفها إلي قـادر على إنه يشتتّها ويهـزمها كُـليًا ، بلعَـت ريقها بصـعوبة ونطقت بصـوت مـبحوح : جـعلنا مـا نعـدمك يـا أغلى من ارواحـنا !
قـاطع حـديثهُـم دخـول غـسَق بـ عبَاتها، رفـعت عُـرف أنظارها بـ غـسَق ونطقت : عـلى وين يابنيتي؟
غـسَق : أبـد ياعـيوني بمُـر بيت أم مهاب وبرجـع عـلى حـزة العـصر
غُـصن بـ إستغرَاب : أبـك وش بتسوين عند أم مهـاب من صباح الله خـير ؟!
غـسَق : أبـد أشتقت لـ نهـاد وأوخـيتها ، بتكي مـعهم وندقـها سواليف،
عُـرف : طيب تعـالي وأفـطري معـنا ؟
هـزّت غـسَق رأسها بالنفي ونطقت : عـليكم الف عـافية، بفـطر مع البنات
نزلت غُـصن أنظَارها عـلى الساعة ونطقت : يـمه تأخـرت على الدوام ، أنتظريني بطـلع معك!
هـزت غـسَق رأسها بالإيجـاب ونطقت : يلا أنتظركِ بالحـوش ، البسي عـباتك والحـقيني
وقـفت غُـصن وهروّلـت بإتجـاه عـلآقة العُـبيّ وسحـبت عبايتها، وركـضّت للخـارج مُباشرةً
وقـفت عُـرف بصعـوبة ووقـفت عند عتبّة الباب ونطقت : ألـزموا أذكـاركم يابنيّاتي ، وادعـتكم الله !
-
صـد شـهاب ونزل أنظـاره من إنحـنى شُـعاع يجـلس يشاركـهم في الفـطور : صـباح الخـير
إبتسمَت هـمَس بخـفوت ونطقت : يـا أهلين .. صباح النور
ثبّت شُـعاع أنـظاره بـ أبوه بإسـتغراب ونطق : اشوفك اليوم مطنقر يـالقائد ؟!
أكـتفى شِـهاب بالسكـوت وظـلّ يقـلب في السـلطة ببـغضّ ،
شُـعاع : لايكـون أخـلاقك قـافلة بسبب إنحـدَار أسـهُم الشركـة ؟!
أُلجـمت هـمَس وتركـت الشوكـة والمـلعقة بـ ذهُـول تـام : دقـ.. دقـيقة ، الشـ .. الشـركة أنهَـارت ؟ شـلووون!
رفـع شِـهاب أنظـاره الحـادة والمُـبتغظّة ونطق : كم مرة أقـلك ياشُـعاع إن حـكاوي الشركـة ماتنطـرح بـرا الشركـة ؟!
ضحِـك شُـعاع بـ ذهُـول ونطـق : افـا عليك يـالقائـد ، مامـن غـريب نخـافه يفشيّ مواضيع الشركـة ،
هـمَس : فـهموني طيب شـسالفة ؟!
ثبّت شُـعاع أنظـاره بـ شهاب ونـطق : أبـد ، فـيه شخـص دخـل ولعـب ببيانـات الشركـة وهاللعـب والعبّث أدى لإنحـدارات وهـبوط في الطلبَات ..
شـهاب بحـِدة : شُـعاع لاتدخـل أخـتك بـ ذي المواضـيع وتقلِقها ، كـفاية امـك وصـلها عِـلم بالموضوع وأنهـارت مُباشرةً !
شُـعاع : اووه ، ونا أقـول وراه القـائد مُـشتط ! أثـاري تكـدر خاطر أم العـيال من تكـدر خـاطر أبو العـيال
رفـعت هـمَس كفها وثبتتّه على كتف شُـعاع وهـمَست له : مو وقـتك تستخـِف ياشُـعاع ،
مـيّل شُـعاع رأسـه وهـمَس لها : ما أستخـِفيت ، أبي أضحـِكه علشان يركـد وينسى هـمه!
هـمَس : ولاتزعـل يـا ابوي بسـيطة بإذن الله دآم فيه لعـب بالبيانـات ، صـديقتي مُـتخصصة بالأمـن السبراني ، بكـلمها عن الموضوع وبخـليها تحـاول تسـيطر على الأسهُـم
زفـر شـهاب بـ قلق ونطـق : أنـا وليّت شُـعاع الأمـر ومـاتلقيت منه غـير التحـسُف على الأيـام إلي عـطيته يــ .. قـاطعته هـمَس من نطـقت : بس انـا مب شُـعاع ، انـا بنهيّ لـك الموضـوع خـلال يـومين !
هـز شـهاب رأسـه بالنفي ونطـق : صـعبة يـابنيتي ، لزوم أكـلم أشخـاص لهم خـِبرة ، اخـاف اتـأخـر وأطـلع بخـسارة وإفـلاس عـقب شـقى كل هالسنين !
وقـف شُـعاع وهـو يحـاول يتمـالك نفسه من الهيّاج والإندفـاع، لكـن غلبتّه مشـاعره : مـا ضيّعت الأيـام ونـا مُـكتّف وحـاطط رجـلي على رجـل ، انـا سعـيت وللأن أسعى علشان أعـرف مين هـو إلي تسبّب في كل هالإنحـدارات على الرغـم من إن مالي صـِلة في الشركـة ولاني مـوظفٍ بها ، لكـن من زود معزتي لك تركـت طلبَاتي ومعرضي وأشـغالي بس علشان أسـعى ورا من فـعل الرذيلة وقبّع بـالشركـة ، وإن كنت تهـِق إني مادريت بـ من كان سـبب هالإنحـدار فـ إنت غـلطان! انـا توصلّت للشخـص إلي سـبب هالإنحـدار وطـبعًا هالإنحـدار ما وقِـع إلا لـ ثقتك الزايـدة بالنـاس ! ودامـك مُـتحـسف على ثقتك فيني فـ ماعـليك يـا ابوي ، مابيصير إلا إلي خـاطرك فيه ، خلٍ الشركـة لك وروح نبِش وأبحـث عن أفـضل المُـحـاميين والهكـرز علشان يساعـدونك بالإنحـدارات إلي إنت بيدينك سببّتها، وإن كنت تتسائـل شلون سببّتها بيدينك؟ بقولك بتوزيعَك للثقة لـ كل من هبّ ودب ، وأبشـر بي من اليوم ورايـح مابتدخـل بـ ولا شيء يخُـص الشركـة ومابيبقى بيني وبينك إلا الإحـترَام .
ترك شُـعاع طـاولة الطـعَام والغـضب يفـور فيه ويُزيـده إشتعـالاً .. بينمـا شـهاب وهـمَس سكـنوا بمـقاعدهم ذهـولاً وتعجُـبًا من إنفعَـال شُـعاع إلي مـاقد عـهدوه ابـدًا ،
-
مـررَت غُـصن البطـاقة الشخـصيّة عـلى الجـهاز وسُـرعان ما تمددت الحـواجـز سامحـة لها لـ الدخـول في الشـركـة ،
توجـهت لـ دورات المياه ووقـفت مُـقابل المـرايّة تعـدل شعـرها وتجـدد الـروج والمسكـرا وسحـبت شنطتها وأخطت بخـطواتها للخـارج فـور أن أنتهَـت من ترتيبها لـ نفسها، تـأوهّـت بـ ألـم من إرتطَـمت بإحـدى الموظـفين وسُـرعان ما رفـعت أنظَارها لـه بإنزعـاج : وجـع إن شاءالله!
رفـع غـاديّ كـفه وثبتّه عـلى كـتف غُـصن وبدء يمسـحه بشكل لا إرادي ويعـتذر مـرارًا وتكـرارًا ..
رفـعت غُـصن كـفها وسحـبت كـفه عن كـتفها بـ قرف ونطقت بـ إشمئزاز : خـير يالبجـيح ؟ أبعـد يدك لا أكـسِرها لك سـامع !
أبعَـد غادي كفه عـنها وهـز رأسـه بالإيجَـاب : أعـذريني ماقصدت ألمسك ولا اضرب بك ..
غُـصن : مـاتقصدت تلمسني ولا من كـثر ما إنك تلآمس الحريم صـارت عادة عندك وصرت تتلـمس بنات الناس بشكل لا إرادي ؟!
عـقّد غـادي حـاجبيّنه بـ ذهُـول من غُـصن وطريقة صيّاغتها للكـلام : أحـشـ .. قـاطعته غُـصن من سكـتتّه بكلمتين وتركـته ومـشت : يرجـال دزهـا
مـسَح غـادي وجـهه بـغـضّب وهـمَس بين نفسه : أعـوذ بالله وش هالمريضـة !
-
طرقّـت غـسَق الباب عـدة مرات وبعـد ثـواني بسيطة وصـلتها الإستجَـابة ، تقـدم مهـاب بفتح البوابّة وسُـرعان ما نزلّ أنظَـاره للأرض وتراجـع للخـلف ،
غـسَق : سـلام عـليكم ، البنات موجـودين ؟!
نطـق مـهاب وأنظـاره ثابتة في الأرض وتفصـله عن غـسَق خـطوات : عـليكم السـلام ، إيـه تفضـلي
إبتسمَـت غـسق بخـفة وتوجـهَت للداخـل بهـدوء، نزلـت الشيّلة من على وجـهها ونطـقت : يـا أهل البيت رحِـبوا بضيفتكم!
فـزت نهاد وإلتفتت خـلفها ونطـقت : يـاهلا بالزيـن كـله ، ياهـلا بـ زوجَـة أخـوي المُـستقبليّة، اقـلطيّ الله لايبيح من مارحـب وهللّ بكِ ، أقـلطي البيت بيتك ياعـيوني إنتي!
إبتسمَـت غـسَق وإنحـنت تجـلس بجـانب نهاد ، ضـربّت فخذها بخـفة وهـمسَت لها : وراكِ تقولين زوجـة أخوي بصـوت عـالي !
قـاطع غـسَق دخـول نُـهد ببيّـالة الشاهيّ وأطبّاق متنوعـة للفطور، إنحنت تجـلس مُقابل البنات : يـاهلا بـاللي لها الخـافِق يهلّي ، زيـن جـيتنا بهالحـِزة ، توّ كـنت أتحـلطم عند نهاد لأني طفشَـانة ،
إبتسمَـت غـسَق بخـفة ونطقت : ياحُـبي لك والله ، وينها خـالتي ؟!
غـمزت لها نهـاد وهـمسَت لها : وشو خـالتي .. قـصدك عمتي!
زفـرت غـسَق بـ حيّاء ونطقت : يالله يانهاد، لاتندمـوني على إني أعترفت لكم بحُـبي لأخـوكم ! لاتجـلسون تحـرجوني كذا وحنا اسـاسًا ماندري إن كان بيننا نصيب أو لا ، وبعـدين لاتصايحـين ونتي تقـولين عني زوجـة اخوكم ! مابيه يسمع
عـقّدت نهاد حـاجبيّنها ونطقت : وليه ماتبينه يسمـعك؟ خـله يدري بـ زوجـته المُستقبليّة ، وإن مارضـى بك بخـليه يرضى بك طـرق !
نُـهد : تـدرين ياغـسَق إني راحـمتك مرة ؟! معـليش يعني صح إنـه أخوي وعـيب أقـول عنه هالكلام بس اسألكِ بالله وش هالذوق الخـايس ؟
نهاد : اقـول حـدك إلا أخـوي ، جـمال وإحترَام وأخلاق وأسلوب ، لاتلومـينها لاهوّتـه!
نُـهد ؛ علي بالحـرَام إن غسَق كـثيرة عـلى أخـوي !
ظـلّت غـسَق تسـمع لهم وهي تفـرُك طرف شيلّتها بـ كفوفها المُـتعرقة أثـر التوتـر والحـيَاء ،
نهاد : يـووه خـلاص البنت معـمية بحُـبه وماهيب شايفة القُـبح إلي إنتي تقـولين عنه، خـلٍ أخوي يناسبهم شتبين إنتي!
نُـهد : غـسَق اسمعي كلامي وفتحّي عـيونك، لاتهوّين وتتحـلمين بحُـلو الحيّاة مع أخوي، قسمًا بالله بيخـلي شهر العـسَل عند النيّاق، هـذاني حـذرتِك!
نهاد : وش تبينها تسـوي ؟ تبينها تنتظر وتتخـيل أمـير يجي ويتقدّم لها على الحـصان مثلك واساسًا الموضوع مُحـالّ ؟! تبينها تتخـيل وتنهش روحـها بالخـيّالات الوردية والإنتظَارات إلي مالها فرج ؟
زفـرت نُـهد بحُـزن ونطقت : إيـه ، وأأخ من هالخـيّالات لاصارت واقـع !
زفرت غـسَق بـ ضيق ونطقت : خـلاص يابنات أركـدو وقـفلو الموضوع ، وإلي ربي كـاتبه بيصـير ،
نهاد : لاتسمـعين لها ياغـسَق ، حـنا نبيك .. وأنـا أول من يبيك قـبل ما هُـم يبونك، ولو إني ولـد خذيتك طرقًـا عن الكـل ، مانبي رفـيّقة لـ درب أخـوي غـيرك ويـا سعَد حظه يوم إنـك هوّيتيه!
وقـفت غـسَق تاركـةً لـ جـلسة الشايّ والفـطور ونطقت : إن شـاءالله خـير .. عـادني الحـين استأذنكـم
فـزت نهاد ونطقت : عـلامك يالغسَـق؟ وين سـارية توك جـيتي!
غـسَق : إيـه بس جـيت أسييِر عـليكم وأخـذ أخـباركم وأسري لـ بيتنا ، عـادك تعـرفين وضع أمـيمتي هالفترّة ، لازم اسـاعدها بأشـغال البيت وبـ أبوي
نهاد : زين المرة الجَـاية لازم تسييرِين علينا وتجـلسين معنا بالساعات ، وسـلميلي على خـالتي ياروحي
-
« الســاعة العـاشرة مـساءًا ، غـرفة شُـعاع تحـديدًا »
طرقّـت هـمَـس الباب بهـدوء ودخـلت من سمَـح لها شُـعاع بالدخـول ، أطرقّـت برأسها من عند الباب بـ إبتسَـامة خـفيفة وهـمَست : صـاحي؟
إبتسـم شُـعاع بخـفة ونطق : ظـنِك بسمح لك تدخـلين إن كـنت نـايم ؟
إبتسمَـت هـمَس وتقـدمت بالدخـول ، إنحـنت تجـلس بـ طرف السـرير من جـلس شُـعاع وأشّـر لها تجـلس مُـقابله ، مـيل شُـعاع رأسـه للمُـخدة وثبّت رأسـه على المخـدة المتوسدة بجـانبها وبدأت هـمَس تُخـلخل أناملها على خُـصلات شعـر أخـوها شُـعاع ،
هـمَس : كـيفك الحـين ؟
شُـعاع بـ إستغراب : بخـير ؟
زفـرّت هـمَس بـ ضـيق ونطقت : تعـرفني عُـمري بحـياتي ماعاتبتك على شيء مايخُـصني ولا تأمـرت عـليك بموضـوع ..
زفـر شُـعاع بـ ضيق ونطـق : مُـمكن تأجـلين الموضوع لـ بعدين ؟
هـمَس : لا ماينفـع إلا إذا أعـتذرت من أبـوي !
نزل شُـعاع أنظـاره للإشعَـارات والإتصالات المُـتتاليّة إلي فـاتته ولا زآلت توصـله ، فـز بـ رهبّة ورفـع الجـوال لإذنه ونطق : الـو ؟
عـبد الـودود بـ نبرّة شبه حـادة : والله إنت نفّـر حـرامي ، إنت سرق زبـون مـال انـا إنـ .. قـاطعه شُـعاع من نطق : لالالا ! والله ما سحَـبت عليك بس ماكنت حـول جـوالي وكنت مـصمتّه ،
عـبد الـودود : شـوف والله إنت لو مايجـي دحين انـا سوي بلاغ !
وقـف شُـعاع وسحَـب ثيّابه ومـفاتيح سيارته بعجـلة ونطق : والله إني جـاي ، دقـيقة بس ونـا عندك!
وقـفت هـمَس تلحـق أخـوها : شُـعاع !
تعَـاجز شُـعاع في الرد عـليها من زود العجـلة وهـروّل للأسـفل مُباشرةً ، توجـه للخـارج ودخـل لـ سيارتـه وبدء يقـودها لـ خـلف الڤـيلا الخـاصة بهم، وقـف سـيارته وسحـب قـبضّة الباب ونطـق وهـو يتنفـس بشكل هـستيري أثـر التعب ،
إبتسَم عـبد الـودود ونطـق : مـعليش انا قول عنك حـرامي، مـدّ لـه أكـياس الأنسِـجة ونطق : خـود
إسـتلم شُـعاع اكـياس الأنسِجـة وهـز رأسـه بالإيجَـاب ،
إلتفت يحـطهم بداخـل السـيارة لكـن إستوقفّـه صوت عـبد الـودود من نطق : هي حـرامي ! فين فـلوس مال أنـا ؟!
ضـرب شُـعاع جـبينه بخـفة وهـمَس : يـالله فرجـها من عـندك!
إلتفت لـه شُـعاع ومـد لـه المـبلغ ونطـق : مـاعندك صـبر إنت؟
إبتسـم عـبد الـودود ونطـق : معـليش مرة تـاني، انـا أسـف حسب إنتً حـرامي بس خلاص انـا معليش
زفّـر شُـعاع بقـرف وتقـدم يركـب بالسـيارة الخـاصة فيه ،
لوّح لـه عـبد الودود وهـو يركـب في الدبـاب الخـاص فيه : معا سلامـة ، اشوفـك بكـرا مرة تاني!
ضرب شُـعاع الدركـسون بخـفة ونطق : يـالله صبرني عليه
-
« تمـام الحَـادية عـشر مـساءًا ، بـ قـلب الديـرة »
أطلقت غـسق زفـير الضـيق ورفـعت كـفوفها وأنـاملها بين شـباك شـعرها، جـمعَت كل خُـصلاتها وبدأت تقـسمهُم لـ ثلاث أقـسَام، شـابكت خُـصلاتها السمـيكة والكـثيفة ببعـضها البعـض وثبتتّه بـ ربطة ، أطرقّت غـسق برأسـها وسحـبت نسـيج باللـون الأبـيض، وبدأت تُحـيك وتدنـو إبرتّها على النسـيج، إبتسمَـت بخـفة وهي تستذكِـر كـلمات نِهـاد وتراحـيبّها بـ " يـازوجَـة أخـوي المُـستقبليّة " هـمسَت بين نفـسها : لازم أزورهـم نهـاية الأسـبوع وأتمتـع بالنظَـر بـ مهاب دآمـه بيفتح لـي الباب ، ومرة وحـدة بهديه الثوب إلي بخـيطه لـه عـلساس إنـه خـواته طـلبوني أخـيطه لـه،
زادت توسـع إبتسامـتها وتلآشـى الضـيق بمُـجرد إطراء هـالفكرة في مُخـيلتها ، سكـنّت بـ إستغـرَاب من بدأت تسمع طـرقات تصـدُر من الباب، تركّـت الأنسِـجـة والحـيّاكة وسحبت وِشـاحها القرمـزيّ وتوجـهَت للباب الخـارجي مُباشرةً ، وقـفت مُـقابل البوابّة وأردفت : مـين ؟!
تنحَـنح شُـعاع ونطـق : أنـا يـا أستاذة غسَـق ..
عقـدّت غـسَق حـاجبيّنها بـ إستغراب وهمست بين نفسها وهي تسحـب مقبض الباب : غـريبة طـمر علي بتوقيت مُـبكر !
مـيّل شُـعاع رأسـه بهـدوء من لاحـظ سكـون غسَق : متواجـدة يـ اسـتاذة غـسَق ؟!
هـزت غـسَق رأسـها بالإيجـاب من تـأكدت من خـلاء الحـي ونطقت : إيـه .. بس مُمـكن تنادِني بـ غـسَق ؟ من دون إضّـافات ؟
ضحِـك شُـعاع بخـفة ونطـق : أبشـري يـا غسَـق!
غـسَق : اسألك سـؤال يـا .. سكِـتت لـ ثواني وكـملت : إلا وش إسـمك ماعـلمتني !
سكـت شُـعاع بـ ربكّـة وأردف : شُـعـ .. شـويلع ، شـويلع
عـقدّت غـسَق حـاجبينها بـ عجـب وهـمسَت : شـويلع ؟!
إبتسَـم شُـعاع بـ توتـر ونطق : إيـه يالغـسَق ، أدري إن الإسـم غـريب لكـن تعرفين ذوق شُـيّابنا وأجـدادنـا الله يصلح حالهم، ظـلموني بهالإسـم
إبتسمـت غـسَق ونطقت : صح مظـلوم بالإسم بـس يازيـن النُـدرّة ..
شُـعاع : ذلحـين ذيً سبّة ولا مـدحة ؟!
ضحِـكت غـسَق بخـفة ونطـقت : وش تحـسها ؟
حـك شُـعاع جـبينه بهـدوء ونطق : واللهٍ مـدري ،
غـسَق : علامـك طـمَرت علي بـاكر االليَلة ؟!
شُـعاع بـ إستغراب : ليه هـو فيه توقيت مُـعين أطـمُر فيه عـليكِ ؟
شدت غـسَق الوِشـاح عـلى نفسها من هبّت النسـائِم العـليلة وأردفَت : إيـه يـا شـويلع ، فيه توقـيت مُـعين تجيني فيها حـرصًا من أهـالي الديـرة!
شُـعاع بـ ربكّة : أعـذريني يـا اسـتاذة غـسَق .. مـادريت
غـسَق : وش قُـلنا يـا شويلع ؟ مـا أحب احـد ينادِني بـ أستاذة ، فُـكني من هالإضّـافة ونادِني بـ غـسَق بشكل مُـنفرد!
إبتسـم شُـعاع وهـو يحُـك رأسـه بتوتـر : مـا عاد تتكـرر أعذريني،
أخـطى مـهاب خـطواته متوجـه لـ مزرعَـته لكـن إسـتوقـفه أصـوات فـاتنّة لـ مُـهامسات وضحكات أنثى، تراجـع للخـلف وإنحـنى يثبت سطُـل الحـليب على الأرض ، مـيّل رأسـه بهـدوء وهـو يتبَع هالضحـكات والمُهامسَـات، وقـف بخـلف أحدى الشُجـيرات في العَـتم ومـيّل رأسـه وسُـرعان مـا لمح إمـتداد ذراع غـسَق لـ إحـدى الرجـال الغـير محـرمين عـليها، عـقد حـاجبيّنه وهـو يحـس بـ شُـعلة نـار تجـري بدمـائه، رصّ سـنونه بغـضّب من تهيأ لـه مُلامـسة كف غسق بـ شُعاع وهـو ينقل لها اكـياس الأنسِـجة : وادعـتك الله يـا شويلع!
إبتسَـم شُـعاع ونطق : الله يسـلمكِ يـا .. يـا غسَق!
ضـحكت غـسَق بشكل لا إرادي وقـفلت الباب،
إنحـنى مهاب يختبِئ خلف الأشجَـار من لفّ شُـعاع رأسـه مُتراجعًا للخـلف ، ضحِـك شُـعاع بخـفة وهـمَس بين نفـسه : الله يـالدنيا، صـرت تعـلم الناس بـ إسـم ماهُـب إسـمك، إسـمٍ ماتدانـيّه ولا تـداني من نـاداك بـه يالشُـعاع!
مـد سيقانه يخـطي خـطوات سريعة متوجـهً لـ سيارتـه ، سحـب مقبّض الباب وركـب سـيارته، رفـع كفّه لشعـره وهـمَس بين نفسه : يلا مـا عـليه، نطقّها للإسـم شويلع بيزيـد لهايبي ويزيـد نيّة الإنتقـام منها ومن أخـتها دامـها شريكـة أختها، حـتى ولو مـا كان عندها طرفّة عِـلم بالموضـوع الأهَـم إن دمّها مُرتبط بـ دم غُـصن .. مـا ظنتّي بـظلُمها دام أخـتها بغت تهـدم عـائلة كـاملة، وتتحـمل نتائـج أفعـالها عـاد !
وقـف مـهاب وهـو يحِـس بـ ذهـول تـام من المنظَـر إلي شهِـدت عليه عـيونه، هروّل مـهاب بإتجـاه رفـيق دربّه أدهم، طرّق الباب عِـدة مـرات وسُـرعان مـا ظهَـر لـه أدهم،
أدهَـم بغـضّب : عـلامك يـاورع تدق بيبّان الناس بهالطريقة بتوّالي الليول!
مـهاب : أعذرني يـا أدهم ماوعيّت على نفـسي إلا ونـا طارقٍ بابكـم بهالطريقة المُـفجعة، لكـن تكـفى يـا أدهم إنـك ماتصِد عني هالليّلة، ادري إن الوقـت مُتأخـر وصعبة تدخلني لبيتكم لكن تكـفى تهِـز الرجـاجيل وانشهَد إنـك رجـال عن الف رجـال ما ظنتّي تردني ونـا في أمّـس حاجتي لك يـالرفيق!
فتّل أدهـم شاربـه وهـز رأسـه بالإيجـاب : والله مـا أردك يـا مهاب، أدخـل وعلمني وش صّـابك!
دخـل مـهاب وإنحـنى يجـلس في المقـلط، جـلس أدهم مُـقابله ،
مـهاب : أعـذرني لو عطبّت عليك النومـة!
أدهـم : ما نمت كنت عند الحـلال، توّني دخـلت وأنفجـعت بـ دقّاتك ذي! زيـن زوجتي وعيالي ما قـاموا ،
زفـر مـهاب بضـيّق وهـو يناظـر بالأرض،
أدهـم : عـلامك مُتكـدر وضّايق ؟ أحـكي يـا مهاب أسمعك !
رفـع مهاب أنظَـاره لـ أدهـم ونطق : والله مـدري شلون أصيغ لك الكلام وأرتبّه لك بس أكيد تعرف بنت هُـزيّع؟
أدهـم : أي وحدة فيهم ؟ إلي رمَت شرف أهـلها بـ إبتعاثها لأوروبـا ولا إلي تخـلف وترعى أهلها ؟
هـز مهاب رأسـه ونطق : لا إلي تخـلف وترعى ابوينها ،
أدهـم : ياجـعلها بالجَـنة على هالبِر والمعروف يلي تقـدمه لأهلها، والله والنعـِم فيها وفي من ربّاها، تدري يامهاب إني ما أسمع عنها إلا الطيب ؟ سواءًا من شياب او حريم الديـرة
تأفّـف مـهاب ونطق : كنت أظن إنها بنت رجـال وأصـلّ لكن خـابت هقوايّ يالأدهَـم! لقيتها تتردّد على رجـال غريبٍ عنها بتالي الليّل، تعرف شمعنى هالكلام!
فـز أدهـم بـ عجَـب ونطق : تعقب! ما أهقها من بنت هُزيّع
مهـاب : والله وبالله وتـالله يالأدهَم ، إن سمعيّ شهِدت على أصوات ضحـكاتها ومُهامساتها مع هالغريب، وأنظَاري شهدت على إلتماس كفّها بـ كف هالغـريب!
أدهَـم : أستحلفك بالله، إنت صـادق ؟
مـهاب : يـا أدهم انـا مُستحـيل أخرِف وانشر الشايعات على إلي المفروض تكون زوجتي المُـستقبليّة!
عـقّد أدهَـم حـاجبيّنه بـ ذهول ونطق : زوجـتك المُستقبليّة؟
هـز مهاب رأسـه بالإيجَـاب بـ حسرّة وغبنّة،
إعـتدلّ أدهـم في الجـلوس ونطق : وشلون حددت وتأكدت إنها زوجـتك المُستقبليّة وكل اهـالي الديرة ناوييّن عليها ؟
مـهاب : لأنها مُـستحيل توافـق على غـيري!
ضحِـك أدهـم بسُـخرية ونطق : شـدراك ؟
ثبّت مـهاب أنظَاره بأنظـار أدهـم ونطق : لأنها يوم كـانت تزورنـا سمـعتها تعترف لأخـواتي بحُـبها لي، لكني أستغبيّت ..
أدهـم : ونت مـاصدقت خبر؟ شكلك ماتعرف النسوان يحبون اللعِـب والمزوح!
هـز مـهاب رأسـه بالنفي : لا للأسـف، بـ كل مرة أفـتح لها الباب المـح البسمَة على عـيونها، وأخـر مرة جـتنا خواتي رحـبوا بها بـ لقب " يـاهلا بـ زوجَـة أخوي " وسـمعتها تقول لايسمعكم يابنات ، وش يدُل هالكـلام؟ يدُل على حـياءها ويلي يمزح ما يستحي يـا الأدهَم!
أدهـم : ونت يـالخـسيس ماصدقت خـبر ولا حشمتّها وصرت تتقـزر وتتنصت للنسـوان؟ وين الرجـولة بهالفِـعلة!
-
إنحَـنت غـسَق ترفـع الأزرار من الكـيس الصغـير ، ثبتّت الأزرار على عُـنق الثياب وبدأت تدنوّا الإبـرة بحـِرص ودِقـة ، سحـبت الخـيط للأعـلى بعد ما إنتهت من درز الزِر على الثياب وقـطعته، إبتسمـت بـ ذهول من إنتهَت من حـيّاكة الثوب المنسوج من تحـت أنـاملها لجل سالب الفؤاد
" مـهاب " : والثيّاب إكـتمل ، بقى بس أنثر عـليه أجود انواع العـطور علشان يمـيز ريحَتي ويدري إنها مني!
إبتسمت وهي تسحـب العـطر الخـاص فيها، الرائِحـة اللآمـثيل لها من بين بنات الديـرة، الرائحـة الإستثنائيّة والمـعروفة صاحـبته وصاحـبة رائِحـته " غـسَق " ~
رتبّت وغلفت الثياب في أثمّن انـواع التغـاليف ، تركـت الثياب بتغليفه على سـريرها بالقرب منها خوفًـا من فُـقدانِها لـه ولهفةً عـلى إهدائهـا لـ سالب فؤادِها، إحـتضنّت الثياب المُـغلف وغطّت بالنوم بعـد إبتسامات وتخـيُلات وهـواجـيس تخـفِق نبضّات الفؤاد بسرعـة شديدة،
-
مـهاب : والله إني ما كنت اطيلّ النظر فيها يا أدهَـم ! انـا حشمتّها وحـشمّت كونها ماتحِـل لي، لكن يعـلم الله إني ما كنت اسمع حكـاويهم إلا لأن غرفتي مصـفوقة بالصالة وبديهي بسمَـع لهم حتى ولو قـفلت الستاير ! هويتّها لكني أستغبيت من دريت بـ إستهوائها لي ، وبديت أجـمع مهرها علشان أخـطبها ويوم إكـتمل المهـر أكتشفت إنها رخـيصة، هذا ونا كنت أهِـق إنها مُـحترمة أثـاريها سربـوتة جني شلّها وشـلّ أمـثالها،
أدهـم : وذلحـين إنت تدري إن الحكي إلي وصلتّه لي فـيها نحّـر ؟!
هـز مـهاب رأسـه بالإيجـاب ونطـق : مـابي أصـير نذِل وابـو وجـهين مِثلها، مـابي أكـسِر قلب امها وابـوها بـ حقيقة خيّانتها لأهلها والتردُد للأجانب عنها في أواخِـر الليل، والله لايموتون حـسرّة على ماخـلفوا يكفي الصعايب والصدمَات إلي تلقوها من عـيالهم ، ونـا مابيشفي غـليلي نحـرّها لأنها رح تموت بدون ما تنلسِـع وتذوق أردى المشاعر، أبيها تتعـذب يالأدهَم أبي أتلـذذ بشوفـة نفسيتها تتدمـر!
أدهـم : وش نـاوي عـليه يـا مهاب ؟
ضحِـك مـهاب بخـفة ونطق : هـي تموت فيني يـا أدهَم ، حـكيّها وعـيونها تنطُـق، لذلٰك بحـرق قـلبها بـ إني اتزوج غـيرها وبهـدِدها بالفضيحـة إلي مُمكن تخـلي كل اهالي الديـرة تنفّر منها، حـتى اهلها ! ، وكـذا اكـون حرقت قلبّها مثل ما أحـرقتني وصدمتني فيها،
ضحِـك أدهـم بـ ذهول ونطق : مـين يصدق إن كل هالخُـبث بـ مهاب !
إبتسم مـهاب إبتسامَـة خبيثّة ونطق : الإنتقـام عُـمره ما كان خُـبث! وصح صابني الوجـد لكـن والله لا أربيّها من جـديد بـ ردّ الحـريق لـ براكين!
أدهَـم : ومـين نـاوي تتزوجـها يـا مهاب ؟
إبتسم مـهاب بخـفة ونطق : بطلب القـرب منك يـا أدهَم!
عـقّد أدهـم حـاجبيّنه ونطـق : وش قـصدك؟
مـهاب : بخـطب أخـتك زهـراء على سـنة الله ورسـوله !
فـز أدهـم من مكـانه ونطق : وهـذِه السـاعة المُـباركة ، وأشهَد إن ما بُـه رجـالٍ ممكن ياخـذها ويصونها نفسك، غير إنـك رفيقٍ لي ونـا أدرى بك وبرجـولتك فـ والله إنـك تبشر بـ أوخيتي بكل رحـابّة صـدر !
إبتسـم مـهاب ونطـق : مـا أخترت أقرب منك من بين الكـل إلا لأني عارف إن مُـستحيل تطلع الرذيـلة من أوخـيتك دآم وراها رجـال، امـا بنات هُزيّع ما وراهم رجـالٍ يصونهم وينتبه على أفـعالهم فـ بتوقع أي شيء منهم
أدهـم : والله إنـك صدمتني بهالطلب ولكـن والله إنك تبشر ، متى تبي نحـدد الشوفـة وكتب الكتاب ؟
مـهاب : بكـرا ، العـصر
أدهـم : حـياك الله ياحـبيبي !
..
وحـشتو و و نـي ❤️!
لو مثلاً .. مثلاً .. خليتهم ينحروّن غـسَق بتذبحوني معها🤗؟
تعـالو أنسـتا أنـزل فيه أول بـ أول « sl2xiii»لاتنســون النجــمــ🌟ــة وإبداء رأيــكــ💌ــم بالكومنت ، علشان أتحـفز انزلكم
أنت تقرأ
أدرِزُ السَّدى بالتعـقيِف قِـتامًا فـ يضُوي بشُـعاعِه ويمحُو عُتمتيّ
Mystery / Thrillerأُرتِب أحرُفي وأُنسِقُها لـ نثرِها لكُـم بكُـل ودّ .. ، " إحدى ثــاني منقُــوّشاتي وكِـتاباتي" حــساب الكـــاتبّة إنســـتا :- slxiii