-
رفست غـصن فخوذ سـائد بكعبّها ونفضّت غـصن يدها منه ، تـأوّه سـائد من قوة ضربة كعبّها ونطـقت غصن : أنصحـك تراجِـع مهاراتك يـا الضّـابط !
مررت نـاهد أنظارها على جـسم غـصن وهي تحـس بالغيرّة من ليّاقتها والسرعـة البديهيّة إلي فيها : الله يكـسرك ويكـسر رجـلينك يالوصخـة!
رفـعت غـصن أنظـارها من لمّـحت جـمود غسَق عند عتبّة الباب ، أبعدّت غـصن نـاهد من دربّها وتقـدمت بإتجـاه غـسَق ونطـقت بدقـن راجـف : غـ .. غـسَق ؟!
نزلـت غـسَق أنظـارها وغـمضت أجـفانها تردِف الدمـعة ، مـدّت غـصن ذراعـها لأجـل تحـاوط غـسَق بذهـول لكـن إسـتوقفها صـوت نـاهد وهي تقول : اووه ذي طـلعت غسَق ! تـدري يـا سائد إني لقيتها تركـض بالشارع وهي تبكي؟! اكـيد طلعت مع حبيبها وإختلى بها ويوم حـسّت إنها تأخـرت وجابّت العيد جت تركض لأجل ما يصيدونها ! لكـن سبحان الله المراوغ تنطـرح بلاويـه بثواني!
توسعَـت محـاجر كـل المتواجـدين بذهـول وعجّـب ، أولـهم عُـرف : تبطين عظّم ما عـاش من تبلّى على بنيتي غسَق بالذات !!
إلتفـتت غـصن وهي تسحـب نـاهد بحـركة سريعـة : إذلفي من بيتنا وإلا قـسمًا بالله جـعّلت غـسَق توديـك عند حـبيبها إلي جـالسة تقولين عنه لأجـل يختلي بك ويعـلمك مين إلي بيركـض بالشوارع بـ أخر الليل يالمُـهانة!
صـرّخ سـائد بغـضب وتقـدم وهو يلويّ ذراعـين غـصن ويكلبشهُـم ؛ نوّيت أذبحـك لكن حَق من عنفك وذبحـك ونتي ميتة ظـمأ وألـم ، انـا أوريـكِ شـلون تغلطين على زوجـتي ووشلون تطلعين برا العادات والتقاليد يالرخـيصة!
شـهقت غـصن من تكـلبشّت بشكل مُـباغت ونطـقت : فـكني يالمريـض وش تبي مننا عـقب هالسنين شدخلك بنا !
تكتفّت نـاهد وإبتسـمّت بسُـخرية وهي تشـوف سـائد كلبّش غـصن بشكل مُـباغت وغـير متوقـع ،
إلتفـتت عُـرف من بدأت تسـمع مُناداة هُـزيّع لها ، إلتعَج فؤادها من ظّل يهتّف وينادي ، إبتسـم سـائد وهو يجُـر غـصن وهي مـكلبشة ويتوجـه فيها لـ غرفـة هُـزيّع ، ميّل رأسـه وولّع الإنـارات ونطـق : هلا ابـوي ! هلا
سكّـن هُـزيّع من ماتمكّـن من مـعرفة صـاحب الصـوت ، إنحـنى بمُـقابله ولحـقته عُـرف بخـوف ، شّـد على سحـبه للكلبشّات إلى أن أدّى لـ سقوط غصن بالقرب منه : اجـلسي يـا كلبي الأعوّر ، انـا اوريك مـين إلي بيستعبد الثاني ومين بيهايـط عالثاني!
شِـهقت غـصن من قوّة سقوطها وهفّت شعرها من غطى وجهها ،
فـز هُزيّع من صوت السـقوط ونطـق : من إنت!
رفـع سـائد راسـه بإبتسـامة سُـخرية : نسيتني يـالشايب ؟
سكـت هُزيّع بينمـا كانت عُـرف سـاندة جسدها على الجـدار وهي تفرُك كفوفها بتوتـر وخوف ، واثقة إنها مهمًـا تظاهرّت بالقـوة في هالسـن ما بتقوّى عـلى قـرار سـائد ولا بيكـون لها القـدرّة الكـافيّة على إنها تمنّعـه ، مـرر سـائد انـامله على شِـيب ابـوه بهـدوء ونطـق : والله وشيّبت وهُزلت يـالشايب ..
رفـع هُـزيّع كـفه الممـتلئ بالعـروق البارزة وبدء يمـرره على صـدر ووجـه سـائد ليتمّـكن من معـرفة هالمجـهول إلي قدامـه ،
سـائد : لاتغلِب نفسك ونت تتسـائل بي، انـا بِكـرك .. سـائد
فـز ونزّل هُـزيّع كـفه وأبعدّه تمامًـا عن سـائد ،
ضحـك سـائد بذهـول ونطـق : عـلامك!
هُـزيّع : وش جـابك؟!
رفـع سـائد سلسلة الكلبشّات ونطـق : ما بجـامل وأُلـف وأدور واقـول جابني الشوق لأن الشوق ماهُـب موجـود بقـاموسي ، جـيت أخـذ الرخـيصّة إلي بينكم وامـشي .. بـس ؟ قـبل ما امـشي ابيك تعـلمني وين الأورَاق
بلّع هُـزيّع ريـقّه بصعـوبة وهو مو فـاهم وش مـقصّد سـائد من حـكييّه : اوراق وشـو ؟!
سـائد : كّرت العـائلة ، والأورَاق إلي تضُـم اسـماء عـيالك وتثبت إنهم عـيالك!
سكـت هُـزيّع بعـدم إرتيّاح وصّـد عـنه ،
سـائد : تكـلم يالشايب !
ظّل هُـزيّع صّـاد عن سـائد ورافـض تمامًا عن بّوح أي كـلمة،
ضحـك سـائد ونطـق : مـا أنصحّـك بالسكوت .. لأن ترا بيتك شبرين ونُـص ، يمديني أقلبّه لك فـوق تحَت واطلع بالأوراق وأتـرك حـرمتك تنظفّه وتكسر ظهرّها بسـبب سكوتّـك!
لّـف هُـزيّع رأسـه بذهـول ونطـق : وش تبي بهم!
سـائد : ابي شيء بسـيط جدًا ، مابيتعبّك بل بيريحـك ويفـكك من العَـار إلي بغّت تجـيبه لـك بنتك !
فـز هُـزيّع ونطـق : بنتي ؟!
هز سـائد رأسـه بالإيجَاب ونطق : بس أرتـاح بفُـكك من الموضوع من دون ما اعـلمك وأتعبّك فيه لأن يـا حـرااام قدك مُتهالك اخـاف يقولون انـا إلي ذبّحتك لا مُت عقب كلامي!
وقـف سـائد ونطـق : هذاني ببهدِل المكـان تعلمني وين الأوراق ولالا؟
هُزيّع بجـمود : بطرف الدولاب .
إبتسـم سـائد بخـفوت وإنحـنى يسحب الشنطة الخاصّة بالأورَاق القانونيّة وبـدء ينبـش فيهم ، سحّـب إحدى الأورَاق إلي تخـص غـصن وسحّـب القـلم ومدّه لـ هُزيّع ونطـق : وقِـع على هالورق !
هُـزيّع ؛ ورق وشو ذا ؟! ما اشوف انـا ..
سـائد : مـا يخـصك .. وقِـعه ونت سـاكت
توسعَت محـاجر غـصن بصدمة من لمّحـت الورقـة ونطـقت بسرعة : ارجـوووووك يـا ابـوي ماتوقـع عليهـ .. شهقت بألـم من إلتفت سـائد وصفقها بكـف على فـمها ، تـألمت من قـوّة الضربّة على شـفايفها بسـبب الخـاتم إلي متوسـد بإصـبّعه ،ونطـقت من بدت الدمـاء تُسـيل : حسبي الله عليك !
شـهقت عُـرف وتقـدمّت لكـن رفع سـائد كفه وهو يقول : لاتقربين وإلا مابتشوفين الخـير ببنتك!
تجمعّت الدمـوع بمحـاجر عُـرف ونطـقت : ماعندك رحـمة إنت؟ إلتفتت عُرف على نـاهد إلي كانت تشاهد المنظّـر والأحداث بإبتسـامة عريضّة : تضحكين على ظُـلم زوجك ؟ ما يكـفي إن الله ما رزّقك بعـيال رغم إن مّر على زواجكم إثنعشر سـنة ؟ هالإبتلاء بلحـاله يضـيق الصدّر ، ورغم ذلك شـلون راضييّن على هالظـلم والعُـنف على بنتٍ هزيـلة؟
نـاهد : بس بس يا حـمّاتي .. أعذريني بس ما اتحـمل إلي يحـكون واجـد ، انا مالي علم عن سـبب حـركات زوجي مع اخته لكني واثقة كل شيء زوجي يسويـه صـحـيح ولـه حّق !
صرّخ سـائد ونطق بحـدة : وقـِع يالشـايب !!
هُـزيّع : مـانيب موقـع ولو على جُـثتي دام إن بنتي رجّتني ما اوقـع!
سحّـب سـائد كّـف ابـوه لأجـل يوقـع عنوةً عـنه لكـن ركـضّت غـسَق وهي تتمسّـك بكف سـائد بكـل قوآهـا ، رفـع سـائد أنظّـاره للمُـتمسك بكـفه ونطـق بإبتسـامة ساخـرة : اهلًا ، اهـلًا .. جيتي بعز الليل من برا لجل تدافعين عن ابوك ولا ودك تتكـلبشيّن وتنطرحين بمـثل أختِك بقضـيّة التسلُل لعيال الناس بالليول ؟!
ذرُفت دمـعة الخُذلان وسـقطت على خد سـائد لـ كّونه رافع رأسه : أقسَى على كل الدنيا يـا سـائد إلا على أبوي ، لـو ودّك تقسَى عـلي أقسى علي بس ابوي الهزيّل لا يا سـائد لا!
إبتسـم سـائد بخـفوت ونطـق : أقنعيّه يوقـع ..
نزلـت غـسَق أنظّـارها عـلى غـصن وهي تهز رأسـها بالنفي مرارًا وتكـرارًا : وش هالأوراق ؟!
رفـعّه سـائد لـ غسَق ونطـق : أقريهن
غـصن : لا يـا غسق مُـستحيل ، لاتحـققين مُرادّه ولا تبيعين اختك!
زفـرّت غـسق تزفـيرّة طـويلة وإنحَـنت تتمـسك بكـف أبوها بـ رفـق ونطـقت : ابـوي انـا غسق .. تطـمن وإمـسك القـلم ووقِـع على الأوراق
توسعَت محـاجر غـصن بذهـول ونطـقت : غـ .. غـسق!
شّـد هُـزيّع عـلى كف غـسق ونطـق : اوراق وش ذي ؟
غـسق : اوراق بتريحـنا كلنا من الهـموم والبلاوي ..
سكـن هُـزيّع لـ ثواني ومـرر كـفه بهـدوء وهو يبحـث عن القـلم، مّـد لـه سـائد القـلم ووجـهّته غـسق لـ خـانة التوقـيع ، طبّع توقـيعه على التنازل والتبرُء من غـصن ، كـانت غـصن تناظـر بـ غـسَق بـ ذهـول تـااام ، مُـتعجـبة ومذهـولة من سـهولـة إقنّاع ابوهـا للتخـلي عن غـصن .. لفّت غـسق وهي تمـد الأوراق لـ سـائد ونطـقت : والآن مُـمكن تبعـد عن ديـارنا وتفكـنا من شرك ؟!
إبتسـم سـائد بإنتصّـار ووقـف وهو يسحـب الأوراق منها : كان ودي أحـاسبك على جيّتك بـ اخر الليل لكـن أعتبريني هالمرّة مُـسامحك دامـك اخذتي التوقـيع من الشايب ،
سحـب غـصن مـعاه وبـدء يتوجّـه لـ خارج الغـرفة ، رفـع الأوراق وثبّته مُـقابل نواظـر عُـرف ونطـق : برفـع توقـيع الشايب على التبرُء من بنتك فالمحـكمة، وطبعًا مـالكم حـق تسـئلون عنها وتتدخـلون فيها من بعد اليوم ! غصن مـا عادت بنتك .
سحـب سـائد الكلبشات وتقـدمّت غـصن وهي صـامتة تمامًا أثـر صـدمتها بـ أختها ، تتسـائل بـ شـلون هّانت على غـسق بهالشكـل وهي من الأسـاس أقدمّت بهالمكـان لأجـلها؟!
أجـهشّت عُـرف بالبكـاء من لمّحـت سـائد يجُـر غـصن بعُـنف للخـارج ، هروّلـت بإتجـاهها ومدّت كـفها لـ ذراعـها ونطـقت : مـو على كـيفك التبرُء .. مالك حـق تسحب بنتي مني ، مافيه شيء إسـمه كذا اصلًا!
ضحـك سـائد بسُـخرية ونطـق : فكـري بـ إلي ودك فيه ، لكن الأهَـم إن غـصن بتجـي معاي !!
شدّت عُـرف على ذراع غـصن ودمع الأسى يهِـل من نواظـرها : غـ .. غـصن شفيك سـاكتة ؟ تحـركي يا غـصن !
إبتسـمت غـصن ببرود ونطـقت : أخـتي إلي أقنّعت ابوي يوقـع على اوراق هـو غافل عن محـتواها ، فـ وش تبيني اقول دامني تلقيّت اللذع من أقرب الناس لي ؟ تطّمني يـا امي انـا بكـون بخـير بس لاتحـرميني من دعـواتك حتى ولو غابّت طيوفي عن نواظـرك ،
كـانت غـسَق مُـنزلـة رأسـها وهي تسـمع حروف غـصن ودمـعها محاوط محـاجرها بأكـمله ، إلتفّتت عُـرف ونطـقت : ليه يـا غسَق لييييه!
غسَق بهـدوء : الردي مـا تنفع مـعاه الحـشمة و التقدير ولا العدل .. لازم تمشي مـعه على طرّاف الظلم
سكّـنت غـصن وهي تناظـر بـ غسَق بتعجُـب تـام نطقت وهي تظُـن إن سـبب نفور غسَق والوقوف بضدّها بسـبب اخر حدّث حصّل بينهم : مـا عمري شـفت شخـص مُمكن يحـقد على أخـته بسـبب سـالفة وقـعت بالماضي ومّر عليه شـهور!
زفـرّت غـسق بهـدوء وصّدت وهي تتوجـه لـ غرفـتها قبل لا تنهـمر دموعها امام الملأ،
إبتسـمت غـصن بحسرّة من ما تلّقت الرّد من غـسق ونطقت : الظاهر إن هالمكان ما عاد مكـاني .. لا المكان يبيني ولا إلي فيه يبوني .
هزت عُـرف رأسـها بالنفي مرارًا وتكـرارًا : لا يـا غـصن ، قـاوميه وفكي نفسك مـنه !
سكـتت غـصن وهي تحـاول تخفي دمعها ونطـقت وهي تمـد لها كفها : بنتك مُكـلبشة !
غـطت عُـرف فمها وهي تناظـر بحـال غـصن ودمعها ينصّب صبًا ، صبًا
سحّـبها سـائد ونطـق : خلاص امشي !
إبتسـمت غـصن براحـة ونطـقت : انبسـطي يـا امي ، انـا أخـذت حـقك وحـق ابوي من بـارقـة وعـيالها ، أنتقّـمت من كـل شخـص تقدّم لي ولـكم بالأذَى سابقًا ، فـ شوفيني ما بغيب عنك إلا ونـا ماخـذة حقنا من كل شخـص ،
ميّلت رأسـها بهـدوء وهي تهـمس بإذن عُـرف : غـصن ما أنتهّت ولا بتنتهي .. غـصن بـاقيّة إلى أن تنهّد وتحترق كل الأغـصّان والأشجَـار ، وما دآم إن الأشجَـار والأغـصّان تتجـدد وتتمـدد يوميًا فـ انـا باقيّة وغصن مردّها راجـعة وهي ماخذة حـقوقها من كل من تقدّم لها بالأذَى .. مثل ما أحرّقت ديـار البارقة تمامًا !
بلّعت عُـرف ريقها بصـعوبّة من ذكرّت غـصن طاري بـارقة، وتقدمت عُـرف تلحّـق غـصن ونطـقت : وش وصـلك لـ بارقة!
إبتسـمت غـصن وإكـتفت بالسكـوت وهي تتقـدم لـ خارج مسكـنها ومأواها وبيتها ، إلتفت سـائد يرمي الطرحـة على وجهها وإنحـنّت تركـب في سـيارة سـائد ورُبما إنها بتطـلع من ديـارها بشكل أبدّي .. روحة بلا ردّة ، مُـمكن بتكـون نهَـاية غـصن على إيدي سـائد أو مُـمكن بتكـون نهَاية سـائد على يدين غـصن .. كل الأفكـار والتسـاوؤلات مجـهولة لـ كِلا الأطرّاف وأولهـم نـاهد ، مُكـتفة الأيدي وبثغرّها إبتسـامة إنتصّار وخُـبث وهي تشـوف زوجـها يتِل أخـته ، متوقـعة إنه بيرمـيها لأقرّب حـاوية أو سجـن لكنها غافـلة تمامًا عن الأحدَاث القـادمة ، غافـلة عن تواجـد فرد جـديد في قلب دآرها ومسكـنها ..
-
فـزو العـيال من لمّحـوا خروج الضّـابط وغـصن ،
سـهم : أوووب ، أوووب ، منهي ذي !
حـملّق شُـعاع بشـدة وهـو يحـاول يعـرف مين هالأُنثى إلي سـائد مُـعتقلها : مـعقولة تكـون غسَق ، ميّر مُـستحييييل !
تقـدم سـهم بهـدوء ونطـق : هلا والله ببو نسّب ، شـسالفة ؟!
نفّـض سـائد كـفه من قـفل على غـصن ونطـق : وش إلي شـسالفة ؟ شـايف إعتقّـالي لـ شخص أمـر جديد ؟!
حّـك سـهم جبينّه بهـدوء ونطـق : لا يـعني اشـوفك جـاي بيتكم وفجـاءة أعتقّـلت بنت بتالي الليل ؟
سـائد بجـمود : ما يخـصك يـالسهم ، لاتتدخـل في إلي مايعنيك
تنّحـنحت نـاهد وسحـبت سـهم من ذراعه بهـدوء ونطـقت : إيـه يـا سـهم شفيك اليوم طاق بك الفـضول كـذا ؟ أركـد وهـدي من روعك شوي .. قربّت نـاهد وهـمست لـه : وأذلـف لا احطك بمكـان إلي زوجي أعتقلها ! أبعّدت نـاهد وترّكـت ذراع سـهم بهـدوء وإبتسمت وهي تغـمض له عيونها وتهز له رأسـها بالإيجَاب بهـدوء : اوكـيه حبيبي ؟!
إبتسـم سـهم بقـرف ونطـق : زيـن بتجـين مـعاي وإلا بتسرييّن مـع زوجـك ؟!
نـاهد : لالا .. اكـيد بمشي مع زوجـي حـبيبـ .. قـاطعها سـائد من نطـق : ليه مـين سمّح لك تمشين مـعاي ؟ إذلفي مع اخـوك نفس ما طمّرتي معاه ، ولا يغـرك ترا وراك مُحـاسبة على جيّتك هذي رغـم إني نبّهتك ورفـضت جيّتك ولقـافتك !
ميّلت نـاهد شـفايفها ونطـقت : شـدعوة يـا سـائد ، خـليني اركـب مـعاك لاتطـولها وهي قـصيرّة !
سـائد بحـدة : كلامي مـا ينعّاد ولا يتغير يـا ناهد، اسمعي الكلام لا اتفـاهم معك بطـريقة ثـانيّة!
تنهّدت نـاهد بقـهر وصّـدت تتوجـه بإتجـاه سـيارة سـهم من لمّحـت سـائد يلُف المفـتاح ويشغل موترّه، وقـفت نـاهد تفتح مـقبّض السـيارة وسُـرعان مـا فز شُـعاع وتنّحـنح لجل ينزل من موتر سـهم ، عـقدّت نـاهد حـاجبيّنها بذهـول وأبعـدت بهـدوء لجـل تسمح لـ شُـعاع بالنزول ، نزل شُـعاع وركـبت نـاهد لكـن نواظرّها كـانت تتبّع كل خـطواته وتحـرُكـاته ،
إبتسـم شُـعاع وهو يرفـع كفه لـ سهم من بعـيد ويسحـب مـقبّض باب سـيارته ، تقـدم سـهم بسرعـة لجـل يصّـافح شُـعاع ،
سـهم : يلا وادعـتك الله يـا خوي ، يشهد الله إنك رهّفت من جـوي وفكيتني من جـو النكد طول ما وجه النكبّة كانت داخل .. وشف اول ما طلعت هي رجعت تنكـدت
ضحـك شُـعاع بخـفة ونطـق : الله يعـينك على بلواك ، وش تسـوي تحـمل بالنهَاية ذي أخـتك
مـسّك سـهم رأسـه ونطـق : والله اختي ذي مُحالا تكـون طبيعية ، فيها بلاء صدقني كل مـا زعلت على زوجـها تحسبّنت علي ودعّت علي .. اقـسم بالله لو ماتوفـقت بحـياتي بتكـون بسـبب دعواتها ذي !
ضحـك شُـعاع بسُخـرية ونطـق : علتك مايشفيها غير الي علّك
فـز سـهم ونطـق ؛ والله مـايشفي عِـلتي إلا غيّاب هالحُرمة ، عقدتني بحـياتي توقعت إن لاذلّفت لبيت زوجها برتـاح بس لا ! زووودّت العـلل تقل ورعـة !
مسك شُـعاع كـتف سـهم وإنحنى وهو يضحـك بشكل هستيري : والله إني حـبيتك ، شـرايك تقلط تتعشى عندنـا ؟
سـهم : واخـتي وين بقـطها؟
شُـعاع : نخليها تجـالس اختي مـعليك ..
سـهم : واخـتك ثلاثينيّة نفسها ؟
شُـعاع : لا والله ، توّها جـامعيّة بس مـعليك تحب قعدات الحريم
هـز سـهم رأسـه بالنفي مرارًا وتكـرارًا : لا يـا رجُل ، والله ما أطب بيتكم واخـتي مـعاي ، يرجـال ذي بتجـيب عُقدّة نفسية لأخـتك ، بتصُـك اختك بعين واخاف اختك تبطل تكمل جـامعة من عينها الحـارة ، يازيـن البُعد خلنا بعيدين بس
شُـعاع : طـيب وش الدبرّة ؟
سـهم : والله بجـيك بعـدين بلحـالي لاتقـلق ، امـا ذحين ؟ الوضـع مايسمَح ابد .. وبعدين ما تشوف شعري إنت؟ من الكشّة وااااضح مرة إني مسكـت خط الديرّة ونـا قايم من اهنئ نومة !
شُـعاع بإسـتغراب : دقـيقة إنت مـانك من الريـاض ؟
سـهم ؛ لا بالله ، انـا ولـد الشرقيّة واخـتي بنت ابو لهّب
شُـعاع : والنعـم والله .. سلملي على عمي ابو لهّب قله بُه واحـدٍ يسـلم عليك ويناشدك تجيه بالريـاض لجل تتعشى عندهم ،
إنحنى سـهم يضحـك بشكـل هستيري من كـلام شُـعاع بينما كان شُـعاع مذهـول مُستغرب من ضحـك سـهم المُباغت : عـلامك؟
رفـع سـهم رآسـه وهو يحـاول يـوقف ضحـك : يرجـال الوالد متوفي من دهر ، اقصد إن اختي بنت ابو لهّب إلي هو عدو المسـلمين .. ما سميتها بهالإسم إلا لأنها مقرودّة نفسه ، اقسم بالله محد يطيقها الكل يعتبرها وجـه شر
ضحِـك شُـعاع بخـفة وهو يحـك جبينه : المعـذرة اجـل ..
-
هروّلـت غـسَق للخـارج من بـدأت تسـمع شـهاق وصـيّاح امـها ، توسعَـت محـاجرها بـ ذهول وهي تشـوف امـها مُستندة على الباب وشـرشف الصّـلاة يكتسـيها ويغـطي سـائر جـسدها ، إنحـنّت تضـم امـها بحـضنها بهـدوء ، قبّلت رأسها بهـدوء وبدأت تمسـح على شـعرها ونطـقت والدمـع يترقرق في محـاجرها : خـلاص اهدي يـا امي ، ووقـفي صيّاح لا تخـلين ابوي يحـس ويرتّاع ، ريحي راسـك ونـامي .. الصيّاح مو حـل
شـهقت عُـرف ونطـقت : شـلون يـابنتي ، شـلون أقوّى على شـوفة بنتي مُكلبشة وتنأخذ غصبً عـلي ، لا وبعد مين إلي كلبّشها واخـذها ؟ أخـوووها إلي المـفروض يكـون سند وظهّر لها ! شـلون بيهدئ لي مضـجّع ، شـلون روحي وقلبي المضـطرب بيهدأ ؟ اليوم يـا غسَق صـار بيننا وبين غـصن خمسين فرسـخً - مسّـافة - ، لايديني بتوصـلها ولا يدينها بتوصلني ، ولا بيرن صـوتها جوانب قلبي وفي أركـان البيت ،
نزلـت غـسَق انظـارها للأسـفل وهي تردف الدمـع ونطقت تقـاطع وتكـمل عن امـها : ولا بتضيئ إبتسامـاتها الجَميلة ظُلمات الوحـدة الشـائقة ، ولا بتلتقي انظَارنا في مكانِ واحد حتى ولو كـان بيننا زعـل، ولا بتمتزِج انفـاسنا في جوِ واحد ،
رفـعت عُـرف رأسـها وهي تتمسّـك بغـسَق بقـوة : انـا مو خـايفة إلا من فكـرة إن سـائد يخليها تتجرّع من كـأس المرارَة والعذاب يـا غسَق .. انـا اخـاف من فكرّة إن سـائد يحبسها في زنزانّة مظـلمة مافيه شخـص غيرها ، اخـاف من فكرّة إنه يرمـيها بالسجـن ، حـتى ولو كـانت بريئة ومـا كانت مُرتكبّة أي جـريمة ، ولـدي وانـا أدرَى بـه وبـ شرّه .. بيلبسها بـ أي جـريمة أو حـتى مُمكن يدخـلها بالسجـن من دون أي جـرايم بسـبب مكـانتّه !
تنهدّت غـسق وهي تكفكف دمـوعها : ربي لطـيف بعبّاده .. بتكـون بخـير وكـل شيء مُمكـن بيصـير لها بحـياتها الجديدة بتكـون بسـبب أفعـالها ، وغـصن قويّة بتقـاوم الأذى والألـم ..
غـطت عُـرف وجـهها بكفوفها ونطـقت : بمجـرد مـا إني كنت اتذكـر إن عـندي ولـد لكـنه هّاجـرني كانت دواخـلي تنزُف ألمً ، لكـن الآن ؟ جُرحي وألمي تمـدد وصـار ينزُف بغـزارة !
-
دقّـت نـاهد البوري من حـسّت إن سـهم اطـال في الحـديث مـع شُـعاع وسُـرعان مـا فز سـهم أثـر الصـوت المُباغت ،
سـهم : كان ودي اجـلس واحـاكيك اكثر والله لكن زي منت شايف بنت بو لهّب فعلت الإنذار فـ عادني استأذنك ،
إبتسَـم شُـعاع بخـفة وخبّط بهدوء على كتف سهم : دربك خـضّر يـا حبيبي ، لاتنسى تمُـرنا بـ اي وقت نزلت فيه للريـاض
هـز سـهم رأسـه بالإيجـاب وإلتفت يركـب السـيارة ، لّف مـفتاحه وسحـب القير وبدء يتراجـع للخـلف بهـدوء ،
نـاهد : منهو ذا؟
إكـتفى سـهم بـإنه يدندن من دون ما يجـاوبها ،
نـاهد : اكـلمك ترا !
سـهم : نـاهد حبيبتي شـفيه الفضـول واللقـافة طاقـة بك اليوم؟
نـاهد : جـاوبني !
زفـر شُـعاع براحـة من تلاشى سـهم عن الوجـود ونزل من سـيارته مُسرعً لـ باب بيت غـسَق ، وقـف ورفع كفّه لجـل يدق الباب لكـنه نزل كـفه بتردد : طـيب وش يصير لو امها فتحت لي الباب وورّطت غـسق وهـما توّ خـارجين من بلوّة الله العـالم فيها !
ظّـل سـاكن بمكـانه وهـو يمـرر أنظـارّه حـوالين بيت غـسق،
تـأفف سـهم من ما عجـز عن معرفة الطريق ورجـع يلُف لـ نفس المـسار السـابق: وش يهـمك يعني ؟ خلك بعيدة من علوم الرجـال ..
رفـعت نـاهد نظرها من سّـار سـهم في الطريق بشكل مُعاكس وسُـرعان ما إلتفتت لـ جهة بيت غسق ولمّحـت وقـوف شُـعاع مُـقابل دار غـسق وسُـرعان ما توسدّت الإبتسـامة على ثغرّها ونطـقت : وش جـابّه ذا ووش عـلاقته بمحـارم سـائد ؟!
سـهم : تحـسبيني مـلقوف زيك ؟ ليه اسـأله يعني هالسـؤال الغبي يعني؟
نـاهد : اتوقـع إنه حـبيب القـلب إلي طلعت معه بالليل ..
لف سهَـم عليها بذهـول ونطـق : احشمي حكيك ، وش هالحـكي ! من تقـصدين؟
لآمسّـت نـاهد اظـافرها بهـدوء : اخـت زوجي
سـهم : مسـرع تبليتي على الرجـال شفيك إنتي ؟
نـاهد : مـا تبليّت .. البنيّة جـت بوسـط الهوشـة لا ودخلت بيتها بعـز الليل ، وش يرجـعها بالليل وهي من الديرّة ؟ ووش مُصحـيها بهالتوقـيت ؟ صـدقني ما يطـلع بالليول إلا السـربوت
سـهم : ونتي وش مـطلعك بالليل يالسربوتة؟
لفّت نـاهد على سـهم بعجّـب ونطـقت : على الأقـل انـا طالعة مع محّـارمي .. مانيب طـالعّة اقـابل رجـالٍ مايحـل لي!
صّـد سـهم وهـو يتجـاهل حـكي اخـته ..
-
ظلّت غـصن صـامدّة تمامًـا ، بينما كانت أنظـارها تتبّع إضـاءات السـيارات العـابرّة ..
إبتسـم سـائد بسُـخريّة ونطـق : وش كـنتي تهـقين يوم إنـك تنّازلتي عن عـاداتك وتقـاليدك وتركـتي العبّاة والسـتر ؟
تجَـاهلته غـصن تمـامًا ولا كـأن لها مسـامع تسمع وتخـفُق
سـائد : مـا بستغـرب الصـدق دامك تحت مسوؤليّة شُيّاب متهالكـين .. ممكن بكـرا النهَار يمـوتون ويندفنون ، فـ بديعي ما بتخـافين دام مالك والي ..
غـصن ببرود : جـعلك تندفـن ونت ميت حسرّة وغـيض قبل الشيّاب إلي تسـولف عنهم!
إبتسّم سـائد من سمِع نبرّتها المليئة بالغـيض ، توصّـل لـ مُبتغاه وأسـتفزّها بسهـولة تـامة وتلقى منها الرّد : معليك .. المـوت حق على الكـ .. ضحـكت غـصن وهي تنطـق : دامـك خابر إن الموت حـق مـا تخـاف ربّك ونت تّالني ومُـكلبشني بهالشكـل ؟!
سـائد : ما أذنّبت يالصايعّة .. تلِّك هذا ابسـط شيء مُمكن يتقدم لأمـثالك .. وبكـذا تتعدلن يا امثالها !
ضحـكت غـصن وهي تصـد للشـباك : والله لا تعـض اصـابع الندّم يـا السائـد
سـائد : سـائد ما يعـض اصـابع الندّم .. ولا عمرّه بيعـض اصابع الندّم
غـصن : غـصن بتخـليك تذوقـه ونت مـيت حـسرّة ..
ضحـك سـائد بسُخـرية وهو يقـود سـيارته متوجـه لـ دآرّه
" الشرقـيّة " ~
_
« قـبل إنبّلاج الشمـس ، الرابعَة فجرًا »
ظلّت غـسق تهـِل دمـعها تـارةً على الكُـم الهائـل من الصدمّات والأحداث إلي عهدت عليها بهالليّلة ، وتـارةً عـلى شـقائها وإقنّاع ابوهـا للتنازُل والتبرُء من غـصن وهو جاهل تمامًـا ، لكـنه تقدّم بالتوقـيع من ثـقته التامّـة بإبنته غـسَق ، إنحـنّت تجـلس وهي تذود النوم عن عيناها ذيادًا لإنها غير قادرة على أن تكون راضية عن نفسـها بسـبب فـعلتها ولا هانئة في مضجَعـها، غطّـت وجـهها بكـفوفها وهي تهدئ نفسها .. تمـددّت على السـرير من شعُرت بالنعـاس إلي كان يغالبُ جفنها وتغلّب عليها النوم فـ نامَت في مكانها نومًا مذعورًا ، مشردًا ..
-
« عـلى مـسار الشرقـيّة ، السـيارة »
فزت نـاهد بعـد ما كانت مُلتزمّة بالصمـت ونطقت : سـهم!
إرتعّب سـهم من فزّة نـاهد ونطق : اللهم سكنهم مسـاكنهم .. وش فيك؟!
نـاهد : إنت عـاطل و تحـتاج من يصـرف عليك صح وخـاطرّك تتزوج لكن العطّـالة عاطبتها عليك صح؟
مسح سـهم ذقنّه بهـدوء ونطق : إيـه وش وراك؟
إبتسمّـت نـاهد بخُـبث ونطـقت : مـادريت وش إسـم ذاك الرجـال إلي سـيارته نفس حق العصّابات؟!
ضحـك سـهم بسُـخرية ونطق : إسـمه شُـعاع وبعـدين مايسمونّه سـيارة عصّابات يالدلخـة .. إسـمه رولـز رايز !!
نـاهد : المهم .. عادني من هيئته حـسيته ولـد نعـمة ، شـرايك تقرّب منه ؟
سـهم : اقرب مـنه وش اسوي ؟
نـاهد : تقرّب منه وتحـاول تعـرف إن كـان عندّه أخـت أو لا ..
سهـم : ووش اسـوي إذا كان عندّه اخت ؟
إبتسمت نـاهد ونطقت : اسمعني يالمرجوج .. ابيك تقرّب منه وتقوّي علاقـتك فيه لأني شـاااكـة ولد النعـمة ذا يحـب بنت الديرّة اخت زوجي الخايسة ، فـ أبيك تراوّغه هو وأخـته وتطـيح اخـته بشـباك حُـبك وتستنزفها ماديًـا ،ولو فعلًا دريت إن شُـعاع ذا يحـب بنت الديرّة أبيك تبعدّه عـنها وتشوّه سُـمعتها لأن والله حـرااام هالشينّة تـاخذ واحد بهالزين والرُقي!
ضحِـك سـهم بصـدمة وعجّـب ونطـق : اعـوووذ بالله مـنك يـا شيطان !!
نـاهد : سـهم ماهُب وقـت الفلسفة .. فكـر بالموضوع واقـسم بالله بجـازيك عقب كـل إنجَاز بـ ست الآف ريـال، ست الآف ريـال يجـيك كل اسبوع وش رأيـك بالموضوع!
سكِـت سهـم يفكـر وهو مُثبت كفه على ذقـنّه ويقـود سـيارته ، ونطـق : طيب وش فيك على اخت زوجك ؟ وراك حاقدتن عليها كذا ؟
سكـتت نـاهد وهي مُـنزلة رأسـها للأسـفل، شِـهقت وهي تذرُف دمع مُزييف ونطـقت بـ إفك : هي السـبب في دمّـاري .. هي السـبب في إن حـمّاتي تطردني وتصـير كـارهتني وكارهة زوجي ، سـهم إنت مُـتخيل إنها كـانت تعـطيني حـبوب منع حـمل ايام كنت سـاكنة عندهم بالديرّة ؟! كل ذا من غـيرتها وبـسببها الآن ماني قـادرة أحـمّل !! شـلون ماتبيني اخرب حـياتها واحـقد عليها هالكـثر !
توسعَـت محـاجر سـهم بـ ذهول ولّف على اخـته ونطـق : اسألك بالله ! مـا صرت خـال بسـببها ؟!
هزّت نـاهد رأسها بالإيجَاب وهي تمسـح دموعها : هي السبب في كـل شيء ..
إضطرّب سـهم وهـو يحـس بالقـهر على كلام أخـته وظـلم غسَق لـ اخـته حسّب ما سِـمع من اخـته ، خبّط الدركـسون بقـهر ونطـق : صـح إني مـا أطيقك بس دخـيلك لا تبكين دآم راس أخـوك باقي حي .. والله لا اخـذ حقك واسوي المـستحيل لجل احـسِسها بنفس شـعورك وحرقة قلبك !
إبتسمّـت ناهد بخُبث من خلف النقـاب وهي تحـس بـ راحَة .. أضطرّت وتعمدّت على إنها تخـتلق كذبّة وحكي ماله أي صحـة لجل تقنّع اخـوها بإنه يلعب بذيله على الشُـعاع ويهدِم كل شيء قبل لا يبتدي ..
-
« الخامسة والنصف صباحًا، الشـرقيّة »
سحّـب سـائد مقبض الباب الخـلفي وبدء يسحـب غـصن بعُـنف : أنزلي يلا !
شِهقت غـصن من شدّة السحـبّة ورصّت سنونها بغـضّب وهي تهـمس بـ : وكسِر إن شـاءالله!
وقف سائد يثبت غصن بكفوفه، سحّب الطرحـة وهو يشد الطرحة ويلُفّه على راس غـصن بشدّة : غطي هالقـبح لعنة تلعن ذي الوجـيه!
غـصن بحـدة : بشويـش طيب !
ضحـك سائد بسُخرية ونطق : تألمتي ياعمري؟ توك ما شـفتي شيء!
رفسها سـائد لجل تتقـدم مـعاه : امشي عدل !
تأففت غـصن بقـهر ونطقت : ما اشوف شيء طيب !!
سحّب سـائد مفاتيح بيته ولّف المـفتاح وسُرعان ما إنفـتح معه الباب ، مدّت غصن رجـلها بهـدوء وهي تتحـسّس المكان رفّـسها سـائد وسُـرعان مـا شِهقت غـصن وهي تسـقط وتنطرح على الأرض ، ولوهلة بغت تضـرب براسها بطرف الدرّج ، إنطرّح جسدها تمامًا على الأرض وصارت غير قادرة على الحِـراك بسبب الكلبشات المحاوطة لـ كفوفها والطرحة الملفوفة على وجهها وراسها ، إبتسم وإقـترب سـائد يثبت قدمّه على بطنها : هذي جزآة من يتدلع بالمشي وما يمشي عدل ،
صرّخت غـصن بألـم ونطقت : اشتلوووك يـا مريـض ما مـعتووه ! محـاوطني بالكلبشات ومعميني بهالطرحّة السوداء جعل ربي ياخذ بصيرّتك ويكسرك !
تأفف سـائد ونطق : اص بس! لاترطنين واجد .. نوّت تجيب لنا العّار ولها وجـه تسولف!
غـصن بحِـدة : جعلك الساحـق الماحـق والبلا المُـتلاحق اللي يسحـقك ويمحـقك وين مـاتروح .. عليييك غضّب ربي وغضّب والدينك وجعلك النار والعّـار والمصايب الكـبيرة ياجعلك ماتذوق الهنَاء يالمُخـتل!
فـز سـائد بـ ذعّـر وهو يسحـب الغطـاء عن وجـهها ويحـررها من العتّم، ناظرّته بحِدة وشـرور الأرض وهي صّـامتة تمامًا ، سـائد : المرة ذي برحـمك وافك عن عينك الغطا .. المرّة الجاية لو تلفّظتي بهالشكل اقسم بالله بغز الإبرّة بفـمك
وأخـيطه لك ، تسـمعييين!
دخـلت نـاهد وسُرعـان ما توسدّت ملامح الصدمـة على وجـهها من لمّحـت آمتدادّ غـصن بوسط بيتها : سـ .. سـائد!
إلتفت سـائد من الصـوت إلي صدّر من خـلفه ونطق : ادخلي ..
نـاهد بـ ذهول : دقـيقة يـا سائد وش جـاب اخـتك هنا ؟!
سكِـت سـائد لـ ثواني ونطـق بجـمود : بتعـيش معنا .
إرتخّت ملامح نـاهد بـ ذهـول تـام ونطقت : لا بالله؟ صادق إنت!
سـائد : نبرّتي تهيئ على إني امزح معك؟ تشوفينه وقت مزح؟
نـاهد وهي تحـس بـ دوآر : سـائد شـ .. شـلون بتسكِن هالوصخـة معنا !
سـائد : اكـتمي حـسك إنتي بعد بحطها بالمستودع ،
تأفـفف سـائد وهو يفتح الكـلبشّات من يدين غـصن وهـمس : كني فايق أجـمع إثنين من الحريم وأنرّج فيهم ،
سكـتت نـاهد وهي تمـشي من جـنب غـصن ، وتظاهرّت بإن رجـلها تعثّر على فخـذ غـصن ونطقت : قومي من على الأرض ولا متعودّة تتمـددين على الآراضي مثل الزبـايل ؟.
رفعّت غـصن نفسها من الأرض بعد ما تحـررّت كفوفها من الكلبشات إلي حبسّ دمّها من شـدته عليها ، سحـبها سـائد من ذراعـها وهو يدفـعها للمـستودع بحركـة سريعـة ويقفل عليها ، توسعَت محـاجر غـصن وهي تتلفّت حـولها ، غـرفة ضـيقة جدًا ويتوسـد الأربع جدران دواليب، مـررت كفها وهي تحـاول تشغل الضوء لكـنها تعّاجزت عن الوصول لـ زر الأنوار ، أو بالأحرَى زر تشـغيل الأنوّار بخـارج المستودع ..
مدّت كفها وهي تحـاول تفتح الباب لعل وعسَى يفتح معها لكـنه كان مُـقفل بالمـفتاح مثل ما توقعّت تمامًا .. ، إنحنّت تجـلس بـ قِلة حـيل وإتكـأت على الدولاب بهـدوء بوسـط العـتمّة وكـتمة المـستودّع وضِيقه ،
-
« صـبّاح يـوم جـديد ، الريـاض »
أقدّم على الدخـول بالڤيلا بعـد غيّاب ثلاث ليّالي ، وبعـد تجـديدّات المكـان وإخلاءه من الرمّاد ، امـا الڤيلا من داخـل ما تعرّض للإحترّاق والتلّف بشكل كـبير إلا من زاويّة مُعينة وبسـيطة ، تقـدّم وهو يتوجه لـ الغرفة الخـاصّة بمنحـوتّاته ، كانت أقـدامّه تُسـييرّه لهالغـرفة رغـم موقـفه المأساويّ مع غـصن بـ هذيك الزاويّة ، لكن كان الحـنين لـ منحـوتّاته ومُجـسمّاته تُسييرّه لهالغـرفة عنوةً عـليه ،
سحّب مـقبض الباب بتنهيدّة الصبّابـة ، مرر انامله على أزرار الأنوّار وسُـرعان ما شعشّعت المنحـوتّات وأنورّت .. تقـدم بهدوء لكـنه نزل أنظاره على الأرض من حّـس بسقوط شيء من طرف الكنبة ولعله دآس عليه من دون قصد، خـفّق قلبه خفقًا مُتدارِكا وجمدت أنظّاره من لمّح وِشـاح قرمزي متوسد على الأرض ،فـ إنحنى ومّد يدهُ مثل المُستغيث المُتلهف، قربّه يشُـمه من حّس بـإنه شّم رائحـة خفيفة لكنها مألوفـة عليه ، إسـتنشّق رائحـة الوشـاح وإتضّحت له رائحـة العـطر المنثور عليه ، نزل الوشـاح وهو مُغرّم تمامًا من الرائحـة العطريّة المتواجـدة بالوشـاح ، رائحـة مألوفة ماهي غريبّة عليه بتاتًا، لكن وين شمّه ؟ وهالوشـاح يخـص مين ووش جابّه بـ غرفته ؟ ما يعلم !
إلتفت للخـلف من رنّت اصوات هـمَس على مـسامعه ،
إبتسمَـت هـمس ونطـقت : اهلًا !
إبتسّـم شُـعاع بتوسع شـديد ونطـق : يـا اهـلييين !
هـمس من لاحـظّت الوشـاح بين كفوفه : يخص مين ذا ؟
توتر شُـعاع بدون سـبب ونزل أنظّاره على الوشـاح الي بين يدينه ونطـق : انـا إلي بسألك ، يخـص من هالوشـاح ؟!
هـمَس بإسـتغرّاب : توقـعته لك ولا لك عـلم بصـاحبّه لأني لقيته طايح بالصـالة فـ خذيته معاي ويوم جيت لـ هالغـرفة لقيت منحوتّاتك نصها منثورّة على الأرض فـ نظفت لك الغـرفة وحطيت هالوشـاح على طرف الكنبّة بحيث اسـألك عنه!
شُـعاع بـ إستغرَاب : واللهٍ نـاسي ..
مدت هـمَس كفها لجل تاخذ الوِشـاح منه ونطقت : اجـل هاته بحـطه عندي مُمكـن يخص صحـبّاتي ..
شـتت شُـعاع أنظّـاره وهـو يتظاهّر بالتفكُـر لجل مـا تسحّب منه الوِشـاح ، ما ودّه يسـلمها الوشـاح ، ودّه يسـتنشق بـ هالوشـاح إلى أن يتعرّف على المصدر الرئيسي على الوشاح ورائحـته : اوه .. صح تذكـرررت! جتني طلبيّة لجل انحّت بـ دولاب مُعين نفس النقش الموجود بـ هالوشـاح
سكّنت هـمَس بإستغراب ونطـقت : مُـتأكد ؟ بس مو من عوايدّك ترمي اغراض الطلبيّات وزباينك بـ اركان البيت!
حّك شُـعاع جبينه بـ توتر ونطـق : لأني استلمته بالليّلة إلي وقع فيها الحـريق فـ تُهت ولعله طاح من يدي بالغلط !
تأفـفت هـمس ونطقت : إيـه والله إن ذيك الليّلة مُريبّة .. غـرفتي تبدّل حـاله بشكل بسيط لكن هالبسَاطة ملحوظة لكني يوم شـفت غرفـة المنحوتّات بغيت أنهّـار من المنظـر إلي لقيته فيه ، نص ادوات المنحوتّات كانت مرميّة على الأرض وفيه فتافيّت من الطـين والخشب كان مُتنثر على الأرَض ، فـ قمت رتبت الوضع والحمدلله على ما صّـابنا وسلمنا منه .
-
تقـدمت غـسَق والبسـمة مرسومة بمحـياها ، إبتسَـامة خلفها كومّة من المشـاعر المُحـزنة ولكـنها تتظـاهر بالبهجَة لجل تصـبِر وتطمن امـها على ما صّـابهم ، إنحـنّت غـسق تسحب العجـين وتفردهُم مـع امها : صـبّاح الخـير يـا دُنيّتي
إكـتفت عُـرف بالسكـوت وملامح الأسَى يكتسيها ، إستحَالت ليلة البارحّـة بـ غرس الآم عـنيفة ومُمزقـة لـ فؤاد عُرف، كانت عُرف تفـرد العجـين بكفوفها وهي تحـس ببؤس البائـسين، وفجيعة المتفجعين، فاجـعتها وبؤسـها ما كان بسـبب سّلب بنتها الصُغرى وبس ! إلا بسـبب لقـاءها وإشهَاد نواظرها على قسوّة وعُـنف بِكـرها ، إلتقت بـ بِكـرها وإبنها بعـد سـنييين مديدّة ، مـا تنكـر إنه تغـير كثير ، زآدت قسـوّته وعُـنفه وفظّاظته ، لا زالت الأحدَاث تُحلق بنواظرها ، كل حدّث وقـع وكل كلمة طُرحت في ليلة البارحـة تخلّد في ذهنها تخليدًا تـام !
..
اهلًا ، واضـح إني غـثيتكم من البطّى ميّر المعذرَة والسموحة
- عطوها حـقها بالنجـمَة 🌟
والكـومنت 💌!
أنت تقرأ
أدرِزُ السَّدى بالتعـقيِف قِـتامًا فـ يضُوي بشُـعاعِه ويمحُو عُتمتيّ
Mystery / Thrillerأُرتِب أحرُفي وأُنسِقُها لـ نثرِها لكُـم بكُـل ودّ .. ، " إحدى ثــاني منقُــوّشاتي وكِـتاباتي" حــساب الكـــاتبّة إنســـتا :- slxiii