البارت الرابع

386 17 7
                                    

-
ضحكت غُـصن بـ ذهول ونطقت : إنت قـد هالكـلمة يالمخـتل ؟!
غـانم : ما قلنا إلا الحَـق يالحـولا !
رفعت غُـصن كفها وسحـبته من يـاقته بكل قـوآها ونطقت : انـا اوريـك مين الحولا يابن الكـلب!
فـز غـانم وسحب يدها يحـاول يفك نفسه منها : فكيني شرك يالمـريضة!
سحبت يدها من يـاقته وهـي تناظر فيه بحِـقد وقـهر، بينما كان غـانم يبعد منها بهـدوء : ما اقول غير الله يخـلف على اهـلك !
ركـضّت غُـصن بإتجـاه غـانم وهي تصارخ وسحـبت شعره بـ كل قـوآها ، لكن سُـرعان ما إنفلت كفها من شعره من قُـصر شعره ، نطقت وهي تحس بحـرارة تحرق جـسدها : انا بحـرقك اليوم يالأصـلع واوريك كيف تتعدى وتتكلم علي !
كان غـانم يحـاول يدفعها ويبعد عنها لكنها تمسكت بذراعه بـ كل قوآها و غرزت اظافرها في ذراع غـانم ، هرول شُـعاع وخلفه موظفين الشركة ، سحب غُـصن عن غـانم وهو مذهـول ومفزوع من تشبُت غُـصن بـ غانم : خـلااااص يالمرضـى !!
تراجـعّت غُـصن للخـلف وهي تناظـر بـ غانم بحـقد بينما كـان غانم ينزُف ويتألـم ،
شُـعاع : وش حـركات الوراعين ذي! ووشلون تتعديّن على ذكـر ياغُـصن وين الأنوثـة والحـياء !
غُـصن : إلي يتهمني بـ شرفي ، يتحـمَل مايجيه!
طِـلع شِـهاب من مكـتبّه أثـر الصُـراخ وسـرعان ما طاحت انظاره بالدم المنتثر على الأرض : عـسى ما شر !
تـأفف شُـعاع ونطق وهو متوجـه للأسفل : حِـل مشكلتهم يالقائـد انـا مالي دخل بموظفينك دامهم عـاجبينك، لوهـلة حسيتني بين وراعين إبتدائي!
سحب شُـعاع نفسه من الشركـة ورجـعوا الموظفين لأعـمالهم من مهابتهُم من شِـهاب ،
تقدم شِـهاب ونطق بحِـدة : الحـقوني للـمكتبة !
تقدمت غُـصن ومسحت طرف كُمّها ونطقت : قل يـا .. نزلت غُـصن انظارها بالكرت إلي بصدر غـانم ونطقت بغرور : قـل يا غـانم إنك ميت علي وتبيني ، ويوم لقيتني مو معطيتك وجـه صرت تصقع فيني!
ضحِـك غـانم بسُـخرية ونطق : انـا ؟ أُغـرم بوحدة مسترجـلة؟
زفـرت غُـصن بـ ملل ونطقت : زيـن بشِـر امك يالأصـلع، قلها فيه وحدة بنت صفقتني ولعنّت خـيري ونـا من زود خـكارتي عجزت ادافع عن نفسي!
رفـع غـانم سبابّته ونطق : لاتجيبين امي على لسانك يالرخـيصة!
تركـته غُـصن ومـشت بينما كـان غانـم يفور من الغضّب والقهر،
-
« في المــساء ، الديــرة »
دخـلت غسَـق وهي تتصنع الإبتسامة : ابوي نـاقصه شيء ؟
هزت عُـرف رأسها بالنفي ونطقت بـ إستغراب : لي يومين ما اشوف غُـصن وينها ؟
سكـتت غـسَق لـ ثواني ونطقت : طرى لها بالشركـة رحـلة لـ منطقة مُـعينة، وإن كان لجـوئهم لهالمنطقة فيها رِبح فـ بيجـلسون فترة ..
شهقت عُرف ورفعت كفها على صدرها : راحت من دون ما توادعني وتاخـذ رضّاي ورضى ابوها ؟!
غـسَق : اعذريها يا اميمتي الموضوع فيه خـربطة، والوقـت ضيق ونومـكم عكس نومـها فـ عجزت تلتقي بكِ ..
عُـرف : كان صحّتني يابنتي! بقـوم لها ولـو إني على قـارعة الطريق!
ميّلت غـسَق شفايفها بحُـزن ونطقت : لعلها خـيرّة يـا اميمتي، ولاتكـدرين خـاطرك إن شاءالله ترجـع بعد فترة بسيطة!
تنهـدّت عُـرف بحُـزن وإنحنت تسحـب الصحـن لـ طرف فخذها،
-
خرج شُـعاع من غـرفته وهرول للأسـفل من سمع صـوت خفق نعـال ابـوه، فـز شِـهاب من ظهور شُـعاع المُباغت ونطق : اللهم سلم سلم، عـلامك إنت!
إبتسـم شُـعاع وتقـدم يبوس جـبين ابـوه ونطق : أعـذرني يـا القائـد بس متشوِق اعـرف وش وراك؟!
عـقدّ شـهاب حـاجبيّنه ونطق : وش وراي ؟!
شُـعاع : وراك تمسكت بـ غُـصن رغم بلاويها؟
ضحـك شِـهاب بخـفة ونطق : ياغبي ، انـا تظاهرت بالرضى فيها لأنها كانت طالعة من الدرج ، ابي اعـطيها الأمَان علشان افجـر فيها واطردها طردّة مـ .. ضحك شُـعاع وقاطعه : طردة مُـحترمة ؟!
هـز شهاب رأسه بالنفي ونطق : طردّة تعض فيه اصـابع الندم!
إبتسـم شُـعاع ونطق : تعجـبني ، تعجـبني والله!
دخلت هـمَس على تعزيزات شُـعاع لأبوه وسرعان ماتوسدت إبتسامة عريضة على ثغرها : رجـعت المياه لـ مجاريها؟!
إلتفت شُـعاع ونطق : المياه بمجـاريها من زماااان يا اوخيتي!
ضحـكت هـمَس وهرولت بإتجـاه شُـعاع وضمّته لـ حضنها بـ لهفة المُـشتاق : ايييه هذا شُـعاع إلي نبيه مو شُـعاع النفسية!
« بعـد مـرور اســبوع »
هدأ قلب غسَـق من اول ليلة نبذت فيه حُبها لـ مهاب من قلبها نبذ الفـم للنوّاة ، من اول ليلة نفضّت كفوفها منه نفضّ المودِع يده من تراب الميت، إسـتقر قلبها وإسترجعَت حـيويتها وطـاقتها، وإستكـملت حـياتها وكأن لم يكُن في حياتها ذرّة من الهموم والأحزان، ظلّت بين نسائجـها وخيوطها وإبرّها لأنـه هـواية من هواياتها ومُحـالا تستغني عن هالهـواية مهمًا بلّغت الأسـباب، دخـلت عُـرف وبيدها طبق مُـشكل من الفواكـه، تقدمت بإتجـاه غـسَق وسحبت حبة الجَح ورفعته بإتجـاه ثغر غـسَق ، فزت غـسَق في اثناء نسجِها للكـساء ورفعت نواظرها لأمها، هزت عُـرف راسها بالإيجاب ونطقت : كلي يا امي، اليوم ما افطرتي ولا تغديتي واكـيد ما بتركك تستكملين يومـك من دون لقمة تاكلينها !
ميلت غـسَق شفايفها ونطقت بعبوس : نسيتي إني ما احب الفواكـه يـا يمه ؟!
عُـرف : ما نسيت، بس كلي هاللقمة عشان خـاطري!
سكنّت غـسَق لـ ثواني والتهمّت الجَـح بهدوء ،
مسحت عُرف على كتف غـسَق ونطقت : اسأل الله ان يرضى عنكِ ويستفتح لك ابواب الخـير ويجعلني اشوفك عروس قبل مماتي!
إبتسمت غـسَق بخـفوت وهي تهمس بـ ' آمـين '
-
إنحـنى شُـعاع يسحـب الإزمـيل والمبرد بـ لهفة المُـشتاق لـ جُزءه وضلعه الثاني، تغييّب عن مِـهنته وعمله للتحـري ورا موضوع الشركـة، لكـنه إستكّن الآن بين منحوتـاتُه المضيئة لأشعته، إلتفت يضغط على زر المسجـل وسُرعان ما إنتقلت لـه وتـائر الألحَـان والموسيقى، أطرّق برأسـه وبدء يمرِر الإزمـيل بهدوء على إحدى الأخـشاب ويطير بهـاجوسه لأبعد مدى، فز قلبه من طرَت غـسَق بين هواجـيسه بشكل مُباغت وسُـرعان ما توقـف عن النحت، وقـف ياخـذ نفس عـميق يحـاول يهدِئ إضطراب الشوق الغريب و المُـباغت ورجـع يسحب المبرد يبرِد الخـشبّة، إبتسـم بخـفة من تذكـر تردُداتـه لها في مُـنتصف الليل وفي الدُجـنة الحـالكة، وقـف يترك الأزمـيل وتوجـه للأعـلى .. في غرفـته تحـديدًا، إنحـنى يسحـب مقبّض الدولاب ومّـد كفه يسحـب الثياب المُعطاء من غـسَق، إكتساه الذهـول من قربّه له وهو يدقق في خـياطتها للثوب وتفاصيله الصغيرة والخالية من الأخـطاء، فـز من عبرت رائحـة بليغة وأخـاذة، قربّه من أنفـه وأخذ يستنشق الرائحـة يتأكـد الرائحـة من الثوب ولا يتهيأ لـه، زفـر بـ ذهول من رائحـة هالثوب الأخـاذ وهـمَس بين نفسه : معـقولة من زود توتري وخرعتي بـ ذاك اليوم ما شميّت هالريحـة ؟! ليه توّني اشُم كل هالجـمال !
زفـر تزفـيرّة طـويلة وهو يرجِـع الثوب لـ مكانه، وهـمَس بين نفسه وهو يحـس بالحنين والإشتيّاق لـ تردُداته لها بالديـرة : الظاهر إن يبيلها زيـارة شـكر !
رفـع كـفه وهو يناظر بالسـاعة وابتسـم وهو يهـمِس بين نفسه : زين ، زين لسه الساعة عشر يعني بُـه وقت اتروش فيه واتجـهز فيه!
سحب شُـعاع المنشفة الخاصة فيه وتوجـه بإتجاه دورة الميّاه لأجـل يجـدد روحـه وحيويته من خـلال إنهيّال الماء البارد على جـسده ،
-
« ڤـيلا سُـهى ، الريــاض »
زفـرت غُـصن بضيق ونطـقت : يالله ياسُهى أحس إني بتجنّن!
سُهى : بسم الله عليكِ من الجنون ، شفيك ياروحي؟!
إعتدّلت غُـصن في الجـلوس ونطقت : ما عُدت قادرة ادخل واخترق بيانـات الشركـة نفس المرة الأولـى! من قوة ما إنهم صعبوّها علي وشددوا المُراقبة في البيانات الخاصة بالشركـة صرت اتمنى إني هدّمت الشركـة كلها ونسّفت كل زباينهم مو بس أحدِر الأسهم بـ نسبة سبعين بالمية!
سكتت سُـهى لـ ثواني ونطقت بـ شّك : ما عُـمرك فكرتي، إن مُمكن يكون وصلهم عِـلم إن إنتي هو الشخـص المُتسبب في هالإنحـدارات؟
ضحكت غُـصن بسُـخرية ونطقت : مُستحيييل!
سُهى : ليه واثقة من نفسك لهدرجـة ؟ مُمكن يكونون اذكى منك خصُوصًا إنهم شركـة عالمية، غير إنها شركـة عالمية إلا إن لهم بهالمجَـال عشر سنين!
غُـصن : لأني يوم دخـلت احدِر الأسهُم حدرته ونـا ببيتي، ثقة شِـهاب فيني خلتني اسحب كل البيّانات وهو غافـل عن كل هالأمـور !
إكتفت سُـهى بالسكـوت لـ عدم إمتلاكها لأي رد،
غُـصن : بس تصدقين؟ اخـاف صدق كروتي تنحَرق وانكشف!
سُهى : مردّه واقع،واقع يـا غُصن!
غُـصن : يمه عووذّة، يارب ماتصـير !!
سُهى : تحـركي ياغُـصن قبل ماتصير صدق، لاتضمنيّن نفسك ابـد!
هزت غُـصن رأسـها بالإيجَاب وسحبت اللآب الخـاص فيها : والله الموضوع طلع اصعَب من ما تصورت!
تأفـفت غُـصن وبدأت تتحـرى عن موضوع الشركـة، وتاخـذ معلومات ولي امر الشركـة " شِـهاب تحديدًا " : إلا بسألكِ؟
رفعت سُهى انظَـارها لـ غُصن ونطقت : لبيه؟
غُـصن : ابوكِ او اي شخـص من معارفك، او إنتي ، ماقـد تعاملتوا مع شِـهاب ؟!
سُهى : ابوي لا، لكن اذكـر إني كنت اشوف بنته بالجَامعة
فـزت غُـصن ونطقت : اييـه، قولي إنـك تعرفينها بالله؟
سُهى : انـا اكبر منها، وكنت بـ اواخر السنة الجَامعية، لذلك ما أُتيحَت لي الفرصة في التعرف عليها بشكل قوي بس إلي كنت اسمعه من البنات إنها البنت الوحـيدة وعندها أخ واحـد نص بنات الجَامعة مُعجبين فيه، الولد حليلّ ما انكر هالشيء بس الأكـيد إن الضوء مُسلط عليهم هم بالذات علشان فلوسهم ثمً مظاهرهم، بس فجاءة ما عاد يوصل اخته بالجَامعة صارت تجي مع سواق وخلاص سقط جسر إعجاب البنات بـ اخوها بس للحين يطاردونها ويحاولون يقربون منها بس هي علاقاتها محدودة جدًا رغم إنها عسل!
إبتسمَت غُـصن وهي تنطق : إيييه، هذا إلي ابي اعرفه!
سُهى بـ إستغرَاب : وش نـاوية عليه ؟.
-
« مُـنتصف الليـل ، الديـرة »
زفـرت غـسَق بـ تعب وتركـت النسيج والإبرّة، وقـفت متوجـهة للمطبخ وهي تحـس بـ ضجّـر، مررت أنظَـارها حـوالينها وسُـرعان مـا إنطرحت انظَارها على بيّالة الشّـاي المتواجـد بـ طرف الطاولة، تقدمت ترفع الغطاء عن بيّالة الشاي وسُـرعان ما توسدّت إبتسـامة عريضة على ثغرها : الله ! شّـاي امي يحـتريني ، فيه احلا من كذا ؟!
سحـبت فنجَـال الشّـاي وهي تحـس بـالصبوّة بإتجاه شاي امها إلي فقدت مذاقـه من مُدة طويـلة بسبب تعبّها وقلة حـيلتها، سحـبت بيّالة الشاي وتوجـهت للحـوش من شدة مللّها من الهـدوء إلي يعُـم ارجـاء البيت، إستنشقت النسائم الرقـيقّة وإنحـنت تسكب الشاي على فنجـال الشاي، أخـذت ترفـع فنجَـال الشـاي بإتجـاه ثغرّها لكـن إستوقـفها صوت طرقـات الباب، سكـنت بـ إستغراب ونزلت كفها تحط فنجال الشاي بالطاولة، وقـفت متوجـهة بإتجـاه الباب وهي تتسـائل بين نفسها : مين جـاء بهالوقت ؟ هالتوقيّت توقيت شويـلع لكن لـه اسبوع مايجيني ، مين مُمكـن يكون الطارق!
وقـفت مُقابل البوابة ونطـقت بـ تردُد : مين ؟!
شُـعاع : محـمد الخـزيم
عـقدّت غـسَق حاجبينها بإسـتغراب ونطقت : مين محمد الخـزيم ؟!
ضحِـك شُـعاع بسُـخرية ونطق : مـندوبك السـابق !
غـسَق : المعذرة ما اعرف بـ احد بهالإسم، ومندوبي السـابق ما كان بهالإسـم !
إنحـنى شُـعاع يمسك بطـنه وهو يحـاول يكبّح ضحـكته ونطق : يعني لازم اقلك كلمة السـر علشان تفتحين الباب؟
غـسَق : لو سمحت مين تبي ؟
شُـعاع : ابي غـسَق ، وأهـق إنـك نفسها غـسَق ماغيرها !
رجُـفت كفوف غـسَق بـ خوف ونطقت : محـمد الخزيم والله لأعـلم عليك واقول إنـك قاعد تتردد على النسوان بـ اواخر الليل ، ونت تدري بـ اهالي الديـرة مايرحـمون!
ضحـِك شُـعاع بخـفة ونطق : خـلاص امزح مـعاك، انـا شُـعـ .. اقصد شويلع
زفـرت غـسَق الخـوف إلي كان بداخـلها وسُـرعان ما سحبت مقبض الباب ، فتحـت الباب بشكل بسيط جدًا ونطقت : حرام عليك طيحَت قلبي يـا شويلع!
ضحك شُعاع ونطق : والله إني شخص إستثنائي اول ما ذكرت إسمي انفتّح لي الباب!
سكتت غـسَق لـ ثواني وتأفـفت ونطقت : خربت علي روقـاني، ولا خليتني ارتشـف رشفّة وحدة من الشاي!
شُـعاع : شـاي ؟ بدوني ؟!
غـسَق بـ إستغراب : هـاه؟
تنّحـنح شُـعاع ونطق : لا لا ، امـزح معاك،
ضحـكت غـسَق بخفة ونطقت : ولا تزعل مـا بخـليها بخـاطرك، بعـطيك شاي بس هـااه ، إنتبه هالمـرة مافيه ثوب يفُكك من ورطتك إذا كبيت الشاي على نفسك!
ضـحك شُـعاع بخـفة ونطق : الله لايفشـل مسلم، مّر اسبوع وللحـينا تذكرين الموقف!
غـسَق : واذكـر نبرّة صـوتك ونت تطالبني بالثوب بعد!
إبتسـم شُـعاع بخـفة ونطق : والله إني جـيتك الليّلة علشان اشتكرك على جـميلك، إلي سويتيه معاي!
عقد شُـعاع حاجبيّنه بـ إستغراب من إختفى صوت غـسَق تمامًا، وردّد بهدوء : غـسَق ؟!.
تركـتّه غـسَق وهي تركـض بإتجـاه غرفتها، سحـبت وِشـاحها القرمزيّ لأنها أعـتّادت ما تطلع لـ الشُـعاع إلا بهالوِشـاح المُهدآة من امها، غـير لأنها حّست بالبرد من جـلوسها بالحوش من دون اي غـطاء يغطي اكتافها، وقـفت تغطي نصف رأسها وتشُـد الوِشـاح عليها وعلى اكتافها، وتوجـهت تسحـب فنجـالّ شـاي جديد من المطبخ، وأخطت بخطواتها بإتجـاه الخارج، قفلت الباب الداخـلي بهدوء ووقـفت تسحـب بيّالة الشاي وتصب الشاي بالفنجَال الثاني، تقدمت وبيدها فنجـالها وفنجـال شُـعاع وإمـتد لـه كف رقـيق من خلف الباب يحـمل فنجـالّ الشاي : تفضـل،
إبتسـم شُـعاع وهو يرفـع كفه ويسحـب فنجال الشّاي من الأعـلى، كان حريص جدًا بإن كفّه ما تلامس كفها بـأي شكـل ، فزت غـسَق من تهيأ لها سقوط فنجال الشاي ونطقت بـ فزع : انتببببه!
فـز شُـعاع من نبرّة صوتها ونطق : مُنتبه شفيك!
زفـرّت غـسَق بـ راحـة وسحبت كفها بسرعة، تمسّك شُعاع بـ فنجال الشاي وإنحـنى يجـلس مقابل الباب ،
ميّلت غـسَق رأسها بهدوء ونزلت انظارها على جـلوس شُـعاع مقابل الباب ونطقت : يالله ، والله لو بيدي كـان ما ترّكتك تجـلس مُقابل الباب بهالشكل، لو إن الوضع مسموح كان دخلتك للداخـل وأستقبّلتك ،
إرتشف شُـعاع الشاي ونطق : ونتي وراك شـايلة همّي ونـا ما شكيت لك ؟! خلني اسري واجـلس وين ما بغيت دامني مُـرتاح!
غـسَق : لأن مو حـلوة احد يجـلس مقابل باب بيت شخص بهالشكل ، يصير كنّ راعي البيت طارد ضيفه !
شُـعاع : ونتي شكلك تبيني اقعد ، ماتبيني اسري
توترت غـسَق ونطقت : لا مو قصدي كذا ..
قاطعها شُـعاع من نطق : الشّـاي لذيـذ طيب !
غـسَق : دايم شاي امي لذيذ ، ياعمري هي سوّته ونامت، ونـا ما صدقت خبر وزرفـتّه
شُـعاع : محد يلومـك !
غـسَق بسُـخرية : إيه يا محمد الخـزيم وش جابك ونا طاردتك ومودعتك؟ وش فايدة الموادع دامك رجعت تسنتر ببيتي بعـز الليل!
فزت غـسَق من شرّق شُـعاع بالشاي وهو يضحـك ، نطقت بخـوف : بسم الله عـليك! وش فيك
أخذ شُـعاع نفس ونطق : ترا إسـم محمد الخزيم يعني زوجك السابق ،
إحـمّر وجـه غـسَق حـياءًا وتلآشت الحروف وعجزت عن الرد تمامًا،
شُـعاع : قلتلك إني جـاي أشتكـرك وأشتكر جميلك لكنك سكبتي لـ كلامي وسريّتي
غـسَق : أعـذرني ، رحت ركـض ورجعت ركـض!
شُـعاع : إيـه زين اتمـنى ما تنعَاد لأني جلست أحتريّ ردك ونا أهِـق إنك متواجدة ونتي منتيب حولي ..
غـسَق : ابشـر يـا شويلع وش تأمـر بعد ؟
ضحـك شُـعاع بخـفة ونطـق : اسلوبك حسسني بـ إنك موظفة عندي ونـا مندوب ماعنده ماعند جدتي
غـسَق : شـدعوة، الإحـترام يوجّب على كل شخـص، حتى ولو كنت مـندوب!
هـمس شُـعاع بين نفسه : يولد ذي محترمة بزيـادة!
غـسَق : عالعـموم، ما سوينا إلا الواجـب يا شـويلع وليّتك ما تعنيّت وسلّكت هالدرب بس عـلشان تشتكـرني، ابـد مابينا
ويا جـعله ملبوس العـافية!
شُـعاع : عادني جيت أشتكـرك وبنفس الوقت جيت اتحرى عنك وعن حـالك فـ ابد ما من تعنيّ وشقى!
غـسَق : الله يسـلمك ويبقيك، ويطرح عليك البركـة يارب
هـمّس شُـعاع بـ " آمـين " ونطـق : وش الوضـع مع المصـاريف عقب ما انسحَبتي من شراكـتك مع اختك ؟!
غـسَق : الأرزَاق مردها تجي ، الأهـم النيّة الطيبة وبتشوف الأرزَاق والبركـة تهِل عليك ، وابـد تراي عـاطلة وطول وقتي زهـقانة من الوحدة والفراغ إليّ عايشة فيه، لكن لعل زيـارتك هالليلة ارعَبتني وآنستني شوي من مللّي وضجّري!
إبتسم شُـعاع بخـفة ونطق : ابـك لاتقولين هالحكي ولا والله لأسنتر عند دارك كل ليلة!
ضحـكت غـسَق بخـفة وإكـتفت بالسكـوت ،
شُـعاع : وتـراي ما جيت اشتكـرك بالحكي بس ، علي بالحرَام إن عـشاك بكـرا عندنـا ، وفيه موضوع بنتعـاقد فيه إن ربي اراد ،
توسعَـت محـاجر غـسَق بـ ذهول ونطـقت : عشاي ؟!
هـز شُـعاع رأسـه بالإيجَاب ونطـق : إيـه، ومعـليك اختي بتستقبلك !
بلعت غـسَق ريقها بـ صعوبة ونطقت بتوتر : شـويـ .. شويلع ، تعـرفني بنت ديـرة، ونت بـرا ديرتي فـ ماعـ .. قـاطعها شُـعاع من نطـق : تقصـدين ما عـندك احد يوصـلك ؟
غـسَق بصـوت خافت : إيـه ..
شُـعاع : شـدعوة ! سـيارتي مـوجودة ، اصـيرلك مندوب وسـواق وش تبين بعد ؟
ضحـكت غـسَق بشكل لا إرادي ونطـقت : بتطرح لي جـمّايلك بس علشان ثـوب ؟
شُـعاع : قـليلة بحـق جـميلك وعـيب علي إن مارديّت هالجـميل ولـو بالقليل، وعـادني حلفت تحضرين!
غـسَق : لازم اعطي اهلي خـبر ، واشوف
وقـف شُـعاع وهـو يحط فنجَـال الشاي على الأرض، ونطـق : إنتهى الشـاي يعني إنتهى الحديث واللقـاء،
غـسَق : تبي اجـدده لك ؟
شُـعاع : لا الوقـت تأخـر ، بسييّر عليك بكرا على الساعة عـشرة، إذا اهلك وافقو خـليكِ جـاهزة
هـزت غـسَق رأسها بالإيجَـاب وقـفلت الباب ، وقـفت وهي تحـس بإضطراب وقـلق ، وهـمَست بين نفسها : وإذا اهـلي وافقو شلون بركـب مع شخص غـريب ما اعلم بنوايـاه؟ طيب اخاف استأمـنه وهو يكـون نـاوي لي الشـر !!
تنهَـدت وهي تحـس بـ قـلق من الهوجَـاس إلي بدء يتقلب براسها،
-
« صــباح يــوم جــديد ، الســاعة ١١ »
وقـف شـهاب تارك اوراقـه ومُـستنداتـه منثورة على الطـاولة وتوجـه للخـارج يشم هـواء بعـد ضغط العـمل إلي حّـس فيه، تلفّتت غُـصن حـولها وركـضت بإتجـاه غرفـة شـهاب، قـفلت الباب بهـدوء تقدمت ووقـفت مُقابل الطـاولة الخـاصة فيه وبدأت تمـرر انظـارها على الأوراق المنثورة مُقابل انظارها، أطرّقت برأسها وبدأت تقـلب ورقـة تلو الأخـرى، زفـرت بـ توتر وهي تارة ترفـع انظارها على الباب حرصًـا من دخـول أي شخـص وتـارة تنزل انظارها على الأوراق المتوسـدة في الطـاولة، تـأفـفت بغـضّب وهمَست : وش هالحـالة، معـقولة مافيه ولا ثغرّة !!
فـزت من بدأت تسـمع صوت خـفق نعـال، تلفّتت حـولها وركـضت بإتجَـاه دورة المياه، دخـلت بـ دورة المياه ووقـفت بخـلف الباب وهي تدعي ربها ما يدخل اي شخـص، دخـل شهاب على عجّـل ورفـع الجوال لإذنـه : إيـه يبو خـالد، مـثل ما قلتلك ، العَـارضة الجديدة هي سبب البلاوي إلي هلّت على الشركة وبصدِر قرار طـردها قـريب جدًا ،
توسعَـت محـاجر غُـصن بـ صدمـة من سمعت كلام شـهاب، رجُف جسدها وهمست بين نفسها : لا ياربي لا !!
سحـب شـهاب إحـدى المـلفات ونطـق : عالعـموم يبو خـالد بجـيك الساعة تسعة المسـاء ، وعلى بالّ ما اوصـل بتطق عشر بس الأكـيد عشرة ونا عندك
سحـب شهاب الملفات وتوجَـه للخـارج وهـو يُحادث ابو خالد، سكـنّت غُـصن من إنقطع صوت شهاب وسحبت مقبض الباب بهـدوء، فتحت الباب بشكل بسيط وبدأت تمرر انظارها حوالينها، تتأكـد من وجـود اي شخـص بداخـل المكتب، زفـرّت براحـة من ما لمّحت وجود اي شخـص بداخل المكتبة ، خـرجت وسحـبت الباب الخـارجي وتوجهَت للخـارج بخـوف وخطوات سريعة، شـهقت من ظهر قدامها شخـص عريض، في نهـاية الممـر ، رفـعت انظارها وزفـرت بـراحـة ،
صّد عنها غـانم ونطـق : اركدي لاتصقعين فيني مرة ثانية وتحطينها فيني يالحـولا ،
تركـته غُـصن من دون مـا تناقـشه بالموضـوع ، تأفـفت وهمست بين نفسها : وراي ، وراي ، كنّ مافيه احد بالشركـة غيري!
-
طرّق شُـعاع باب غـرفة همّـس وميل رأسـه من سمحت له بالدخول : فاضية؟
قفلت هـمّس اللآب ونطقت : افضى لـ عيونك يالشُـعاع
شُـعاع : جعلني ابوس هالعـيون !
ابتسمت هـمّس ونطقت : تعال ، اجـلس
شابّك شُـعاع اصابعه ببعضها وإنحنى يجـلس مُقابلها،
همّس : شفيك؟
شُـعاع : فيه بنت نـاوّي أعقد مـعـ .. قاطعته هـمّس من فزت ونطقت : بتتزوج !!
شُـعاع بـ ذهول : يسـاتر ! لا شـدعوة مسرَع
هـمّس : توك قاعد تقول بعـقد مع بنت!
ضحـِك شُـعاع بـ صدمة ونطق : إيـه اسمعيني لاتقاطعيني وتفهمين غلط، بعـقد معها للشـغل!
زفـرت هـمّس بـملل ونطقت : مـاش هقيت إنـك بتعرس كنت بزغـرط !
ضحِـك شُـعاع بسُـخرية ونطق : يلا شوفيلي بنت الحَـلال وزوجيني يـاها
هـمّس : احلف ؟
هـز شُـعاع رأسه بالإيجَاب وهو يضحـك ،
هـمّس : كذاب والله ، يوم اجـيب لك وحدة من صحبَاتي بتقول هوّنت
شُـعاع : ما انلآم، خوياتك يجيبون الهم ، طبعًا مع كامل إحترامي لهم
هـمّس : شدعوة والله إنهم زينّات،
شُـعاع : عمومًا ، هالبنت من الديـرة بس يـا إن شغلها يجـيب ملايين!
فـزت هـمّس ونطقت : ونت شعرفك ببنات الديـرة !!
إبتسم شُـعاع ونطق : الأقـدار جمعتني بها
هـمّس : وش هو شغلها ؟
شُـعاع : مُـصممة ازيـاء ..
إرتخت ملامح هـمّس بـ إستغراب : هقيتك بتقول إنها رسامـة ، ولا نحَـاتة ، أمـا مُصممة؟ وش تبي بـ مُصـممة ونت معرضك يخص الرسم والنحت بس ؟!
شُـعاع : مـدري ياخي، بفكر بعدين الأهَم إني ابيها تتعـاقد معنا
هـمّس : شُـعاع احس وراك بلاء ، فضفض لي شسالفتك ؟!
شُـعاع : شدعوة والله إني مُتعاطف بوضعها مو اكثر !
هـمّس : زين حياها الله ،
شُـعاع : خلاص المساء بتستقبليّنها وبتتعـشى عندنـا ،
هزت هـمّس راسها بالإيجَـاب ونطقت : اي اوامر ثانية؟
شُـعاع بسُـخرية : ايه ، اخطبيها لي مرة وحدة
توسعت محـاجر هـمّس بـ ذهول ونطقت : اخـطبها لك !!
ضحِـك شُـعاع بسُـخرية ونطق : والله يا تعـابير الصدمة إلي بوجهك ينفع ريـاكشن
هـمّس : لا صدق تتكلم ؟
شُـعاع : شدعوة امزح معك!
-
إنحَـنت غـسَق تجـلس بالقرب من امـها ونطقت : امي
رفعت عُـرف رأسـها ونطقت : هلا غسوقة
غـسَق بتوتر : ابي استأذنك بموضوع،
إعـتدلت عُـرف ونطقت : خير اللهم إجـعله خير
غـسَق : تذكـرين المندوب إلي كان يجيني دايم؟
عُـرف : ايه ، وشبلاه؟
غـسَق : اخـت هالمندوب عـزمتني عندهم ببيتهم، عـادي اروح لهم ؟!
عُـرف : وويـن بيتهم ؟
سكتت غـسَق لـ ثواني ونطـقت : مـدري والله بس ماهُـم من الديـرة ،
عُـرف : ومـع من بتروحـين لهم دامهم برا ديرتنا يـا بنيتي؟!
غـسَق : هذا إلي جيت اسـتأذنك فيه ، يوم قلتلها ما عندي سواق يوصـلني قالتلي عـادي اخـوها بيوصلني لهم
عُـرف : ونتي خـاطركِ تروحـين لهم يابنتي؟
رفعت غـسَق اكتافها بـ توتـر بمعنى " الحـيرّة " ،
عُـرف : ليه اشوفك خـايفة ومتوتـرة؟
غـسَق : ما ادري يماما، احـس خاطري اروح بنفس الوقـت خايفة
عُـرف : خـايفة من وشـو؟!
غـسَق : خـايفة من إني اروح مع شخـص غريـب وكذا يعني
عُـرف : والمندوب كيف حـسيتيه؟ طيب ؟
غـسَق : والله إنـه طيب واخـلاقه عـالية لكني مُـحتارة وقلت استشيرك
عُـرف : دام اخـلاقه زينة، فـ روحي يابنتي وغيري جو مع اخـته وبـإذن الله مايصيبك اي مكـروه دآم امـك مـوكلة امرك ومستودعتك لله ،
شعرت غـسَق ببرد الراحـة من كلام امها ووقـفت متوجـهة لـ غرفتها : أحبك يـا يمه ،
إبتسمت عُـرف بخـفوت وإكـتفت بالسكـوت ،
توجـهَت غـسَق بـإتجـاه غرفتها ووقـفت مُـقابل الدولاب وهي تحـس بـ راحـة تـامة، بدأت تُحـملق بين الثياب المنسوج من تحـت انـاملها، ميلت شفايفها وهي تمُـد كفها تسحـب فـستان ذات اللونِ الأسـود، مُـخصّـر ، عـاري الإكمام ، همست بين نفسها بـ تردُد : لا ياغـسَق شلون بتلبسين فـستان عُـريان ؟!
تـأفـفت وهي تحـاور هوجـاسها : طيب وش بلبس، ما نسّجت اشـياء تليق لـ عـزايم حلوة!
تلفـتت حولها بـ قلق ووقـعت انظارها على وِشـاحها القرمـزي، إبتسـمت بخـفة وهي تهـمس بين نفسها : فـستان اسود عـلى وِشـاح قرمزي! لا خلاص كذا انـا جايبة شيء جديد ويجـنن!
إبتسمت بخـفة وهي تنثر الإكـسسوارات بالقـرب من فـستانها ووِشـاحها القـرمزي، ولوهـلة حـسّت بإنها ريشـة طائرة من فـرط البهجَـة لـ كُـونها تلّقت عـزيمة بعد مُـدة طويلة من إنعدام تخـالطها بالإنـاس ومن خـارج ديـارها،
-
« مـسـاء السـاعة التاسـعة ونصف ، الريـاض »
خرجت غُـصن وصـوت الكـعب يطرُق في الأرجَـاء، مُـتمسكة بالشنطة الخاصة فيها ويكتسي اناملها الطلاء الأحـمر، شعرها مرفـوع وازرار قـميصها العـلوية مُـتباعدة أو بالأحرَى مفـتوحة ، إنحَـنت تسحـب مـِقبض باب السيارة الخـاص فيها، ذاقت الراحـة من بعد ما إبتعدَت من الديـرة ونفذّت كل ممنوع ومُـشدد في الديـار، رفـعت جـوالها لإذنها ترد على المُـتصل : لبيه ياسُـهى
سُـهى : وينك ؟
غُـصن : شوفيني بالسـيارة متوجـهة لـ ڤيلا شـهاب
سُـهى : استودعتك الله ياغُـصن ، هذي اقـوى قدحَـة ممكن تسوينها، انتبهي على نفسك الف مرة والله إني خايفة عليكِ!
غُـصن : ما عـليكِ ياسُـهى، انـا تحريّت عن كل شيء قبل ما اتهوّر وأقـدح هالقدحة، الليلة محد بيكون متواجد بـ ڤيلتهم، شـهاب بيسريّ لـ خويه بو خـالد وشُـعاع بـرا البيت مايجي إلا على ثلاث الليل، واوخـيته ماهيب بالبيت عندها بحَث جـامعي مع خويتها، فـ معليكِ اموري بالسليم
سُـهى : لاتضمنين نفسك هالكثر، إنتي رايحـة لـ بيتهم بلحالك ومُمكن بـ اي لحـظة يطمر عليك اي شخـص ، خـصُوصًا إنك رايحـة تسرقين بيته!
غُـصن : أنحـرق كرتي بالشركـة ياسُـهى، وبـ اي لحظة ممكن انطرد واليوم فرصـتي الثميّنة و لازم اسـتغِل هالفرصة وأحـرق قلب بـارقة قبل لا انطرد ، وعاد هذي اخـر مرة يشوفوني فيها آل شـافع، بحـرق قلوبهم ودُنيتهم وأغـيب ،
تنهدت سُـهى بـ قلق ونطقت : الله يحفظك ويسلمك من كل شر ، امـانة طـمنيني عليك !!
إبتسمـت غُـصن بكـل ثـقة ونطـقت : ابشـري ياعيني،
قـفلت غُـصن الخـط ورفعت القـير وبدأت تقـود السيارة لـ درب ڤيلا شهاب آل شـافع، علّت اصوت الأغاني تسلي نفسها من الدرب إلي مُـدته نصف سـاعة ،
-
وقـفت غـسَق مُـقابل المراءة وإبتسمت بـ ذهـول من منظرها الغـير مُـعتاد، بريق أعيُنها الواسعة مُـنبثقة رغـم الكحـل إلي يُزين محـاجرها، إلتفتت تسحـب وشاحـها القرمـزي وتغطي فيه ذراعيّنها العاريتين ومُـنتصف رأسها ورفعت انظارها بالمرايـة تناظر بنفسها ، زاد توسـع إبتسامتها وظهّـرت غمازتيها بوسط خـدها المُزين بـ احمر الخدود،
إلتفتت ورفعت أنظارها على الساعة وسحـبت العـطر المُـحبب لـ فؤادها والمُـستثنى، بخـتّه ونثرته على فستانها ووشـاحها وشعرها وأخذت نفس عـميق تستنشق فيه ربيع عطرها الأخـاذ، ولوهـلة طارت بـ ذاكرتها لليلة المـشئومة، ليلة نثرّها للعـطر بثياب مـهاب بكل حُـب ولهفة، زفرت بـ ضيق وتركـت العطر وسحبت الوشـاح من على اكتافها وادخلته بالشنطة الخاصة فيها،
-
وقـف شُـعاع سـيارتـه مُقابل بوابـة بيت غـسَق وسحـب مقبض بـاب سـيارته، نـزل من سـيارته ووقـف يطرق باب بيت غـسَق، ومـاهي إلا ثـواني وإنفتّح لـه الباب، تراجـع للخـلف بهـدوء من ظهرت لـه غـسَق بعـبايتها ونقابها، سكن بهـدوء من لمّـح الأعـيُن الوسـاع والشـديدة السواد، والرمـش المسُّود وشديد الكثّافة والطول، أعيُن أشبّه بـ عـين الغـزال، ورمـشٍ أشبّه بجـناح الصقر،
شُـعاع بهـدوء : نمـشي ؟
هـزت غـسَق رأسـها بالإيجـاب وهي تشُـد على شنطتها تمنّع التوتر إلي صابها بشكل مُـباغت،
إلتفت شُـعاع وتوجـه بإتجـاه سـيارته، و إلتحَـقت بـه غـسَق، وقـفت تسحـب مقبض باب السـيارة الخـلفي وإنحـنّت تجـلس بهـدوء، ميلت رأسـها للجـهة اليسرى بهـدوء لأجـل تحط شنطتها بالقرب منها " فـالمقعدة " لكـن سُـرعان ما إكـتسّاها الذهـول من بوكـيه الورد المتوسـد على المـقعدة، إبتسمـت بخـفة ومدّت كـفها بهدوء، لآمـست الورد الأحـمر بـ انـاملها وهي مذهـولة تمامًا، إبتسـم شُـعاع بخـفوت من لمّـحها تلآمس الورد ونطـق : شرايك فيه ؟ هـمّس وصتني عـليه ..
غـسَق بـ إستغراب : مين هـمّس ؟
عـقد شُـعاع حـاجبيّنه ونطـق : افا شـلون رايحـة لأختي ونتي ماتعرفين إسمها ؟
ضحـكت غـسَق بخـفة ونطقت : شـدعوة، إنت مـا علمتني عن إسـمها !
شُـعاع : باللهٍ انتو يالنسوان وش سـر حُبكم للورود ؟
غـسَق : كل هالجـمال يـا شويلع وما تبينا نستهوي الورد ونموت عليه؟! تدري من زود حُـبي للورد إني اتمـنى الورد ينرّص بقـبري بعد نفس الأجَـانب ؟
إرتخـت ملامح شُـعاع بقهر من نطـقها لإسـمه ونطق : استغفري بس حـركات كـفار مالنا فيها ، وبعدين لاتنـاديني بهالإسـم
عـقدّت غـسَق حـاجبيّنها بـ عجَب ونطقت : شدعوة ما قلت شيء ، وبعدين ورا ماتبيني اناديك بهالإسم؟
شُـعاع : مـا أحِـبه .
غـسَق : عاده إسـمك ولازم تتقبّل الأمـر الواقـع ! ولا وش تبيني انـاديك بغيره إن ما تقبّلته؟
سكت شُـعاع وزفـر بـملل ومدّ رأسـه على رأس المقعدة وهو يقوّد السيارة متوجـه لـ بيته،
-
وقـفت غُـصن سـيارتها بخـلف ڤيلا شِـهاب وتلثمّت وهي متوجـهة لـ الباب الرئـيسي، وقـفت من بُعد أمـيال بسيطة تمرر أنظـارها حواليّنها ، تتأكـد إن كان فيه كـاميرات مراقبة تُحـاوط الڤيلا من الخارج أو لا، تقـدمت وهي تسحـب المـفاتيح إلي نسخّـه لها إحدى الموظفين بالشركـة عن طريق إلهَاء شهاب ومراوغـتّه إلى أن تمكن من نسخ المفاتيح، بدأت تلوّي مفتاح تلو الأخـر ، زفـرت بتوتر من عجزت من تِشرع الباب، رفعت أخـر مُفتاح بالسلسلة وهـمست بهدوء : هيّا ، هـيّا !!
عـضّت شفايفها وهي تلُف المفتاح بهـدوء وحذر وسُـرعان ما إنفتح معها، إبتسمـت بـإنتصّـار وسحـبت المفتاح من على الباب بهـدوء تـام، دخـلت للڤيلا وهـي مُتأكـدة من إنعـدام وجود أي شخـص في الڤيلا، تقدمـت بحـذر وسحـبت مقبض الباب الداخـلي ودخلت بسكـون، بدأت تتلفت حـولها ولمّـحت الدرج إلي يؤدي لـ غرف النوم، صعّـدت للدور الثاني وهي متأكدة إنها بتتوصّـل للي تبيه من خلال غرف النوم، نزلت اللثمّـة من على وجـهها وأخـذت نفس عـميق وهي تسحـب مقبض باب غـرفة هـمّس، دخـلت ولمحـت لوحـة ضخـمة غير مُكـتملة وعلب الوان منثورة على الأرض،
تقدمت تدخـل وإلتفتت تلويّ المفتاح لأجل يتسكّر الباب ، قـفلت الباب وتوجـهت بإتجـاه الدولاب الخـاص بـ هـمّس وبدأت تقلِب بين الملابس والأدراج، زفـرت بقـهر وهمست : وش بنت الفقر ذي ، مـعقولة مالها إلا لوحـاتها السخيفة ذي ؟
تأفـفت بغـضّب وهي تبعد الملابس عن بعـض و سُـرعان ما توسدت إبتسـامة خبيثة من لمحـت صندوق المجـوهرات الخاصة بـ هـمّس، قـربته لها بهدوء وهي مُـتأمـلة مايكون فيه قفل بالصندوق، زفرت براحـة من إستسهلّت فتح الصندوق ومدت كفها ترفع المجـوهرات البارقـة واللآمـعة، سحـبتهم بهـدوء وميّلت كفها تدخـلهم للشنطة، عدّلت الملابس ورجعت الصندوق بمكـانه ووقـفت تتلثّم وتتوجـه لـ خارج غرفة هـمّس، تلفّتت حـولها وهرولت بإتجـاه الغرفة إلي بـ ركن الدور الثاني وهي واثـقة إن هالغـرفة تخُـص شِـهاب، إبتسمت بخـفة وهي تسحب مقبض الباب لكن سُـرعان ما إرتخـت ملامحـها ..
-
فـز شُـعاع عقب إرتخـاءه وسكـونه ونطـق بحـماس : اوف يـا غسَق ، بخـليك تجـربين شيء بتدمـنيّنه والله!
إلتعَـجت غـسَق وبدأت تفرك كفوفها بخـوف ونطقت بصوت مُـتهدج : وشـ .. وشـهو ؟
وقـف شُـعاع مـقابل بـرادات الشّـاي المرصوصة على الحـطب ونطق : سـلام عليكم يـا عم!
فـز بائـع الشّـاي المُـسن من لمح شُـعاع ونطـق : عليك السلام،
شُـعاع : عـطني كوبين شّـاي
بـائع الشّـاي الشايب : دقيقة يـاولدي مو إنت نفسه إلي جـاني قبل فترة وعطاني بخـشيش ولا انـا غلطان؟
إبتسـم شُـعاع بخـفوت ونطق : إيه يـاعم نفسه، منتب غـلطان
إبتسـم الشـايب بخـفوت وسحـب برادة الشّـاهي وبدء يُسكبه على الكوبين ومـدّه لـ شُـعاع ونطـق : إنت لو تدري كم من الهموم إلي أنزاحت من صدري بس لأنك مديت لي هالمبلغ ؟ إنت أنقـذتني من دين وسجِـن بغيت أنسجن فيه وأنحـرم من عـيالي وزوجـتي ، لكن رح يـا وليدي الله يوفقك ويطرح بحـياتك البركـة ويجـعلك تاخذ البنيّة يلي راكبتن معك كانك تهواها، ويـا جعله بـ الف عـافية يـارب ..
إضطربت غـسَق حـياءًا وعجـبًا من كلام الشـايب ودعـواته لكنها إكـتفت بالسكـوت،
سحـب شُـعاع اكواب الشاي ونطق : آمـين يـاعم، وابـد والله مـا سوينا شيء ..
إبتعـد الشـايب عن سـيارة شُـعاع ومدّ شُـعاع كـوب الشّـاي لـ غسَق : تفضلي ، جـربيه وعـطيني رأيـك واتحـدى لو ما أعجـبك
زفـرت غـسَق براحـة من طلع الموضوع إلي كان يقصِـد بإدمانه هو الشّـاي ولاهب نفس إلي طرى براسـها وأذعرها،
شدت على تمسكـها بالكـوب من حست بـ دفئ الكوب لكن إلتفت لها شُـعاع وتـأفف بعجـب : هـيّا خذلك، شريت لك الشّـاي علشان تتنحـين وتهوجـسين؟ اقـحنيّه يابنت!
ضحـكت غـسَق بخـفة ونطـقت : ونت علامك مُـستعجل؟ خله يبرد ولا تبيني ألسّع لساني فيه؟!
إبتسـم شُـعاع بخـفة ولفّ راسه يصُـد عنها ويثبت انظاره على الدركـسون : أعـذريني مـتحمس لـ رأيك !
غـسَق : مـعليك مردّي مجربته ومعطيتك رأيـي بس لاتوترني بهالعجـلة وسوق بهـدوء علشان ماينطش الشّـاي علي وأحترِق عاد .. تـرا مانيب جـايبة عـباية بديلة ولا إنت بتقدر تساعـدني مثل ما سـاعدتك قبل!
خفّض شُـعاع سرعـة قـيادته وهو يضحـك بشكل هـستيري : الله يصلحـكِ يـا غـسَق، حـكيك مـليان دّق وشـماتة، ماتنسين إنتي ؟!
ضحكت غـسَق بخـفة ونطقت : شدعـوة ، ما قالولك إن الشمّـاتة ماهيب من اطباعي ؟
شُـعاع : إيـه واضح،
رفـعت غـسَق الكـوب بإتجاه ثغرّها لأجـل ترتشِـف منه لكنها فـزّت بخـوف من فز شُـعاع وهتّف : مـطببب!
شِـهقت غـسَق من أبعدت كوب الشاي عن ثغرها وأنهَالت جرعة بسيطة على فخـذها،
إلتفت شُـعاع من شـهقتها وهـو يضحـك بسُـخرية : اسف والله اسف ، سقتها عليكِ مافيه مطب!
ميلت غـسَق شفايفها بـ غبنّة ونطـقت : أنحـرّقت بسببك وعبايتي توصخـت بسببك!
كبّح شُـعاع ضحـكته ونطـق : بالله تحـرق ؟
صدّت عـنه غـسَق وتركـت كوب الشّـاي على قاعدة الأكواب إلي يتوسط المقعدة الخـلفيّة،
حـك شُـعاع جـبينه بتوتـر وهـمس بين نفسه : ياليل مالقيت تطلع مزحّـك وتفاهتك إلا على أنثى!
شُـعاع : اعـذريني طيحت الميّانة بزيـادة، مدري وش بلاي ارتحَت لك بزيـادة
تنهدّت غـسَق ونطقت : مـا عندي مُـشكلة بس ليه تسوي كذا وتفجـعني!
شُـعاع : والله اسف ،
سحـبت غـسَق كوب الشّـاي وإرتشفّت مـنه بهـدوء وحـذر وسُـرعان مـا فزت ونطـقت : الله !
إبتسـم شُـعاع من تلمّس الرضـى بنبرة صوت غـسَق ونطق : لذيذة صح؟
غـسَق : تجـنن والله! ألـذ من شاي امي بعد
شُـعاع : يسـاتر مسرع جـحدتي امك! بس تصدقين؟ أتفق معاك
غـسَق : حدّك إلا امي عاد، مافيه شيء يعلُو عليها، لا شاي الشايب ولا غيره ،
ضحِـك شُـعاع ونطق : شـاهي الشايب لـ إسترجاع العلاقات ، امـا شاهي امك لـ سواليف الليول اللآنهائيّة ،
كبّحـت غـسَق ضحكتها وهـي تمسح طرف عبايتها المُبللة بشكل بسيط أثـر إنهيّال الشاي
وقـف شُـعاع مُـقابل الڤيلا الخـاصة فيهم ونطـق : يلا انزلي يـا غسَق ، وخذي بوكـيه الورد معك زين ؟
هـزت غـسَق رأسـها بالإيجـاب وسحـبت مقبّض الباب، خرجـت ومدّت نظرَها للڤيلا الضخـمة المُقابلة لها، دخـلت وتعـابير الصدمـة والذهول يكتسيّها، تلفّتت حـولها وهي مذهـولة من المسـبح والأشجَـار والأزهـار وأحدّث السـيارات مركـونة في نهاية الڤيلا، ميّلت شفايفها بهدوء من لمحـت زهـرة النرجـس وإنحَـنت تقطُف من زهـور النرجـس والإبتسامة متوسـدة في ثغرّها، دخـل شُـعاع بعد ما ركّن سـيارته لكن إستوقـفه إنحـناء غـسَق مُـقابل زهـور النرجـس وإقـتطافها لـ زهـور النرجـس رغم البوكـيه المتوسد في ذراعها الإيمن،
صغّر شُـعاع ملامحه من زفـرت غسَق تزفـيرّة طويـلة ونطـقت : أخ يـا زهرَة النرجس، حلاكِ يغـلبني دائمًا ويجـبُرني أقطُفك وأنتقيكِ دائمًا ورغم البوكـيه إلي معاي إلا إني طمّعت بكِ!
إبتسـم شُـعاع ونطـق من خـلفها : تسولفين مع من يـا نرجس الغـسَق ؟!
ذُهلت غـسَق من صوت شُـعاع وتلقيبّه لها بالنرجـس، أخفّت إبتسامتها ووقـفت تنطُـق : هاه ؟ ولا احـد
أخفى شُـعاع إبتسامته ونطـق : ادخـلي من الباب إلي قـدامك،
-
زفـرّت غُـصن بقـهر من عجـزت تفتح بـاب غرفة شِـهاب والظاهر لها إنّ الغرفة مقفلة بـالمـفتاح، تلفّـتت حولها وهي تهز رجـلها بـتوتر، تحـاول تتوصـل لأي حل ممكن يخـليها تفتح الباب بأي طريـقة، دخلت كفها على شعرها وسحبت بنسّة من تحت اللثمّة وبدأت تحـاول تفُك الباب فيه لكنها عجـزت تمامًا، جودة الباب مُـستحكمة ومُحالا ينفتح بأي شيء غـير المُـفتاح، نزلت رأسـها للأسفل وإسـتوقفها السجَـاد المتوسد مُقابل الباب، إنحـنت ترفع السجاد وتمـرر كفّها على الأرض ببطئ لكن بلا جدوى، وقـفت وهي تتسائل بين نفسها : وين حط مفتاح غرفته هالشايب!
بدأت تمُـد انظارها حوالينها وأستوقفها بريـق بادر من تراب الشُجيرة المركونة بـ يسار الباب، تقدمت وإنحـنت تُحـملق بالتربّة وسُـرعان ما توسدت إبتسـامة عريضة على ثغرّها، سحـبت المفتاح المغـروس على التربة ووقـفت تلويه على الباب وسُـرعان ما إنفـتح معها الباب، زفـرت براحـة ودخـلت بهـدوء تـا ا ا م وقـفلت الباب وراها ونطـقت بضحـكة ساخرة : اهلاً ، اهلاً ، رحبي بيومك ومكـانتك الأخـيرة يـا بارقة!
تقـدمت وإنحـنت تنبِش بالأدراج والدواليب، إلى أن توصّـلت لـ شـنطة سوداء، سحـبت الشـنطة لكـنه كان مُقفل بـ رمز، زفـرّت بغضب ونطقت ؛ طيب الله يـاخذك يـا شهاب!
تركـت الشنطة بالقرب منها ونزلت انظارها للسـاعة، تسَـارعت نبضاتها بـقلق وهمست بين نفسها : يلا ياغُـصن اخلصي لاتنصادين!
بدأت تقـلِب بين الأوراق والملفات، ملف ورا ملف، ورقـة ورا ورقـة، توسعَـت محـاجرها من لمّحـت مـلف كـامل لأراضي وشركـات تخُـص بـارقة وشِـهاب ، إبتسمـت بإنتصَـار ووقـفت تدفع بوابة الدولاب برجـولها ، تقدمت تفتح الشُـباك وسحـبت الشنطة وألقتّه من الشُـباك بـ اقوى ما عندها، إحتضّنت الشنطة اراضي الحديقة الخلفية، سحـبت الولاعـة من شنطتها ورفـعت الأوراق الملكيّة الخـاصة بالبارقـة والمُـتشارك فيها شِـهاب،
-
دخـلت غـسَق على الصـالة الخـاصة لـ ڤيلا شُـعاع، وهي مُـتعجبة ومذهـولة من هالصالة الفاخـرة رغم إنـها للأن ما تجوّلت بالڤيلا وإستفتحّت دخولها على الصالة فقط، مُتعجبة من الصـالة البديعَة وأُسبلت على نوافذها وابوابها ستائـر حـريرية بيضاء تتراءى في خلالها اسلاك الفضّة اللامعـة، وتـدور في أطرافها الوان الفصوص المتلألئة، وأنتثرّت في جوانبها وأركـانها المقاعد الثمينّة،والمناضد الجـميلة، وآنيّة الفضـة والذهب، وأُصـص الريحَـان والزهـر ، مُـتعجبة من هالتفاصيل الخـلآبة والبليغة رغم إنه سبق وشرّح لها حـاله وبُخـل ابوه وإفتقّـاره، إنحنت تترك بوكيه الورد على إحدى المناضد وبدأت تتلفّت حـولها تحتري إستقبال هـمّس لكن كان الهدوء يعُم الأرجَـاء، صابها الإستغراب والخوف وبدأت تهتِف بـ : سلامي عليكم يـا اهل البيت ..
سكنت لـ ثواني من ما تلّقت أي إستجابة ونزعّت العـباية من على جـسدها ، وسحـبت وِشـاحها القرمزي تغطي فيه اكتافها وذراعينها وتقـدمت بإتجـاه المراية المركـونة في ممـر طـويل بجوانبه ابواب، ميّلت رأسـها بهدوء ولمّـحت الغرفة الخاصة بـ كل شيء يخُـص مِهن الأبناء والشركة، وزاد إنبهارها من هالحُجرة ومايشتمل عليه من اثاث ولِوّح ومايتلالأ بجانبه من زخـرف وأنـيّة، ومايتراءن فيه من الوان ثياب وانواع الأزيـاء ، تراجـعت للخلف عقب ما خذت نظرة خاطفة من بُعد مسافة، ووقـفت مقابل المراية وخـيّل لها إن من شـافها من ابناء هالڤيلا الأخاذة والمُهيبة، بيشمّتون فيها في اعماق نفوسهم على منظرها، ومنظر ثيابها القـرويّة بنظرها، القصيرة إلي خـاطتها بيدها ، ترددّت وذُعرت من ردة فـعل اخـته، وخـيّل لها إن الأكـيد اخـته بتكون منبّع في الجـمال ما دآمهم يمتلكون هالڤيلا الفاخرة، زفـرت بضيق وتوجـهت بإتجـاه دورة المـياه وهي حـائرة ومُرتبكة،
-
دخـل شُـعاع لـ غرفته لأجـل يغير ملابسه ويحـرر نفسه من الثوب، سحب أزرار العُـنق ورفـع جـواله من وصله إتصال، عـقد حـاجبينه بإستغراب من إسم المُـتصل وسرعان ما رد عليها ونطق : هـمّس؟
هـمّس : ويـنك فيه؟
شُـعاع : بالـبيت يعني ويني؟
هـمّس : جـبت البوكـيه إلي وصيّتك عليه؟
شُـعاع بعجـب : ليه غـسَق ما عطتكِ يـاه؟
هـمّس بإستغراب : غـسَق ؟
شُـعاع : إيـه البنت إلي كلمتك عـنها اليوم العـصُر!
هـمّس : ليه هي جَـت ؟
شُـعاع : إيه، لايكون ماطلعتي من غرفتك و أستقبلتيّها ؟
سكتت هـمّس لـ ثواني ونطـقت : شُـعاع تكـفى لاتقولها !
شُـعاع : وشـو ؟!
هـمّس : ببكـي يا شُـعاع انـا مانيب بالبيت !!
فـز شُـعاع بصدمـة ونطق : شلون منتي بالبيت ونـا معطيك خبر قبل إني عازم البنيّة عندنا للعـشاء ، لا وبعـد قلتلها تدخل واختي بتجـي تستقبلك ، هذي نهـاية تعشُمي بك ؟!
هـمّس : يا شُـعاع إنت قلتلي إنها بتجي بكرا ، ونـا سريت لـ بيت خويتي علشان البرزنتيشن!
مالت ملامح شُـعاع للأحـمرار من شدة الغضب إلي صّـابه ونطق : يابنت انـا ما قلتلك بكرا ، قلتلك بالمـساء!
هـمّس : والله ما ركـزت على كـلامك ،
صّـد شُـعاع يستغفر ونطق : يالله لاتفشلنا ، ارجـعي بسرعـة والحـقي على البنت
زفرت هـمّس بقـلق ونطقت : طـيب بس بالله لاتخـلها تسري ، عيب والله ..
زفـر شُـعاع بغـضب ونطق : يالله منك يا هـمّس، تعـالي بسرعة، رجـيتك ماتفشليني!
-
أشعّلت النار على طرف الورق وسُـرعان ما إشتعلت الأوراق وتحـولت لـ رمَاد، أطرّقت برأسـها وإبتسمت وهي ترمي الأوراق المُـتأجـجة، قـفلت الشُـباك ونفّضـت كفوفها ورفعت اللثمّة وأغلقت انـوار الغرفة وخرجـت مُباشرةً، توجـهت للأسـفل بخطوات حـذِرة وسريعـة، بدأت تتلفّت حـولها و لمّحـت باب غـرفة منحـوتّات شُـعاع مُـشرعة، تقدمت تدخـل للغـرفة وبدأت تُحـملق بمنحـوتّاته واللوحـات المتوسدة والمُعلّقة على الجـدران، إبتسـمت بخـفوت ورفعت سبّابتها وإبهامها وثبتته على طرف ذقنها وخدها ونطقت : طيب لو مثلاً ، مثلاً حرقت هالمكـان بعد وش بيصير يـا تُرى؟!
قـربّت بإتجـاه المُجـسم المنحـوت ولآمـسّته بطرف إصبعها بهدوء : لا ياغُـصن وشـوله حرق؟ ليه ما أزرفه وابيعه وأكسّب من وراهم!
إبتسمت بخـبّاثة ومدّت كـفها ترفـع المجـسم لها ولوهـلة إصطدم طرف إصـبعها على إحدى المجـسمات وسقّط على الأرض مُباشرةً، ورنّ صوت الكـسر في كامل أرجـاء الغرفة،
-
نـزل شُـعاع بعـد ما بدّل ملابسه وبـدء يتسحـب لـ الغرفة المُحـببّة لـه، الغرفة الخـاصة بمنحـوتّاته وفنونـه، وبينما هـو متوجـه للغـرفة أسـتوقـفه صوت كـسر صادرة من الغـرفة، إضطرب فؤاده وجـسده وأسرع في خـطواته متوجـه للغـرفة الخاصة بفـنونه ومنحـوتّاته لكـنه فز من ظـهر له شخـص مُـتلثم وبيده إحـدى منحـوتّاته المُقربة لـ قلبه، إرتبكّـت غُـصن من ظهر قـدامها شُـعاع، ركضت غُـصن وهي تحـاول تدفـع شُـعاع وماتخـليه يحـشُرها في الممـر اللآ مفّر له،
ميّل شُـعاع جـسده وهو يسحـبها بإتجـاهه ، ثبتها على الجـدار ونطـق : مـين إنتي؟!
كـانت غُـصن مرعـوبّة وهـي تحـس بقُـرب شُـعاع منها، ولـوهـلة حسّت إنها رح تفقد أعـصابها،
شُـعاع بحـدة : تكـلمي !
فـز شُـعاع من رفسّـته غُـصن ، وإنحـنى يمسك بطـنه بـألم، إنطرحت غُـصن على الأرض ووقـفت وهي تتأوه بـ الألـم، رفـعت المجـسم من الأرض ووقـفت تمشي بصعـوبة من الإصابة إلي تعرضت لها بـ رُكبتها من إنطرحت على الأرض، وقـف شُـعاع وهـو ياخـذ نفس عـميق وتقـدم يسحـبها بكل قـوآه، شِـهقت غُـصن من قوة السحبة وإنفّلت المجـسم من كفوفها وسُـرعان ما إعتّل صوت الكـسِر ، إنتفّض شُـعاع إنتفاضة شـديدة من شهِـد على إنكـسار اقرب المُـجسمات لـ فؤاده، ثبتهّا على الجِـدار بـ كل قـوآه، ونطـق بنبرّة ونظـرة تهِـز الصخـر : مييين إنتي!
سكـتت غُـصن وهي تحـاول تقـاوم شُـعاع بـ كل قـوآها لكنه كان أقـوى منها بكـثير،
رفـع شُـعاع كـفه وسحـب اللثمّـة من على وجـه غُـصن وسُـرعان ما إتضّحت له ملامح غُـصن الحـادة،
إبتسـم شُـعاع بإنتصـار ونطـق : اووه، طـلعتي إنتي ؟!
صّـدت غُـصن وهي تحـاول تفك نفسها لكن بلا جدوى، شِـهقت من تمسك شُـعاع بـذقنّها وثبتها مقابل وجـهه تمامًا، ميّل رأسـه وهو يهمس لها بهـدوء : وش جـابك لـ هنا ؟ وش نـاوية توصلين لـه ؟!
-
خـرجت غـسَق وهي تنفـض كفوفها من المويـا وعـقدّت حـاجبينها بإسـتغراب من بدأت تسـمع اصـوات أنـين، تقـدمت بهـدوء بإتجـاه الصوت وأطـرّقت برأسـها بإتجـاه المـمر وسُـرعان ما إنتفّـضت نفضّـة يُصـاحبها توسع شديد في الأنظـار، إرتعدت شفاه غـسَق وحست إن الموت يتسرب لـ قلبها من لمّـحت شُـعاع مُلاصق غُصن ومتمسك بـ ذقنها، ولوهـلة توقعت إن بينه وبين غُـصن عـلاقة حُـب، إلتفت شُـعاع من حـس بوجود شخـص، وسُـرعان ما دفعت غـسَق نفسها للخـلف وهي بـراسـها الف سؤال وسؤال، اولـهم وش هي عـلاقة غُـصن بـ الشُـعاع وكـيف توصلّت لـه، وبقـلب بيته وبنفس الليّـلة إلي حضـرّت فيه بعد، مـعقولة وِقـعت بـ فخ أخـتها وشُـعاع ؟! ،تلفّـتت حـولها وهي تحـاول تخـتبئ بـ أي مكـان ،
-
إبتسم شُـعاع بسُـخرية من ما تلقى أي رد من غُـصن غير النظرات الحـادة : ويوم عجـزتي تحـدرين أسهُـم الشركـة للمرة ثانية جـيتي تزرفـين بيت شِـهاب آل شـافع يـا بنت الفقر؟! متوقعـة إننا غافلين عنك وعن بلاويك؟ بس تدرين إنـك أغبى مخـلوق مّر بحـياتي ؟ تدرين ليه ؟ لأنـك جـاية برجـولك للمـوت، داخـلة برجـلينك لـ هنا ونتي متوقعة بتاخذين إلي براسـك ؟ لا والله تبطين عظم دام شـهاب قائدي !
ضـحكت غُـصن بسُـخرية ونطقت بنبرّة سـاخرة : بس انـا خذيت إلي ابيه وزيـادة بعد!
ضحـك شُـعاع بسُـخرية ونطق : وش إلي خـذيتيه؟ نوّيتي على منحـوتّاتي بس يـا حرام ما صارو من نصيبك !
إبتسـمت غُـصن ونطـقت : ألحـق على اوراق العـقود للأراضي والشركـات، وبالمّرة ألحـق على إنك تطفي الحـريق إلي شبّ بالحـديقة الخـلفية، قـبل لا تتسـللّ النيران للڤيلا ،
غـمزت لـه غُـصن وهي تشُـده من يـاقته بهـدوء وهمست لـه : مـثل مـا انـا تسللّت لكم تمـامًا ..
إلتفـت شُـعاع وهـو فعليًا كـان يشُـم ريحـة حـريق بشكل خـفيف، فـز شُـعاع من تعّالت اصوات نذارات الحـريق، دفعّـته غُـصن ونطـقت بنبرّة ساخـرة : إلحـق على هالڤـيلا الثميّنة، لاتشـغل نفسك فيني لأنـك لو أشغّلت نفسك فيني بتتشرّد .. أو ؟ تحـترق وتتحـول لـ رمَاد وتنتهي مسـيرة النحّـات شُـعاع بن شـهاب !
تركـها شُـعاع وهـو يتوعـد فيها ويـردد : والله مـا بخـليكِ، صدقيني بجـيبك وأحـفر الأرض علشان أندمـك على سوّاتك !
مدّت غُصن كفها بشكل سريع ونطقت : يـا انا ، يـا بيتكم ، القرار بين يديـنك يا شُعـا ا ا عـي !
شـدّ شُـعاع قبضّـته وهو متوجـه للخـارج، تـارك غُصن بين الممـرات وهو يحـس إن النيران شبّت بصدره مو ببيته، مغـبون ومـقهور لأبعد درجَـة على افعال غُـصن، سحـب قبضّة الباب وسـرعان ما شهِد على تصاعُـد الدخـان حـوالينه، هرول يركـض للحـديقة الخـلفيّة، تسـارعت نبضّاته من لمّح تأجُـج النيران على الأشجَـار والزهور والحـديقة الخـلفية بأكـملها ، دبّ في قلبه الرعب من هـوّل المنظر وسُرعان ما تراجع للخـلف وهو يتحـسب على غُـصن، سحـب جـواله يتصـل على الدفـاع المدني وفي اثنّاء إتصـاله بالدفاع المدني طرّت بباله غـسَق، ضحـك بسُـخرية وتراجـع للخـلف يركـض ويهتِف بـ إسمها، هروّل وهو يردد : اقـسم بالله لا احـرق قلبها مـثل ما اخـتها أحرّقـتنا ،
إنحـنت خلف المـغاسل وهي ودهـا تهرب لـ خارج الڤيلا وتركـض إلى مـاله نهَاية من شدة الذعر إلي حـاوطها، لكـن إلي منعها عن الهرب هو بُعدها عن ديـارها، وإنتشار النيران بالخارج ، فـ لو أقدمّت على الهرب وش بتكـون نهايتها بوسـط هالتأجـج الهائل ، ضمّـت فخـوذها لـ حضنها ووسدّت رأسها على رُكبّيها وهي تحـس إن نهايتها بتكـون الليّلة، بتحـترق وتتحـول لـ رمـاد وتتلاشى عن الوجـود، فـزّت بخـوف من بدء صوت شُـعاع يتردد على مسـامعها لكنها عجزت عن الإستجَابة والرد من شدة ذرعها من الموقف إلي شهِـدت عليه، هي لا زآلت تحـت تأثير الصدمَـة والذعـر وما زاد ذعرّها وصدمتها إلا النيران إلي شبّت بحـديقة كاملة بمُجـرد حرق غُصن لـ الأوراق ونثرها لـ الأوراق المُشتعلة على الزرع، شِـهقت لمحّت تسـلُل الدخـان من الشبابيك ومن بدء الدخـان يعُـم الأركان ومن بدء يسلب انفاسها بشكل تدريجـي ،
-

ركـضّت غُـصن بإتجاه إحدى الشبابيك المطلة على الحديقة الأمامية، ودفعته للجهة اليسرى، رفعت ساقها للأعلى وسحبت الكعب من رجلينها ورمّته من الشباك للأرض، رفعت ساقها وهي تحـاول تطلع من الشُـباك وتهرب من الڤيلا قبل ما الحـريق يوصل للحـديقة الأمامية من الڤيلا وتتلاشى في الحريق، سقطت للأسـفل وتـأوهّت بألـم من وقعت على الأرض من الشباك، وقفت تستعيد توازنها بسرعة، بحـكم إن المسافة بين الشباك واراضي الحديقة الخارجية بسيطة، نفضّت نفسها وسحـبت كعبها وشنطتها وركـضت بإتجـاه بوابة مـواقف السيارات، سحـبت مقبض الباب وإستصعّبت فتحه من شدة ضخـامته وثُقله، رمّت كعبها على الأرض تلبسه، لبسته وبدأت تركـض لـ خلف الڤيلا، تسَارعت نبضاتها وهي تهرول بـأقصى سرعة رغم الكـعب إلي لابسته، مُتمكنة في المشي والركـض بالكـعب بشكل مُذهل، سحـبت سحّاب شنطتها وهي تتلفّت حوالينها بـ ذعـر، سـحبت المفاتيح بكـفوف راجفة أثر التوتر ، زفـرت بخـوف من سقّط المفتاح من كفها ودخل اسفل سـيارتها، إنحـنت وهي تحـاول تسحب المفتاح بعجـلة لكنها كانت عاجزة عن توصيل ذراعها للمـفتاح، إضّجـعت على الأرض ودحرجّت نفسها بهدوء لـ اسفل سيارتها وهي تحـاول تسحب المُفتاح، زفرت براحـة من تمسكت بـ مفتاح السيارة لكنها سكّـنت بمكانها من حسّـت بـمرور سـيارة من جنبها
-
فـزت هـمّس من لمحت سحَـابة سوداء نُتجـت أثـر الدخـان الشديد ،المتكوم من تـأجُـج النيران،إضطرب فؤادها ونطـقت بخـوف : تشـوف هالدخـان يـا شـاكر ولا يتهيأ لي ؟!
هـز السواق شـاكر رأسـه بالإيجَاب ونطق : هذا دوخان مال حريكَّـة يـا مدام!
إنقـبّض قـلب هـمَس من وقـف شـاكر السيارة مُـقابل الڤيلا الخـاصة فيهم، رفعت كـفوفها على شفتيها وهي تهز رأسـها بالنفي من تأكـدت إن الحـريق وقِـع ببيتهم، هتفّـت بكل قواها : شُـعا ا ا ع !!
رفعت جـوالها تتصـل على الدفـاع المدني وكفوفها ترتعـد، وتضطرب

اخـتارو بسرعة أذبح غُـصن بالحريق ولا شُـعاع وغسَق 🏃🏻‍♀️‍➡️؟
لاتنســون النجــمـ🌟ــمة ولاتنسون تبدووّن رأيكــ💌ــم بالكومنت

أدرِزُ السَّدى بالتعـقيِف قِـتامًا فـ يضُوي بشُـعاعِه ويمحُو عُتمتيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن