-
ضمّـت فخـوذها لـ حضنها ووسدّت رأسها على رُكبّيها وهي تحـس إن نهايتها بتكـون الليّلة، بتحـترق وتتحـول لـ رمـاد وتتلاشى عن الوجـود، فـزّت بخـوف من بدء صوت شُـعاع يتردد على مسـامعها لكنها عجزت عن الإستجَابة والرد من شدة ذرعها من الموقف إلي شهِـدت عليه، هي لا زآلت تحـت تأثير الصدمَـة والذعـر وما زاد ذعرّها وصدمتها إلا النيران إلي شبّت بحـديقة كاملة بمُجـرد حرق غُصن لـ الأوراق ونثرها لـ الأوراق المُشتعلة على الزرع، شِـهقت لمحّت تسـلُل الدخـان من الشبابيك ومن بدء الدخـان يعُـم الأركان ومن بدء يسلب انفاسها بشكل تدريجـي ،
-
ركـضّت غُـصن بإتجاه إحدى الشبابيك المطلة على الحديقة الأمامية، ودفعته للجهة اليسرى، رفعت ساقها للأعلى وسحبت الكعب من رجلينها ورمّته من الشباك للأرض، رفعت ساقها وهي تحـاول تطلع من الشُـباك وتهرب من الڤيلا قبل ما الحـريق يوصل للحـديقة الأمامية من الڤيلا وتتلاشى في الحريق، سقطت للأسـفل وتـأوهّت بألـم من وقعت على الأرض من الشباك، وقفت تستعيد توازنها بسرعة، بحـكم إن المسافة بين الشباك واراضي الحديقة الخارجية بسيطة، نفضّت نفسها وسحـبت كعبها وشنطتها وركـضت بإتجـاه بوابة مـواقف السيارات، سحـبت مقبض الباب وإستصعّبت فتحه من شدة ضخـامته وثُقله، رمّت كعبها على الأرض تلبسه، لبسته وبدأت تركـض لـ خلف الڤيلا، تسَارعت نبضاتها وهي تهرول بـأقصى سرعة رغم الكـعب إلي لابسته، مُتمكنة في المشي والركـض بالكـعب بشكل مُذهل، سحـبت سحّاب شنطتها وهي تتلفّت حوالينها بـ ذعـر، سـحبت المفاتيح بكـفوف راجفة أثر التوتر ، زفـرت بخـوف من سقّط المفتاح من كفها ودخل اسفل سـيارتها، إنحـنت وهي تحـاول تسحب المفتاح بعجـلة لكنها كانت عاجزة عن توصيل ذراعها للمـفتاح، إضّجـعت على الأرض ودحرجّت نفسها بهدوء لـ اسفل سيارتها وهي تحـاول تسحب المُفتاح، زفرت براحـة من تمسكت بـ مفتاح السيارة لكنها سكّـنت بمكانها من حسّـت بـمرور سـيارة من جنبها،
-
فـزت هـمّس من لمحت سحَـابة سوداء نُتجـت أثـر الدخـان الشديد ،المتكوم من تـأجُـج النيران،إضطرب فؤادها ونطـقت بخـوف : تشـوف هالدخـان يـا شـاكر ولا يتهيأ لي ؟!
هـز السواق شـاكر رأسـه بالإيجَاب ونطق : هذا دوخان مال حريكَّـة يـا مدام!
إنقـبّض قـلب هـمَس من وقـف شـاكر السيارة مُـقابل الڤيلا الخـاصة فيهم، رفعت كـفوفها على شفتيها وهي تهز رأسـها بالنفي من تأكـدت إن الحـريق وقِـع ببيتهم، هتفّـت بكل قواها : شُـعا ا ا ع !!
رفعت جـوالها تتصـل على الدفـاع المدني وكفوفها ترتعـد،
وتضطرب،
-
وسُـرعان ما هتفّت بـ إسم شُـعاع وهي تحـس إنها بتفـقد وعييّها، فـز شُـعاع صوت غـسَق الصادر من جـهة المغـاسل، هـرول بإتجـاه المغـاسل وبدء يتلفّت حـوالينه ويردد إسـم غـسَق، كّـح شُـعاع وهـو يحـاول يبعد الدخـان بكفوفه، أخـذت غـسَق نفس وهي تحـاول تستعـيد وتوازن انفاسها وسُـرعان ما طاحـت انظاره على ضّـم غـسَق لـ نفسها وإتكاءها بـجانب المغاسل، فـرّك عيونه وهـو يحـس إن الدخـان بدء يلذّع انظـارها ، إنحـنى يسحـب غـسَق بصعـوبة، الدخـان ملئ الأرجَـاء وتحولّت الأنظار للضـبابية، وقـفت غـسَق من سحـبها شُـعاع من ذراعـها وهي تكُـح بشكـل هـستيري،
مسّح شُـعاع عيونه بـ كمّه وهو يحـاول يوصل للباب الخـارجي ويخـرج نفسه من هالمحـنّة، لكن تمكّن منه الوهَن،ضمّت غـسَق ذراعه وهي تتبع خـطاويه المُتعرجة، خـرّ على الأرض بـ رّكاكة، وأُلقّت غـسَق على جسده المُتكئ على الجدار ، شدت غـسَق على كف شُـعاع من بدأت أجـفانهن تُطبق عـنوةً عـليهم، تُرِكت اجسادهن في وسط هذهِ الثـورّة .. رُبما اراد القدّر أن يحـسِم ارواحهم سويًا، بوسط توقـد النيران في الأرجَاء ؟
-
« بعد مرور سـاعة ، بين المُسعـفين »
أخمّدوا المطـافئ النيران المُـتأجـجة، و آضَ الأشجَار للرماد والأغصان للسواد الحـالك، أُطرِحت اجساد شُـعاع وغـسَق على الفراش وباشرو المُـسعفين بـ جّس النبّض والإنعَاش،
الأجـفان مُنطبقة، لكن الأصوات تتردد على اذانهم بشكل ركيك بعد توصيل الأكـسجين للغـسَق والشُـعاع،
هـمّس بضـيق : تكـفىن شصار على اخـوي !
نطـق إحدى المُـسعفين : لاتشيلين هم النبضّات طبيعية، بس إستعادة الوعي مابيكون بالوقـت الحالي لأنهم تعـرضوا لـ كتمة وإختنَاق من قِبل دخـان الحريق، لكن مردها تُفرّج بإذن الله
زفـرت هـمّس براحـة شـديدة وإنحنت تجـلس مُقابل غـسَق، ولوهـلة سُـرِحت بمـلامح غـسَق المُتعبة، ميلت شفايفها وهمّست بين نفسها : اول مرة اشوف شخـص مُتضح بملامحـه الأسَى والغّم، مـعقولة هالبنت كابدّت احزَان وهموم أدّت بإظـهار هالملامح المُنهكة هالكـثر ؟
تـنهدّت بضـيق وهي تضُم كف شُعاع بكفوفها : آآه يـا شُعاع ، اموت واعرف وش سويت من بلاء بالحديقة، لدرجة إنه أدَى لـ نهشّ كل شيء مـتواجد بالحديقة!
-
وقـفت غُـصن مقابل إحدى اللآونجَـات بالريـاض وتوجـهت للداخـل مُباشرةً، إستنشقت ريحـة الشيشة المُخـالط لـ رائحة البُّن والإبتسَامـة تعتلي ثغـرها، وقـفت مُـقابل الباريسـتا وهي مُستريحَة وخاليّة من أي هَـم تمامًا، قدمت طلبها وكانت تتقدم لأجـل تجلس بإحدى الكراسي لكن إستوقفها تردُدات الحان أغنيّتها المـفضلة وإبتعدَت عن الكرسي وبدأت ترقـص وتتمـايل بالقـرب من الأشخاص إلي جالسين يتمايلون ويرقـصون بكل إريحـيّة وحـماس، ترقـص وهي نـاويّة تفرغ الطـاقة وسـعادة الحيّاة وهـنائِها بهاللحـظة بعد الإنتقـام، عـافت حـياتها الماضية وإجـتوتها، وهَامت بحـياة الحُـريّة والإنتقـام،
إبتسـم إحدى الجُلاس من لمّح غُـصن و دّق رفيقه وهو ينطق : اوف ، نـاظر بالصـاروخ يلي قـدامك! مدري تلقاها من جـسمها المُخـصّر وطولها ولا وجـهها اعنبو ذا الوجـه الحلو!
إبتسـم ريـان بـ ذهول ونطـق : الله يكـثر من هالزيـن !!
زفـرّت غُـصن بـ تعب وتوجـهت تجـلس بإحـدى الكراسي المركـونة، لكن إستوقفها إحدى الطاولات المُـختلطة من نطـق إحداهم : شـاركينا بالجـلسة يـا حلوة!
سكتت لـ ثواني وهي تُحملق بالجُلاس، ميّلت رأسـها وتقـدمت بإتجـاههُم من أُعجبت بملامح إحدى البنات وسُرعان ما وقـف إحدى الذكور وسحـب لها الطاولـة لأجل تجـلس، إنحـنت تجـلس بإبتسـامة بـبذخ وبرود ،
مّـد لها إحدى الجُـلاس كفّه للسـلام ونطق : اهلاً، معك محـمد !
رفـعت غُـصن كفها لأجـل تصافحه لكنها سحَبت كفها على أخـر لحظة ورفعته لـ خدّها بإبتسـامة سـاخرة ، ضحـكوا الجُـلاس ونطق محمد بإحـراج : يـا زيـنك ويـا زين ثقلك بس !
إبتسم ريـان وهو يناظـر فيها بإبتسَـامة بـاردة : دايـم الحـلوات فيهم ثقل وشـوفة نفس فـ لاتستغرب يـا محمد !
مـيريـام : ما عـلمتينا ، وش إسـمك ؟!
غُـصن : مو ضروري تعرفون إسمي
عـقدّت انفـال حاجبيّنها ونطـقت : اجل وش ننـاديكِ فيه ؟!
إبتسمَت غُـصن ونطـقت : أطرحـوا علي الإسـم إلي تبونـه،
ريـان : احـس يليق عليكِ لقب المطنوخـة ..
غُـصن بـ عجَب : وليه صّابك هالإحـساس ونت مابعـد دريت بي ؟
ريـان : إحـساسي مايخيب، احسك مطنوخـة صدق ..
غُـصن : حـلو ، أعـجبتني وجـهة نظـرك
تأفـفف محـمد ونطـق : اوف منك يالمطنوخـة المزيـونة، انشهَـد إنك تطيحين الطـير من السمَـاء
سحـبت غُـصن مشروبها أو بالأحرَى القهوة إلي طلبته ونطـقت : ومين بـاقي ما طاح بين شِباك حُبي؟ الناس يهرعون لي بينما انـا جالسة مُكتفة الأيدي!
ضحِـك ريـان بسُـخرية وهو يمسح بكـتف محمد بينما تحولّت مآلت ملامح محـمد للإحمرار : وحدة بـ حلاكِ ما استبعِد منها هالنرجـسية، يحِـق لك يـ .. ؟
غُصن بسُخريّة : المطنوخـة المزيـونة
ضحِـك محمد وهو يمسَـح وجـهه : إيـه ، إيـه ..
غُـصن : بالمُـناسبة، جَاز لي الحديث معكم
ريـان بسُخرية : عادنا نعجـِب الكل، ما بستغـرب ابد لو أرتحَتي لنا،
همّس لها محـمد ونطق : صراحةً انا مُستغرب من شخصيتك، لأن بالعادة الحَريم تكّة ويفدونا بـ ارواحهم، مو بس بحساباتهُن وارقامهن، أمـا إنتي ؟ شخصية جديدة علي!
إنحـنت غُصن تجلس مُقابل الطاولة ونطقت بإبتسامَة ساخرة : النسـوان إلي يرضون بكم مايسووّن ظفري ولا يتسمون بنسـاء .. إلي إنت تسولف عنهُم يُطلق عليهم بالرخـيصّات، وغالبًا الرخيصات يحترون واحد من العيال يلتفِت لهُم، امـا انا؟ ماعُمري هزيت فنجَـالي لأجل ذكر علشان أهز قلبي على ذكر! أخ بس وش اسوي بكم يا الذكور على هالثقة؟ هل أنتم انـا ؟! .. لا طبعًا،
ضحِـكت ميريام بـ ذهول ونطقت : ما عُمرك هزيّتي فنجَـالك لـ رجُل ؟ اجل ليه جاية تترقـصين قدام الملأ؟ مو لأجل تلفتين انظـار الرِجـال؟
رفعـت غُـصن كفها ونطقت : عفوًا .. عندك خـطأ بإحدى المُصطلحات وأسمحي لي أصحـحه لك، كل إلي باللآونـج ما يُطلق عليهم بـ رجال ، بل ذكور ، الرجُل ما يجي ويتعدى على الأُنثى ويطالبها بحساباتها، ويكوِن علاقات مع إناث، الرجُل مايدُق باب الف أنثى، ولا يمُد يده لـ الف فنجال، الرجُل الصدقي يباشر بـ دّق باب واحد فقط ويكتفي بـ فنجال واحد فقط!
شابّك ريان كفوفه ببعضها ونطـق وهو مُثبت انظاره بـ غُصن : من كثر كلامك إلي جاي على قِل سنّع صدّعت!
غُـصن : ممكن تصدعون ومنكن يُغمى عليكم وممكن تموتون ودمكم فايـر لأني مواجهتكم بالحَق يـالذكـور !
ميريـام : ما بقى إلا إنتي تعلمينهم وش يسون ووش مايسون! وعلى طاري الرخص انا اقولك تهبين لك ضفعة وما تنطقين بحرف لين ما ينصلح حالك يالمُستشرفة!
ضحـكت غُـصن بـ عُلّوا صوتها ونطقت : والله مُشكلة فوق ما إنك رخـيصة وسِلعة تُشترى بـ أقل ثمن إلا إنـك بيك مي ؟ميّر الله يدبـر الصالح بس !
فزت نورة ونطقت : اقول بس الخـلا ! جاية تترقصين قدام العيال وتسولفين؟
غُـصن : ووراه دمك فايـر ونا ما جبت طاريك؟ انا ما أستهدّفتك بل أستهدّفت الرخيصات، وما بيتحـسس ويفور دمّه إلا الرخـيص، وعلى طاري جيّتي بهالمكان؟ تهقين إني جاية علشان حضرّتهم ؟ لا والله يخسون ما طليّت بوجـيههم ولا هزوني ولو بمـقدار ذرّة، انـا أنثى ما تسعَى لـ رضى اي شخص غير رِضـى نفسها، انا جاية اتونّـس واطلع النشوّة إلي فيني عن طريق الرقـص، شايفتني مثلكم ساحبّة الذكور معاي وخليتهم يتشبتون بي و يرقصون معاي؟ لا طبعًا !
ضحِـك مؤيـد بنبرّة ساخـرة وهو ينفُث دخـانه ونطـق بعد ما كان مُلتزم بالصـمت الطويـل : الله واكـبر يا اجمل نساء الأرض، تـرا معروف كل مُتبرجـة مُلفتة معروف هالشيء، والأنظار تحاوطك من كل الإتجاهَات علشان تبرُجك مو لأنـك اجمل وحدة فيهم!
رفـعت غُـصن حـاجبها بهـدوء مع إبتسامة خفيفة ونطقت : لاتسولف عن التبرُج وإظهار الزينة لأن رنّة خِـلخالي تسري بكم من دياركم لـ دياري!
إكتسى ملامح الجُلاس الذهول من رد غُـصن الغير متوقـع، لكن إلتفتت نورة على مـيريام من تلمست الذهول والصمت ونطقت بإسـتغبّاء : تسمعين فيه كلاب تنابح ولا يتهيأ لي ؟!
ضحـكت ميـريام بـ ذهول ونطقت وهي تهز رأسها بالإيجَاب : إيه بالله، اسمعه النِباح، وش رأيـك أهِب لها عظمة لجل تقطع حِسها؟
نورة : كثر الله خيرك، منها أجر ومنها بتسوين فينا خـير
محـمد : اركـدوا يا عـالم، قـفلو عالموضوع!
وقـفت غُـصن وهي تضحـك بسُخـرية، لأنها واثـقة إنها ألجمتهُم بـ ردها ، سحـبت شنطتها وخرجت وهي تنسحب من الجلسة بـ ضجّر ،
-
كانت انظار شهاب تشهَد على إطفاء النيران المُتأجـج في مُنتصف الڤيلا الخـاصة فيه، لوهـلة حّـس إنه بيُصاب بالجـنون من هالمنظر الكارثي، ولو أبطوا الدفاع المدني دقـيقة وحدة فقط لـ تأجَـجت النيران بكـامل الڤيلا وتحـول لـ رمَاد، صّـد يسـتغفر وهـو براسـه الف سؤال، رفـع جواله يرد على المُتصل : أمـرني يبو خـالد
ابو خـالد : عسى ماشر يبو شُعاع؟ وش بلاك سريت من القعدة على عجلة؟
تنهّد شـهاب بضيق ونطق : ما اقول غير الله يخلف يبو خـالد،
ابو خالد بإستغراب : خير الله يجعله خير؟
شهاب : شبّت النيران ببيتي يبو خالد، نص الڤيلا ودّعتها
فز ابو خالد ونطق بصـدمة : لاحول ولا قوة إلا بالله!
شهاب : واللهٍ إني مصـدوم يبو خالد، شلون يحترق المكان بهالشكل ونا حريص عليه، حتى قبل لا اجيك شيكت على العدّادات والكهرباء وكل شيء ! وشلون يحترق يبو خـالد !!
ابو خـالد : معـقولة الخـادمة تركت الطبخة على النار ونسيّت منه؟ ..
هز شهاب رأسه بالنفي ونطق : الخـادمة مُسافرة لـ ديارها والمطبخ ماهُب بجـهة الحديقة الخلفية ابدًا ..
ابو خالد : اجل منهو المُتسبب بهالحـريق ؟ ووشـلووون من الأسَاس ڤـيلا الشهاب تولّع!
شهاب بحـسرّة : والله عـلمي علمك، للأن مصدوم، وجـالس اكلمك ونا قدام بيتي، أحتري المطافي يخلصون شغلهم ..
ابو خالد : الأهم يا شهاب عيالك بخـير ؟
شهاب : والله إلي دريت به إن بنتي وصلت البيت على هالحريق لكن شُعاع نقلوه للمستشفى،
ابو خـالد بـ فزّع : لا يكـون صابّه شيء !!
شهاب : لالا ، بسـيطة بإذن الله مُجرد كـتمة صعبّت عليه الحِراك والتنفس، ونقلوه لين ما تستقر حالته ويرجع لـ وعيه،
خالد : قدّر الله وما شاء فعل ، لعلها إختبار من الخالق لكم، فـ جعل ربي يحفظ لك عيالك وأعز من عليك، والله يخلف عليك يبو شُعاع
شهاب : امين يبو خالد ، امين ماتقصر والله .
-
« السادسـة فجـرًا ، المـستشفى »
فـتحت غسَق أجفانها وهي تحـس بصُداع شديد، مـررت انظارها حـوالينها بإستغراب وهي تتسـائل بين نفسها وإنحـنت تجـلس، مسكـت رأسها وهي تتأوّه بـ ألم، وسُرعان ما فزت هـمَس من صوت أنـين غسَق ووقـفت متوجـهة بإتجـاهها مُباشرةً، سحبت السـتارة إلي تفصل سرير شُـعاع وسـرير غـسَق عن بعـض ، مدّت كفها تنزل كفوف غسَق عن رأسـها وهي تسـمي عليها،
رفـعت غـسَق أنظـارها لها بعـبوس ونطقت : الساعة كم ؟
هـمَس : ست
غـسَق : صبح ولا مساء؟
سكـتت هـمَس لـ ثواني وهمست بـ : صبح ..
دب في قلب غـسَق الرعـب وسحـبت عنها اللحـاف ونطقت من تمسكت فيها هـمَس وهي تحـاول توقفها : تكـفين اتركيني،
هـمَس : ما ينفع أتـركك إلى أن الدكـتورة تشوف وضعك!
هزت غـسَق رأسها بالنفي مرارًا وتكرارًا ونطقت : انا بخـير ، لكن امي ما بيهنى لها مضجَع، امي ما نامت، امي شـايلة همي، انـا تأخـرت عن البيت اتركـيييني رجـيتك!
شدّت هـمَس على تمسكها بـ ذراع غسَق ونطقت من تأوهت غـسَق بـ ألم من شدة المسكة : يوم أخـطيتي اول خـطوة ببيتنا كـنتي بـ امـانة الشُـعاع ، وفعلًا اخوي ونـا أدرى به، صّان هالأمـانة وحـاول يحـفظها من النيران والحـريق، لكـنك الآن بـ امـانة شخـصين، بـ امانتي وبـ امـانة شُـعاع ، ونـا مانيب شمـسٍ شـارقة، مُحالا أتركـك تروحـين إلين ما الدكـتورة تتأكـد إذا يمديك تطـلعين او لا ، واتـأكد من شُـعاع ، لأنـك امـانته إلي أخـذها بيده وجابها لهالدرب!
ملأ الريـب والإلتعَـاج جـوانح الغسَق ونطـقت بصوت خافت مُتهدج : ميّر اميمتي شاغلتن بالها علي، ومن المؤكد إنها ما نامت، تحـتري رجعَتي!
هـمَس : اركدي يا غسَق، امك بنتصـل عليها ونطمنها عليك، لكن ما بيمديك ترجعين بلحـالك يابنت الديرة!
تنهـدّت غـسَق ونطـقت : لاتطمنونها إنتم، ابي اكلمها واطمنها انا !
رفـعت هـمَس الجـوال الخاص فيها ونطقت : مليِني الرقـم
شتّـت غـسَق انظـارها للـشباك وبدأت تِملي هـمَس رقـم التلفون الأرضي الخاص ببيتهـم ، رفـعت هـمَس الجـوال لأذنها وسُـرعان ما وصلتها شـهقة إمراءة مُـسنة ،
سحـبت غـسَق الجـوال من هـمَس من سمـعت صوت شـهقة امـها : الـو؟
غـسَق : الو يا امي، انا غـسَق !
شِـهقت عُـرف وإنهمرّت دمـوعها على وجنيتها ونطـقت : وينك يـا امي دخيلك وينك؟ شغلتي بالي عـليك وينك كل هالمُدة!
بلعت غـسَق ريـقها بصـعوبة تحاول تخفي الريب بـ نبرّة صوتها ونطقت بإنكـار : تطمني ولا تشغلين بالك ، انا بخـير يا امي ، ميّر سـيارة اخـو صاحبتي تعطل بالليل وعجـزت إني ارجع البيت ، وعادهم ماهُب من الديرة بل من الرياض، وتعرفين عاد بيننا مسافة ، فـ إلي أخّرني إن اخوها حّط سيارته بالورشـة .. بس يخـلص منها الميكانيكي برجع للبيت زين يـا امي ؟!
تنهدّت عُـرف تمسح دمـوعها ونطـقت : أرعّـبتيني، وأنشـغل بـالي عليك طول الليل
مسحت غـسَق جبينها ونطقت : لاتهلين دمعك يـا امي، ارتـااااحي وريحي بـالك ونامي، لاتحـترين رجعّتي بهالوقت، لأن الوضـع مُخربط شوي ومحـل راعي الورشـة مزحـومّة شوي
عُـرف : وذلحـين إنتي مع مين؟
عضّت غسق شفتيها بهدوء ونطـقت بـ تردد : ببيتهم
عُـرف : مُـتأكدة يابنتي ؟ قلبي للحين ناغزني ماني متطمنة
ميّلت غسق شفايفها ونطقت : سـمعتي صوتي ودريتي إني بخـير ، ليه للحين ماتطمنتني؟
زفـرت عُـرف تزفـيرة طـويلة ونطـقت : أنتبهي عـلى نفسك،
نزلت غسق الجوال من إذنها وهي تمـدّه لـ هـمَس بتعـب،
هـمَس : خلاص ركدتي الحين؟
هـزت غـسق رأسـها بالإيجـاب ونطـقت : مـين تكونين؟
هـمَس : هـمَس ، أخـت شُـعاع
عـقدّت غسق حاجبينها بـ إستغراب ونطقت : شُـعاع ولا شـويلع ؟!
ضحـكت هـمَس بـ ذهول ونطقت : لا وشو شويـلع!، إسمع شُـعاع
غسق بـ عجَب : مستحـييل، اخـوك قـالي إن إسـمه شـويلع !
سكنّت همَس بإستغراب ونطـقت : ممكن مـا سمعتيه زيـن ..
قـاطع حديثهم دخـول إحدى الممرضـات، وقـفت هـمس ونطـقت : إييه اخيرًا جـيتي .. تعالي شـيكي على وضـع البنت وعـلميني وش فيها
تقـدّمت هـمس وهي تطلع بجسدها من السـتائـر، طاحت أنظارها بأنظـار شُـعاع إلي كانت نـواظره ثـابتّة بـ جهة سرير غسق، إبتسمت هـمس ونطقت : حمدلله على السلامة، اخيرًا فُقت؟
نـزل شُـعاع أنظـاره على هـمس ونطـق وهو يجـلس : الله يسـلمك
إنحـنت همس تجـلس بالقرب من شُـعاع ونطـقت : كـيفك الحين ؟
شُـعاع : بخـير ، بس فيني صُـداع خـفيف
تنهدّت هـمس ونطـقت : يالله ياشُـعاع وش وصـلكم لهالحـالة؟
زفـر شُـعاع بهـدوء ونطق : ويـن غسق ؟
سكتت همس لـ ثواني ونطقت : شوفها جنبك
فـز شُـعاع وهـو يلتفت حـوله باحثًا على غسق : تستهبلين ؟ وينها !
تمسكت همس بكفه ونطقت : شفيك ؟ قصدي إنها قريبة منك يعني بالسـرير إلي جنبك، بس ماتشوفها لأن السـتائر فاصلتكم عن بعض
شُـعاع : وش فـيها هي ؟!
هـمس : جـاوبني قـبل .. كـيف شبّت هالنيران ؟!
مسك شُـعاع رأسـه من رنّت كل كلمات غصن وضحـكاتها في ثـواني، عبّس بملامحـه ونطق بغـضب : يالله يـا همس لاتذكـريييني بهالموضوع وتحـرقيني مرة ثانية!
ردد شـعاع بصـوت مُـتهدج : لاتذكـرييني ، لاتذكـريني !
شدّت همس على كف شعاع ونطقت بخوف : إسـم الله عليك! ابشـر والله، ارتـاح الحين
شـعاع : مانيب مُـرتاح إلا لو عـلمتيني شخـبار الغسق ووش صـار عليها ؟ تضررّت البنيّة؟
هـمس : لا بخـير الحمدلله، قامت وهي مرتـاعّة تهاتف بإسـم امها وبغت تطلع من المستشفى لكني عجـزت اخـليها تروح بهالشكل، يا شـعاع هذي انثى، ونـا أدرى بـ رهّافة الإنـاث وضُعفهم خصُوصًا بهالحـالات، وغير كذا ديـارها ماهيب قريبة من العاصمة، فـ خليتها تحكي مع امها وركدّت شوي
زفـر شـعاع بـ طـمأنيّنة ونطـق : الله يبقيك يا همس، طيب ما صّـابها شيء ؟
هـمس : ابد تطمـن ما فيها إلا العـافية، توّ دخلت عليها النيرس تشـيك على وضعها، ميّر اهق إنها تعـاني من صـداع شـديد، لأنها طـول الوقت كانت تتأوه وهي متمسـكة بـراسـها ،
جلس شـعاع ونطـق : أنـزلي ووقـعي خـروج على السـاعة ٨ونص ، وإن رفـضو يخـرجونا كلمي الدكتور جـمال لجل يتوسـط لنا
عـقدّت همس حواجبها بإستغراب ونطقت : شعاع بسم الله عـليك توّك فـايق وش إلي بتطلع !!
شعاع : تـرا اغمى علي ما انكـسّرت !
همس : برضـو ! ريِح يـوم على الأقـل
هز شـعاع رأسـه بالنفي ونطـق : ماعليك انـا بخـير ، شـوفي النيرس وش تقـول عن غسق وإذا مافيها شيء جيبيها معك، وعلى بـالها بكـلم شاكر يجيب موتري !
همس : وبيتنا انحـرّق وين بتسـري ؟!
شـعاع : صرّافـتك موجودة ، بنسـتأجر فـندق على حـسابك
عـقدّت هـمس حـواجبها ونطـقت ؛ دامني مانـيب راضـية إنـك تطلع فـ تخسى إني ادفـع لك !
شـعاع : طيب تخـيلي لو مُت ونـا خاطري اطلع من هالمستشفى ؟
ضحـكت هـمس بـ رعب ونطـقت : بـسم الله عـليك، لاتقول هالحـكي خلاص بوقـع لك خـروج !
ضحـك شـعاع بخـفة ونطـق : إيـه يلا عشان مـا امـوت
تأففت هـمس بـ قهر ونطـقت : دايم إلي براسـك يمشي ياشين عـنادك بس !
-
« في إحـدى الكـافيهَات ، التاسـعة صـباحًا »
لوحّت سهى لـ شـهاب من لاحظت تمـرير أنظاره حـوالينه، نظـراته كانت باحـثة عن سـهى ، لاحـظ شهاب تلويح أنثى لـه من إحدى الأركان، وتقـدّم بإتجـاهها من تأكـد إنها سهى بـنت أخـوه من أمـه ، إنحـنى وهـو يجـلس مُـقابلها ونطـق : بنت حسين ؟
هـزت سهى رأسـها بالإيجـاب ونطقت : إيـه يا عمي تطمن،
انـا سهى .. بنت أخـوك
شـهاب : شخـبارك يـا بنتي ؟
سـهى : واللهٍ بخـير ، إنـت شخـبارك وش الجَـديد ؟!
شهاب : كيف بكون بخير ونا رجعت بـيتي ولقيته مـ ..
سكـت شِـهاب لـ ثواني من تذكـر إنـه يحـاور بنت أخـوه إلي من امـه ، اخـوه إلي امـه تركـت رعايتها فـيه وصـارت ترعى وتسعى لـ نجـاح إبنها الثاني حـسين، بينما كانت تـاركة شـهاب يخـوض معارك الحـيّاة وهو في سـن صـغير ، بـلع مرّارة الذكـريات المأسـويّة ، من تذكـر صّد وجفى أمـه وعـنف زوجـة امـه والتفرُقـة إلي كانت بينه وبين أخـوه حسين، وإلي يُدعى بـ ابو سـهى حـاليًا ، تنهّـد بحُـزن ونطـق : الحمدلله بخـير يـا بنت أخـوي، شخـبار أبـوك ؟!
صغرّت سهى عـيونها من لاحظت إنكـار شـهاب لـ حقيقة إحترّاق مسكـنه ومأواه : بخـير الحمدلله
رفـعت انظارها لـ اكـواب القـهوة إلي وصـلتهم ومدتّه لـ عمها شـهاب،
سهى : اكـيد مستغرب من طلبي العاجل في لقيّاك يـاعم
شـهاب : ونا ما جـيتك رغم إنشـغالي إلا لأني تلمّست الجدية في نبرّتك، حسيت فيه شيء مهم تبين تكلميني فيه
سهى : وإحساسك في محـله ياعمي ..
شـهاب : وش فيك يـا سهى؟
سـهى : إحـتمال أصـدمك واجيب الشكوك بقلبك بس .. تـراي اعلم بمن حرّق بيتك ..
فـز شـهاب وتـرك كـوب القـهوة بخـوف ونطق : ونتي شـلون وصلك علم بإحـتراق بيتي؟!!
شـابكت سـهى أنـاملها ببعـضها البعض وشتت انظارها وهي صامتة تمامًا ، عاجـزة عن طرح الموضوع لـه ،
شدّ شـهاب على قبضـته وهـو شـاااك ومرعـوب من فكرة إن اخوه يكون أحرّق بيته،
ثبتت سـهى انظـارها على شـهاب ونطقت : اولاً إلي أحرقت بيتك أنثى مو صبي ..
تسَارعت نبضـات شـهاب ونطـق : مين هي يا سهى انطقي!
سهى : صـاحبتي غـصن ..
عـقّد شـهاب حـاجبينه ونطـق بـ ذهول : غـصن بنت هُزيّع ، الموظفة إلي بشركـتي؟!.
هـزت سـهى رأسـها بالإيجَـاب : إيـه نعـم يـا عمي، نفسها الموظفـة إلي موظفها إنت بنفـسك سـبب هلاك الشركـة سـابقًا .. والآن بيتك! واتوقـع إنك مستغرب وش هـو سبب حرق غـصن لـ بيتك ؟
شـهاب : إيييـه يـا بنت حـسين، هذا إلي مُـجنني، وش تـبي هالبنت مني وليه أحرّقت بيتي ما اكتفّت بإنها تحـدر الأسهم؟!
إبتسـمت سـهى بخـفوت ونطـقت : يـا عمي هي ما أحـرقت بيتك، هي أحـرّقت الصـكوك والمـستندات والعـقود إلي عاقدهم مع الشركـات وبعـض الأراضي والعـقارات، أحـرّقت الأوراق ونثرتهم من الشـباك إلي يؤدي للحـديقة الخـلفية .. ، بتقول مـستحيل وما بتصـدقني ؟ بس بثبت لك الموضوع اكـثر وأقـنعّك، الحـين وش السبب إلي خلا الحـريق يعُـم في الحـديقة الخلفية تحديدًا، ليه ما أحرّقت البيت كـله إذا كانت نيّتها تحـرق لك بيتك؟! .. فـ المُـبرر الوحـيد هو إنها أحرّقت الأوراق ودامها أحرّقـتهم في مكـتبك إنت وقّطتهُم من شـباك المكـتبة إلي يطـل على الحـديقة الخـلفية هو إلي أشعّـل النيران ذي بـنص بيتك!
إنتفّض شهاب إنتفاضة شـديدة وعلّت في جـبينه سحـابة بيضاء، ظلّت تتسـع وتستفيـض ، حتى بسّت وجـهه كله، فـ صار كأنهُ البرد الناصع ، نطـق وهـو في أثـر الصدمـة : الأوراق ؟ أنحـرّقت مع الحديقة ؟
سـهى : والله هـذا إلي دريت بـه ، أو إلي عـلمتني عليه غـصن عقب ما أنتهّت من فعلتها ..
شـهاب : دقـيقة ؟! يعني إنتي كان عـندك عـلم من البدايـة؟
سكـتت سـهى لـ ثواني ونطـقت بـ تردد : إيـه ، لكـني جـيت الآن وعـلمتك علشان أحـذرك منها ! ويـعني بالنهَاية إنت عـمي اكـيد ما رح أخـتار صـاحبتي على شخـص من دمي ولحـمي حتى ولـو كان بينك إنـت وأبـوي قـطاعة أجهَل أسـبابها ..
مسـك شـهاب رأسـه وهو يحـس بـ دوّار شـديد : حـسبي الله ونـعم الوكـيل عليها، حـسبي الله على كل حـاقد!
مدّت سـهى كفها وتمـسكت بكف شـهاب ونطـقت : لا تخـاف يـا عمي، انـا بعطيك الأدلـة إلي بتخـليك تنتـقم منها خلال ثـواني بسـيطة! وطـبعًا بيسهَل علي إسـتدراجها لأنها ماتدري بإنـك عمي، خصُوصًا إن الألقاب والقبايل تختلف لـ كُّونكم خـوان من الأم بس فـ مستحييييل بتشُك بإن بيننا صلة قرابّة!
شـهاب : ونـا إذا أنتقـمت منها ، مـين بيعـوووضني!!
-
وقـف شـعاع مـقابل إحـدى المطـاعم بعد ما وقـعوا على الخروج من المستشفى : أنـزلي يـا همَس أطـلبي لنا فـطور ،
رفـعت هـمَس أنظارها لـ شعاع بإسـتغراب ونطقت : غـريبة مُـخليني أنـزل اطلب عـنك ؟
شـعاع بسُـخرية : هـمَس اخـوك توّه طـالع من المستشفى وتبينه يشقى ؟!
هـمَس : اوكـييه معـليش نسيت
شـعاع : وش صّـابك يـاخـوك؟ لايكـون فـقدتي الوعي والذاكـرة بدال غسَق ؟!
كـانت غسق تُحـلق بين هـواجيسها وافكـارها، لكـن سُـرعان ما فـزت من سـمعت إسـمها ونطـقت : لبيه؟
توسعَـت محـاجر هـمَس بـ ذهول من رد غـسق الغير متوقـع، تنحّـنح شـعاع ونطـق : وش بـلاك محـد نـاداك!
رجعت غـسق رأسـها للخـلف بحـياء ونطـقت : أعـذروني هقيت إن فيه أحـد ناداني!
شـعاع : لا مـحد طّق لك خـبر ، أرتـاحي
سحـبت هـمس قبضّة الباب وخـرجت بهـدوء ،
هتّف شـعاع بـ : لاتطـووليين يـا هـمَس!
ميل شعاع رأسه يدور على جـواله، وسرعان ما ضرّب جبينه بخـفة من تذكـر إن جـواله في الڤيلا، وإحـتمال تحـول لـ رمَاد مع الحـريق،
زفـرّت غـسق بهـدوء ونطـقت : متى بتمسك خط الديـرة؟
عـقد شـعاع حـاجبينه ونـطق : ومين قـالك إني برجـعِك لـ بيتكم ؟!
سكـنّت غـسق بـ ذهول ونطـقت : وش قـصدك ؟!!
رفـع شعاع أنظـاره للمـراية وسُـرعان ما طُرحت أنظـاره على مـشابكة غسق لأناملها ببعضها، والواضـح له إنها في أقـصى مراحـل التوتر : عـلامك ؟
رفـعت غـسق نظرها لـه ونطـقت : وشـو ؟
شـعاع : اشـوفك ترجـفين !
صّـدت غـسق للشـباك ونـطقت : مـافيني شيء ، بس وراك ما بترجـعني البيت ؟ تـرا امي تحـترييني من البارح!
شـعاع : لأن وراي حـكاااوي طـويلة مـعاك، بس خـلني أركـد وأعين من الله خـير
غـسق : نتحـاكى فيه بعـدين، مو وقـته الحين!
شـعاع : إيـه مو وقـته الحـين، قـلتلك لاركدت وعيّنت من الله خـير!
غـسق : ونـا بعد أبي أركـد وأطمن قلب امي بشـوفتي!
شـعاع : مـا اقدر يـا غسق، انا مُـحتاجك ومـستحيل أفـوِت الشخـص إلي بيوصـلني للهدف !
غسق بإسـتغراب : ماني فـاهمة وش قـصدك ؟ وضـح لي أكثر!
شـعاع : بعـدين بتعـرفين ، قلتلك بيننا حـكي لاتستعجـلين!
زفـرت غـسق بقهـر ونطقت : إيـييه تبيني مـا أستعجـل علشان ينضحـك علي مرة ثانية؟!
عـقد شـعاع حواجبه ونطق : وش قـصدك ؟
غـسق : لا تستـغبي وتزيدها علي يـا شعاع، لأن إلي صّـابني مـكفيني !
توسعَـت محـاجر شـعاع بـ عجَـب ونطـق : دقـيقة، دقـيقة، وش دراك بـإسمي ؟!
غـسق : حـلوو ، طلع إسـمك الصـدقي شـعاع ونـا مُكذبّة الأوادم ومُـغلطتهم، أثـاريني الغبية فيهم!
شـعاع : لا صـدق وشلون دريتي فيه؟
تـأففت غـسق بإحـتدّام ونطـقت : الحـين ورا ما تهب لك شحـمة وتنطـم يا شعاع ؟ .. اوووه عـفوًا أقـصد شـويلع ؟
زمّ شـعاع شـفايفه بـ ذهـول من إنـدفاع غـسق الغير مُعتاد : لا خـلاص ناديني بـ شعاع دامـك دريـتي بإسمي وأمحيّ شـويلع من قـاموسك!
ظلّت غـسق صامـتة لـ ثـواني وسُـرعان ما تنهّدت بتعـب ونطـقت بضُـعف : شـعاع
رفـع شـعاع أنظـاره للمـراية ونطـق : وش بغيتي بعد ؟
غـسق بنبرّة مـتعبة : تكـفى يا شعاع، ودني لـ بيتنا رجـيتّك ، عشان راحـة امي إلي أنهّد حيلها وهي تحتريني!
إضـطرب شـعاع من رجـاء غـسق ونـطق بعد ما إلتزم بالصمت لـ ثواني معـدودّة : زين .. لكن بشـرط!
فـزت غـسَق ونـطقت : وشو !
شـعاع : إنـك تجـيني مرة ثـانية يوم اكـلمك !
إلتعجَت غـسق ونطـقت : وليه اجـيك ؟
شـعاع : فيه موضـوع مـهم وإنتي بتكـونين سلاحـي بهالموضوع ،
غـسق : سلاحك ؟ ووش هـو الموضـوع إلي شـاغل بالك فيه وناوي تورطني به؟!
إغتبّض شـعاع من تذكـر شمّـاتة غـصن فيه ونطق بـقهر : غصن!
ذُهـلت غـسق من نطـق إسـم أخـتها ونطـقت بـ ذهول : غـصن ؟
شـعاع : إيـه أخـ .. قـاطع حـديثه دخـول هـمَس وبيدها اكـياس الأكـل ،
شـدّت غـسق قـبضتها وهي تحـس بالدوار، وبـسبب ذِكـر إسـم متكـون من ثلاث أحرف فقـط ، قلب رأسـها راسًـا على عـقب، تشوش فِكـرها ووِقـعت في دوامـة اسئلـة كـثيييرة،
-
رفعت سُهى جـوالها لـ شـهاب ونطـقت : هالفـيديو بلحـاله بيجيب ثـأرك ونت مُـكتف اليدين يا عمي !
ميل شـهاب رأسـه بذهـول وهو يتابـع الفيـديو، إلي كانت غـصن ترقـص فيه وتتـمايل مُـقابل الرجـال والإناث، وجلوسها برفـقة الرجـال ومشاركتهم للأحاديث وتعالي اصوات الضحـكات ، ذُهـل شـهاب من المنظر إلي شهِدته نواظره ونطـق : اسألك بالله .. هالفيديـو صدز ؟ ماهُـب مفبرّك؟
عـقدّت سهى حـاجبينها ونطـقت : لا والله صدق ، صـاحبتي موظفة بهاللآونـج وتدري بعلاقتي بغـصن، وصـورتها لي وجيتك ركـض ياعمي!
شـهاب : زين تبين نفضحـها عند العربان ولا وشو ؟
سـهى بسُـخرية : ما بنشهـِر فيها عند العربان علشان لا تستخـدم الموضوع ضدنا وترفع علينا قضيّة تشهير، بنفضحـها عـند أخـوها
شـهاب بإسـتغراب : عندها أخ؟
سهى : إيـه اخوها ضابط، لكن إلي فهمته إنه ما يعترف فيهم ولانه ساكن معهم لكنك تدري بعوال الديرة ياعمي، مهمًا كانو جاحدين اهلهم يهزّهم شرف خواتهم وبناتهم!
مسح شـهاب وجـهه بحـيرّة ونطـق : معك رقـم اخوها ؟
سـهى : اتوقـع إن عندك معارف بالجوازات ، اذكـر لهم إسم الضابط " سائـد بن هُزيّع آل غيد " وبيجيبونه خلال ثواني
هـز شـهاب رأسـه بالإيجـاب ونطـق : ما بغيت احرق البنت بهالشكـل لكن دامها أحرّقت بيتي اقسم بالله لا أحرق لها حياتها ونا مُغمض !
إبتسمت سـهى بخبّاثة ونطـقت : من حـقك ياعمي والله من حقك، إلي سوّته فـيك مو قـليل !
-
« في الديــرة »
نزلت غـسَق من وقـف شُـعاع مـقابل باب بيتها ، تقدمّت بخطوات ثقيلة ووقـفت تلتفت للخـلف بهـدوء ، رفع شُـعاع النظارة من عيونه من وقعّت نواظرها على نواظـر شُـعاع، غمّض شُـعاع جفونه وهز رأسه بهدوء من لمّح لوعة الحـيرّة والتسـاوؤلات بمحـاجر غـسق، صدّت عنه وتوجـهت تدخـل لبيتهم مُباشرةً ،
صّـد شُـعاع وهو ينزل القير بهدوء وبدء يقود سـيارته متوجـه لإحـدى الفنادق بالريـاض،
زفرّت هـمَس براحـة ونطقت : وسـلمنا الأمَـانة ..
عضّ شُـعاع شفايفه بهـدوء وإكـتفى بالسكـوت ،
هـمَس بهدوء : شُعاع وش تبي ببنت ديـرة مُـنعزلة ومنطويّة على نفسها ؟
شّـد شُـعاع على الدركـسون ونطـق : قـلتلك إلي بيننا شـغل،
هـمَس : إيـه بس قـصدي ياكثر مُـصممات الأزيـاء إلي ابوي مُوظفهم عنده، وش تبي بـ ذي ونت مو بحـاجة مُـصممة أزيـاء!
شُـعاع : بوظـفها عندي شـفقة بحـالها مو حُبًا فيها يا همَس ، لاتطيرين بالك بعـيد وتدقيني بالحـكي لأني فاهم وش تبين توصـلين له
ضحكت هـمَس بخـفة ونطـقت : شدعوة لذي الدرجة واضح؟
شُـعاع : اختي إنتي إلي عايش معها من سـنين ، شلون ماتبيني افهم حركاتك؟
ضحـك شُـعاع وكـمل : لا وبعد جـايتني بصوتك الحـنون، قلّك بتخليني اطيح على وجهي واعترف لك بكل شيء
مسحت هـمَس وجهها وهي تضحـك : شـدعوة ياشُـعاعي! اعرفك إن هويت شخـص بتجي تعلمني مابتخبي علي، من متى بيننا أسـرار!
شُـعاع : انـا أدري عنك مسـوية تراوغـيني بالحـكي
هـمَس : لا والله مو قصدي إنك حبيتها ولا شيء بس إني مُستغربة وش تبي بـ مُصممة أزيـاء !
شُـعاع : أبيها تنسـق ستايـر جديدة للمعرض ..
فزت هـمَس ونطـقت : امـااانـة!
إبـتسم شُـعاع ونطـق : حـسيت إني لو حـطيت ستاير حمراء بجنب اللوحـات المكان بيصـير حلو مرة، فـ قلت أستعين فيها منها هي تكسب وتصرف على امـها وابوها ، ومنها انا أسـتفيد من الخيّاطة النظيفة!
-
دخـلت غـسَق بخـطوات هـادئة وحـذِرة عن صدور أي صـوت، نزلت الطرحـة والنقاب من على وجـهها وميّلت رأسها بهدوء تحـاول تلمّح امـها، إبتسـمت بخـفوت من لمّـحت فّرد أمـها للعجـين وطرحِـه على الحـطب، إنحـنت بهـدوء ومدّت كفها تثبته على كـتف أمها من الخـلف، فزت عُـرف بذعـر وسُـرعان ما هلّ دمعها من أقرّت عينها بـ شوفة ضـلع من ضـلوعها، ميّلت غـسق نفسها بهدوء وهي تضُـم أمها لحـضنها وتمسح على أكـتافها وشعرها
عُـرف : وينك يا أمي وييينك!
غسق : لاتصـيحين يا أميمتي، هذاني قـدامك
شهقت عُـرف ونطقت : شـلون ماتبيني أصـيح ونتي أغلى المقـادير ، شـلون ماتبيني أصـيح ونتي الوحـيدة من عيالي إلي ما عمره تثاقـل وجودنا ولا نوّى الصّـد والهُجرَان بمثل السائـد والغُـصن،
شدّت غسق على حُـضن امها من نطـقت إسم اخوانها وبالأحرَى " غُـصن " ولوهـلة تذكـرت ذِكـر شُـعاع لإسـم غُـصن ، زفـرت بتعب وإرهَاق ونطقت : ما صّـدوا عنك، اكـيد أشـغلتهُم الحياة .
تنهدّت عُـرف بحُـزن ونطقت : أخ يا غسق، الحـياة تشغـل الإنسان عن كل شيء إلا الوالدين، إذا كانت بقلوبهم ذرّة حُب بتجاه والدينهم كان تركـوا كل أشـغال الدنيا ولجئوا لأحضان والدينهم، لكن غرتهُم الحياة ،
أبعدت غـسق من حـضن امها بهدوء وكفكفّت دمعها ونطقت : لاتفكـرين فيهم ، مردهم جـاينك يا امي!
عُـرف : مابتفهمين بمشاعر الأم ولهيب الحُـزن من صَـد وغياب عيالها عنها ، إلا لاصرتي أم وأنجّبتي من أحشـائك، غير كذا مابتفهمين ..
زفـرّت غـسق بحُـزن ووقـفت تتوجـه بإتجاه الصالة بتعـب ،
إنحـنت تضطجع وميّلت رأسـها بالقرب من أبوها، سحبت كفه بهـدوء وتركـته يخـلخل أصـابعه على خصلات شعـرها بهـدوء،
هُـزيّع بعجزان من معرفة الشخص المُتضطجع بالقرب منه : غـسق ولا غـصن؟
سكـتت غـسق لـ ثواني ونطقت : غـسق يا ابوي
إبتسـم هُزيّع بخـفوت وهو يخـلخل أصّـابعه بخصلات شعر أحَن بناته عليهم ، صابته مشـاعر الطمأنيّنة بمجرد ما بنته إنطرحّت بالقرب منه، تطـمن من ردّت الغـسق لـ دآره وحُـضنه قبل غياب الشـفق ومُسامرتّه لـ الليّالي بلحاله ، من دون الغـسق
-
« في إحـدى فـنادق الريـاض ، الثانية عشر ليلًا »
هتّف شُـعاع بإسـم هـمَس وسُـرعان ما هرولت هـمَس بإتجاه غرفته : لبّاك يالشُـعاع
شُـعاع : تعالي بجـوالك
سكّـنت هـمَس بإستغراب ونطـقت : وش تبي به؟
شُـعاع : تعـالي يـا أرهَف الأفئدة، علامك خفتي!
تقـدمت هـمَس وإنحنت تجـلس على طرف سـريره : ما خفت، بس أستغرّبت وش تبي فيه، آمرني
شُـعاع : أذكـر إنـك قايلتلي إنك دقـيتي على ام غـسق ، رقـمها للأن عندك؟
هزت هـمَس رأسها بالإيجاب : مانيب مُسجلته بس اكيد موجود بسجـلات المكـالمات ،
شُـعاع : اعـطيني الرقـم
عقدّت هـمَس حاجبينها بـ ذهول وأردّفت : وش تبي بـه؟
ضحِـك شُعاع بذهـول ونطق : علامك من اليوم مُعلقة بـ هالكلمة،
هـمَس : لأن حركاتك صايرة تصـدمني
شُـعاع : هـمَس أعـترفي .. تغارين علي ؟
ضحـكت هـمَس بسُخرية وهي تميّل رأسـها بحُـضن شُـعاع : العب بشعري وبعـطيك الرقـم
شُـعاع : صرتي تتشـرطين وتتأمـرين بس تبشرين بإللي تأمرين فـيه
فتحت هـمَس جوالها ودخلت على اخر الإتصـالات الواردة : يلا سجـل عندك
أبعد شُـعاع كفوفه عن شـعرها وبـدء يسجـل عنده الرقـم : إيـه خلاص سجلته يلا أذلفي
عقدّت هـمَس حاجبينها بقـهر وذهـول : ياكبر غدرّتك! اول ما لقيت الرقـم صرّفتني؟
ضحِـك شُـعاع وهو يخلخل أصـابعه بخُصلات شعر هـمَس : امزح معك يالدلوعـة!
هـمَس : لو نمت بالغلط صحني أسـري لغرفتي هـااه؟
شُـعاع : ما بخـليك تنامـين يالغلا، دقي على القائـد وتفقدي أحـواله
هـمَس : إيـه والله وحـشني خلني أشـوفه وينه
-
« مسـاء يـوم جــديد »
وقـف شُـعاع ينتظر قـهوته مـقابل إحدى المقاهي ، رفـع جـواله وسكّـن وهو يناظـر بـ رقـم أم غـسَق ، عقّد حـواجبه وهو يهـمِس بين نفسه : الرقـم يخُـص التليفون الأرضي .. يعني إذا دقـيت مُمكن الأم ترد ، أو غـصن ، أو غـسق ، أو حتى مُمكن الأب!
سكّـن لـ ثواني وهو يفكـر لكـنه أقدّم على الإتصـال المُباشر ، ظّـل رنين الهاتف يرُن على مسـامعه بينما هـو متخـوف من فكرة رد أي شخـص غير الغسَق ، هدفّه من الإتصـال هو التوصُل لـ غسَق ، سكِـت لـ ثواني من تمت إستجَابة المكالمة : الـو ؟!
تنحنّح شُـعاع ونطـق : غـسق ؟
عـقدّت غـسق حواجبها ونطـقت : إيـه مين معـاي ؟!
شُـعاع : شُـعاع
غـسق بسُخرية : وراك الحين مُعترف بإسمك ؟ اكيد تقصد شـويلع
ضحِـك شُـعاع بسُخرية ونطـق : لذي الدرجـة شايلة الموضوع بخـاطرك؟
غـسق : معلينا من هالموضوع، زيـن أتصّـلت لأني أبيك
سكّـن شُـعاع بـ ذهول من ترددّت كلمات غـسق على مسامعـه : هاه؟
عضّت غـسق شفايفها من أستوعبت كلامها وإنـه فهِم غلط : أقـصد يعني أبيك بموضوع !
شُـعاع : اووه ، إيـه حتى انـا أبيك بس طبعًا، طبعًا أبيك بموضوع
توسدّت إبتسَامـة على ثغرّها من لاحظت إنه يقـلد حكييّها ،
غسق : إيـه اسـمعك
شُـعاع بـ إفـك : وش تقـولين ؟ ما اسـمع
غسق : اقـول إسـلم أسمعك
شُـعاع : الو ؟
عقدّت غـسق حواجبها وأبعدّت عنها التليفون ورجعته لإذنها وهي تردد بـ " الو "
شُـعاع : الو .. تسمعيني ؟
غـسق : إيـه ، إيـه انا اسمعك
إبتسم شُـعاع بسُخرية وإفـك : إيه توّ يجيني صـوتك ،
غسق ؛ إيه وش كنت نـاوي تقول ؟
شُـعاع ؛ ما ينفع أعـلمك عن الموضوع بهالشكـل ، لازم أمُرك وبعـلمك الموضوع بالسـيارة زين؟
فزت غـسق ونطقت : مُـستحيل!
إرتخّت ملامح شُـعاع ونطـق : وش إلي مُـستحيل ؟ إتفاقنا كان إني أنـزلك لـ ديرتك وبيتك بشرط إني يوم اكـلمك تجين تجيني!
غـسق : إيـه بس مقدر اخـاف يصير فـيه شيء يخليني أغيب عن البيت نفس قبل !
شُـعاع : لا معليك بالسـيارة هالمرة وما بنبعِـد ترا
غـسق : تعـال الليل واجـلس عند عتبّة الباب زي قبل ، وأسرد لي الموضوع
شُـعاع : ماينفع يا غـسق ، لأني بحـاكيك واوريك فعايل غـصن
سكتت لـ ثواني وميلّت غـسق شفايفها بهـدوء ونطـقت : متى ؟
شُـعاع : السـاعة إثنين ونص يناسبك؟
إلتعَجت غـسَق ونطـقت بخـوف وشّـك : وليه مُخـتار حِزة الليل؟
شُـعاع : ماعندي مُشكلة انا إذا كان الوقت باكـر أو مُتأخر ، بس أخترت حِـزة الليل علشان اهالي ديرتك ما يطلعون عنك إشاعات سخـيفة!
طـارت غـسق بذاكـرتها للخـلف من إشاعات مـهاب السخـيفة وإتهَاماته وسُـرعان ما نطقت له : إيـه زيـن ما حددت ، تبي شيء بعد؟
شُـعاع بـ إفك : الو ؟ .. الو ؟
زفرّت غـسق بقـهر من تقطيع تلفونهم الأرضي وسُرعان ما قـفلت الخط وثبتت التلفون بمكانه ،
..
مـساء الحُب والصبّابّـة ..
جيتكم ونا كِـلي ولـه وإشتيّاق ووتالله ماغبت هالمُدّة إلا بسبب فاجعَة وظرف صّابنا في الآونَة الأخيرة ، وهذاني رديت لكم والله يجعل هالردّة خالية من الأحزان والفواجِـع ..
-
لاتنســون النجــمـ🌟ــمة ولاتنسون تبدووّن رأيكــ💌ــم بالكومنت
أنت تقرأ
أدرِزُ السَّدى بالتعـقيِف قِـتامًا فـ يضُوي بشُـعاعِه ويمحُو عُتمتيّ
غموض / إثارةأُرتِب أحرُفي وأُنسِقُها لـ نثرِها لكُـم بكُـل ودّ .. ، " إحدى ثــاني منقُــوّشاتي وكِـتاباتي" حــساب الكـــاتبّة إنســـتا :- slxiii