خطوات دامية للوراء

2.2K 116 39
                                    

بدأت بالسير تجاه القرية عائدًا من المقبرة بعد سماعي للقصة التي رواها لي الحارس وبدأت أظن أني ظلمت (عمار) وأن (دجن) خدعني كي أسهل له عملية قتله لأنه لم يكن ليستطيع ذلك دون غصن الزيتون الذي شارك (عمار) فراشه البارحة، لكن لم أعرف سبب قتل (دجن)

لـ (عمار).

وصلت للقرية ولم أذهب لبيت (سالم) وأكملت طريقي لبيت (عمار) الذي لم ينتشر خبر موته بعد لأنه يعيش في عزلة على سفح الجبل بعيدا عن الناس وقبل وصولي المنزل (عمار) بمسافة بسيطة ظهر لي (دجن) وبدا

مستاء وقال لي:

ليه تأخرت ؟!

فلم أرد عليه وأكملت طريقي. وظل طيلة الطريق وأنا أمشي باتجاه

بيت (عمار) يكلمني بعصبية ويقول:

ليه بترجع ؟.. خلاص خلنا نمشي !

لم أرد عليه حتى وصلت لباب منزل (عمار) فسكت (دجن) ثم

حولت نظري باتجاهه وقلت: أنا لا أعرف لماذا قتلته.. لكني أعرف أنه لا يمكن أن يكون الشخص الذي أرسل الشيطان لأمي وقد نجحت في خداعي لمساعدتك ولو أردت

أن ترد لي هذه المساعدة يوما ما فأخبرني.. أما الآن فإكرام الميت دفنه. دخلت المنزل وظل (دجن) بالخارج صامتا، نظفت المنزل من الدماء على قدر استطاعتي ودفنت (عمار) تحت شجرة كان يجب أن يستظل بها دائما ثم دعوت له وعدت باتجاه منزله توجهت ل (دجن) وقلت له بنبرة

حادة

أعدني لموطني...

فقال: ما راح أرجعك !

فصرخت فيه وقلت: أعدني يا شيطان !!

و لأول مرة أسمع (دجن) يقول:

حاضر سيدي...

و في لمح البصر كنت أمام منزلي دخلت المنزل وطمأنت أهلي وذهبت الغرفتي ونمت لفترة طويلة ذلك اليوم. مضت الأيام وقل ظهور (دجن) أمامي وتناقص هذا الظهور حتى بدأت أنسى شيئًا اسمه (دجن). بعد

مضي بضعة أشهر ظهر لي (دجن) قبل صلاة المغرب بقليل وقال:

كنت أبغى أتركك لهم لكن ما قدرت...

فقلت له: لا أفهم شيئًا من كلامك.. ماذا تقصد؟

فقال: قبيلة (يعرم) طالبين الثأر من قرينك اللي قتله وهم جايين الليلة

عشان يقتلون قرينك وإذا مات قرينك بتموت معه.

فقلت له : ولماذا تهتم أنت؟

فابتسم وقال: تعودت عليك يا خي.

سكت قليلا وفكرت في هذه القبيلة التي قرأت عنها في كتب (عمار) فهم كانوا يلقبون بقبيلة «الأباطحة وهم من الشياطين العلوية والقبلية تسري في عروقهم وحياتهم كلها حروب مع قبائل الإنس والجن ولا مجال للتفاهم معهم و يعرم) لم يكن فردا عاديا من أفراد تلك القبيلة بل كان من أبناء سادتها ولن يتركوا دمه دون ثأر. سألت

خوفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن