قصة (دجن) كما رواها لي الرجل

3K 156 15
                                    

عندما رأيت اسم (دجن) في ذلك الكتاب وأخبرت الرجل بأنه الشيطان الذي يطاردني أخبرني هو بدوره عن قصة الشيطان (دجن) القرين المتمرد. قال لي إن (دجن) كان قرينا للساحر (نجد) فتذكرت أني قرأت في أحد كتبه أن اسم القرين يكون عكس الاسم الأول لصاحبه نطقا وليس بالكتابة ولو غير صاحب الاسم اسمه سيبقى اسم قرينه

عکس اسمه الذي ولد يه.

وهذا الساحر كان يعيش في عدن قبل مئات السنين وكان دائما يعبث بالناس بتجريب السحر والطلاسم عليهم وقد تأذى منه الكثير ولم يكن هناك أحد يردعه عن أفعاله. وفي يوم حاول فيه إيذاء أحد المارة في السوق وجد نفسه مشلولاً لا يستطيع التحرك وأحس معها بألم شديد في صدره سقط على إثرها أرضًا وهو يصارع الألم وعدم القدرة على التحرك. وعندما كان الساحر (نجد) في هذه الحالة اقترب منه الرجل الذي كان

يريد إبذاءه وقال له:

اخترت الشخص الخطأ لتؤذيه هذه المرة يا (نجد)

ثم قام الرجل بقراءة بعض الطلاسم التي حررت قرين الساحر (نجد) وأمر الرجل القرين بتعذيب (نجد) حتى يموت ثم يأتي إليه. وفعلا قام (دجن) بتعذيب الساحر بشكل وحشي حتى فارق الحياة. ذهب (دجن) للرجل كما أمره بعد ما انتهى من قتل وتعذيب صاحبه (نجد)، واتضح أن الرجل كان ساحرًا قويا ومعروفا بين السحرة الكبار وكان يفوق بقوته (نجد) بمراحل فأخبر الساحر (دجن) بأنه حر ليفعل ما يشاء بشرط ألا يقتل أحدا من الإنس إلا من يتعامل بالتحضير

والشعوذة وقال له أيضًا:

سوف أكتب لك كتابا .. كل من يقرؤه يحق لك قتله بعد ما تتسلى به الفترة لكن احذر أن يعرف أحد اسمك فلو نطق به ستحبس في مكانك

حتى يحضرك غيره

بعدها افترق الاثنان واستمر كتاب (دجن) يلف من الغرب إلى الشرق يقتل كل من يقرؤه حتى وقع في يد امرأة من أهل الحجاز كانت تريد أن تعرف عن تحضير القرين وقرأت الكتاب فخرج لها (دجن) ليقتلها لكنه منذ أن رأى شعرها الأسود وقامتها القصيرة وهي من

الصفات الفاتنة للشياطين وقع في حبها ولم يؤذها وظل يزورها كل ليلة

متشكلا بصورة بشر كي تقبل وجوده حولها.

وبعدما فرغ (دجن) من رواية إحدى قصصه ذات ليلة فتح (دجن) قلبه لها وظل يتحدث عن ماضيه مع الساحر (نجد) والساحر الذي

حرره وعن الذين حضروه قبلها وقتله لهم جميعا وأخبرها كذلك بأن

نطق اسمه هو الطريقة الوحيدة لإيقافه وتجميده.

فسألته: وما اسمك ؟

فقال ضاحكا: وماذا تريدين باسمي ؟ قالت: بما أن حبي لك عظيم ولن أقدر على نطقه كي لا أفارقك أريد

سماعه

فقال وهو مخمور بحبها: (دجن).. اسمي (دجن)

فوضعت ظهر يدها على خده وقالت:

وداعا (دجن)...

وينطق اسمه حبسته مرة أخرى، وبسبب محاولاتها المتكررة والفاشلة في التخلص من الكتاب بحرقه وتمزيقه قررت كتابة اسمه في صفحة

تحضيره بخط يدها كي يعرف الناس سر التخلص منه.

هنا قاطعت الرجل وقلت له:

لماذا لم تستطع المرأة أن تتخلص من الكتاب بتمزيقه أو إحراقه؟

فرد علي وقال:

هل حاولت أنت فعل ذلك من قبل ؟

فقلت له : لا

فقال: حتى وإن حاولت كان الكتاب سيعود كما كان.

فقلت له: لكن الكتاب احترق في غرفتي وأمام عيني. فقال: هذا بفعل (دجن) لأنه علم بما صنعته المرأة ولا يريد لأحد أن يحبسه. كان يريد أن يبقى حرا إلى الأبد وأحرق الكتاب ليمنع أحدا من تجميده مرة أخرى وعندما قمت أنت بتحضيره كانت تلك فرصته لفعل

ذلك وتحرير نفسه إلى الأبد.

بعد ما انتهى الرجل من سرد حكاية (دجن) سألته:

كيف عرفت كل هذا ؟ ...

سكت قليلا ثم قال:

نحن السحرة نتعامل مع الكثير من الجن والشياطين وأخبارهم تصلنا دائما منهم بسرعة البرق فنقوم نحن بتدوينها في كتب ومدونات وهذا جزء من اتفاقنا معهم لكن أخبار (دجن) انقطعت منذ فترة ولم

يسمع عنه أحد حتى قمت أنت بتحضيره وإطلاق سراحه.

فقلت له : لماذا إذا قلت لي إنك لا تعرف اسم شيطاني؟

فقال وهو يبتسم: هناك المئات بل الآلاف من الشياطين الذين يذكرون

في المدونات يوميا هل تظن أنك الوحيد أو أن (دجن) هو الوحيد الذي

تم تناقل أخباره؟ ثم إن الأخبار كانت عنه وليست عنك.

سكت قليلا ثم سألته بعدها سؤالاً أخيرا وقلت:

هل سيبقى (دجن) محبوسًا إلى الأبد إذا نطقت اسمه ؟

قال: نعم.. فكتاب تحضيره أحرق والشخص الوحيد الذي يعرف طريقة تحضيره وتجميده وما زال على قيد الحياة هو أنت وأنا فقط وبموتك

يموت (دجن) لأنه لن يجد أحدا ليحرره. فابتسمت وودعت الرجل وخرجت لأحبس (دجن) إلى الأبد...

خوفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن