ليلة تحريك البيادق

2.4K 128 19
                                    

مضت الأيام وأصبح يومي روتينيا بين لقاءاتي مع (جند) في الليل وتدوين للوساوس عند الشروق والغروب والنوم أغلب النهار بالإضافة إلى زيارات متقطعة من (دجن) والتي كنت أتوق إليها لأنه الوحيد الذي كان يستطيع إضحاكي في تلك الفترة بدأت أنسى موضوع الهروب خاصة وأن (دجن) طمأنني في إحدى زياراته أنه لا يوجد تحركات من جهة قبيلة الصوارم» أو قبيلة «الأباطحة» بعد تحالفهم بل على العكس حدث نوع من الهدوء النسبي بين القبائل بعد عدة أشهر وفي يوم ماطر وأنا أقرأ ما كتبته بعد تدوين وساوس المغرب لمحت اسم (ملاس) بين السطور ففتحت عيني أكثر وركزت انتباهي وقرأت ما كتب فوجدت أن (ملاس) قد تمكن من قتل أحد أبناء مازع وكان اسمه (صان) والعشيرة مقلوبة لهذا الخير وبعد ساعات من قراءتي لهذا الخبر دخل علي أحد

الحراس الموكلين بحراستي وقال:

سيدي المدون الأميرة ( جند) لن تتمكن من الحضور الليلة وأنا ومن معي من الحراس تم استدعاؤنا الحضور مراسم الجنازة لذلك لا تخرج

الليلة من دارك كي لا تصاب بأي أذى

قال الحارس هذه العبارات ثم اختفى...

لا أنكر أني شعرت بالخوف في البداية لكني في الوقت نفسه شعرت بالارتياح لأني استعدت الحرية التي سلبت مني منذ فترة طويلة ولو كان ذلك لبضع ساعات. وبينما كنت في نشوة هذا الإحساس خرجت الخارج الدار أتنفس هواء الجبل الأخضر العليل وفي لمح البصر خرج (دجن)

وقال:

يلا هذي فرصتنا الوحيدة يلا خلنا نروح !

فقلت له بتعجب: إلى أين؟

قال: ما عليك أنا مرتب كل شيء بس تعال !

مد (دجن) يده في إشارة لي كي أمسكها وفعلا أمسكتها فوجدت

نفسي أمام منزل (سالم) فأدرت نظري نحو (دجن) وقلت له:

ما الذي تفعله هنا ؟

فقال: لا تخاف ادخل وما جاك بوجهي. فقلت وأنا في طريقي للدخول

وجهك لا يتحمل كل ما أصابني بسببك.

فضحك (دجن) وخف صوت ضحكه كلما تقدمت داخل منزل

(سالم) أو في الحقيقة منزل ابن (سالم). جلست في مكان أشبه بالمجلس

المخصص للضيوف وبعد دقائق ظهر لي ذلك الرجل الذي أوصلني

المنزل (عمار) في زيارتي الثانية فوقفت مفزوعا فقال:

«اجلس يا بني فأنا لن أوذيك...»

جلست وعيني عليه لم تفارقه الثانية وبعد دقائق من الهدوء بيننا بدأ يتكلم الرجل معي وحكى لي أنه قرين (سالم) وحكى لي كذلك القصة التي أخبرتني بها (جند) لكنه أضاف بعض الإضافات التي كانت تجهلها (جند) مثل أنه حاول بعد موت (سالم) أن يذهب ل (مازع) ويقتله لكن الحراس حوله كانوا أكثر من أن يواجههم كلهم وحده فعقد العزم على تجنيد من يشاركه هدفه في قتل (مازع) من الأقران المتحررين والمنشقين من القبائل الثائرة على (مازع) وخلال تلك السنين جمع (ملاس) مجموعة لا بأس بها من الأقران والشياطين لكنهم ما زالوا أقل من أن يخوضوا معركة ضد (مازع) وقبيلته. سكت قليلا بعد حديث (ملاس) معي ثم

خوفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن