عودة (دجن)

2.5K 128 66
                                    

وصلت المطار مدينتي عند منتصف الليل.. المطار كان هادئا .. ركبت سيارة أجرة.. توجهت للمنزل.. دخلت.. ذهبت مباشرة لغرفتي ونمت ولم أقابل أحدًا ذلك اليوم. استيقظت ظهر اليوم التالي وكنت مرهقا جدا وفتحت عيني ورأيت أمامي منظرا مزعجا، رأيت دجن جالسا أمامي وكان متشكلاً بهيئة ذلك الرجل الغريب. نهضت وتوجهت لدورة المياه وحاولت ألا أدير له بالا لأني أذكر أن ( عمار) أخبرني من قبل أن الشياطين تضعف أمام من لا يخاف منها أو يجزع لرؤيتها، دخلت الحمام ولم أكترث لوجود (دجن) بالرغم من أن رؤية وجهه بعد هذه المدة أعادت علي ذكريات لم أكن أريد تذكرها. (دجن) من الشياطين القليلة التي تملك الجرأة للتشكل بكل راحة المحادثة إنسان بلا تكلف في وضح النهار، لغته عربية لكن لهجته كانت خليطا غريبا من اللهجات المحلية.

بعد ما خرجت من الحمام قال لي (دجن): نعيما !

في تلك اللحظة نسيت أو تناسيت أنه شيطان وقلت له:

ماذا تريد ؟.. ومن سمح لك بالدخول ؟

قال: إحنا بينا اتفاق...

فقلت له وأنا أغير ملابسي: وما هو المطلوب مني الآن؟

قال: اعتبر موضوع قرينك منتهي والموضوع ما راح يأخذ مني ثواني

وراح أربطه لك لكن ما تكلمنا عن الاتفاق الجديد؟

فقلت: أي اتفاق؟

فقال (دجن) باقي شيطان ثاني.. ما تبي أخلصك منه ؟

فقلت له: عن أي شيطان تتحدث ؟

قال: اللي جالس فوق رأس أمك المسكينة وجالس يأكل من صحتها

كل يوم وينتظر بس إشارة من الساحر عشان يقتلها ...

سكت قليلا ثم قلت:

أليس قريني هو من يهدد حياة أمي ؟

فقال: لا يا حبيبي أمك مرسل لها شيطان ثاني وقرينك عنده مشاغل

ثانية وما هو فاضي لك أنت وأمك.

فقلت له: تخلص منه أيضًا...

فقال وهو يبتسم: آسف الاتفاق كان على واحد بس!

أدركت وقتها أن (دجن) ينوي البقاء معي بأي شكل وسيفتعل

المشكلات كي يضمن بقاءه حولي وعدم تجميدي له بعد ما ينتهي من مهمته وكان يبدو أنه يريد تعليق مصيره بمصيري لأن ذلك هو الضمان الوحيد لديه للبقاء حرا طليقا حاولت أن أراوغه كما كان يراوغني

فقلت له:

ماذا تقصد.. واحد فقط ؟

فقال: اختر شيطانا واحدا بس.. قرينك أو المرسل لأمك... لم أفكر كثيرًا وأعطيته الأمر بالتعامل مع الشيطان الذي يهدد أمي الحين تفكيري بحل أتعامل فيه معه ومع قريني المحرر. اختفى (دجن) في ثانية بعد ما أعطيته الإذن بالتخلص من شيطان أمي بدل قريني، وبعد

خوفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن