ورقة التوت التي سقطت في منتصف المثلث

2.2K 121 25
                                    

أمضيت وقتا ليس بالقليل على أرضية الكهف أحدق بسقفه المتشقق والجروح على أكتافي من أثر مخالب (جند) تنزف وعند الغروب دخل علي

(چار) بعدما استأذن وقال:

القد رتبت لك مكانا آمنا يا سيدي

فقلت له وأنا أحاول أن أقف وأخفي الجروح التي تسببت بها (جند)

على صدري وأكتافي:

أين هذا المكان يا (جسار)؟

فقال: في مثلث الشياطين في عرض البحر.

فقلت له: لكن هذا المكان خطر جدا يا (جسار)

فقال: لا تقلق يا سيدي لقد رتبت لك إقامة على جزيرة لن يصل

إليها لا إنس ولا جن.

فقلت له: وماذا عن الشياطين؟

فقال: وحتى أعتى الشياطين

فقلت له : خذني إلى هناك حالا يا (جسار) فلم أعد أطيق البقاء هنا مدة أطول لكن قبل أن تأخذني إلى هناك لا أريد لأحد أن يعرف بمكاني

وخاصة (جند) هل فهمت یا (جسار)؟

فقال: چند ؟!.. و لماذا يا سيدي ؟

فقلت له: نفذ دون نقاش یا (جسار) !

فقال: أمرك

نقلني (جسار) إلى مثلث الشيطان ونزل بي على جزيرة كبيرة وكان

الوقت ليلا والقمر مكتملا والبحر هائجا جدا. أخبرني (جسار) قبل رحيله أن المكان آمن لكن يجب علي أن لا أترك الساحل ولا أدخل لوسط الجزيرة وسوف يرسل لي ما يكفيني من مأكل ومشرب كل يوم فأشرت له بالرحيل فرحل. كنت متعبا من مواجهتي مع (جند) والرحلة إلى الجزيرة لذلك غلبني النوم بسرعة ونمت على الشاطئ حتى الصباح. مضت الأيام وأنا على تلك الجزيرة لا أدخل وسطها كما حذرني (جسار) وكان يصلني يوميا مائدة من الطعام عند

فجر كل يوم مع الرسول (يقلب). مر على وجودي في تلك الجزيرة مدة

تجاوزت الشهر وفي فجر أحد الأيام جاءني (يقلب) على عادته ومعه

مائدة الطعام وقبل أن يهم بالرحيل سألته عن أحوال القبيلة فقال:

الحال مستقر و العشرة المؤمنون أصبحت هجماتهم أقل من السابق

وهناك بعض المدونات التي تذكر أن خلافا دب بين القادة العشرة

وسيدي (جسار) سعيد بذلك، قلت له:

وماذا عن (جند)؟

قال: كما هي يا سيدي لم يطرأ عليها جديد.. هل تأذن لي بالانصراف؟

فأذنت له بالرحيل فرحل... بعد مرور أسبوع من حواري مع ( يقلب) بدأ الملل يغزو عقلي ويشتت فكري فقررت أن أتحدث مع (يقلب) في زيارته القادمة وأمره بإخبار (جسار) بأني أريد رؤيته لأني كنت أريد منه أن ينقلني لمكان أفضل. انتظرت (يقلب) في موعده المعتاد والذي كان مع شروق الشمس لكنه لم يأت. مضى يوم وآخر ولم يظهر (يقلب). بدأ الجوع ينهش في جسدي والعطش قد وصل لأقصى ما يمكن أن أتحمل ولم يكن حولي إلا المياه المالحة فخارت قواي على الأرض وغططت في نوم عميق. استيقظت على صوت يوقظني في المساء. ففتحت عيني لأجد (يقلب) واقعا أمامي وجسده مغطى بالجروح النازفة وكان يبحث عن النفس فحاولت إيقاظه

خوفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن