٢.هلوسة.

65 10 127
                                    

٭
.
.

إستيقَظتُ على رَنينِ المُنبّه، أطفَأتهُ بخُمولٍ إعتِياديٍّ لأستَقيمَ مُتوجّهةً إلى الحمّام، لستُ مُتحمّسةً للذّهابِ لمركَزِ التّزلّج، لكنّهُ أسبوعي الأخيرُ و سأستغِلّه.

خَرجتُ بعدَ ساعةٍ جاهِزةً تَمامًا، مَررتُ بغُرفةِ أبي عَن قَصد، حانَ وقتُ المُواجهة، طَرقتُ البابَ لأسمعَ إذنَ الدّخولِ بعدَ خَمسِ ثوانٍ.

«زينايدا».

« ڤيلير». قَلبَ عَيناهُ على رَدّي لأفعلَ المِثل، لَم يُجدِ معهُ الهُدوء، لنُجرِّبِ العِناد.

«ماذا تُريدين؟ إن كانَ بشَأنِ الـ-». سَئمتُ تَجاهلهُ لي، مَللتُ من جَهلي الكَبيرِ لكلِّ ما يحصُل.
سأسألهُ مُباشرةً و حَسب.

«لمَ إنتَظرتَ كُلَّ هذا الوَقت؟ هَل كانَ يَجبُ أن تَموتَ أمّي حتّى أصبحَ فَردًا حَقيقيًّا منَ العائِلة؟»

«تأدّبي! تَعبتُ مِن تَذمّركِ طَوالَ الوَقت، هذهِ أمّكِ التي تَتكلّمينَ عَنها هكَذا». هذِه أكثرُ مَعلومةٍ مُضحِكةٍ سَمعتُها في حَياتي، أينَ كانَت هذهِ الأمُّ عِندما مَرضت؟ عِندما صَرخت؟

« فقَط..أجِبني». نَظرَ لي قَليلاً ثُمّ استَكانَت مَلامِحه، بَدا يُفكّرُ بجَوابهِ قبلَ إخراجهِ مِن ثَغرِه، لا أريدُ تَفكيرًا لا أريدُ شَفقة، أريدُ الحَقيقةَ فَقط.

«بولينا أرادَتكِ بِجانبِها، كانَ التّزلّجُ يأخذُ جزءًا كَبيرًا من وَقتكِ بالفِعل». أرادَتني بِجانبِها،
أرادَتني.

أرادَتني أرادَتني أرادَتني.

لتَضربَني.

« هَل أرادَت زَوجتكَ أن أموتَ أيضًا؟ قُل لي، لا تَخجَل».

«زيـ-».

« كَلّا! كنتَ تَعلَمُ بأفعالِها، في كُلِّ لَيلة، نادَيتُك، إنقطعَ صَوتي و أنا أناديك، لَقد انتَظرتكَ كالغبيّةِ بينَ دِمائي! و أنتَ لَم تَأتي..قَطّ». أنا أعرِفُ الآن، لَستُ يَتيمةَ الأمِّ فقَط، أسَفي على كُلِّ خَيبةً واجَهتُها، بسَببِهما.

أرادَ أن يَقولَ شيئًا، كانَ هذا واضِحًا، لكِنّي فقَط تَجاهَلتُ كالعادَة، حَصلتُ على ما أريد، لا فائِدةَ تُرجى منَ البَقاءُ هُنا.

«إحرِص عَلى إبقائي بَعيدةً عن كيريل في الشّرِكة، هذا آخِرُ ما سأطلبُه مِنك».

« إنّهُ أخاكِ يا زينايدا».

«بَل هوَ إبنكَ أنتَ و طَليقتُك، لا شَأنَ لي بِه». إبنهُ الذي حَصلَ على كلِّ الحبّ، حتّى من أمّي.

موروز || Morozحيث تعيش القصص. اكتشف الآن