٦.حدث في السماء.

59 10 153
                                    

٭
.
.

كان 'الملك' جالسًا أمامي على مكتبه، يناظرني بأعينه النّاعسة بتفحّص، و كنتُ أفعلُ المثل.

و لا أريد الإعتراف بهذا، لكنّه و مع الأسف، وسيم.

شعره أسودٌ فاحم يناقضُ بشرته الثّلجية، غير مصفّف و ليس مناسبًا لمنصبه، عيناه رماديّة همجيّة، بدا بربريًّا بعضلاته الظّاهرة و التي كادت تمزّق قميصه بالمناسبة.

«لماذا أنا هنا؟».

«هل ظننتِ أنّك ستنامين و تأكلين و ترتدين الملابس مجانًا؟ إنسي أيّام التّرف، أنتِ هنا لهدف».

أمسكَ عدّة أوراقٍ بيده يقلبّها بتمعّن، إختار واحدةً ثمّ وضعها جانبًا مكملًا حديثه، متجاهلًا بوضوع نظرات النّكران الصّادرة منّي.

«بالتّأكيد لم تخبركِ أمّكِ عن أيّ شيءٍ قبل موتها لذا سأتـ..».

«مهلًا! ما علاقة أمّي بكلّ هذا؟». وقفتُ بعنفٍ موقعةً الكرسيّ ورائي، أمّي؟ لما تكون دائمًا محورًا رئيسًا في كلّ مشاكلي؟

أكره هذا، و أكره جهلي بكلّ شيءٍ يخصّها.

«أمّكِ يا زينايدا هي السّبب بوجودكِ هنا». أشار بعينيه إلى كرسيّ آخر طالبًا منّي بوضوحٍ الجلوس من جديد و إكمال الإستماع له.

بقيتُ واقفةً مكاني متجاهلةً طلبه بعناد، رفعتُ احدى حاجبيّ منتظرةً منه الإكمال ليبتسم بسخرية.

«ما دخلُ أمّي». شددتُ على كلّ كلمة بإصرار، حاثّةً إيّاه على إكمال كلامه.

«كانت فضوليّة، تواجدت في المكان الخطأ و بالوقتِ الخطأ، و الأسوء أنّها كانت حاملًا بكِ..لنقل أيادي الشّر طالتها».
أعاد انتباهه إلى أوراقه موقّعًا على معظمها، وقعت عيناي على توقيعه الأنيق و استطعتُ قراءة إسمه بعد محاولات.

إيغور.

هذا فقط، لا لقب، لا شيء، غريب.

«بسبب هذا، أنت مرتبطةٌ بهذا المكان، و لن يكون بامكانكِ العودة سوى بعد فعل شيءٍ محدّد».

«هل تجبرني على البقاء هنا!؟ من تظنّ نفسك؟ ركّز، أنتَ ملكٌ لقومك، لستَ ملكًا عليّ».
ضربتُ بكفّ يدي على طاولة مكتبه بعنف، نظر لي بعدم اهتمام، و هذا استفزّني، استفزّني جدًّا.

«أرني قدراتكِ و كيف ستعودين بدون مساعدتنا، ركّزي، أنتِ هنا لا شيء».

حسنًا، لقد نسيَ شيئًا.
إن كنتُ لا شيء فلما هذه المخلوقات كانت بانتظاري؟
لكنّي أيضًا بحاجتهم، و الّا فلن أتمكّن من العودة لعالمي.

«أنتَ بحاجةٍ لي، هذا واضح. لنعقد صفقة، أخبرني بما تحتاجني، سأفعله، لكن عليك بالمقابل أن تدلّني على مكان البوابة أوّلًا».

موروز || Morozحيث تعيش القصص. اكتشف الآن