٨.شرارةُ شظيّة.

46 9 230
                                    

٭
.
.

نظرتُ ليدي المتعرّقة بقرف، العديد من الأوساخ تخرج منها، و هذا ليس لطيفًا، على الإطلاق.

خلعتُ معطف الفرو بضيق، الجوّ بدأ يصبح مثيرًا للغثيان، كشهر تموز، أو لأن هذه المعاطف مصنوعةٌ من النّار، حرفيًّا.

«كيف لويتِ كاحلكِ بحقّ الخالق؟»

و كان الرّد نظرةً باردةً مستنكرة، يمكن معرفة هذا بدون وجود البؤبؤ، أنا لستُ ضعيفة، لكن أعلم قدراتي، و بالتّأكيد إصابة أحد أقوى الأشخاص هنا على ما يبدو ليس واحدًا منها، لم تفعل يدي هذا، صحيح؟

حتّى لو كانت الإجابة هي نعم أنا لن أعتذر، لم أفعلها عن قصد، المخلوقات هنا فعلت كلّ شيءٍ ضدّ إرادتي.

ألا يوجد هنا شيءٌ ليس فرويًّا؟ هل يظنّونني قطّةً حديثة الولادة؟ أنا روسيّة بحقّ اللّه.

«أعطني شيئًا من ملابسكِ أنا أتعرّق».

«ولما عليّ فعل هذا؟»

«لأنّني وللأسف الشّديد، مسؤوليّتكِ»

سمعتها تتمتم بشيءٍ عن الكره، كرهي أنا على ما أعتقد، توجهت بخطواتٍ غير متساوية خارج الغرفة.

تجوّلتُ قليلًا هنا وهناك أكتشف الغرفة من جديد، مع أنّها بنفس اللّون الخاصّ بغرفة إيغور إلّا أنّ طابعها مختلف.

من الغريب أنّ جميع الغرف التي مكثتُ فيها في حياتي لم أشعر تجاهها بأيّ انتماء.

لكنّ إحساسًا داخلي يقول أنّ هذا سينتهي، الإنتماء الذي طلبته سيأتي، الصّبر الذي صبرته سأحصده.

عادت تيا بسرعة وبيدها فستان رمته بوجهي، أمسكته بسرعة أتفحصه، رائع.

ظننتها ستعطيني بنطالًا وقميصًا كمعظم ما ترتديه، تبيّن أنّ لها جانبًا أنثويًّا أيضًا، أنثويٌّ جدًّا.

الفستان أبيض بأكمام مفتوحة تصل إلى ما قبل الكوع بقليل، مع حديدةٍ ذهبيّةٍ ملتصقة في منطقة الخصر، بطولٍ لا يتعدّى الرّكبة.

«ألم تجدي غيره؟»

قلبت الأخرى عيناها بسؤم واضح، لا أعلم لما أفعل هذا لكنّه فعلًا ممتع، وأنا أشعر بالملل لا يوجد شيء لفعله في هذا المكان الغبيّ، حتّى التجوّل في الخارج صعب.

«إنّه الفستان الوحيد لديّ، لاحتفال المملكة السّنويّ».

منطقيّ، لن يكون لتيا فستان إلّا لسبب، الفتاة مغرمة بالبناطيل، حسنًا لن أكذب البناطيل فعلًا مريحة أكثر.

إرتديتُ الفستان بعد دخولي الحمام وتأمّلتُ نفسي في المرآة، بشرتي تصبح أكثر شحوبًا كأنّها تتماشى مع المكان.

موروز || Morozحيث تعيش القصص. اكتشف الآن