٥.منحدر غير متوقع للأحداث.

58 13 159
                                    

٭
.
.

المكان مظلم، عيناي ثقيلة و لا أستطيع تحريك أيّ عضلةٍ في جسدي، و الأهمّ أنّني أشعر بالبرد القارص ينخز عظامي.

أين أنا؟ ماذا حدث في الكنيسة؟ لا أذكر شيئًا، رأسي يؤلمني.

حاولتُ فتح عيناي بكل قوة أملكها بلا جدوى، بعد عدّة محاولات، تمكنتُ من فتحها جزئيًّا، رؤيتي كانت مشوشة، أرى فقط أنوارًا و هالاتًا لأناس.

أناس؟

لا يفترض أن يكون هناك أحد، الزلزال! هل تمّ إيجادي؟ يا الهي.

رؤيتي بدأت تتحسّن، كنتُ مستلقيةً على شيءٍ ناعم، كان هنالك رجلٌ يجلسُ على أريكة بأريحية، هالته طاغية على المكان بأكمله.

«سننتظر استيقاظها، لا بأس إن صرخت ..أفقدوها الوعي مجدّدًا»

هل يتكلمون عنّي؟ بالطّبع، أردتُ الإستقامة و الرّد بعنف، لكنّي نمتُ مجدّدًا، أو فقدتُ الوعي.

...

فتحتُ عيناي هذه المرّة بسهولة، واجهتني إمرأة سمراء اللون لم أكد ألاحظها حتّى استقامت و خرجت من الغرفة، الغرفة؟

نظرتُ حولي، غرفة على الطّراز القديم، لكن أنيفة. إستقمتُ من مكاني و نزلتُ من على السّرير، أخذتُ عدّة ثوانٍ حتّى استطعتُ التوازن على قدمي.

مشيتُ باتجاه الباب، نفسه الذي خرجت منه تلك المرأة، عندما فتحته وجدتها أمامي برفقة رجلٍ آخر.

«أعلِميهم باستيقاظها».

أومأت باحترام ثمّ ذهبت، نظرتُ إلى الرّجل بحيرة، مازلتُ أجهلُ مكاني و من هؤلاء.

«استلقي سأفحصكِ، أنا طبيبٌ بالمناسبة».

«أين أنا؟».

تجاهلني بجمود داخلًا إلى الغرفة، بدأتُ أشعر بالغضب، ألا تكفي معاناتي مع تلك الألغاز السّخيفة و الزلزال الذي ضرب الكنيسة، و الآن اقابل بتجاهل النّاس.

تجاهلته بدوري متوجّهةً إلى الخارج، أمسكَ بيدي بشكلٍ مفاجئ فلم أعي نفسي إلّا و أنا أعضّ يده الممسكة بي.

شعورٌ غريب إجتاحني ذهب بسرعةٍ مع سماع صرخةِ الألم التي خرجت من ثغره.

أسرعتُ بالخروج من هناك راكضة، إلى أين؟ لا أدري. سمعته يصرخُ من خلفي مطالبًا إيّاي بالتّوقف.

«لا تجعليني أستخدم القوة!»

تجاهلته و أكملت الرّكض، نظرت للخلف أطمئنُّ إن كان قد اقترب منّي أو لا، وجدته ينظر إلى الأمام بتعبيرٍ غريب، وجهتُ نظري إلى ما يطالعه و في اللّحظة نفسها وقعتُ أرضًا لاصطدامي بشيءٍ ما.

موروز || Morozحيث تعيش القصص. اكتشف الآن