بـارت | 29

7.5K 369 16
                                    



أبتسمت جـنان اللي تـّحكي رائـف عن زوج أوتـَاد ' خـالد ' وتكمل حكيها : لو تشوف كيف يعاملها ويخاف عليها من كل شيء
رائـف : جـنان بعرف ليش تتكلمين كذا!!
جـنان بهدوء: وش فيه كلامي
رائـف بهدوء يقرّبها ويسند يده على كتوفها: كأنك مو شايفه شي حلو منّي
جـنان بابتسامة: لا مو قصدي كذا
رائـف وهو يتأمل ملامحها: الأ هذا اللي فهمته منك ، وبعدين ما شاء الله تلقين زوج صديقتك شايف الدلع والمعاملة الحلوة مو مثلي مايشوف الا الصراخ والطرد والصياح ياحظي
جـنان بصدمة : لا والله وتجحدني بعد
رائـف بسخرية: بس مرة دلعتيني ومن غيرتك ولا كان ماشفت شيء
جـنان بضحكة : كيف أدلعك ، المتعارف عليه المفروض أنت تبادر
رائـف: عادي ما يضّر وبعدين وش أسوي أكثر من كذا

٤ صباحاً
كان ينظر لقلبها الرهيف كيف أنهارت من البكي وكل تفكيرها كيف رح تخبرهم بعدم نجاح هالعملية
مُهند وهو ينظر لها تمسح دموعهامن ورى النقام وينطق بـّصد : مرات مو كل شيء يصير على كيفنا ، زي ما قلتي عملنا بالأسباب لكن ربي ماكتب
وِصَـال وهي تبكي : حرام البنت باقي صغيرة ، ما أتخيل اني أفقد شخص عزيز علي وخاصة أبوي ولا أرضاها لنفسي كيف أرضاها لغيري
مُهند : عارف وفاهم لكن ربي ماكتب له العيش وبالعكس يمكن أرتاح ، يلا أستجمعي نفسك نطلع نخبر أهله
وِصَـال: أنت اكثر شخص عديم احساس شفته بحياتي
مـُهند : انا ماني عديم احساس ، لو نبكي على فقدان كل مريض كان جفت دموعنا لازم نقاوم قسمنا يبغى له قوة قلب .. يلا أجمعي نفسك بنطلع مع بعض وأنتي بنفسك بتقولين لهم الخبر وبتقاومين
مسحت دموعها رغم داخلها العاجز كانت تنظر للممرضين اللي يفلون خيوط العملية عشان يجهزونه عشان يودونه لمغسلة الأموات وطلعت ورى مُهند ومباشرة وقفت خلود على حيلها ومعها أخوانها رائد وراشد وعبدالله اللي ذبحهم التعب والفضول والخوف وكل شعور سيء
خلود بخوف : وش صار يادكتورة
حررت وِصـَال نظرها بين مُهند وبين خلود ونطقت بهدوء عكس أنهيارها : أحسن الله عزاكم .. الله يرحمه جاهد مرضه كثير
أتجهت لمكتبها بأنهيار تحت أنظار مُهند وتحت مسامعها صراخ خلود اللي يعبّئ المشفى بأكمله

فاز بقربها وراضاها بقربه وقبّلاته لكن زفرت من وصل خـالد إتصال من عبدالله يخبّره بالخبر اللي كافل أنه يربكه ويحوس موازينه وفعلاً مثل ما توقعت أوتـَاد أخذ جواله وجمّع نفسه يطلع تحت أنظار أوتـَاد اللي زعلت لأنه كالعادة تعذر وقال انه موضوع مُهم هالمرة، حاولت تتجاهل وبدأت تجهز شنطتها لجّل تروح لأهلها مع أخوها سـنـد اللي ما نست ترسل له وقال لها أنهم رح يمسكوا خط من الصباح .

دخل خـالد وعزاهم واحد واحد وكان يسمع لصوت خلود اللي أنهار كل جزء منها وأغلبية المشفى سمع بكاها وخاصة من شافت عمها محمد حضنته وأنهـّلت بالبكي وتردد تحت مسامعهم " مابقى لي سند ، رااح ابويي " كان الكل منهار لكن بالتحديد خلود اللي ما عاد يهمها شيء بكثر ابوها اللي كان كل املها فيه كبير رغم إحتمال عدم نجاح العملية الا انه كان امل كبير .
بـعز ضيقة عيال أبو عبدالله وصّـل إتصال لخالد وتحديدا من ' وتـّاده ' ونطق بخفوت يبعد عن الأصوات اللي أبرزها صوت بكاء خلود: عيون خـالد
أوتَـاد بعتب: ماخبرت أني عيونك
خـالد بهدوء يغير الموضوع: بغيتي شي ياعيوني
أوتَـاد بعتب : مو لازم أتصل على زوجي عشاني أبغى شيء
خـالد بهدوء وبرود تام : وتـَادي انا بعزاء مافيني حيل للنقاشات والعتب
أوتَـاد بهدوء: أحسن الله عزاك في عمّك
خـالد: جزاك الله خير
أوتَـاد: مارح تجلس معي قبل أمشي
خـالد: الأ

إبـتسّم لي عُمري يوم أنا لقيتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن