Chapter 3 : " اطلاقُ نارٍ مُبهم مقرهُ ساحةٌ محظورة "

66 4 1
                                    

بينَ الشُجيراتِ التِي تفصلُ بايونير عن ساترن، تتجهُ تيتان إلى هُناكَ كُلَّ ثالثةٍ فجرًا، فإما أن تجِدَ أوراقًا مجهولةَ المصدرِ فترسمُ ما كُتِبَ عليها، أو تجِدَ فتاةَ الشعرِ القصيرِ وكوبَ قهوةٍ.

" لا أراكِ كثيرًا في المدينةِ يا ساتو، هذا غريبٌ إلىٰ جانبِ دخولكِ قصرَ بايونير دونَ أن يلمحكِ أحَد. "

– أُفضِلُ التواجدَ في مناطقٍ خيالية، ودراغونفلاي لا تبدو لِي خياليةً كفايةً.
– كيفَ لكِ التواجدُ في مناطقٍ خيالية؟
– لِنرىٰ، شارعٌ يطلُ عليهِ نجمُ الشِعرىٰ ويظهرُ مرةً واحدةً بدايةَ كُلِ عامٍ في أقربِ نُقطةٍ مُمكنة، أيُمكنكِ تخيلُ ذلِك؟
– لم أرَ نجمَ الشِعرى قبلًا ..
– حسنًا، ما قلتهُ كانَ شيئًا مِنَ الخيال، فنجمُ الشِعرىٰ بعيدٌ جدًا.
– أشعرُ بأنني قرأتُ ذلِكَ في مكانٍ ما.
– هَل كُلِّفتِ بالمعرض؟
– صحيح! أردتُ دعوتكِ إلَيه!
– لا، لن آتي.
– لِمَ؟
– لديّ خُطَطٌ كثيرة، أعتذِرُ لكن لا يُمكِنُني قبولُ دعوتكِ.
– إذن، أنستطيعُ قضاءَ المزيدِ من الوقتِ معًا؟
– هُناكَ أمرٌ عاجلٌ عليَّ إنجازُه اليوم، ولكِن رُبما غدًا.
– أليسَ موعدَ أحدِ حفلاتِ بايونير؟
– لِهذا اختَرتُه.

بعدَ الشروقِ وبعدَ انصرافِ تيتان، عادَت ساتو إلىٰ ساترن لِتأخُذَ داريل إلىٰ الجانبِ الآخَر، قلِقَت قليلًا مِن أن يكونَ الطبيبُ بالقُربِ مِنَ الشارع، لكِنها لم تجِد سوىٰ الصحفيِّ هُناك، وأشعرهَا ذلِكَ بالراحة، إذ أخذَت المُذيعَ وقادتهُ بينَ الأشجار، فبدَا كما لو كانت تقودهُ إلى بوابةِ حديقةٍ سرية، بينما قادتهُ إلىٰ مكانٍ أشبهَ بسردابٍ مُعتمٍ ينزِلُ للأسفلِ ويعودُ للأعلىٰ، ويصلُ أخيرًا إلىٰ بايونير ١١.

" يُقيمونَ حفلاتٍ تنكُريةٍ بينَ الحينِ والآخَر، وغدًا إحداها، أتودُ المجِيء؟ قَد تتعرفُ حينها علىٰ المكانِ جيدًا. "

– هل وصلنا بالفِعل؟
– نعم.
– إن كانَت هذهِ المسافةُ بينَ المملكتين، فهُما حتمًا مملكةٌ واحِدة!
– لن تُوحَّدَ دراغونفلاي معَ ساترن!
– تعودُ مملكتكُم لساترن!
– وإن حاولتَ إعادتهَا، فستسقطُ ساترن، هذَا المكانُ تحكمهُ امرأةٌ مجنُونة.
– أنتِ، أتُحاولينَ حِمايةَ ساترن؟
– ولِمَ بظنكِ جِئتُ بِكَ إلىٰ هُنا؟
– مَن أينَ أصولك؟
– دراغونفلاي.
– لِمَ تُحاولينَ حمايةَ ساترن إذن؟
– لأنَّ هذَا ما عليَّ فِعلُه! أنتَ لا تعرِفُ شعورَ أن تكونَ منفيًا مِن بلادِك، وأن يُحظَر حتىٰ ذِكرُ اسمِك! وأن تُعاقبَ بدلًا مِنَ المُجرمِ الحقيقي، أنا مُغتربةٌ يا سيد داريل! ساترن هيَ بلادي!
– منفية؟
– سأتواجدُ في حفلِ الغَد، لا يُمكِنني التقدمُ أكثرَ مِن هذَا، كُن حذرًا.

وقفَ داريل مكانهُ في حيرةٍ مِن أمرِه، حينَ عادَت ساتو أدراجهَا إلىٰ ساترن، أطلقَ تنهيدةً ثُمَّ بدأَ البحثَ عن طريقَ آخرَ يُؤدي إلىٰ خارجِ بايونير.

Kingdom of SATURN - مملكة ساترنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن