Chapter 5 : تَدْنِيسُ السّلامْ

99 3 1
                                    

١٢ كانون الثاني، أخضرٌ اختلطَ بالأحمر، سلامٌ مُلطخٌ بالدِماء.

ظنَّ الجميعُ أنَّ أُمسيةَ الثاني عشرَ مِن كانونَ الثاني ستكونُ خضراءَ جدًا، إذ اعتادَ أهلُ دراغونفلاي رؤية اللونِ الأخضرِ رمزًا للسلام، لو أنكَ جئتَ يا سيد واين قبلَ خمسةِ أعوامٍ لرأيتَ جدرانَ قصرِ بايونير لا تخلُو من اللونِ الأخضر، كما أن النساءَ لطالما أحببنَ هذا اللونَ في فساتينهن! ولطالما بدَا جميلًا عليهنَّ أيضًا! لكنَّ الكاتبةَ الملكيةَ وسيدةَ هذَا القصرِ قررت خلطَ اللونِ الأخضرِ بالأحمر، قد لطَّخت ساتو تيثيس سيريوس سلامَ دراغونفلاي بالدماءِ في حفلِ ميلادها، كانَ معرضُ بايونير معرضًا سنويًا، يُقامُ في يومِ حفلِ ميلادِ ساتو إذ كانت مُنظمةَ المعرضِ وسيدةَ بايونير، لكنَّها سمِعت من أحدٍ ما شيئًا عن سيريوس، جعلهَا مُغتاظةً حدَّ إقامةِ مجزرةٍ بدلًا مِن حفلِ ميلادِ فتاةٍ بلغَت العشرينَ عامًا.
لم تستثنِ أحدًا في هذَا القصرِ بالرغمِ مِن توسلِ النُبلاء! أذكرُ رؤيتهَا تجوبُ أرجاءَ قصرِها بذلكَ الرداءِ الأخضرِ التاريخي، آه! صحيح! الآنَ وقَد ذكرتُه، أنتَ ذاهبٌ لِرؤيةِ سموِها أليسَ كذلك؟ لا تُخبِرها أنكَ رأيتَ الفستانَ في المعرض! سأقعُ في ورطةٍ حينها يا سيد واين! لكنني فخورةٌ جدًا بِما صنعتُه، صُمِمَ بشقٍ على طولِ الساقِ ليتسنىٰ لها حملُ السلاحِ والأنصال، بدَت ساتو جميلةً جدًا برغمِ الألمِ الذِي اعتلىٰ تعابيرها وهيَ تُبيدُ زُوَّارَ المعرضِ في القاعةِ الحاديةِ عشرةَ حيثُ أُقيمَ حفلُ ميلادِها، لكِنها لم تبكِ، كانَت غارقةً في الدماءِ من رأسِها إلىٰ أخمصِ قدميها! أفسدَت فُستانيَ العزيزَ يا سيد واين! لكن لو أنكَ رأيتَ تلكَ الإطلالةَ للفتاةِ البريئةِ قبلَ الحادثةِ بدقائقَ لوقعتَ في غرامها أيُها السيد. قبلَ تلكَ الحادثةِ بستةِ أشهُرٍ هرعَت إليَّ مُرتابةً قائلةً بأنَّها تظُنُني وإياها ضحايَا لكذبةٍ كذبهَا آلُ أورليان وأننا نعيشُ في قصرٍ مليءٍ بالنفاق، لَم أحظَ بالحبِ الذِي حظيَت بهِ ساتو، أو بالاهتمامِ عينه، لِهذا يصعبُ عليَّ تخيلُ شعورِها حينَ وقفَت في نهرِ الدماءِ في القاعةِ الحاديةِ عشرةَ ونظرَت إلىٰ طرفِ نصلِ الخنجرِ في يدها اليُسرىٰ الذِي كانَ يقطرُ دمًا لتتجنبَ رؤيةَ وجهِ آخرِ حارسٍ في بايونير وهُوَ جريحٌ علىٰ الأرضِ يتوسلُها لِئلا تقتُله، لِتُجهزَ عليهِ بطلقةِ نارٍ مِن السلاحِ في يدِها اليُمنى. إنهُ مشهدٌ مُهيبٌ حقًا! كانَت تُخبرني دائمًا بأنهَا تخشىٰ التبلُد، وبأنهَا تعتقدُ أنهُ الشعورُ الأسوءُ علىٰ الإطلاقِ والذِي قد يحملُ المرءَ علىٰ ارتكابِ أبشعِ ما يُمكِن، لكن الآنَ أتضَحَ لِي أن ذلكَ لا يساوي شيئًا أمامَ الشعورِ بالخيبةِ مِن أحبِّ الناسِ لها، إن هذَا حتمًا هُوَ ما شعرت بهِ ساتو وهيَ تقفُ بينَ الجُثثِ المُتراكمةِ في بايونير ١١.

Kingdom of SATURN - مملكة ساترنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن