Chapter 1 : الريـشَة والفُرشـاة

219 10 8
                                    

ايلول، ١٩٧٩، تيتان تيثيس هايبريون

الثانية عشرةَ مُنتصفَ الليل، قصر بايونير، القاعةَ الحاديةَ عشرَة، حفلٌ تنكُريّ، نبيذٌ وقهوَة، ورقةٌ وريشَة.

في كُلٍ مرةٍ أذهبُ إلىٰ هُناكَ لِلرسمِ أجِدُ أوراقًا تحوِي كتاباتٍ مُلهِمة، لكنِي لطالمَا تساءلتُ عنِ الكاتِب ..

لا أجِدُ في نهايةِ كُلِّ ورقةٍ سوىٰ حرفِ 𝒮.

ايلول، ١٩٧٩، ساتو تيثيس سيريوس.

" تلِي القاعةَ الحاديةَ عشرَ حضارةٌ أُخرىٰ، مملكَةٌ مُختلِفةٌ عَن التِي يقعُ عليهَا قصرُ بايُونير، بَل أقربُ لعالمٍ مُختلِف .. إنهُ مكانٌ يتوافقُ فيهِ الجمِيع، ولا يُشبِهُ كوكبَ الأرضِ أبدًا، بالرُغمِ مِن أنهُ يقعُ علىٰ الأرض .. تحكِي أُسطورةٌ مَا أنَّ لسماءِ هذهِ المملكةِ حلقَاتٍ تُحيطُ بِهَا بينمَا نملِكُ نحنُ الغيُوم، جلِيدٌ بُنيٌ وتطوفُ بهِ الأقمَارُ، أما السماءُ بِذاتِهَا فهِيَ سماءٌ تتراوُحُ بينَ درجاتِ البنفسَجيِّ الهَادِئةِ جمِيعِها مُنحدِرةً إلىٰ البُرتقَاليِّ الممزُوجِ بالبُنيِّ بينمَا تتوهَّجُ مُبقَّعةً بِأخضرَ زمُرُدِيّ تسيرُ فيهَا النجومُ سربًا سربًا ومُنتثِرةً وفي سُدُم، كمَا يجتمِعُ أهلُ المملكةِ جميعًا كُلَّ سنةٍ في مهرجانٍ لِرُؤيةِ نجمِ الشِعرىٰ اليمانِيةِ في أقربِ نُقطةٍ بينَ أقمارِ الحلقَات .. إنهَا سماءٌ كامِلةٌ بِلَونِ الشَّفَق! محاطةٌ أرضُهَا بِجِبَالٍ بُنيةٍ قريبةٍ لِلذهبيِّ أو رُبما لِلأحمَر، وتكثُرُ عليهَا زهورُ الأوركِيدِ حتىٰ تكادُ لا تخلُو بُقعةٌ علىٰ هذهِ الأرضِ مِنهَا، تنحدِرُ الجِبَالُ لِلأسفَلِ مُنَظَّمةً كمَا لَو كانَت سلالِمًا، وصُولًا إلىٰ وسطِ المملكَة، تبدُو حضارتهُم قديمةً نظرًا لِثيابهِم، لكِنهَا أشدُّ تقدُّمًا مِن الذِينَ فِي الأعلىٰ.
‏𝒮."

حينَ آتِي إلىٰ بايُونير، أجدُ رسوماتٍ تُشبِهُ كِتاباتِي، وتُشبِهُ أيضًا مملكةَ ساترن، ينتابُني خوفٌ مِن أن يكونَ أحدهُم قَد وجدَ المملكةَ ويُحاوِلُ إقناعَ الناسِ هُنَا بُوجودِها يقينًا، آملُ أن أكونَ مُخطئةً علىٰ أيِّ حَالٍ ..

أودُ معرِفةَ الرسام، لكِنَّنِي لا أجِدُ أسفلَ اللوحاتِ سوىٰ 𝓉.𝓉.𝒽 ..

الثالِثةَ فجرًا، تيتان تيثيس هايبريون.

حفلاتٌ كهذهِ لا تنتهِي مُبكِرًا أبدًا، ويسرُنِي أنِّي أملِكُ وقتًا لِلاختلاءِ في تِلكَ القاعةِ ثُمَّ العودةَ للاستمتَاعِ معَ الآخرِين، لكِن هذهِ المرةَ اصطدمتُ بفتاةٍ في طريقيَ لِلعودَةِ، كانَت مُتَّجِهةً إلىٰ القاعةِ التِي عدتُ مِنهَا .. لم استطِع التعرُفَ علىٰ وجهِهَا، لكِنَّها تملِكُ شعرًا أبيضًا مُندرِجًا نحوَ البنفسجيِّ في أطرافِه .. إنَّهَا .. جمِيلة!

Kingdom of SATURN - مملكة ساترنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن