Chapter 6 : مسرحِيةُ الخامسِ عشرَ من آذار

30 2 7
                                    

نيلايت، رودري واين، ١٧ ايلول.

في آخرِ الشارعِ حيثُ تقعُ عيادةُ الطبيبِ واين، ما زالَ ينتظرُ رجلُ القهوةِ هُناكَ مُراقبًا الشمعةَ ذاتِ رائحةِ البُنِّ التِي أهداهُ إياها واين الأكبر في مهرجانِ الشعرىٰ السابقِ، تتنقلُ عيناهُ بينَ ملفاتِ المرضىٰ والشمعةِ والساعةِ علىٰ مكتبهِ منتظرًا عودةَ داريل قبلَ بدءِ المسرحية. لاحظَ قدومَ الأُختِ الكُبرى أليسون، إلا أن عيناهُ لم ترتفع قيدَ إنشٍ عن مكتبه. جلسَت أليسون علىٰ الإريكةِ أسفلَ النافذة، وبينَ يديها قطٌ أبيضُ مُصاب. " أبإمكانكَ مُعالجتُه؟ أيُها الطبيبُ واين. "
– لديَّ حساسية.
– صحيح .. أظنني كبرتُ في العُمرِ حتىٰ أضحيتُ كثيرةَ النسيانِ.
– أنتِ في الثلاثينِ من عُمركِ، مازلتِ صغيرةً علىٰ الخرفِ أيتُها الأختُ الكُبرى.
أخذَ رودري رشفةً من كوبهِ ثم أشاحَ بناظريهِ نحوها، ابتسمَ حينَ رآىٰ القطَّ بشيءٍ مِنَ الأسف.
– إنَّ لويس طبيبٌ بيطري، كانَ عليكِ أخذهُ إليه.
– عيادتهُ مُقفلة.
– ياللهرِّ المسكين! عليهِ الانتظارُ حتىٰ الصباح.
– أخشىٰ تركهُ بينَ أيدي الأطفال.
– سيقضونَ عليهِ حتمًا.
– أنتَ مُحق! تركتُ عصفورًا صغيرًا تحتَ رقابةِ فيل قبلَ يومين، وحينَ عدتُ البارحةَ وجدتُ جناحهُ مُصابًا! إنَّهُم وحشيون!
– ذلكَ الصغير، هل كانَ فيليب من كسرَ جناحه؟!
– نعم! تخيل ذلك!
– كانَ عليكِ مُعاقبتُه.
– قد وعدَني ألَّا يؤذي حيوانًا مُجددًا.
– محظوظٌ كونكِ من أمسكتِ به.
– ما الذِي كانَ ليفعلهُ الطبيبُ واين؟
– تكليفهُ بأعمالِ العيادة.
– رودري يُريدُ التهربَ لا مُعاقبةَ فيل.
– كلا، لِمَ قد أودُ الهرب؟ أنا أحبُ عملي!
– أنتَ مكشوفٌ يا رودري.
– ما كنتِ لتدعيني أتولىٰ أمرهُ علىٰ أي حال.
– هذا صحيح.
عادت عينا رودري إلىٰ الساعةِ مُجددًا، وقد بدا عليها القلقُ بعضَ الشيء. " لم يتبقَ الكثيرُ علىٰ موعدِ مسرحيتكِ. "
– واين لا يُخلفونَ وعودهُم يا رودري.
– أعرفُ ذلك.
– سيعودُ قريبًا.
– أعلم.
أخذت أليسون القطَّ الصغيرَ إلىٰ ميتمٍ تُديرهُ وطلبت مِن إحداهنَّ الاهتمامَ بهِ حتىٰ تعود، في حينِ أن بردَ كوبُ القهوةِ المُنتظِر علىٰ مكتبِ الطبيب.

قصرُ أورليان، أميرٌ وصحفي.

اعترضَ هوارد طريقَ داريل إلىٰ الخارجِ ومعهُ مرافقٌ من خدمِ القصر، انحنىٰ سموهُ ثُمَّ لوَّحَ بكفهِ مرتينِ ففهِمَ داريل أن الأميرَ لا يملكُ إلا عشرَ دقائقَ للحديث، لم ينحنِ داريل، بل أومأَ مُحييًا الأميرَ بلغةِ احترامٍ تنمُ عن نبرةِ نبيلٍ .. أليسَ داريل بصحفيٍ مِنَ العامة؟ أنصتَ واين إلىٰ الأميرِ دونَ مُقاطعةٍ مُحترمًا وقته. " سُررتُ بِلقائكَ يا سيد واين، ولكن أخشى أنني مُنشغلٌ قليلًا لِذا سأختصرُ ما أنا هُنا لِقوله؛ قد بدوتَ لِي شبيهًا لقريبِ شاعرٍ انقطعَ التواصلُ بيني وبينَه منذُ مدةٍ لا بالطويلةِ ولا بالقصيرةِ، أتساءلُ عما إن كنتَ ذلكَ القريبَ أم أنني مُخطئ؟ أظنني نسيتُ قر الرجُلِ فاعذرني، لكني أعرفُ لهُ قصيدةً لا أحفظُها يدعوهَا سُهيلًا، بدَت لِي كقصةٍ إذ حكىٰ أنَّ لنجمِ سُهيلٍ رفيقانِ مِنَ الأجرام، لا يدورُ أيٌ منهُما حولَ قمرٍ أو شمسٍ، لا ينتميانِ لِأي نظامٍ أو مجموعة، عدىٰ أنَّ كوكبًا ذو حلقاتٍ بدا أقربَ لهما مِن رفيقهِما سُهيلًا نفسه، أعجبتُ بقصيدتهِ جدًا! مِنَ المؤسفِ أنهُ لم يتواجد في أيٍ مِن معارضِ بايونير، أتعرفهُ يا سيد واين؟ "
– رُبما قد أكونُ سمعتُ عن قصيدةٍ مُشابهةٍ في مكانٍ ما، سأبحثُ عنهُ إن تسنَّىٰ ليَ الوقتُ يا سموَّ الأمير، سُررتُ بالحديثِ معكَ ولكنني علىٰ عجلةٍ أيضًا، عن إذنِ سمُوك.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 04 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Kingdom of SATURN - مملكة ساترنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن