حلم | 1 |

179 14 12
                                    


ايطاليا .. مدينة ميلانو .. قصر عائلة وارير .. التاسعة مساءً ..

نزلت روز من السلالم بهدوء بينما ترتدي بجامة نومها الزهرية تتوجه نحو والدها الذي كان يجلس على الأريكة في منتصف تلك الصالة الكبيرة التي تحتوي على العديد من الأرائك و الطاولات و التماثيل تزين المكان .. قصر ابيض و كبير و جميل يحتوي على قلب اسود لا يهتم بشيء سوا كتبه و سيجارته .
توقفت روز أمام والدها ولم تتحدث ولم يرفع هو نظره نحوها بل بقى ينظر لكتابه الذي يتحدث عن الحرب العالمية و لسبب ما لا تعلم لما يقرأ هذا الكتاب الان !
و عندما لاحظ والدها انها لن تتحدث نطق هو أولاً دون أن يرفع نظرة نحوها :

- ماذا هناك ؟

فركت أناملها بتوتر ثم تحدثت بصوتها الأنثوي الهادئ قائلة :

- اريد ان اتحدث معك بموضوع ما .

أومأ لها برأسه دون ينظر إليها و قال :

- اجلسي و تحدثي .

جلست ب أريكة صغيرة على يمينة تضم يديها إلى بعضها ترمش بعينيها الخضراء تلك بتوتر و شعرها الذهبي الطويل الذي كان مربوط على شكل كعكة منخفضة و بعض الخصلات المتمردة على جبينها ، أخذت نفساً عميقاً ثم قالت :

- اريد ان اذهب الى الجامعة .

لم يقل شيء فقط بقى على نفس وضعيته تلك كما لو يخبرها أن تتابع فقالت :

- لقد مر عام منذ تخرجي من الثانوية وحان الوقت لأختر تخصصي و اختلط بالمجتمع .

عندها تحدث و مازال أيضاً بنفس الوضعية التي دوماً تجعل روز تشعر بأنها غير موجودة أو غير مهمة .

- و لكنك تعلمين بأنني اتخذت القرار و انتي لن تذهبي الى الجامعة  .

- ولكن لماذا ؟ لماذا ؟ ماذا عن الأعوام التي قضيتها في المدرسة و درجاتي التي كنت احصل عليها و كنت آتي دوماً الاولى ! ماذا بك يا والدي ما الذي يجعلك ترفض التحاقي بالحرم الجامعي ؟!

لقد خرجت نبرتها مهزوزة في نهاية حديثها و لكن سألها هو قائلاً :

- ما هو التخصص الذي تريدين الالتحاق به ؟

دعكت جبينها ثم رفعت نظرها نحوه و قالت :

- تصميم ازياء .

وهنا فقط .. هنا فقط رفع والدها نظرة من على ذاك الكتاب يحدق بها .. و هي تقسم بأنها نظرت في عينيه شيء جعلها تبتلع ريقها .

ماضي حلم حب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن