من العين دي والعين دي

الحساب يجمع

-شارك أخبار/ محتوى الناس في فلسطين/السودان-

.

-2020-

لو قلبك جايبك دورك جي
ضارب من كله أنا ضارب حي
شايف سحابة أنا مغيم
أنا مغيبب الله حي

كان هناك حفل في المنزل، وصوت الأغاني العالي يملأ الأجواء كأنما يتنافس مع ضحكات المدعوين
الأضواء الملونة تتراقص في كل زاوية، تضفي جواً يشبه الملاهي الليلية، حيث كان الجميع يتنقلون بين زجاجات المشروبات والأحاديث المتعالية
تحرك تميم بين المدعوين، يفتش بعينيه عن زياد، يسعى للعثور على ضالته في خضم الفوضى

عندما عثر عليه، اقترب بإندفاع وسدد لكمة على كتفه، مما أثار دهشة الموجودين حولهم
كانوا على وشك الهجوم للدفاع عن زياد، لكن الأخير رفع يده بإشارة من فمه، وطلب منهم الانصراف، مما ترك الجميع في حالة من الحيرة

"مساء النور يا تميم"
قال زياد بنبرة وإبتسامة ساخرة وكأنه يستمتع بالموقف

"إنت ليه كده؟"
صرخ به، كان يضع كمامة على وجهه تغطي أنفه وفمه

"مالك بس؟"
سأل زياد ببراءة، عينيه تتلألأ بالمرح، كأنه يجد متعة في استدراج تميم إلى مزيد من الجدل

"إنت ليه عازم كل الوسخين دول؟"

قبض زياد على معصمه وقربه منه ليهمس في اُذنه
"يا تشوفهم هيشربوا إيه، يا تروح أوضتك"

دفعه تميم ليبتعد عنه بغضب
"إنت أوسخ منهم كلهم"

تحرك بين الزحام ليصعد للسلالم لغرفته، خلع الكمامة ثم غطى وجهه بالوسادة، أراد تقليل الضوضاء التي يسمعها

سمع صوت إنفتاح الباب وعندها أبعد الوسادة عن وجهه وقال بغضب
"مش عايز أشوف دين أم وشك يا زياد"

"أنا مش زياد"
جاء الرد من شخص آخر، ما زال في الظل، مما زاد من استغرابه

اعتدل جالسًا، وعينيه تحاولان التكيف مع الإضاءة الخافتة في الغرفة
"حضرتك عايز مني حاجة؟"

"إنت الفوتوجرافر اللي بياخد شوتات لزياد صح؟"

"أيوة"
لم يكن مرتاحاً لحديثه لذا أمسك بالعدسة الصغيرة المتدلية من قلادته لينظر إليه من خلالها، أفلت العدسة ثم قال
"ياريت حضرتك تخرج عشان إنت لو عايزني في شغل أنا مش بشتغل غير مع زياد، أنا موقع عقد إحتكار، ودي أوضة نومي مش مكتب عشان تدخلها بدون إستئذان"