Chapter 1: حادِث

134 9 10
                                    

لفصل الأول

«وما شأني إن ابتغيتَ الوُجودَ في جحيمي؟»

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في أحد اهم الطرق السيارة الألمانية غير محدودةِ السُّرعة، سيَّارة سوداء رياضية تنطلق بسرعة مجنونة، بالكاد تلتقطها بعينيك،

بحِذائها الأحمرِ الفاقع تضغط على دواسة الوقود حتى أقصاها، حيث يبدو أن تِلك السيارات التي تُطارِدها ستبلغها عاجلاً غير آجل

كان وجهها متجهمًا لكن سرعان ما زَحَفت إلَيهِ ابتسامة جانبية مع لمعانِ أملٍ طفيف لعينيها السماويتين.

يبدو أنها وجدت الحلَّ للخروجِ من هذه الورطة فبحركة سريعة قامت بتدوير عجلة القيادة السوداء نصف دورة و ربع و الضغط على المكابح مصدرة صوت احتكاكٍ عالٍ مع ترك علامات الإطارات على الطريق. حتى كادت تصطدمُ بحواجز الطريق ثم انطلقت مرة أخرى في عكس الاتجاه فقد سلمت، سلمت وحدها... لأن السيارتين السوداوتين اللتان كانتا تطاردانها ارتطمتا ببعضهما محدثتان انفجارًا مدويًا كما تفتَّتا إلى أجزاء تناثرت على الطريق.

يبدو ان الشرطة ستصلُ قريبًا!

يستحيل بقاؤهم على قيد الحياة بعد هذا الحادث المروري الشنيع.. هذا لايهم فقد جَنوا على أنْفُسهم بمحاولتِهم إمساكَ شخصٍ متفوقٍ عَليهم مثلها.

بلهجة غير مبالية بينما تتصل هاتفيًا قالت

«أوه رايان.. حقًا.. هل تعرفُ كيفَ يمكنني القفز فوق الحاجز بين الطريقين في الأوتوبان؟ ،أقود سيارة رياضية... »

وضع الرجل في الجانب الآخر رأسه على مِخدّته البيضاء بحسرة، يبدو أنه قد توقع شيئًا من هذا القبيل في هذا الوقت منها فهو مساعدها الأول و الذي تأتمنه على حياتها
أحيانًا ... لكنه على الأقل يجب أن يرتاح،
يستحيل أن تعيش هذه المرأة بسهولة كإنسانة طبيعية ! يجب ان تقتل مرؤوسيها بجلطة دماغية يوما ما.

ردّ بصوت ناعس بينما يغلق عينيه
-«ابحثي عن أي شاحنة لحمل السيارات، يمكنك ركوبها من الوراء وتغيير الجهة ... هل هناك أي أوامر اخرى سيدتي؟»

-«أريدكَ أن تأتيَ الى محطّة الوقود رقم 7 من جهة اليمين و يُفَضَّل أن تستخدم سيارة عادية، بعد عشر دقائق!»

مباشرةً بعد كلامها أغْلقت الخط في وجهه لتتركه في حيرة من أمره.... فكيف يمكن بحق خالق الجحيم أن يقطع هذه المسافة الطويلة من منزله إليها في بضعة دقائق؟
وضع يديه ضاغطًا بشدة على جمجمته فبدا و كأنه سيبكي مما يعيشه من معاناة لكنه نزل درج بيته مهرولًا إلى سيارته وهو يصفع وجهه برفق لكي ينتعش في سبيل النجاة بحياتهِ وحياة عائلته..

ريسينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن