Chapter 4:فَساد

34 3 9
                                    

                       الفصل الرابع

   « أَوَ هل لقلبِك هدف لينبض…غير الورَقة؟»
        «ورقَة؟  بل هو ماخلفها... يا أحمق»


    لقد حدث ذلك حقًا! رحلة جامعية بعد سنين من الرُّكود!
   
   هذا ليس طبيعيًا حتى عند اقتراب نهاية السنة الدراسية… آخر امتحان سيكون بعد أربعة أيامٍ و قد يكون مسربًا كالعادة… سيحصل أولئك الحمقى على درجات النجاح وهم ربما  لا يعرفون أصلاً اسم المادة…

   -"أيها السيد الحارس!  هل يمكنك استدعاء دكتور المادة؟ هناك أمر أحتاج إلى مناقشته معه"

   -"لماذا ؟ ما البأس في الإمتحان؟ مالذي تريده؟ "

   -"هل يمكنك فضلاً استدعاءُ الدكتور؟ ،أموري معه و ليست معك "

   -" عزيزِي، أنا بروفيسور المادة "

     لقد حدثت أمور مثل هذه لمرات عديدة خلال فترة الدراسة الجامعية لكنها طالما انتهت بمكالمة هاتفية تكون كفيلة بإضافة الواحد أمام الصفرين.

    هذه الجامعة تصبح أكثر مللًا و سوءًا بعد ثلاثة أعوام من الدراسة بها.. حتمًا لن أكمل الماجستير هنا.. هذا ما فَكّرَتْ به و هي تُراقب الجميع يستمتعون بحياتهم ،يمرحونَ غير آبهين بشيئ من الدراسة .

  بعضهم لا يعرف أصلًا الفرق بين المعادلة و المساواة و يدرس هنا.. يالها من مضيعة للحمقى.

  الفساد هو في الحقيقة يعرف كإساءة استخدام السلطة الرسمية الممنوحة للشخص. لكن الفساد هنا هو أكثر من ذلك حيث حتى الشخص عديم السلطة يمكنه أن يكتسب واحدة من اللاشيئ حرفيًا ويَفسُد و يُفسِد بها وهذا مُبَرر كما قد يصبح شيئا مثل نتائج السعي، النتيجة تبرر الوسيلة ومن ذلك الهراء الذي ستتسخ به أذناك، سيتعبونك بكلامهم ثم سيسكتون، هكذا هم المتحذلقون في الحديث وأنت لن تحاول الحديث معهم مرة أخرى أو إقناعهم بوجهة نظرك و أن الأمر خاطئ برمتّه لأنك لن تريد أن تسمع الهراء مرتين بالطبع و أيضا من أنت أصلًا؟لا تملك المال...طالب؟ أنت في منزلة الحيوان يا هذا.

  على ذلك الدرج المبني على الطراز الروماني بإسمنته الذي يحتوي على رماد بركاني، تصميم لن تجد منه الكثير في العالم بأكمله، لكنك في إيطاليا... عُلوى الدرجاتِ حيث لا توجد تكسرات و شقوق جلست فتاتان من طلاب السنة الثانية، بدتا غير مهتمتين بما يحدث مع البقية تتكلمان بعفوية و بصوت مسموع

-" هل ستحضرين حفلة الفنانة سوزانا وودز؟ " قالت الأولى

لترد الأخرى و ابتسامة مرسومة على وجهها

-" بالطبع!  أنتِ أيضًا ستفعلينْ أنا متأكدة.. اعرُجي عليَّ في طريقِك! لنذهب معًا"

وضعت الأولى يدها على كتف الثانية و أكملت

ريسينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن