Chapter 3: شرخ في العادية

48 5 19
                                    

الفصل الثالث

«ماهو اليوم العادي؟
: هو الروتين الذي لا يموت خلاله أحد.. ولا أرى خلاله الدماء»


هذا .. وحتى بعد أسبوع كامل مَر لم تعد نويلا بِيَانْتشي ترتاد الجامعة.. بعض الشباب يعانون الإكتئاب بسبب غيابها لكن ذلك لم يغير الأيام كثيرًا...

كل شيئ يمر بخير بدونها.. كانت هناك بعض الإشاعات محورها أنها تجول هنا و هناك في إحدى الجزر السياحية و قد تم تأكيدها عندما بدأت هي بنشر يومياتها على حسابها الكبير على منصة إنستغرام و صور الشاطئ و غيرها من المعالم السياحية.

تنفرد أماريليس بنفسها طوال الوقت، بدت كشخص فارغٍ تمامًا و ممل بالنسبة للبعض و البعض الآخر كانت تبدو له غير مرئية، كذلك الشخص في الخلفية، الزميل الذي فور انتقالك الى صف آخر تنسى وجهه و اسمه.

لكن ماكان بداخل عقلها كان مختلفًا عما ظنوا جميعًا، أفكار لو سمعها أحدهم لسارع بالهرب الى الجهة الأخرى من العالم.

"ماذا لو أمسكت تلك الفتاة وقيَّدتها رفقتي؟ إنها تشبه نويلا.. هل ستحب جِواري؟ هل ستستمع إلى صوتي ؟ هل ستكون صديقة لي؟"

عيونها كانت تمتد لتضع جميع اولائك الطلاب في الصورة بينما تراقبهم من الجانب يجلسون على العشب.

"هل أنا وحدي من لا يعيش الحياة الطبيعية؟ كيف يمكنني عيش الحياة الطبيعية؟"

كانت تشعر بتشوش في نظرها و تفكيرها أيضا.. تنزل عيونها الى الأرض.

"ماذا لو اعتذرت لنويلا؟ هل ستسامحني؟ ماذا لو أحب ألكسندر نويلا كما كان من المفترض أن يكون؟"

"ألم يكن من المفترض أن أُولد؟ هل يجب علي أن أموت؟"

"أنا لست بخير..كيف يكون الشعور بأنك بخير؟ هل يشعر الجميع هكذا؟ أم أنا وحدي من يشعر هكذا؟ لماذا أنا لست في مكاني؟ أكان يجب أن أولد كقط صغير منزلي؟"

لقد كان شرخا عظيمًا في اليوم العادي.

أدخلها في حالة من الفراغ و أخرج عدة أسئلة من قبورها في ذهنها، هل تعلمون كيف يتصرف الإنسان عندما تراوده أسئلة لا يتعرف على إجاباتها؟ سيكبتها و يدفنها في أعماق أعماقه و لن يبحث عنها مرة أخرى فهو يميل إلى أن يشعر بأنه يعرف كل ماعليه معرفته.. حتى لو كان شعورا زائفًا.. الأمن الزائف.. ومن يتخذ طريق البحث فإن عليه بذل جهد كبير ليس الجميع على مقدرة بفعله.

وكما كان من المتوقع أن يحدث.. لا شيئ ولكن كان هذا اليوم المميز من الأسبوع بالنسبة لها.

بعد انتهاء المحاضرات اللازمة في الجامعة كانت الفتاة الظل تمشي في رواق المبنى الجامعي وهي ترى البقية يضحكون مع بعضهم و الأزواج رفقةً يجلسون في أماكن مخفية يتحدثون بلطف مع بعضهم.. فخطر ببالها ذكريات طفولتها المبكرة عندما كانت ترتدي فستانًا جميلًا بلون العشب في ذلك الربيع و ربطة شعر خضراء تدور بفستانها الأبيض الذي يحتوي زهورًا صفراء و أمها الجميلة تصفق ثم تضع تاجًا من الزهور على رأسها تضيق تلك العيون بابتسامتها... هذه كانت آخر ذكرى تذوقَت فيها طعم السعادة الحقيقية قبل أن تختفي أمها من الوجود..

ريسينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن