Chapter 2: اليوم العادي

87 7 21
                                    

لفصل الثاني.

« إذا رمى شخص رأسه تحت أقدام الآخرين فسأسعد بدهسه معهم..»

تراها بزيها الأنيق تنزل درج العمارة بعدما أغلقت باب شقتها الخشبي، لم تقابل غير جارتها العجوز التي تملك ابتسامة تدفئ القلب و.

على الرغم من ملابسها العادية و شكلها غير المميز إلا أنها كانت تجذب أنظار سكان حيها البسطاء دائمًا فقد بدت كشخص ناضج عكس أبناء جيلها الذين يتصفون غالبًا بالتهور و الرغبة في التميز.

بخطوات متتالية طرق كعبها الأخضر المنخفض الأرض، مصدرًا صوتًا خفيفًا شبيها باللحن حيث لم تكن الخطوات عشوائية للغاية.

تملك خصلات بنية متوسطة الطول لامعة ، عيون واسعة زرقاء غلفتها رموش قاتمة مغطاة بنظارات طبية، كما ينسدل شعرها الذي يصنع أشكالًا لولبية صغيرة على كتفيها.

وأخيرًا بعد نصف ساعة من المشي المتواصل، دلفت قاعة المحاضرات لتستقبلها تجمعات طلاب دفعتها يضحكون و يصدرون أصواتًا علية  و الذين بدوا كالمختلين عقليًا بالنسبة لها ، لكنها تجاهلتهم مثلما بادلوها نفس الفعل و تقدمت بضع خطوات إلى المدرجات التي تستقر على جانبي القاعة يتوسطها ممر طويل، وفجأة عندما كادت تجلس  شعرت بجسم يقترب منها بسرعة و يعانقها.... إنها طبعا صديقتها الوحيدة منذ المرحلة الثانوية..كما يعتقد الجميع.

"نويلا " هي تلك الشقراء ممشوقة القوام، فتاة حيوية و مشهورة في الوسط الجامعي وعلى الإنترنت أيضًا، أغرب شيئ فيها أنها تصاحب الفتاة غريبة الأطوار التي
كل ما تعرفه هو امتحاناتها، أبطال روايات أغلبها رومنسية، الشاي الصيني الأخضر و خط كتابة سيئ؟ لاشيئ مميز حقًا...

ثوانٍ و فُكَّ العناق حيث  قالت نويلا بينما تلمع
خضراوتاها بدموع الغبطة:

- "ماريـــــــ لقد اشتقت إليك، اشتقت إليك كثيرًا  أين كنتِ؟ لقد اختفيتِ عن العالم طوال مدة الإضرابات هذه و لم يُلمح لكِ ظل حتى! أتعلمين كم كنت خـ.. خائفة عليك..»

تحررت  دمعة براقة لتكشف عن احمرار وجنتيها.. تمنى أحد الشباب الحاضرين لو امتلك كاميرة وقتها ليلتقط صورة يحتفظ بها كذكرى  ، أمالت أماريليس رأسها لأسفل بينما تحاول تجنب التواصل البصري مع صديقتها بينما تقول بفوضوية و تشتت بصوت منخفض

-"أنا... أنا فقط تعرضت لموقف صعب... لقد كان ظرفًا طارئًا بالكاد تمكنت من حله و...تعلمين سأخبرك أنا لا أخفي شيئًا عنك أنا حقاً آسف.. "

قطعت الأخرى كلمتها قائلة بصرامة

" كم من مرة أخبرتك ألا تعتذري على شيئ لا يستحق التأسف عليه!؟ "

أمسكت يد رفيقتها و استطردت:

"أنتِ صديقتي المفضلة منذ خمس سنوات،ومع ذلك أنتِ أختي التي لم تلدها أمي، طبعًا أعلم أن لديك حياتك الخاصة و ظروفك ولكن أرجوك في المرة القادمة لا تختفي هكذا و تتركيني وحدي حسنًا؟ أرجوكِ شاركيني مصائبك كما تشاركينني فرحتك "

ريسينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن