من تعتقد أنه أجمل غطاء لحياتك قد يسحقها يوما ما...

4.8K 88 21
                                    

الوادي (عماد) و (منذر)...

لا يفترقان أبدا ...

اعتادا على المشاركة في كل شيء...

تزاملا في الدراسة، وتخرجا سويا، وتوظفا في نفس العمل...

حلت عطلة نهاية الأسبوع؛ وقد كانت بالنسبة لهما هروبا مقدسًا من ضغوط العمل الأسرة لأرواحهما المنطلقة، وقد اعتادا ألا يقضياها في المدينة أبدا، كانت الرحلات الاختلائية في أحضان الطبيعة بشتى أشكالها شغفهما، كانا يقضيان تلك الأيام المعدودة بين البر أو البحر .. بين التلال أو المروج.. في أي مكان يأخذهما قلبا وقالبا بعيدا عن ضجيج المدينة.

لم يكن المكان مهما لهما بقدر عزلتهما بأنفسهما عن الناس، كرسا أنفسهما لتلك الخلوات بقدسية؛ لذا اشتروا سيارة مخصصة ومعدة لهذا الغرض جاهزة للانطلاق بهما في أي وقت ولأي وجهة بعيدا عن صخب تلك الغابة الاسمنتية كما كان يسميها (عماد).

ذات يوم اقترح (منذر) بعد فراغهما من انطلاقهما المعتاد نهاية الأسبوع الذهاب نحو وادي سمع عنه من بعض الرحالة الذين يشاركونهما نفس الشغف في الاستكشاف فقال لصاحبه : ما رأيك أن تجرب مكانا جديدا هذه المرة؟

(عماد): لا أعتقد أن هناك مكانا لم نزره حول حدود مدينتنا.

(منذر): هناك مكان لم نزره من قبل.

(عماد) أين..؟

(منذر) وهو يبتسم : واد يبعد قليلا عن المسافة التي اعتدنا قطعها بحثا عن الخلوة مع الطبيعة

(عماد) بحماس: لا تسألني عن رأيي وانطلق نحو هذا المكان
قطع الاثنان مسافة ليست بالقصيرة نحو ذلك الوادي، وقبل العصر بقليل وصلا للمكان حسبما وصفة ذلك المستكشف، انبهر الاثنان من جمال الوادي وحضرته بالرغم من قحولة الصحراء من حوله، لم يترددا بالوقوف والنزول ونصب خيمتهما وإنزال حوائجهما؛ استعدادًا للسمر تلك الليلة في ذلك الوادي الجميل.

كانا في العادة يقضيان ليالي الرحلات في الحديث عن ذكرياتهما في المدرسة، عندما كانا طالبين ورحلاتهما المثيرة السابقة؛ لأنهما يجدان متعة في الحديث مع بعضهما وكأنهما شخصا واحدا يحدث نفسه، بقي الاثنان عطلة نهاية الأسبوع كاملة في ذلك الوادي، وكما اعتادا قررا العودة في صباح اليوم الأخير؛ لأن (منذر) لا يحب القيادة ليلا.

بدأ الاثنان بجمع حاجياتهما، وقام (عماد) برمي بقايا الطعام في الوادي بلا عناية أو حفظ لها في كيس قمامة، وكان (منذر) يستاء من هذا العمل في كل مرة لكن (عماد) كان يبرر ذلك بقوله؛ أنه لو وضعها في كيس فلن تأكل منها دواب الأرض، وسيخسرون الأجر والثواب في ذلك؛ تحرك الاثنان بعدما انتهيا من جمع حاجياتهما نحو المدينة، لكن عندما انتصف بهم الطريق صرخ (عماد) قائلا: تمهل.. لقد نسيت هاتفي الجوال!!

صخب الخسيف 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن