صخب الخسيف 1

هناك فرق بين أن تعيش وبين أن تكون فقط على قيد الحياة...

قسمة ونصيب أم ترفع سماعة الهاتف وتتصل بإحدى الخطابات المعروفات في حيهم..

تطلب منها البحث عن فتاة ذات مواصفات معينة لابنها البكر...

(الخاطبة): سوف أبحث لك عن فتاة تحمل المواصفات التي ذكرتها لكن يا (أم حمد) هل لي بسؤال؟

(أم حمد) تفضلي...

(الخاطبة): اعذريني على تطفلي؛ لكن عائلتكم كبيرة وبها ما شاء الله الكثير من الفتيات الجميلات اللاتي تنطبق عليهن المواصفات التي ذكرتها فلم تلجنين لي ؟... أعرف أنه سؤال غريب وتطفل مني وقد يحرمني من رزق أتى إلى بابي لكني أريد لك الخير.

(أم حمد) أخبرت ابني بنفس الكلام لكنه مصمم أن يرى من سيتزوجها قبل الزواج.

(الخاطبة): هذا من حقه...

(أم حمد) أعرف يا أختي لكن أغلب رجال عائلتنا يقدمون العادات والتقاليد على الشرع؛ ولا يسمحون برؤية العروس قبل أن يعقد قرانها، وذوق ابني صعب جدا ويشترط رؤية البنت أولا، وأنا لا أريد أن أقع في مشاكل وإحراجات مع أقربائنا بسببه...

(الخاطبة): فهمتك يا أم حمد.. لا تقلقي سوف أبحث لك عن فتاة تناسبك وتناسبه بإذن الله.

(أم حمد): أعتمد على الله ثم عليك في هذا الأمر.

(الخاطبة): لا تقلقي.

بعد أيام من هذا الحوار أنت (الخاطبة) لزيارة (أم أحمد) في المنزل وجلست معها في غرفة استقبال الضيوف وقالت لها:

لقد بحثت لك مطولا عن ماطلبت وحصلت على مجموعة فتيات متأكدة من أن إحداهن ستعجب ابنك...

(أم حمد) وهي تضع مبلغا من المال في حقيبة الخاطبة :

هاتي ما عندك؟

(الخاطبة): أحضرت معي مجموعة من الصور لبعض الفتيات وصدقيني إنهن من عائلات محافظة جدا؛ لكني أقنعتهن عندما أعطوني صور من سابقا بأن هذه الصور لن يراها إلا الخاطب الجاد، وهن بنات حسب ونسب وصفاتهن مطابقة لما طلبتي وهن يتركن معلوماتهن عندي حتى يكتب الله لهن النصيب.

(أم حمد) أين الصور؟

وضعت (الخاطبة) خمس صور في يد (أم حمد) وقالت:

هذه صورهن وكل صورة لها ملف عندي بأرقام التواصل معين ولن أدلى بأي معلومات عنهنحتى يختار ابنك إحداهن.. اتفقنا؟

(أم حمد): حسنا سأعرض الصور عليه اليوم وغدًا ساعطيك الرد.

(الخاطبة) أرجوك يا (أم حمد) أن لا تزيد المدة عن الغد يجب أن أستعيد الصور غدًا سواء أعجبتكم إحداهن أو لا.

(أم حمد): لا تقلقي أعدك بذلك...

في المساء اجتمعت (أم حمد) بابنها (حمد) وأخته الصغرى (حصة) وتناقشوا في الموضوع...