٨| المجلس المَلكي

155 20 41
                                    

-

لقد كُنت أشعر بالتوتر، أُفكر أكثر مِما أحتجت عِندما ذهبت في طريقي إلى المجلِس المَلكي.

وهذِه أنا الآن في مكاني، يَعتريني حقد، غضب، وغِل شديد بِفعله أتسائل لماذا كُنت مُتوترة قبل ساعة مِن هذِه اللحظة حيث كُنت أجلس على طاولة مِن الخشب القويّ، سَميكة وتعج بِالفخامة، تصرخ من بعيد إنها طاولة أثمَن مِن مَنازل الطبقة المُتوسطة في هذِه الممكلة، أغارثا وشخصين آخرين كانوا يُشاركوني الجلوس على هذِه الطاولة عديمة الفائدة.

الجميع يَجلس بأعتدال، أنا، ذلِك الرجل الأشيّب، والرَجل الآخر الشاب، أما أغارثا كانت تميل برأسها على يدها تتكأ بها على يَد المقعد، تنظر بأتجاهي مُبتسمه كأنها تتأمل شيئاً ما، تتأمل الخراب الذي صنعه صنفها، تتأمل عَيناي تخلو مِن البَريق الذي أخذته مِني عائلتها زوِيلد، "تبدين جميلة.. لقد كبرتِي لتصبحي سيدة جميلة.. تماماً مِثل والدتكِ."، لقد كانَت تتكلم بِنبرة حنونة، ليس وكأنها تمسك جمرةً بِيدها مُحاولةً منها لتذكيري بما حدث تِلك الليلة حين أبعدت الصخرة الساقطة مِن أعالي المنزل عني لِحمايتي بينما هي مَن تسببت بسقوطها، لكن لا أظن إنها تدرك ذلك، لا أظن أنها تعرف إنني لم أنسى تِلك الليلة ولو لِيومٍ واحد.

أعتدلت بجلستها ثم أعتدلت مَلامحها، وقالَت بين أستدارتها لِترمي تِلك الجمرة فِي المدفأة حيث تسببت تلك الحركة بِتناثر بعض حُبيبات الجَمر على تِلك السِجّادة المخملية السميكة، التي أجهل وجودها هُناك، "لكن السؤال هو، هل سوف تصبحين مِثلها؟"، نظرت لي بهدوء، ببُطئ، هذِه العجوز تمزح معي بالتأكيد، هل تهددني في مِثل هذا الوضع؟، الجملة تبدو طبيعية لكل شخص لا يعلم ما فعلته معي تلك الليلة، يبدو أنها تقول لي هل سوف تصبحين عظيمة مثلها أو شيء كهذا، لكن بالنسبة لي لا تبدو كذلك، لقد كان تهديداً واضحاً، هل سوف تموتين على يدي مِثلها..

ذلك ما فكرت به أنا، "ماذا لو كُنت مِثلها؟"، نظرت لها، أُعيد لها التهديد، هل لو كُنت مِثل والدتي سوف يُرعبكِ هذا يا أيتها السافِلة؟، يُخيفكِ ذلك؟، حسناً لا أعتقد إن هناك أحداً يقتل شخصاً ما من دون سبب، وفي أغلب الأحيان يكون القتل بدافع الخوف، لذا أنا مُتأكدة أنها قتلت والدتي لأنه يوجد لديها شيئاً ضد أغارثا.

نظر لِي ذلك الرجل الأشيّب مُرتدياً النظارات الطبية، حيث صدى صوته يتحدث معي يَجذب أنظاري له، "والدتكِ كانت مُحاربة عظيمة، ذلِك سوف يُخيف العديد، سيدة أيفِيريا."، إنه مُحق، والدتي كانت مِن أفضل المُحاربين في المملكة، إذا كُنت سوف أصبح مِثلها فهذا شرف عظيم للمملكة أولاً ولي ثانياً، تنهدت أغارثا قبل أن تُعيد الحديث بهدوء، "لِترقد والدتكِ بِسلام، فاجعة موتها مَا زالت تؤذي رُوحي إلى الآن."، نظرت لِي، والآخران ينظران لِي كذلِك، ينتظرون ردة فعل عادِلة كفاية..

أحمـَـر || REDWhere stories live. Discover now